يالـَّه مِن يَومٍ هادئٍ كئيب.
مرَت ساعاتُ اليومِ كأرنَبٍ يعدو،مُكفهِرة بصمتٍ مطبقٍ ونظراتٍ معاتبةٍ ساخطةٍ.بَعد أن أصرَت السيدة إيميليا على الرَحيلِ إلى المَحطةِ للعَودة إلى ستراسبُورج-مدينَة بفَرنسا-من چَديد،ساد الَبيت كيانُ الهِدوء المُتملمِل على القُلوب.
كانَت الواحِدة بعد مُنتصف اللَيلِ تقريبًا،حينَما صدُرت جلبة لحظية بقاعِ سكون المنزِل للمَرةِ الأولى منذُ وقتٍ. تفرَقت رموشِها مُستفيقةً بأنزعاجٍ،محاوِلة إسترداد وعيّها بالكامِل وهِى تُرهِف إلى تِلك الأصوات التي إنبَعثت بالقُربِ.
وضَعت رداءَ نومِها بكَسلٍ وچرت خطواتِها خارِچ الغُرفة،مُتبيِنة مَصدر الأصواتِ بعد لحظاتٍ من البَحثِ،لقد كانت آتِية من غُرفة السيدة آيزيس بالطابِق السُفلي.
عقَدت حاچِبيها بتعجُبٍ ريثما تنزِل درچاتَ السلمِ ببُطيءٍ،مستوضِحَة باب الغُرفة المفتوح وعبرِه قابلَها ظهرُ السيدة آيزيس وهِى ترمُق چسدًا متكوِمًا فوق الأرضِية بخضوعٍ،وتأوهاتِه تنبعِث بخفوتٍ.
"ماذا حدَث؟"تسائلَت سانِي بحيرةٍ،لتلتفِت إلَيها السيدة آيزيس بقسماتٍ شزرةٍ حادة. "سـارِق. حاوَل إقتحام المنزِل عبرَ نافِذة الغُرفة،فباغتَه بإحدى المِزهَريات. لِوي يتَصِل بالشُرطة."
ذُهِلت سانِي لبُرهةٍ من ثباتِ السَيدة العچوز وشجاعتِها في موقفٍ كذلك،في حين لو حدَث لها آمرًا مشابهًا،هِى لا تدرِ كيف ستتصرَف،ولكِنها حتمًا لن تكسَر مِزهَرية فوق رأسِه.
أنصَتت إلى تأوه الرجُل المتألِم،لتنظُر إليه بريبةٍ وچسده يتكوَر إلى الچانِب محاوِلًا طمس أوجاعَ رأسِه المُرتطم. إلتَفت حوله ببُطيءٍ..مستوضِحة ملامح وچهه المُنكمِشة المُضيئة بضيّ القَمر؛لتَشهق بصدمةٍ.
"مايكِل!"تهكَمت بعدم تَصديقٍ،چاثِية بچوارَه معاوِنة إياه على الِاعتدال،رَغم نظرة السَيدة آيزيس المُستنكِرة. "ما الَذي تفعله هُنا بحقِ الله؟"
زم مايكِل شِفتيه بتألُمٍ،مسندًا ظهرَه ضِد إطارَ السرير من خلفَه متوجعًا.
"..لقد أردتُ فقط رؤيتكِ،تَبعتكِ بالصَباحِ أنت وذلِك السَيد،ورأيتُكِ تدخُلين هنا."
"تُريد رؤيتي بَعد مُنتصف اللَيل؟"طرَحت بسَخطٍ،غير مستوعِبة الموقِف الَذي يدور،أو تصرُف ذلِك الشاب الطائِش الَذي كان بمثابةِ أخًا لَها.
نكَس مايكِل رأسَه ولم يُجِب،مؤكِدًا ظنِها ومُفشيًا بكذِبَه.
إستقامَت سانِي من مكانِها بغَضبٍ،رمقتَه بلومٍ ساحقٍ وخيبة آملٍ شديدة.
فهو لَم يأتِ لرؤيتِها،هو فَقط آتى للحُصولِ على چزءٍ من الرَخاء الذي يسودَها،أراد أن يُقاسِمها حياتِها المُرفهة،ولكِن بالسَرِقة.
أنت تقرأ
لَيـالي آوبلَڤـلِت.
Fanficأن الفَرق بين السَـيدة النَبـيلة وبـائِعة الـوردِ لَيس بِكَـيف تتـصرَف، بل بِكَـيف تُـعامل. ▪ كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪ لَيالي آوبلَڤلِت [ رِوايـَة - لِويس تـوملينسِون ]. ▪ مُستوحاة مِن قِصة سيّدتي الجَميلة لِلكاتب آلِـن چاي ليـرنِر.