٢٩

16.4K 171 28
                                    

نزلت من اعلى وهي هادئه تبحث عن بهجه في هذا المنزل الجديد عليها..اشتاقت لاخواتها ولمنزلها. بدأت بالتملل من هذا الزواج الغريب..ومن رسميتها، ماحدث اليوم صباحاً كان جارحاً لأبعد حدود الجرح..
سمعت صوتاً من المطبخ لتتجه إليه لتراها تُعد الغداء كعادتها...ترددت في إلقاء التحيه بعد رؤيتها بريق عينيها وهي تنظر لهاتفها ..لماذا تبكي؟ وبصمت!
لماذا هي دائماً ذابله واهدابها مبلله..؟!!

اقتربت لتلقي تحيتها/السلام عليكم

مسحت دمعاتها بسرعه وهي ترفع رأسها وتحاول ان تبتسم/وعليكم السلام..هلا نيفادا!!

يالتلك النبره الحزينه والمشبعه بالألم/ليه تبكين وتناظرين جوالك؟! خفت! صاير شيء لعيالك؟!

حركت رأسها بالنفي وهي تريها صوره تجمع اطفالها في هاتفها/لا الحمدلله ما صاير شيء..بس مشتاقه لهم.

جلست في كرسيها وهي تأخذ الهاتف و ترى صورهم بحزن/يهبلون ما شاء الله..الله يردهم لك

تنهدت/امين يا رب.. نازله بدري غريبه

حاولت ان تعتاد وتقترب منهم/ابي اساعدك.. ترى ماعرف اطبخ بس عادي علميني وان شاء الله ما اخذلك

ابتسمت على لطافتها/دامك تبين تتعلمين اكيد بيسهل لك هالشيء اهم شيء الرغبه

لاحظت ابتسامتها تبرز جمالها وتبدو احلى بكثير/تصدقين انك احلى وانتي مبتسمه..

اتسعت ابتسامتها وهي تقف/خلينا نقوم نخلص شغلنا ونترك هالمجاملات، 

ذهبت معها بحماس/وش بنسوي هاللحين

اخرجت القدر ووضعته في حوض الغسيل/اول شيء راح اعلمك كيف الكبسه بأسهل الطرق.. وبعدها السلطات و راح اسوي معه ايدام باميه .. بس هاه ترى اذا علمتك بتصيرين تاخذين معي وجبه يوم انتي ويوم انا هذا شرطي <<<قالتها مازحه

ردت بحماس/موافقه..حابه اجرب اطبخ بمطبخي بس ماعرف

كتمت ضحكتها على صفاء نية هذه البنت، مهما بدت ماكره ، يتضح صغرها و تتكشف طفولتها بتصرفاتها العفويه، لربما كان ذلك السحر الحلال الذي غشى أخيها منها.."انثى بروح طفله"..!!
.
،
.
،
.
،

.:
أنهى لبس حذاءه الرياضي و اخذ شاله البني وهو يبتسم..هي من اهدته في ذلك الصندوق الازرق، ، لفه حول رقبته ليتجه لذلك العطر الذي بات مغرماً به فهو من عطور تلك السمراء الساحره، ابتسم بسخريه على نفسه وعلى فشله، كانت بين يديه و لم يكن يستطيع ان يقترب منها..كل ما حدث بينهما هو عناق عينين صامت و لذة نظر لم تُخلّف داخله الا حسره احرقت كل ابواب قلبه حينما احتلّته و استقرت على عروشه!!.. مسح على وجهه و هو بحركه بات يفعلها لا إرادياً حينما تغشاه طيوفها وتلقي به ...
خرج من الغرفه سيذهب لناديه الرياضي هذا آخر اسبوع له هنا ..سيدفع الرسوم و يخوض اخر تمرين له فيه..
سمع صوت جرس الباب..توقع انه زوج اخته عزّه سيذهب معه للنادي..و من ثم سيعود لأخذ والديه وعزه لعشاء في احد المطاعم..
نزل تحت ليتفاجىء بأبنة عمه الصغيره ذات الإثنى عشر عام ليبتسم/اهلييين لينا

ما وراء الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن