وصل غيث في صباح اليوم التالي إلى القسم، وقبل أن ينتهي من أرتشاف قهوته أتته مكالمة هاتفية.. أجاب عليها وبعد سلام وتحية أتاه صوت المتصل يقول:
-أفتح القضية تاني يا غيث، وكمان شوية تقدر تستلم أذن النيابة
تهلل صوت غيث بالشكر والأمتنان، وبعدما أنهى المكالمة مع "اللواء" أجرى مكاملة أخرى يأمر فيها القوة أن تجهز، وبالفعل جهزت القوة وظلت في الأستعداد.
فور وصول أذن النيابة لغيث، تحرك مع القوة متجهين إلى بيت رامز، وبعد أقتحامه تم القبض عليه، وبعد تفتيش جميع أركان الشقة، تم التحفظ على السلسلة التي كانت ترتديها زوجته في اليوم السابق، وتم التحفظ أيضًا على الأشاعات والتحاليل الخاصة به.
تركوا زوجته في عويلها، وذهبوا به إلى المشفى قبل القسم، وبعدما أخذوا منه العينة، غادروا المشفى وتوجهوا إلى قسم الشرطة.
أمر غيث بأحتجازة، وبعدما وضعوه العساكر بالحجز، غادر غيث القسم ومعه "ياسر" وبعض العساكر متوجهون إلى شركة الأدوية.
وصل غيث ومن معه إلى شركة الأدوية، وطلب مقابلة مديرها، وبعدما قابل المدير طلب منه تفريغ كاميرات المراقبة، وقدم له أذن النيابة.
وافق المدير مضطرًا، فطلب منه غيث أن يذهب معه ليأخذ جولة في الشركة أولاً.
ذهبا الاثنان يتجولان في الشركة، ثم ذهبا إلى مكتب "عاصم"، دلفا إليه، فتوقف غيث في منتصف المكتب وهو يجول ببصره في أركانه حتى شاهد كاميرتان مراقبة داخل المكتب.
خرج من المكتب والمدير يتبعه، ثم توقف في مكتب السكيرتاريا، وبدأ يعيد الكارة ويجول ببصره حتى عثر على كاميرة مراقبة أضافية في ذلك المكتب.
خرج منه إلى القسم نفسه، ظل يسير فيه بترنح ويجول بعينيه فيه حتى عثر على خمس كاميرات مراقبه به، فنظر للمدير بتفكير، ثم تحدث:
-كده ٨ كاميرات، عاوزهم يتفرغوا دلوقتي الأول
اومأ له المدير، ثم أصطحبه إلى مكتبه.
جلسا الاثنان، ثم قام المدير بتشغيل الحاسوب الخاص به، وبدأ في تفريغ محتوى كاميرات المراقبة، وقبل أن يبدأ في التشغيل هتف غيث بجدية:
-كاميرات مكتب عاصم الأول
اومأ المدير، ثم جاء بمحتوى كاميرات مكتب "عاصم"، وشرع في تشغيلها، فتحدث تلك اللحظة غيث ثانيةً:
-أبدأ بقبل موته بحوالي عشر أيام كده
بدأ المدير في تنفيذ أوامره، وقام بتشغيل التسجيلات من ذلك اليوم، فنطق غيث بأندفاع ذلك الوقت:
-افتح الصوت لو سمحت.. نوع الكاميرات اللي شوفتها انا عارف انها فيها مايك وبتدعم الصوت
قام بتشغيل الصوت بصمت دون أن يجيبه، وشرع في تسريع التسجيل حتى أمره غيث بالتوقف، ليشاهد ذلك المشهد..
* * * *
-انت بتضربني يا رامز؟
-اه بضربك، واموتك كمان
قالها رامز بغضب، فوضع عاصم يديه على صدره وهو ينهض من فوق المقعد الذي وقع عليه عندما دفعه رامز، ثم هتف بانفعال:
-كل ده لييه يعني؟ عشان أترقيت وأخدت المنصب اللي انت هتموت عليه! بتبص لصاحبك؟
-ما تقولش صاحبك بس
قالها رامز بتهكم، ثم واصل بحقد:
-انا احق منك بالترقية دي، انا الأقدم وانا الأكبر
زفر عاصم قائلاً:
-بس انا الأكفئ
-وجبت منين الكفائة دي؟ مش مني!
صخب عاصم بوجهه قائلاً:
-لا مش منك.. انا طول عمري مجتهد في شغلي، ومن يوم ما جيت هنا وانا أكفئ منك وبشهادة الشركة كلها
-طب حلو.. خلي كفائتك بقى تنفعك لما أقتلك
قالها بتحدي، ثم أضاف:
-ومش هاجي الشغل تاني.. اشرب بقى
سحب عاصم نفسا طويلاً لرئتيه محاولًا تهدأة غضبه، ثم قال:
-ما تجيش يا رامز، والأيام اللي مش هتيجي فيها هشتغلها مكانك، وفلوسها هتروح لك.. مش انا اللي أقبل خسارة صاحبي
دفعه رامز ثانية بغض، هاتفًا بانفعال:
-بطل مسكنة بقى.. ده انت سهن
اشاح عاصم بوجهه بعيدًا عنه، ثم عاود النظر له قائلاً:
-انا عارف أن أعصابك تعبانة يا رامز.. خد أجازة وريح أعصابك، ولما تحس انك فوقت أبقى تعالى، ووعد مني هشيل لك شغلك
تشبث رامز في تلك اللحظة بقميصه، ثم رفعه بأظافره من عنقه، وهتف بأنتقام:
-انت بتستفزني يعني؟ طب وحياة أمي لأقتلك يا عاصم، وهاخد المنصب غصب عن عين أم أي حد
دفعه بقوة ليهوي أرضًا، ثم فتح رامز باب المكتب على عجل خارجًا منه بانفعال.
* * * *
اتسعت عينا الاثنان بصدمة، فطلب غيث من المدير على الفور أن ينقل له ذلك التسجيل إلى شريحة التخزين الخاصة به.
فعل ما طلبه منه، ثم عاود التشغيل، وقام بالتسريع فلم يجدا شيئًا مفيدًا إلا من محادثة هاتفية لعاصم لفتت انتباه غيث، فطلب منه أن يتركها ليستمع اليها.
* * * *
-اعقل يا رامز وتعالى الشغل.. كفاية كده بقى
قالها عاصم وهو يجلس فوق مقعده خلف المكتب، وصمت لحظات، ثم عاود الحديث قائلاً:
-انا عملت لك ايه لكل ده يعني؟
قال تلك الجملة وما لبث إلا وأنزل الهاتف من على أذنه وهو ينظر له بضيق متفوهًا بصوت مسموع:
-بتقفل في وشي السكة يا رامز!
* * * *
نقل غيث ذلك التسجيل أيضًا إلى شريحته، ثم عاودا مشاهدة باقي التسجيلات، ولكن لم يكن بها شيءً أخر مفيدًا، فنهض غيث من مقعده بعد أكثر من نصف ساعة قائلاً:
-كفاية اللي أخدته، انا مش عايز أكتر ولا أهم من كده، ولازم أمشي دلوقتي.. شكرًا لحضرتك
صافحه غيث، وغادر على الفور الشركة ومن معه، وذهبوا جميعًا إلى القسم.
* * * *
بعدما وصل غيث إلى مكتبه في القسم قام بأجراء مكالمة للمشفى طالبًا من العاملين بها تحضير الأجهزة لبعض الفحوصات، وبعدما أنتهى من مكالمته قام بعمل مكاملة أخرى، لياسر يطلب منه أن يأتي إليه ثانية، ثم بإجراء مكالمة للقوة طالبًا منهم أن يجهزوا.
أتى إليه ياسر، فأخرج غيث الإشاعات والتحاليل الخاصة برامز، ثم وضعها أمام ياسر متحدثًا بأهمية:
-هتطلع دلوقتي مع القوة "برامز" للمستشفى، هتعيدوا الفحوصات دي، وتخلوا بالكم كويس.. الحراسة عليه تكون مشددة يا ياسر، وبعد ما تخلصوا تجيبوا نتايج الفحوصات مع الفحوصات القديمة دي على هنا، وترموه هو في الحجز.. فاهم يا ياسر؟
-فاهم يا فندم.. تحت أمر حضرتك
-اتفضل انت
قالها غيث، فغادر ياسر المكتب في الحال، ثم القسم بعدما ذهب إلى الحجز ووضع في رسغا رامز القيود الحديدة، وقاموا العساكر بجره خارج الحجز، ثم إلى سيارة الشرطة.
* * * *
وصلوا إلى المشفى، وقاموا بأجراء الفحوصات لرامز، وبعدما انتهوا، عادوا إلى القسم.
أمر ياسر بوضع رامز في الحجز، وبعدما تأكد بنفسه من وضعه في الحجز وأغلاق الباب بأحكام، صعد قاصدًا مكتب غيث.
جلس معه وبدأ في عرض التقارير ونتائج الفحوصات عليه، فشهق غيث ذلك الوقت بصدمة هاتفًا:
-يا أبن الكلب.. يعني كان عامل فيلم علينا وعلى اللي شغالين في الشركة أنه تعبان؟ ده كان بيخطط بقى وعامل أحتياطاته
صمت لحظات وهو يدير صفحات التقارير، ثم تنهد وقال ثانية:
-كده مش فاضل غير نتيجة تحليل العينة.. أديني مستني.. والله ما هسكت غير لما أجيب لك أعدام يا رامز الكلب.
* * * *
في ظهر اليوم التالي.. وصل حسام إلى قسم الشرطة، وبعد مرور دقائق دلف إلى مكتب العميد "غيث".. صافحه، ثم جلس أمامه وتحدث وهو يضع أمامه تقريرًا:
-نتيجة تحليل العينه يا فندم
التقط غيث في تلك اللحظة التقرير من فوق المكتب، قائلاً:
-اوعى تقولي سلبي
ابتسم حسام، ثم تحدث بأرتياح:
-أطمن يا فندم.. إيجابي
نظر له غيث بسعادة، ثم تنهد براحة، وبعد لحظات فتح التقرير، وتفحصه هاتفًا:
-الحمد لله.. نجيبه وناخد أقواله بقى
صمت، ثم رفع سماعة الهاتف، وطلب رقما ما طالبًا من أحد العساكر أن يأتي له برامز.
انتهى من المكاملة، وأعاد السماعة إلى وضعها، ثم جلس يتبادل الحديث مع حسام وهما في انتظار رامز.
طرق باب المكتب بعد دقائق، فسمح غيث للطارق بالدخول.
دخل العسكري ومعه رامز.. أغلق الباب خلفه، ثم توقفا أمام غيث، وبعد دقيقة جاء كاتب الأقوال بعدما أستدعاه غيث.. جلس بجواره وبدأ غيث في مواجهة رامز بجميع الأدلة التي تدينه، ولكنه حاول أنكار جميع الأدلة.
انتهى غيث، ثم هتف بغضب بصوته الأجش الذي رعب رامز:
-يعني السلسلة الذهب اللي لقيناها في بيتك وقبلها بيوم كانت في رقبة مراتك.. اللي باينه جدًا في رقبة عاصم في صورته وفي الفيديوهات اللي متسجله بكاميرات المراقبة.. دي ما تعرفش عنها حاجة.. والتحاليل والاشاعات المزورة برضه ما تعرفش عنها حاجة، وتهديدك لعاصم بالقتل وضربك ليه اللي متسجلين بكاميرات المراقبة.. ده برضه مش انت، قرينك صح؟ طب وأيدك الشمال اللي بتكتب بيها برضه مش أيدك؟ أنكر بقى أنك أشول كمان
نهض في تلك اللحظة من مقعده، وتحدث بشر وغضب:
-انت كده كده رقبتك متعلقة في حبل المشنقة، وكل الأدلة ضدك، فلو أتكلمت ممكن موقفك يتحسن شوية
حاول أن يهدأ، وأخفض نبرة صوتها، وتحدث بهدوء ممزوج بتهديد:
-عمومًا يعني أنت هتتعرض بكرا الصبح على النيابة.. يبقى ربنا يحلها هناك بقى.. قلبها في دماغك يا أبن الحلال وانت الكسبان
صمت غيث، ثم نظر للعسكري وأشار له قائلاً بصوت قوي:
-خده على الحجز
خرج العسكري من المكتب ساحبًا رامز معه إلى الحجز.
* * * *
الساعة الثامنة صباحًا، صباح اليوم التالي.. وصل غيث وياسر، والعساكر ومعهم رامز إلى النيابة.
جلسوا جميعًا في انتظار موعد دخول "رامز" إلى وكيل النيابة، حتى جاء ميعاده بعد مرور ساعه.
دلف غيث إلى مكتب وكيل النيابة، وبعدما صافحه جلس، ودلف بعده العسكري ومعه رامز.. ترك رامز داخل المكتب، ثم خرج وأغلق الباب خلفه، وتوقف بجواره.
شرع كاتب الأقوال في كتابة كل ما يقال من بداية تلك اللحظة، فتحدث وكيل النيابة على الفور مناديا على "رامز" بأسمه ثلاثيًا، فأومأ رامز، ثم أضاف وكيل النيابة متسائلًا:
-ايه اقوالك عن التهمة المنسوبة إليك؟
لم يجيبه رامز، فأردف وكيل النيابة:
-طب ممكن تحكي لنا ايه اللي حصل؟
نظر في تلك اللحظة رامز إلى الأسفل، فتحدث وكيل النيابة مجددًا:
-الأدلة كلها ضدك يا رامز.. انا اللي أعرفه أنك دكتور، والمفروض أن دي مش أخلاقك.. أتمنى أنك تتكلم عشان أي كلمة هتقولها هتكون في صالحك مش ضدك
زرفت في تلك اللحظة دمعة من عين رامز، ثم نظر له بضعف، وتحدث بخوف:
-هقول على كل حاجة
اومأ له وكيل النيابة برضا، وسمح له بالحديث، فبدأ في الحديث قائلاً بتلعثم:
-أيوة انا اللي قتلته
........#بسمه_ممدوح
أنت تقرأ
جريمة ضد مجهول
Mystère / Thrillerالروايه بقلمي ، تابعه لصفحه " روايات بسوم " عبر الفيس بوك .... تحكي الروايه عن نهايه الغيرة و الحقد ، و عدم الرضي بما قسمه الله لنا .. و توضح نهاية كُل شخص يتفنن في عمل الجريمة لأي سبب ما .... الروايه غموض بوليسي ، لغز حول جريمة قتل تبحث فيه شرطة ا...