الفصل الثالث عشر| 1000 حكمة و حكمة

16 3 0
                                    

ظل صوت حكمت يتردد فى اذن انس و عقله بدأ يتفكر فى هذه الكلمات، فبدأ ضميره يتحرك و بدأ يمحى كل الوان البؤس و الشؤم و بدأ قلبه يكسر كل فكرة سلبية فى رأسه.

بدأت المشاعر تتغير تجاه انس حتى تصل الى الإجابية المبهجة.

عاد انس الى منزله مبكراً و قال:انا مش عارف حصلى ايه، انا مش قادر اوصف ايه الشعور دا.

فوجد امه تهدى اليه قلباً ازرق، و وضعته مكان قلبه.

فسقط انس من شدة الذهول فقال:ماما!....امى!....انتى هنا؟!....

مدَّ انس يده ليلمس والدته، بتبخرت كالحلم، فشعر انس بالدوار و سقط على الارض مغشياً عليه.

حينها بدأ جسده يتلون بألوان السعادة فتغيرت ملامحه من الشاحبة الى النضرة، و سرعان ما بدأ عقل انس الباطن فى مراجعة كل نغمة من انغام حكمت التى بعثتها فى اذنية، كل حرف كل كلمة كل همسة كل شئ، فأرسل عقله هذه الكلمات الى قلبه فبدأ ينتظم فى خفقانه حتى بدأ يضخ دماً انقى، ملئ بالحيوية و البهجة و السرور، سار الدم الى المخ فضُبِطَت ميكانيكية تفكيره، فصار اكثر إيجابية.

دخل انس فى ادغاث احلام،فرأى الدنيا حالكة الظلام، بعد دقائق استنارت الدنيا ولكن كانت بدون الوان، ابيض و اسود،،،،،فرأى انس حكمت تسير من بعيد و كل خطوة تخطوها حكمت، تتلون الدنيا من خلفها، فوصلت الى انس فجعلته منيرا حينما وضعت يدها على رأسه، فتلون و صار مضيئاً كالمصباح، و بدأ باستنشاق رائحة الزهر منه و منها، بعد ذلك وجد نفسه جالساً على ارجوحة من قاعدتها من ذهب و سلاسلها من فضة، فوجد والدته تجلس على الارجوحة المقابلة له فقالت:من هنا يتحقق الحلم،،،،،.

سكتت برهة فقالت:انت فى يدك الخشب و الحبال، بيدك تبنى الجسر الى يوصلك لطريق الحياه و بيدك ترمى كل الى معاك فى قاع المحيط.

بعد قليل سمع انس صوت والده و بدأ يرى وجهه فى السماء يقول: انس....انااااس.....اناااااس.

ثم وجد هواءً شديداً و نزلت عليه امطار مغرقة، ايقظته.

فتيقن ان والده قد القى عليه ماءً ليفق.

قال الوالد:ايييه يا انس، انت بخييير يا حبيبى.

فنهض مسرعا فقال:فين ماما، كانت معايا هنا.

رد الوالد: امك توفيت.

انس:لا، دى حتى ادتنى،،،،،،ااااه دا كان حلم.

الوالد:حلمت بأيه بقى، قلى؟

انس: شفت ماما و كانت،،،،،،.

دخل االيل على انس، بعد قليل امسك كتاباً كان فى غرفته يسمى 1000 حكمة و حكمة، فكانت اول حكمة قرأها هى"القناعة كنز لا يفنى" ثم "ارحم ترحم" ثم وجد الحديث الشريف "الابتسامة فى وجه اخيك صدقة"،،،،قرأ انس الكثير، لكن بعد قليل ظل يكرر " القناعة كنز لا يفنى " ثم كرر "الحمد لله على كل حال ".

تعمق انس فى هذه المعانى فوجدها كنوزاً بدون مالك، وجدها بيده لكنه لم يكن يدرى.

بدأ يبحث فى القناعة بشكل عام و خاص و بدأ فى قرآءة بعض القصص القصيرة التى تعبر عن هذه المعانى.

بعد قليل خطر فى بال انس ما لم يكن بالحسبان،،،، فما هذه الخواطر الشيقة،،،،،،

                 *          *          *          *

حِكْمَت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن