كان مرتديًا سروالًا وقميصًا رياضيان من اللون الأسود، وملثم بكمامة سوداء أيضًا، ويرتدي قفازًا في كفيه.
أنزل سكين الكهرباء العمومي الساكن بجوار باب الجراج الخلفي خارج الشركة ليقوم بفصل الكهرباء عن الشركة بأكملها، ثم فتح باب الجراج الخلفي بالمفتاح الذي قام بسرقته وعمل نسخة له منه وأعاده ثانية في الخفاء قبل أن يعتزل الذهاب إلى العمل لبضع أيام بحجة مرضه التي رسمها على جميع من في الشركة، وعلى زوجته أولاً.
دلف إلى الجراج في العتمة وتوقف في الطريق الذي يسير فيه عاصم يوميًا والذي يعرفه هو جيدًا، ويعرف أيضًا موعد خروجه بالدقيقة، فمن الطبيعي أنه موعد خروجه هو الأن ولكن عاصم يقوم بتأدية عمله بدلاً منه.
أصطدم به فور دخوله الجراج ليغرز السكين الحاد في قلبه من الجانب الأيمن، ثم سحبه يسارًا، وأخرجه على الفور.
حاول عاصم اللحاق به لكنه لم يقوى، أرتطم أرضًا مغادرًا الحياة بعدما ركض "رامز" نحو الباب الخلفي للجراج، ولكنه عاد مسرعًا ليجذب السلسلة الذهبية من عنقه الذي يرتديها منذ وفاة والدته حيث كانت سلسلتها الخاصة، ويركض ثانيةً نحو الباب ويخرج منه وهو يضع في جيب سرواله السكين، ثم أغلق الباب خلفه، وذهب إلى سكين الكهرباء على الفور ليرفعها، فتعود الكهرباء إلى الشركة، ويسير محني الظهر من خلف السيارات، ثم يخلع الكمامة عن وجهه قبل أن يصل للنهاية سنتمترات ويذهب متجهًا إلى منزله في سلام قائلاً في نفسه:
-والله حتى السلسلة خسارة فيك
* * * *
نظر "رامز" للأرض وهو يضيف:
-هو ده كل اللي حصل.. وكنت عامل قبلها أني تعبان ومزور التحاليل والأشاعات عشان ما حدش يشك فيا
نظر له وكيل النيابة بتفكير، ثم تسائل:
-طب وقولت لمراتك أنك رايح فين اليوم ده؟ خصوصًا أنك عطيتها السلسلة يعني
-ما قولتلهاش حضرتك.. انا اتخانقت معاها قبلها وخليتها تنام في أوضة أبني.. لما أتأكدت أنها نامت نزلت، ولما رجعت كانت لسه نايمة وما حسيتش بحاجة.. وتاني يوم لما صحيت وشافت السلسلة في الدرج عندي ما عرفتش أقول لها ايه، فقولت لها أنا جايبها لك عشان عيد ميلادك الشهر الجاي، وأخدتها
رمقه لحظات، ثم تساءل ثانية:
-عملت كده ليه يا رامز؟
بكى في ذلك الوقت وهو يجيب بحزن:
-مش عارف.. يمكن غيرة
-لا هي أكيد غيرة.. بس غيرة وحشة أوي
قالها وكيل النيابة باستحقار، فازداد رامز في البكاء، ثم نظر وكيل النيابة لكاتب الأقوال وشرع في تقفيل المحضر قائلاً:
-يتم احتجاز المتهم/ رامز... لحين تحديد ميعاد جلسة المحكمة.
أكمل أغلاق المحضر، ثم أستعد العساكر لأخذ رامز والذهاب به إلى القسم، وبالفعل ذهبوا وذهب معهم غيث وياسر.
* * * *
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرًا على صوت رنين هاتفه بمكالمة من عنان.
تثاءب بأبتسامة، ثم أجاب عليها بحب:
-صباح الخير يا روحي
-صباح الخير يا حبيبي
قالتها عنان وتبعتها بجملة أخرى:
-معلش صحيتك من النوم، بس كنت عاوزة أقولك أن غيث بيه كلمني من شوية وقال لي أنهم لقوا القاتل خلاص.. شوفت يا حسام، طلع رامز صاحبه، والله انا مصدومة
زفر بضيق، ثم صخب بها قائلاً:
-وانا مال أمي
قهقهت عنان بسعادة، ثم تحدثت بغنج:
-بتغيري يا بيضة
-بلا بيضة بلا فرخة بقى.. أخرصي خالص ما أسمعش صوتك
ضحكت ثانية، ثم قالت بحب:
-يا حبيبي انت حبيبي.. هو خلاص الله يرحمه.. الموضوع أنسانية يعني
-ماشي يا عنان لما نشوف أخرتها.. ممكن أعرف بقى بعد أذنك هنكتب الكتاب أمتى؟
قالها بانفعال ممزوج بشغف، فأجابته عنان:
-في نفس اليوم اللي هيتحكم فيه على رامز.. نروح المحكمة وبعدها نطلع على المأذون.. أيه رايك؟
صمت بتفكير، ثم تحدث:
-بس انا عايز نلبس فستان وبدلة بقى وكده
-بس كده؟ ياريت.. موافقة.. يبقى نعمل كل ده ونكتب الكتاب بالليل
بدت البهجة في صوت الاثنان، وبعدما اتفقنا انهيا المكالمة، ثم نهض حسام من فراشه، وقبل أن يغادر الغرفة دلفت لميس إليها متحدثة بصدمة:
-هتتجوز عليا يا حسام؟
نظر لها حسام بسخرية قائلاً:
-ايه ده؟ ايه في ايه! هو انا كنت متجوزك أصلاً يا بنتي؟ ما تفوقي كده
-يعني ايه يعني؟
قالتها بانفعال، فدفعها بعيدًا عنه قائلاً:
-اوعي كده بعيد عني ما توجعيش دماغي
سقطت في تلك اللحظة أرضًا بقوة، فأصدرت صرخة جعلته يلتفت لها رغما عنه.. نظر على الأرض بعدم فهم فنظرت هي أيضًا أسفلها لتصرخ صرخة ثانية أعتى من الأولى، فتحدث هو بعدم فهم وقلق:
-ايه الدم ده؟
نظرت له تلك اللحظة بقهر، وتحدثت منتحبة:
-قتلت ابني يا حسام؟
-ابنك! ابنك ايه؟
قالها بعدم استيعاب، فتحدثت بصياح:
-كنت حامل.. حتى ده حرمتني منه!
اقترب منها في تلك اللحظة، وجذبها من كتفها لتقف على قدمين مرتخيين هاتفًا بها:
-يعني ايه حامل؟ بتشتغليني يعني؟ مش المفروض أنك بتاخدي موانع حمل!
-وبطلت أخدها يا حسام
قالتها بتحدي، فقذفها لترتطم بالأرض ثانية بقوة قائلاً:
-واهو غار في داهية.. ابقى شوفي مين يقرب منك تاني
تركها تنتحب بقهر، وخرج من الغرفة متجهًا إلى المرحاض، ثم عاد إليها ثانيةً ليرتدي ملابسه وهي ما زالت في وضعها، وبعدما انتهى تركها وخرج من الغرفة دون الالتفات لها، ثم غادر المنزل.
* * * *
بعد مرور أسبوعين.. في قاعة المحكمة.. يجلس حسام وبجواره عنان وأنس، وخلفهم يجلس أهل عاصم، وغيث، والضباط والنيابة يملئان القاعة، ورامز يقف خلف القضبان الحديدية.
بعد دقائق خرج القاضي، والمستشارين، ووكيل النيابة، واستقر كلٌ منهم مقعده، ثم بدأ القاضي في الإطلاع على الأوراق، وثم سماع الشهود، والنيابة، وفي نهاية الجلسة صمت الجميع ليلقي القاضي حكمه:
-قضية رقم (...)، المتهم/ رامز...
بعد الأطلاع على الأوراق والأدلة، وشهادة الشهود والنيابة، وأعتراف الجاني بفعلته، قررنا نحن أحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي.
* * * *
في المساء.. ذهب حسام وعنان، ومعهما أنس وكندا، ومعتز وفادي، وسليم إلي المأذون.. وبعدما انتهوا من عقد قرأن "حسام وعنان" ذهبوا جميعًا للتنزه سويًا وبعدما انتهوا بعد منتصف الليل، عاد كل منهم إلى منزله، وعاد حسام أيضًا إلى منزله بعدما ذهب أولاً مع عنان وأنس إلى بيتهما ليطمئن على عنان.
دلف شقته، ثم أغلق الباب خلفه وهو يدندن بسعادة، وعندما دخل غرفته شاهد لميس تجلس فوق الفراش.
نظرت له بجمود، ثم ابتسمت بأنتقام قائلة بهدوء:
-اتجوزت يا حسام؟ مبروك يا حبيبي
ضحك وهو يتجرد من سترته، مسلتقيًا فوق الفراش بباقي ملابسه قائلاً بتهكم:
-الله يبارك فيكي يا حبيبتي
ربتت على صدره ببرود، ثم همت واقفة وخرجت من الغرفة على الفور.
* * * *
فزع غيث من طريقة طرقات باب المكتب عليه.. كانت الساعة الواحدة ظهرًا وطرقات باب المكتب كادت ان تسقطه.. هتف بقلق سامحًا للطارق بالدخول.
انفتح الباب تلك اللحظة ليدلف إلى المكتب الضابط "سليم" قائلاً بصدمة وجميع أترافها ترتجف:
-الحقنا يا غيث بيه.. حسام أتقتل
.........#بسمه_ممدوح
أنت تقرأ
جريمة ضد مجهول
Mistério / Suspenseالروايه بقلمي ، تابعه لصفحه " روايات بسوم " عبر الفيس بوك .... تحكي الروايه عن نهايه الغيرة و الحقد ، و عدم الرضي بما قسمه الله لنا .. و توضح نهاية كُل شخص يتفنن في عمل الجريمة لأي سبب ما .... الروايه غموض بوليسي ، لغز حول جريمة قتل تبحث فيه شرطة ا...