قُبلة !

557 31 2
                                    

.

.

.

الساعة 10:00 مساءً
في سيّارة هيون سو ..
بلحظات الصمت المعتادة ..
ينظر أمامه وقد أبعد ربطة عنقه ..
وفتح الزرّين الأولين من قميصه ..

يشعر بالضيق ..
تملأه مشاعر القهر والغيظ ..

يونغ جي تسترق النظر له بقلق ..

تشعر به ..
تفهم قليلاً ما يمرّ به ..
طلبت بخجل وتردد :
" هل نستطيع التوقّف أمام نهر الهان ..
لا أريد العودة للمنزل الآن .. "

نظر الآخر نحوها ..
لكنها أبعدت نظرها نحو نافذتها ..
لا تريده أن يرفض ..
وهو فهم الأمر .. ولم يعارض !

أمام نهر الهان ..
يتّخذان مكاناً خلف الأسوار المحيطة بالنهر ..
المكان ملئي بالثنائيات ..
والعوائل الصغيرة ..

" الهواء بارد ..
أعتقد أنها ستثلج مبكراً هذا العام ! "
نظر الآخر نحوها ..
وهي تتأمل النهر من أمامها
وتتحدّث بابتسامة لطيفة تزين شفتيها ..

" هل تشعرين بالبرد ؟ "
نظرت نحو عينيه بلين وقالت :
" الشّعور بالبرد .. ليس سيئاً دائماً .. "

لم يفهم ما ترمي إليه ..
لذا اتسعت ابتسامتها وأردفت :
" عندما أشعر بالحزن ..
لسعات البرد تجعلني أنسى أمره تماماً .. "

نظرت أمامها تكمل حديثها :
" لكن الأمر يصبح عادةً سيئة .. "

هل هي حزينة !
ألهذا طلبت أن نتوقّف هنا !
بعد صمت هادئ بينهما ..
همست :
" بارك هيون سو .. "
التقت عينيها بناعستيه المرهقة ..
" هل أستطيع سؤالك ! "
استمر بالنظر لها .. وأومأ بهدوء ..

" هل كانت والدتك سيئة ..
منذُ البداية ؟ "
ابتسم بسخرية ..
يشيح بوجهه بعيداً ..
ويصمت للحظات ثمّ يهمس :
" أسوأ مما تتخيّلين .. "

ردّت بذات الهمس : " فهمت .. "
نظر لها عندما صمتت ..
يتأمل جانب وجهها المشغول بالنظر للنهر ..

استمر الصمت لدقائق قبل أن يفصح بهدوء :
" تركتني بعد ولادتي .. دون أن تراني ..
ووالدي لم يستطع تحمّل عبء تربيتي لوحده ..
لذا ترعرعت في بيت عمّتي وزوجها في اليابان .. "

أمسك السور بيده يضغط بقبضته عليه وأكمل :
" كنت قد اقتنعت أنها لا تريدني ..
وتعايشت مع ذلك ..
لكنّها تظهر في كلّ مرّة وكأنّ لها الأحقيّة الكاملة
في ترتيب حياتي ..
هي بالفعل تشعرني بالمرض !! "

زهرّة بريَّة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن