الفصل الثانى|دكتور

26 3 1
                                    

يوم الاحد الثالث من سبتمبر لعام 2017، و الساعة الآن الخامسة و الربع صباحاً.

ذهب أنس ليصلى فى المسجد صلاه الفجر، فدعى الله بأن يسعد فى الجامعة و أن يسعد فى الدنيا و الآخرة و دعى لوالدته المتوفاة.

عاد انس الى المنزل خائب الرجاء، ثم بدأ يستحم.

انهى انس استحمامة و بدأ فى شرب كوباً من القهوة كما اعتاد عليها.

نظر انس الى الساعة ثم قال:ياااااه، الساعة ستة و نص، و ميعاد اول محاضرة الساعة تمانية، لازم البس دلوقتى، ألبس احلى لبس عندى الى لونه اخضر لأنه كان لون امى المفضل.

بعدما انتهى من ارتداء ملابسه، خرج بعدما قبَّل جبين والده، فألقى السلام على والده.

اثناء ما كان انس فى الطريق الى الجامعة، بدأ انس يُحَدِّث نفسه كالعادة:انا كدة رايح جهنم برجلى، عااادى ما انا اتعودت على كدة، امتى هييجى اليوم الى اكون فيه جنب امى فى قبرها، انا ليه كدة، ايه المشكلة، هل انا فقير؟ ، لا، الحمد لله الحالة نوعا ما كويسة، طب يمكن علشان دخلت صيدلة، انا مش تافه للدرجادى، اللهم يَسِّر لى الخير و البركة فى هذه الجامعة.

وصل انس الى باب الجامعة فى تمام الساعة السابعة و النصف صباحاً، بدأ انس يتجول فى الحرم الجامعى و يرى مبنى كُلية الصيدلة و كلية الطب و الكلية الحربية و كلية الطيران.

بدأ انس فى السؤال على نظام الجامعة و ما هى الجامعة و بدأ يسأل عن مكان تواجد مُدَرَّجه، و القاعة التى من المفترض ان يدرس بها.

انطبق عقرب الساعات على ثمانية و عقرب الدقائق على اثنتا عشر.

دخل انس مُدرجه ثم تَبِعَهُ الاستاذ الجامعى و بدأ يشرح ثم يشرح ثم يشرح و يحاول انس التجاوب مع الاستاذ و بدأ يسأل الاستاذ.

فأُعْجِب الاستاذ بنباهته و ذكائه و سَعِد الاستاذ سعادة بالغة.

ثم انتقلت السعادة الى انس حينما وجد استاذاً آخر فى شرح مادة قريبة من الاحياء و الطب.

بدأ الاستاذ يشرح ثم يسأل انس بعض الاسئلة، حتى فاز انس بصداقة جميلة بينه و بين الاستاذ بسبب سؤال ذكى سأله انس للأستاذ، فأجابه الاستاذ.

بعد الإجابة مباشرةً قال الاستاذ لانس:انت ايه الى دخلك صيدلة، مدخلتش طب ليه؟

رد انس:دى قصة طويلة ها اقولها لحضرتك بعد المحاضرة ان شاء الله.

استكمل الاستاذ شروحاته حتى انتهت محاضرته.

بدأ انس فى التحدث مع الاستاذ و قال الاستاذ:ها، مقولتليش، ليه مدخلتش طِب

رد انس فى حزن:انا حلم حياتى انى ادخل طب

قال الاستاذ:طب مدخلتهاش ليه، درجتك مش مناسبة، انت جبت كام؟

رد انس: انا جبت 99.9%

رد الاستاذ:طب دا انت اصلا من اوائل الجمهورية، مدخلتش طب ليه بقى

رد انس فى ابتسامة متألمة:بابا اغصبنى انى ادخلها و هو عارف انى بحب الطب و بكره الكيمياء و سألته كتير، لكن رده كان دايما" هتعرف مع مرور الوقت".

رد الاستاذ: و مامتك، مالهاش دخل فى الموضوع؟

رد انس: ماما متوفية من سنتين

رد الاستاذ:آسف جدا، عموما لو احتاجت حاجة قلى، و دا رقم موبايلى، اعتبرنى اخوك الكبير او والدك.

رد انس:شكراً جزيلاً، انا فعلا محتاج أخ ليا علشان معنديش اخوات.

رد الاستاذ:ان شاء الله هكون عند حسن ظنك، و لو احتجتنى فى اى حاجة فى الدراسة او غيرها، كلمنى، انا عايزك تنسى انى دكتور، بس اوعى تنسى نفسك كطالب.

رد انس:حاضر.

بالطبع انتم لا تعلمون شيئاً عن الاستاذ، هذا الاستاذ كان الاول على الجمهورية و حصل على 104%، هذا الاستاذ اسمه الدكتور إسلام، لكن لماذا كان متمسك بأنس كل هذا التمسك، بسبب جماله و جمال اخلاقه و ايضاً لأن الاستاذ ليس لديه اخوة اصغر منه و كان يتمنى ان يكون لديه اخ اصغر منه عمراً، و مع العلم ان هذه المحاضرة هى اول محاضرة يعطيها و لتأخذوا فى الاعتبار ان سن الاستاذ لا يتعدى 32 عام، متزوج و لديه فتاه فى عمر عام.

بعد بضع دقائق اتى فتى إلى انس و قال له:اسمك ايه ياض؟

رد انس فى غلظة:انا اسمى انس و من فضلك اتكلم بأسلوب احسن من كدة.

رد الفتى:انا اتكلم براحتى ولا انت اهبل زى أمك؟

احمر وجه انس فقال:المفروض يقولوا لأمك، متخافش من الهبلة، خاف من خلفتها.

فبدأ الاثنان فى عراك قوى حتى ضُرِبَ انس على رأسه فسقط مغشياً عليه.

             *             *             *            *

حِكْمَت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن