اقتربت من والدتها التي من المفترض أنها تغطُّ في النّوم !
غطتها جيداً .. وهي تنظر نحوها بألم ...
.
.
الساعة 6:10 صباحاً
خرجت من المنزل تلفح وجهها نسمات الصباح الباردة ..
وبعمقٍ استنشقت الهواء من حولها ..
وأغمضت عينيها تزفره ببطءٍ شديد ..كروتين يومي ..
منذ أن تخرجت من الجامعة قبل 5 أشهر ..
ستذهب نحو عملها الجزئي في المقهى ..
كل أيام الأسبوع عدا يوميّ السبت والأحد ..
وتنتهي منه الساعة الواحدة مساءً ..
لتعود بعد ذلك إلى المنزل وتطمئن على والدتها ..وتستمر برحلة البحث عن وظيفة ..
ترسل بياناتها لعدّة مدارس من حولها ..
تتلقى في بعض الأحيان موافقات
مع بعض المتطلَّبات والخيارات التي لا تناسبها ..
وفي كثير من الأوقات لا تتلقى أيَّ رد ..
واحباطها يزداد مع مرور الوقت دون نتيجة تذكر !معلمة !
نعم هي تريد أن تكون معلمة ..
تخرّجت من صفوف الأدب الإنجليزي
من جامعة سيؤول الوطنية بتفوّق ..
ولا شيء يدور في عقلها سوى رغبتها الملحّة
بأن تصبح معلمة !ليس للطلاب الجامعة ..
ليس للأكاديميين !
ليس للثانوية أو المتوسطة أيضاً ..
هدفها الذي تسعى له بكامل شغفها هو ..المرحلة الابتدائية !
تعاود الخروج الساعة الثالثة مساءً
لعملها الجزئي الثاني في أحد المطاعم الراقية ..
ثلاث أيام في الأسبوع ستعمل على خدمة الزبائن
حتى تتشنّج تعابير وجهها من الابتسام والمجاملة !.
.
.
11:30 مساءً
تجلس على الدرج الخلفي للمطعم بعد أن انتهت مناوبتها ..
تمسّد رسغيها بإرهاق شديد ..
وتستمع لهمهمة صديقها المتذمّرة ..
"كانت ليلة حافلة ! "
دون أن تنظر نحوه ردت عليه ..
" مرهقة جداً "
جلس بجانبها ينظر نحوها باهتمام وقال ..
" لنخرج غداً للشرب ؟! "
نظرت نحوه تعقد حاجبيها ثمَّ نفت برأسها ..
لتظهر علامات الخيبة واضحةً على محياه ..
بررت بهدوء :
" لدي مناوبة عمل في المتجر طوال الليل ..
تعلم ذلك ! "
التفتا بعد أن سمعا صوتاً انثوياً صاخباً خلفهما..
" أنا متفرغة تماماً ..
غداً وبعد الغد أيضاً هيونغ جين ! "ابتسمت يونغ جي لهما بحب ..
هيونغ جين وسومي
أصدقائها من المرحلة الثانوية..
الشخصان اللذان يجعلان من حياتها قابلة للعيش ..
سومي درست معها ذات
التخصّص في المرحلة الجامعية ..
بينما درس هيونغ جين إدارة الأعمال ..حصلت سومي قبل أسبوع على الموافقة
بشأن عملها كمدققة للخطابات الداخلية
في أحد الشركات المهمة ..
لذا هي تقنياً ستترك الأعمال
الجزيئة بنهاية هذا الأسبوع .." سيكون من الجيد أن نخرج سوياً
نهاية الأسبوع لنحتفل بسومي "
قالتها بينما تسند جسدها نحو الحائط ..
وأردفت : " ما رأيكم ؟ "
قفزت سومي نحوها لتحتضنها بعنف وتنتحب :
" سيكون هذا رائعاً جي -آه !! "في طريقهم للمنزل بعد أن أوصلوا سومي إلى منزلها ..
كان هيونغ جي يقود سيّارته بهدوء وبصمت ..
حتى أوصلها إلى باب منزلها ..
" تصبح على خير جين- آه ..
شكراً على إيصالي "
وابتسمت له ليبتسم لها بالمقابل ..صداقة متينة ..
اهتمام متبادل ..
ثقة وانسجام ..كان يعلم لمَ تبدو بهذا الوجه المرهق ..
لأنها وفي كل ليلة سيتوجب عليها
أن تتعامل مع صداع من نوع آخر !وقفت أمام باب الشقة ..
تسمع بوضوح صوت الأغاني المرتفعة جداً ..
وأصوات أخرى تدرك ماهيّتها ..
نظرت لأعلى الدّرج حيث تجلس كلّ ليلة
في انتظار أن يصبح بإمكانها الدخول لمنزلها بسلام ..
وأعادت نظرها للقفل المنزل ..
متعبة للحدّ الذي لا تمانع معه المغامرة
والدخول هذهِ السَّاعة !فتحت الباب بتوتر ..
وكأنها ستعتاد على ذلك !!
هذا مستحيل ...حاولت التظاهر بالعمى عن ذلك الجزء الأيمن
من الشقة والذي يتضمَّن غرفة أمها ..
وهرعت نحو غرفتها تدخل ..
وتغلق الباب سريعاً من خلفها ..
ارتدت ملابسها المريحة ووضعت سماعاتها في أذنها ..
تحجب كل الأصوات التي تستمر بزلزلة
هدوئها والعصف بمشاعرها !جلست على سريرها تتفقَّد
بريدها الشخصي تبحث عن شيء جديد ..ربما رداً بالقبول ..
أو عرض مقابلة ..وكالعادة لا شيء ..
لم تشعر بنفسها عندما غطت في النوم
بوضعية غير مريحة أبداً ..يتبع ...
يسعدني دعمكم .. وتعليقاتكم ..
بداية الرواية سوداوية وسلبيَّة ..
لكن مع تقدّم الأحداث سيصيبكم جفاف عاطفي :)
استعُّدوا جيداً لذلك !
أنت تقرأ
زهرّة بريَّة !
Romance" لدي واجب يومي .. لا أستطيع تجاهله ! " . . كيم يونغ جي تبدو ضئيلة جداً وهي تحاول دفنه بين ذراعيها .. " عيناك !! لا تجعلها حزينة هكذا .." . . همس بصوت ترّددت أنفاسه على عنقها الشاحب .. " أنتِ النّقيض الذي يجعلني أشعر بالكمال ! " . . اقترب مقبّلاً تل...