"مر وقتٌ طويل..ثلاث سنوات...تركتني الكتابة كما قلت لكم...تركتني بثالث سنوات دون زيادة او نقصان..ربما قد حان الوقت..قاومت وقاومت اكثر من إنسان واحد لا يستطيع المقاومة هكذا...
أماه..ربما ستتعجبين..أماه انا متعبة ومريضة...أماه إنقذي ابنتك البائسة..متى أصبحت هكذا..متقلبة المزاج..متعصبة
اكره نفسي أحياناً..توقفت عن ابداء رأي...وانظر للجميع ببلاهة..اهتم بأدق تفاصيل..أصبحت باهتة..افقد تركيزي..
يتوقف عقلي..وجودي اصبح اكثر ثقلاً...كبرت عاماً اليوم.. أصبحت برابعة عشر..ميلا قد شاركتني فرحتي في عيدي الثاني عشر..جاءتني ذكريات يوم عيدي..كانت اول مرة ارتدي فستان واخرج لألتقي بأحد..كانت اول مرة استيقظ مبكراً يوم عطلتي..من اجل رؤيتك..اول مرة افرح بيوم عيدي لرؤيتك..ولكني اشعر بالذنب لأني كذبت عليك..ولكني لا استطيع بوح الحقيقة..أتعلمين في كل مرة اتصل بك ولا تردين اشعر انها إشارة من الله يقول لي لا تقولي لها...اريد ان اقول لكي ولكني لا اريد ان اظهر ضعيفة أمامك..شاركتني عيدي الثالث عشر انتي وهي ايضاً..ولكن كنت اشعر انه الأخير..ونعم ها انا في عيدي الرابع عشر احتفل وحدي..كبرت عاماً من دونك يا صديقتي..كبرت بينما كنتي بعيدة جداً عني..ابتعدتِ وكل الأمور جيدة معكِ ابتعدت..
لم يعد لها وجود أصلاً..لم اكن طفلة..ولكنك أحياناً كنتي تناديني طفلتي ...سأمضي سنة الرابع عشر ابكي وفي الخامس عشر سأللملم شتاتي...بعيداً وانا استوعب اننا لن ننظر لبعضنا بطريقة التي تعودنا بها..مرة اخرى...
فحطمت أحلامي..ودهست سعادتي..تعرى الفرح مني ولبسني الحزن..نعم كبرت يا أماه..ولكنك لم تخبريني ان زدياد سنوات موجع..تزداد سنوات..تسقط الأفراح والأصدقاء..ويحل مكانهم الحزن والهم..كبرت وكل الحقائق أصبحت تدمرني...كيف لي عدم البكاء؟
كم صعب هو مواجهة كل هذه العواصف ببرود...
وشظايا مازلت عالقة بطيات روحي..من محى ألوان حياتي..
برودي يشل قلبي...وكأني اسقط إلى الهاوية ولكن..دون ان ارتطم..وكأني اسقط للأبد..سئمت إنقاذ من حولي...ما يسعدني يتعسني الأن...كبرت وكبرت أوجاعي الان.. افتقد حماسي..كبرت بطريقة مخيفة جداً..تعبت...أصبحت أراقب
لا أتكلم...وكأني اعيش منذ قرون...اتفصح وجهي بحثاً عن حياة...لكنها خالية من روح حتى...حتى نفسي تهرب من نفسي...اكبر يا أماه ولكن الحياة..أصبحت موجعة..الأمر مؤلم جداً...لم اكن انوي ان ادمر نفسي...وارهقها..ولكني لا استطيع ان اخرج نفسي من هذه الهاوية...أبدو سيئة صحيح؟ لا انا لم اتغير..لقد تعلمت واستوعبت فقط...
ملئت بالسوء..ملئت بالتعب..ملئت بالقرف والندم والمشاعر..ولكن الأمان لم يمسني والحب ايضاً..فالحياة أتعبتني...اثقلتني بالكدمات الملونة والجميلة..لا ترها صحيح..فأنا بارعة بإخفائها...أترى كم أصبحت بشعة؟
أصبحت بشعة وها أنا اكرهني.."
"مرت ثلاث سنوات..."
"هجرني الجميع وبما فيهم الكتابة"
"كائن ضبابي..مكتئب"
"اشعر وكأن كل شيء..باهت دون طعم.."
"ولدتُ بهدوء..وسأرحل كذلك.."
"هل الخطأ مني ؟ او هو القدر؟"
"قف على ناصية الحياة وانتحر.."
أصالة رزق
أنت تقرأ
خَطِيئَتي أنّي خُلَقتُ أُنثى
Non-Fictionتروي هذه القصة حياتي المخفية حقيقتي التي كنت قد نكرتها خوفاً من مواجهة الواقع ولكن وجعي اصبح اكبر من مخاوفي. تعبت من حملها في داخلي تعبت من نكرانها لنفسي، خنقتني حقيقتي لذا قررت ان أخفف حمل الكتمان عن قلبي كنت قد بكيت كل ليلة بسببها، اريد أن أخذ نف...