زمرُّد !

701 42 2
                                    

.

.

.

بفزع استيقضت ترى المكان من حولها ..

ونظرت نحو الساعة التي تشير إلى ..
4:20 صباحاً !
تنفست بعمق وسارت نحو الباب ..

وضعت أذنها عليها تستمع لأي دليل
على وجود أحدهم خارجاً !
لاشيء !

ثم خرجت بهدوء لترى الفوضى تعمّ أرجاء المكان ..

كالأيام السّابقة ..
نفس الرائحة السيئة ..
والمنظر القبيح ..
والشعور الكئيب ..

نظّفت المكان من حولها ..
ودخلت إلى المطبخ لتخرج منه
تحمل وعاءً مليئاً بالمياه الدافئة ..
وبعض المناشف الجافّة ..
سارت نحو غرفة والدتها ..
بمعدّل ضربات قلبها المرتفعة ..
وتنفسها المتسارع ..
لتراها .. مجدّداً ..
بتلك الوضعية الذليلة !

اختنقت بدموعها لرؤية جسد والدتها
العاري على السرير ..
بآثار الكدمات القديمة والجديدة الواضحة ..
وملامح وجهها الذي لم تعد تتعرف عليه مؤخراً ..
تستمع بألم لأنينها الذي تعلم سببه !

اقتربت منها تشعر بثقل هذهِ المهمّة على قلبها !
وضعت الوعاء بجانبها على السرير ..
وأخذت تمسح جسدها المغطّى بالسوائل المقرفة ..
والتي تخص من كانوا هنا قبل ساعات ..
وصلت لذراعيها التي تحمل الكثير من آثار ضرب الإبر ..
ثمّ إلى وجهها الذي يحمل آثار مسحوق أبيض ..

" أمي .."

بكت بينما تنجز مهمتها اليومية بلا فخر ..
بكت لأن كلّ يوم يصبح الأمر أسوأ ..

" أمي .. لقد تعبت .. "

كانت تشهق وهي ترى منظر والدتها الضبابي ..
بآثار خنق حول عنقها ..
وآثار ربط حول معصميها وكاحليها !

" ما لذي تفعلينه أمي .. هذا كثير .. "

ألبستها رداء نومها ..
وعدّلت وضعية نومها ..
ثمَّ غطَّتها جيداً ..
وابتعدت لتطفئ الأنوار وتخرج ..

.

.

.

الساعة 5:30 صباحاً ..

تحت سيل المياه الدافئة تستحم وهي تبكي ..
تغسل وجعها الذي يتضاعف مع مرور الوقت ..
ثم خرجت بعد وقت تحتضن
جسدها الضئيل بمنشفتها الزرقاء ..

ارتدت ملابسها .. وجففت شعرها جيداً ..
و ذهبت إلى المطبخ لتشرب الماء ..
ثمّ غسلت الصحون والأكواب الموجودة ..
ومرّت على والدتها كعادتها قبل خروجها ..
غطّتها جيداً وخرجت نحو عملها في المقهى ..

زهرّة بريَّة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن