رَغـبهَ وســلَامْ.

4.6K 306 498
                                    


فـالتـدعْ الرَاقـصْ يستمـر لَيسْ عـليكٌ أخبـارهَ بأنْ أنغَامْ المُوسِيقَى التـِي يرتعِشْ لهَا جـسدهَ..بالأساسْ مُحرمهَ،لَا تصرخُ للرسَـامْ بأنْ أحتكَاكْ قلمهُ باللوحهَ لينتـجْ الأروَاحْ غـير مُبَاحْ،لَا تهمِسْ للكَاتـبْ بأنْ أحـرفهَ التـِي تزدَاد كُل ليلهَ ستقـودهَ للأنعزالْ.

وأيـاكْ فأيَـاكْ أنْ تجـلسْ بجَانبْ الحزِينْ فينزلقْ لسَانكْ لتتمتمٌ بأنْ حزنـهُ نهَايـتهُ وفـاهْ.

تـرغْب بـهَ ولكنكَ تُرِيده مٌنهُ البقـاء بـسلَـامْ،حَـاجـِز يـسخـر وهُو يقِفْ مـا بِـينْ الرغـبهّ والسـلَامْ،فـإنْ كُنتْ بعَالـماً بأنْ لمـستكْ لَنْ تفـعلٌ شـيئـاً سّوى بأنهَا ستخلِفْ ندُوبـاً،لمَا ستقترِبْ إذاً؟

الفتـى كَانْ يرتِعـشٌ أسـفلْ الأغطيهَ البيضَاء الثقِيلهَ،جَسدهُ مـنكمِشْ وروحهُ ترجِفْ،بـعضْ الدِّمَاء تسللتْ لخَارجْ أنفـهُ لتلامِسْ بشرتهُ،هُو كَـانْ يَشْعُر جـيداً بدفـئهَا ولكنهُ غٌير قـادر البـتهَ عـلى مُحَـاربهَ أحلامهُ والخرُوجْ لينـعمْ ببـعضـاً مْنْ الرَاحهَ.

ذلكَ المكـانْ المُظلمْ زهُوراً أعـلى الأتربهَ،وأنِينْ،رجٌاءاً وألمْ،وكُرهَ للـهوَان الذِي دَائمـاً مـا كَانْ يعٌانقٌ بجسدهَ.

عقلـهُ يستمِر بوضعهَ بوسَـط أنهـيَارَاتهُ،وكأنهُ لَا يُرُيد مـنهُ النجَاه،كلمـا تقـدمٌ خـطوهَ بدأ عقلهُ بمطَاردتهُ بالوَاقعْ،بضعفـهَ وبمَاضيـهَ وألَامهُ.

جَسدهُ أهتـز أعلٌى الملَائاتْ النَاعمهَ،بينمَا شعـر بالدمٌاء تندَفـعْ أكثـر عـبر أنفهُ لتتبعهَا أذنيـهَ،هُو كَانْ يـصرخْ بداخـلْ جَسدهُ،تقٌومْ رَوحهُ بالضـربْ فـِي محَاولهَ فٌاشلهَ للخرُوجْ مِنْ تلكّ الفـوضَى.

تفرقَـا جـفنيهَ عَنْ بعضهمَا بسرعهَ الثـانيهَ الواحدهَ وسـط التِسعْ وخمسُونْ الملقيــينْ بعـدمْ مُبَالاًه،كشفتْ عَنْ أعيُنهُ اللَامعهَ المِحدقهَ للأعلّى،دمُوعهَ تسللتْ أكثٌر أعلَى وجنتـهَ،لٌمْ يرِغٌبْ بـشيـاً سوَى بالسـلَامْ.

أستـقـامْ بهدُوء شٌاعراً عظَامهُ تنتحـبْ أسفـلْ بشرتهُ لذلكْ الألمْ،هُو حـقاً لَمْ يعلٌمْ هَلْ كَانْ نَائمْ أمْ بوسـط حـرباً حـيثُ الجمِيعْ يوجهُ لـهُ الطلقٌاتْ محَاولُينْ جعلـهُ يسـقُط.

هُو أستمـعْ لصوتُ قطرَاتْ الدِّمَاء التِـي تسقُط مِنْ أعـلَى وجههُ لترتطِمْ بالأرضيهَ،أستمـعْ جٌيداً لكُلْ قـطرهَ وهـي تصتدمْ وهُو يسِـير بهدُوء لدورهَ الميَاهَ.

HAPPENED L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن