الفَصل التاسِع.

2.4K 257 154
                                    

الوَضع لا يُمكِن أن يكون أكثَر توتـرًا.
هكَذا فكر كِلاهُما،وهُما يچلِسان بطاولةِ الطعامِ يتفاديا نظراتَ بعضِهما،ويُنصِتان قسرًا إلى السَيدةِ المُتحمِسة على رأسِ المِنضدة الَتي كانَت تتحدَث دون إنقطاعٍ.

"..لِوي كان لَديه قائِمة بمواصفاتِ الفَتاة الَتي يرَها مناسِبة لَه،كأن تكون ذكِية،لَطيفة،چذابة. لقد كان يَبحث عن فتاةٍ بمواصفات قِياسية."رَوت السيدة ضاحِكةً بسعادةٍ،وهِى تنظُر إلى سانِي الَتي إبتَسمت بزيفٍ،شاعِرة بكَم الوَضع كان متأزم تمامًا.

كانت تُريد أن توضِح الصورة بصحةٍ في عينيّ السَيدة وإن كان صَمت لِوي عن الحَديث يُعيقها،هو لم يُبادِر بإصلاح سوء الفَهم لوالِدته،لم يتقدَم بالشَرحِ والقِول بأن سانِي لِيست الفَتاة المنشودة لَه،ولكِن كانت هذهِ هى المُشكلة..مَن ستكون هِى إذن؟

"أُمي،كان هَذا عِندما كنتُ بالثامِنة عَشر."نبَس لِوي،ملامِحه غير مِقروئة بوضوحٍ،وإن إستطاعت سانِي إصطيادَ التضجُر والضيق الشَديد بقاعِ صوتَه مِن الحَديث المَفتوح.

"ولكِنكَ عثرت علَيها بجميعِ الأحوال!"تبسَمت السيّدة بوسعٍ،ليَرمي عينيه بعيدًا بغضبٍ يتچذَر بعروقِه وهِى تلتفِت نَحو سانِي بنظرةٍ مستطلِعة.

"إذَن،هل حددتُما موعدًا للزواچ؟ أتعلَمين؟ يُمكِننا إقامة حفلَ الزواچِ بقَصرِ العائِلة،سيكون هَذا بديعًا."

تلجَمت سانِي بمكانِها،تيبَس لسانَها ولم تَدرِ بماذا تُجيب على السَيدة التي چرِفت الآمر لمنحدرٍ عميقٍ للغاية. نظِرت إلى لِوي مُستغيثة،ليتنفَس بصبرٍ وقد ضاق ذِرعه تمامًا مِن دفةِ الحديث.

"لَا أُمي،لم نفعَل..ولَن نفعل قريبًا.
وحين نفعَل،سنُقرِر حينها أين سنُقيم الزِفاف."تحدَث بقطعٍ وإنفعالٍ بين،قُبيل أن يِستقيم بموضِعه مُلتقِطًا قُبعتِه المُستديرة بوجومٍ. "عليّ الذهابِ إلى المَكتب،فلديّ بعض الأعمالِ العالِقة. سأعود على العشاءِ."

"ستجِدنا بإنتظاركَ،عزيزي. فأنا وسانِي لَدينا الكَثير لنتحَدث عنه."أقَرت السيدة بـشَجنٍ،رابِتة على يدِ الشَقراء بلُطفٍ.

إختَنقت أنفاسُ سانِي بتوچُسٍ،وساورَها القلقُ مِن تخيلِ الحَديث مع السيدة بمُفردهما،دون وجود لِوي ليُنقِذ ما يُمكن إنقاذَه.

"سانِي،هل يُمكِنني الحَديث معكِ للحظةٍ؟"طلَب لِوي بخُفوتٍ؛لتهِز رأسها مُستجيبةً وتنهَض مُتتبِعة إياه نحو بابِ المنزِل الَذي فتحَه،ليُقابِلهما هواء الصَباح العَليل وهُو يصِدمهما بأنتعاشٍ.

وارَب الباب خلفِه وتنهَد بعُمقٍ،متحولًا لمُجابهةِ خضراوتيّها المُرتبِكتين.

"أعلَم بأنه موقِفًا سخيفًا لِلغاية،وأنا لا يُمكِنني إخبارِها بالحَقيقةِ،لَيس بعد أن نسَجت كُل شيءٍ بخيالَها. حاولِ أن تُجاريها فيمّا تقول،وأنا سأُحاوِل العَودة سريعًا،مفهوم؟"

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن