كَانت قُرابة مُنتصفِ اللَيل،حينَما فتَح بابَ المنزِل بخُمولٍ سيطَر على حواسِه وأوصالِه المُتشنِجة،مستمِعًا لحسِ الصَمت وهو يَعيث بالمكانِ بلمسةٍ أرابَته.
وضَع مِعطَفه باهمالٍ على الطاوِلة الصَغيرة،وتمَدد على الأريكةِ بجسدٍ مُهلكٍ وعقلٍ نازفٍ من جُيوشِ أفكارِه الَتي شنَّت حربًا عليه بتِلك اللَيلةِ العَصيبة.
"لِوي؟"
فتَح عينيه بأرَقٍ،مقابلًا السَيدة آيزيس تخرُج مِن رواقِ غُرفتِها بملابِس نومِها،ووجهُها يَحمِل تعبيرًا قلِقًا.
"لقد تأخرتَ كثيرًا. أين هِى سانِي؟"دلَك جبينَه بتَعبٍ،قبل أن يتيبَس مستوعِبًا سؤالَها،وقرّن حاجِبيه باستغرابٍ. "سانِي؟ لقَد ترَكتني منذُ ساعاتٍ. يجِب أن..أن تَكون قد عادَت إلى هُنا."
إنبَسطت ملامِحُ السَيدة آيزيس بحَيرةٍ وإستقامَ هو مقاوِمًا كسَل أطرافَه،سامِحًا للقَلقِ بأن يَسرِي بفكرِه.
"..ألَم تأتِ؟ كان علَيها..أن تَكون هُنا. لأنَها رحلَت منذُ وقتٍ.""أنا متأكِدة بأنها لو عادَت كنتُ لِأعلَم."نبَثت السَيدة آيزيس مُعقِبة؛مُشتِتة تركيزَه ودافِعة بالتوجُسِ بأن يتجَذر بداخِله ببُطيءٍ.
نظَر لِوي عبرَ غُرفةِ مكتَبه بآملٍ،تفقَد الحديقة الخَلفِية وغُرفتِها الخاوِية،ولكِن بلا فائدةٍ..هى لَم تكُن موجودَة حقًا.
وقَف بمُنتصفِ البَيت حائرًا،قلِقًا..خائِفًا.
كُل كلمةٍ قالَتها بجدالِهما الحادِ طرَقت أُذنيّه بقَسوةٍ. نظراتُها المَخذولة،الغاضِبة،المتألِمة لاتزَال تُطارِده أينَما نظَر. صوتُ خطواتِها وهِى تَبتعِد..لايزال يُرافِق عقلَه الدامِي.خرَج مِن البَيتِ إلى الظَلامِ المُثلِج شاعرًا بتجمُد أطرافَه بدمامةٍ،نظَر إلى الجانبِ باضطرابٍ شَديد صاحَبه رغبةً شديدةً بالتراجُعِ عن ذلِك القَرار الذي إتخَذه باضطرارٍ،ولكِنه لم يجِد نفسَه إلا وقد وقَف على عتبةِ بَيتِ زَين،يطرُق بابَه على مضَضٍ.
إبتَعد عن المَدخلِ صانعًا تجهُمًا حادًا على وجهِه ريثما ينفتِح الباب بَعد وقتٍ كاشفًا عن هيئةِ زَين المُنكمِشة بارهاقٍ،وسُرعان ما إنبَسطت ملامِحُه النائِمة بدَهشةٍ عارمةٍ،وهو يرمُش بعدم تصديقٍ.
"لِوي؟ آه،مرحبًـ..-"
"هل سانِي هُنا؟"قاطَعه لِوي بحدَةٍ،مراقِبًا حاجِبي زَين يتلاقَيا بحَيرةٍ بينما يَنفِي برأسِه،خاطِيًا على عتبةِ الباب باستقامةٍ. "أخِر مرةً رأيتُها كان بالظَهيرةِ قَبل الحفلِ. ألَم تكُن معكَ؟"تنهَد لِوي باختناقٍ متجاهِلًا تساؤلاتَ زَين القَلِقة عمدًا.
هو لَم يدرِ أين قَد تكون قد ذَهبت،أين يُمكِن أن تَكون الآن بذلِك الوَقت دون أن تُخبِره تارِكة إياه يشتعِل قلقًا وهمًا بسببِها.
أنت تقرأ
لَيـالي آوبلَڤـلِت.
Fanficأن الفَرق بين السَـيدة النَبـيلة وبـائِعة الـوردِ لَيس بِكَـيف تتـصرَف، بل بِكَـيف تُـعامل. ▪ كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪ لَيالي آوبلَڤلِت [ رِوايـَة - لِويس تـوملينسِون ]. ▪ مُستوحاة مِن قِصة سيّدتي الجَميلة لِلكاتب آلِـن چاي ليـرنِر.