البارت العاشر

25.7K 469 14
                                    

ف نفس الوقت الذي اختطفت فيه خديجة ف فيلا الخطيب ف حجرة مليكة كانت تجلس ع الفراش وتضم رجلها إلي صدرها وتنتحب بشدة ع فقدان اختها وهي ف هذة الحالة طوال الخمس اشهر الماضية ولقد مرت ستة أشهر ع خديجة وهي مفقودة لا يعرفون عنها شئ وأرادت أن تبلغ الشرطة لتبحث عنها ولكن غيث اوقفها وأمرها بألا تتدخل ف هذا الأمر وأنه سوف يجلبها لكنه يحتاج إلي بعض الوقت فأخذت تردف ف نفسها : انتي فين ياخديجة نفسي اشوفك واطمن عليكي يارب تكوني كويسة يارب خليك جنبها يارب
قطع حديثها دلوف ايسل إلي الغرفة بوجه حزين هي الاخري وآثار الدموع ف عينيها وعندما وجدت مليكة تبكي اتجهت لها بسرعة واخذتها ف أحضانها واخذت تمسد ع ظهرها بحنان وأردفت : كفاية عياط يامليكة انتي مش شايفة وشك بقا عامل ازاي

مليكة وهي تبكي بمرارة : مش قادرة مش قادرة انا كنت فاكرة انها هتغيب شهر وهتريح أعصابها وترجع تاني لكن دية طولت اووي هونت عليها عشان تسيبني دا كله

ايسل ببكاء هي الاخري : خديجة اتعذبت اووي ف حياتها وكان لازم تبعد عشان تعرف تعيش عشان لو كانت فضلت قاعدة هنا كان هيجرالها حاجة انا كنت بضغط عليها بكلامي من غير ما احس كنت دايما اقولها استحملي غيث كويس وطيب كدا كنت اقولها سامحيه قربي منه اوعي تسيبيه ومكنتش اعرف انها بتتعذب اووي كدا

مليكة بحزن : تفتكري هترجع وتعيش وسطنا

ايسل بهدوء : اكيد طبعا هترجع هي بس محتاجة تعيد حساباتها وترتب أمورها وتبقي قوية عشان لما ترجع تقدر تواجه غيث

مليكة : يارب ترجع بسرعة عشان وحشتني اووي

ايسل بمرح : اللي يشوفك كدا ميشوفكيش وانتي كنتي بتناقري فيها أربعة وعشرين ساعة وأكملت وهي تزيل دموع مليكة : يلا ياستي قومي اتوضي وصلي عشان نفطر تحت دا احنا النهاردة عندنا عيد جدو هينزل لأول مرة من ساعة ما خديجة مشيت وهيفطر معانا

مليكة بفرحة: لا طالما فيها جدو انا هقوم طيران استنيني عقبال مااخلص وننزل سوا قالتها وهي تدلف للمرحاض

ايسل بتنهيدة حزن ف نفسها : يارب اديني القوة عشان اقدر اهون عليها وانا اصلا محتاجة اللي يهون عليا

قاطع تفكيرها مليكة وهي تمسك بيدها وتجرها خلفها : يلا ياسوسو مش وقت سرحان خلينا ننزل ونحلق نفطر مع جدو

ايسل بضحك : استني يامجنونة براحة هتقلب ع وشي ومنظري هيبقي فانلة خالص
وبعد انتهاء جملتها انفجرا ف الضحك ولكن بداخلهم مازال هناك حزن

اتجهوا لغرفة الطعام ووجدوا الجميع يجلسون ف أماكنهم ف دلفوا للداخل وقالوا ف صوت واحد : صباح الخير

رد الجميع : صباح النور
فاتجهوا إلي جدهم وامطروه بقبل كثيرة وأخذوا يمرحون معه وابتسم الجد بسعادة لانهم ولاول مرة من ساعة أشهر يجتمعون معا ويضحكون بهذه الطريقة ولكنه عبث فجأة عندما تذكر هدوء خديجة وحنانها ومرحها الخاص وحبها للجميع ونزلت منه دمعة حارقة ف مسحها بسرعة حتي لا تلاحظ الفتاتان ويبكون معه فهو يمثل القوة أمامهم حتي لا يضعفوا وبعد أن انتهي الجميع من تناول الفطور اتجه كلا من قصي وليث إلي عمله وقررت الفتاتان عدم الذهاب إلي الجامعة وسوف يجلسون مع جدهم ف الحديقة اما غيث ف توجه إلي مكتبه كالعادة وأمر جاسر بأن يأتي إليه لكي يتحدث معه ف ما توصل اليه ف موضوع خديجة
عند خديجة افاقت بتعب ولم تقوي ع الحركة ورفعت يدها ع رأسها واخذت تفتح عيناها ببطئ وتحاول ببصرها ف المكان لكي تتعرف عليه واين تتواجد وفجأة انتفضت ووضعت يدها ع بطنها لتتأكد من صحة جنينها وعندما اطمأنت تنهدت براحة لكنها خائفة حد الموت وجسدها ينتفض ف تفحصت الغرفة التي توجد بها وجدتها فارغة تماما ولا يوجد بها غير كرسي وفجأة قامت وتوجهت إلي الباب واخذت تطرق عليه بقوة وتصرخ : انتوا ياللي هنا خرجوني من هنا انتوا عاوزين مني اية حد سامعني خرجوني من هنا انا هموووت من الخنقة ياظلمة خرجوووووني
وفجأة ارتدت للخلف ع اثر فتح الباب بقوة ودخل منها رجل ملثم وأردف بخشونة : ما تتلمي يابت صوتك عالي ليه

"عـشـق مـقـدر" بقلم : فـاطـمـة عــادل "قـيـد الـتعـديـل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن