أفيضُ حبّاً ..

461 23 0
                                    

البارت قصير بس مليان مشاعر :(

.

.

.

تسير الأيّام ..
على القلوب المحبّة كالخيال !
تبعثر تعب الأيام الطويلة والمرهقة ..

يجب عليها الانتظار لأسبوعين آخرين ..
حتى تستطيع لقاء والدتها !
طبيبها طلب أن تكمل الشّهر الثاني ..
حتى يتأكد تماماً من ثبات مستوى مشاعرها وقدرتها على التعامل جيداً معها ..
وهي تحلّت بكل صبر وُجد على وجه الأرض..

يدعمها صديقيها العزيزان ..
وهيون سو الذي أصبح الجزء المثالي في يومها !

في يوم التدريبات ..
كانت تقف على مسرح المدرسة الواسع ..
مع صغارها الذين يتقافزون ويؤدون تحرّكاتهم بشكل متقن !
وعندما انتهى دورها ورأت مجموعة أطفال أخرى تدخل المسرح برفقة معلمتهم ليقوموا بتدريباتهم الخاصّة ..
خرجت هي وصغارها بترتيب نحو الصّف ..
هناك أخبرتهم أنّها تتوق لرؤيتهم بأزيائهم الجميلة ..
وأخبرتهم أنه سيتمّ أخذ مقاساتهم الأسبوع المقبل ..

.

.

.

الرغبات التي تزورنا بغتة بشأن أحدهم ..
عادةً ما تكون ثمينة جداً !
وتلك الأحلام التي قد تراودنا بشأنهم ..
تبقى حبيسة الذّهن بشكل مدهش ..
الحب الذي يتفوّه به الآخرين ..
هنا وهناك ..
ليس سوى تجربة خاصّة ..
وتجربتي الخاصّة معك مذهلة !
مذهلة إلى الحد الذي يجعلني أبتسم ..
أبتسم للكلمة التي قلتها في أوّل لقاء !
أو حتّى النّظرة التي رمقتني بها في ذلك الموقف !!
اوه ..

أنا حقّاً أفيض حبّاً ..

.

.

.

في ذلك المساء الذي يسبق زيارتها لوالدتها ..
هي حرفيّاً لم تستطع النّوم ..
تشعر بشيء غريب !

اشتياق .. توتّر .. خيالات والكثير من ماذا لو ؟!
حتّى مع كون صديقتها سومي ستبقى معها هذهِ الليلة ..
هي تشعر بأنها تعوم في بحر عميق ..
سومي نامت على الأرض ..
أمّا هي فلم تستطع أجفانها أن تتلاقى ولو لدقيقة !

السّاعة 11:12 مساءً
حملت هاتفها نحو صالة المعيشة ..
تتوق لسماع صوته !
تشعر باللهفة لأن تتغلغل نبرة صوته مسامعها ..
تريد أن يخدّرها هدوء كلماته ..

" جي-آه ! "
ابتسمت بتلك الشفتين المرتعشتين !
" لم أستطع النّوم .. "

" كل شيء سيكون بخير .. ثقي بي .. "

أغمضت عينيها لذلك الهمس المبحوح ..
سرّ صوتك يجب الاحتفاظ به بين شغاف القلب !
كم واساها صديقاها بتلك الكلمات ..
لكنّه الوحيد الذي يلامس تلك المناطق العميقة في روحها ..

" أودّ معانقتك .. كيف أطوي
المسافة بيننا .. همم ؟ "
كان صوتها مرتعشاً .. توشك على البكاء ..

" هل آتي .. "
سأل وهو يسمع صخب قلبه ..
هو أيضاً يودّ أن يحضى بذلك العناق !

" الوقت متأخر ... "
قالتها واستمرّت بإقناع نفسها أنها ليست طفلة ..
لا يجب أن تكون هكذا ..
لا يجب أن تتصرّف بأنانيّة ..

" لا بأس .. لن أنام الآن على أيّ حال ! "
قالها وقد استقام بالفعل يرتدي معطفه ويأخذ مفاتيحه ..
أردف بهدوء : " لن أتأخر .. "

يونغ جي اومأت كما لو أنه يستطيع رؤيتها ..
وابتسمت بثقل وقلب مليء بالقلق ..

هيون سو لم يتأخر ..
كانت 10 دقائق وأصبح يقف أمام منزلها ..
فتحت له الباب ..
لينظرا لبعضهما بعشق مفضوح !

مدّ يده يمسح برفق على وجنتها ..
ورفعت هي يدها لدفء يده الأخرى ..
تمسكها وتشدّه بلطف نحو الداخل ..

تأمّل هيئتها الضئيلة بذلك القميص الأزرق الذي يصل لمنتصف فخذيها ..
وهي تقف أمامه وتمسك يده كما لو أنّه سيضيع !
حرّر يده ليرى علامات الضيق على وجهها لانفصال أيدهما ..
لكنّه أمسك خصرها يقرّبها نحو صدره ..
لتُسند جانب وجهها باستسلام هناك !
وترخي جفنيها ..
وتلفّ ذراعيها حوله بتملّك !

يونغ جي لم تقل أيّ شيء ..
وهو كذلك لم يتحدّث ..
هما فقط يتعانقان في صالة الجلوس التي لازالت تشهد الكثير من لحظاتهما الخاصّة ..

احتضنها حتى شعر باسترخائها ..
ودون أن يفصل ذلك العناق الدافئ ..
سار قليلاً نحو الأريكة الصّفراء ..
جلس محتفظاً بها بين أحضانه ..
كانت كطفلٍ يتشبّث بوالدته ..
وهي تُرخي رأسها أسفل كتفه و تجمع كفّيها نحو صدره تقبض على قميصه ..
بينما ساقيها يتدليّان من على مسند الأريكة بنعومة ..

دقائق معدودة ..
ارتخت قبضتيها ..
وشعر بثقل جسدها فوقه ..
ليبتسم لمنظر وجهها النائم بسلام ..
مدركاً كم أصبحا متعلّقان ببعضهما البعض ..

تنهّد بحب يقبّل جبينها ..
ويحملها نحو غرفتها ..
متجاهلاً صديقتها التي تغطّ في نومها العميق على الأرض ..

شدّ غطائها السماوي ذو الغيوم البيضاء ..
ليغطيها ويبتسم لطفلته التي سلبت عقله ..

وكما أتى ..
بذات الهدوء .. خرج من منزلها ..
وأغلق الباب ..

يتبع ...

زهرّة بريَّة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن