الحلقة الاولى

15.3K 284 15
                                    

جريمة باسم الحب
الجزء الأول بورشة نجارة بأحد الأحياء الفقيرة
كان هناك شاب ضخم الجثة وسيم الملامح يعمل على تثبيت جوانب إحدى الخزانات، لينتفض قلبه رغم جمود ملامحه على ذلك الصوت الناعم الذي أتى من خلفه.
ـ فتاة بحدة: فين جوز خالتي يا ابن نعمات؟
ـ الشاب وهو يحاول السيطرة على نفسه لأقصى درجة: طيب مش ترمي السلام الأول يا نوارة.
ـ الفتاة بحدة: أنت هتحكي معايا، باقولك فين جوز خالتي.
ـ الشاب زافرا بضيق: لا طبعا الناس مقامات [بأدب] الأسطى راح يستقضى شوية أكسسوار، خمساية وراجع، تؤمريني بحاجة؟
ـ الفتاة بتعالي: وأنا هاعوز منك أنت أيه [بإستدراك] أه صحيح هي نعمات بقالها أسبوع مش بتقف بالخضار ليه.
ـ الشاب ببساطة: لا أمي كبرت على الواقفة دي، وأنا مصدقت دماغها لانت ورضيت تقعد في البيت.
ـ الفتاة بسخرية: أمك!
ـ الشاب بملامح جامدة على الرغم من النار المستعرة بداخله: لا مؤاخذة يا نوارة، نعمات مش هتقف بخضار تاني، أي خدمة.
ـ الفتاة بحده: قولت لك متقوليش نوارة بتاعتك دي، أنا أسمي أنسة نورا.
ـ الشاب ببرود ظاهري: أسف يا أنسة نورا، نعمات مش هتقف بخضار تاني، أي خدمة.
ـ الفتاة ببرود: لا بس لما يجي جوز خالتي ابقى قول له يفوت على ابويا في..
قطع حوارهما قدوم صبي المقهى، يحمل كوبا من الشاي.
الصبي بصوت ممطوط: وعندك واحد شاي للأسطى محمود.
ـ محمود بابتسامة: تشكر يا زيكو.
ـ نورا بتهكم: ابن نعمات بقى أسطى.
ـ محمود بقوة: اتكل أنت على الله يا زيكو.
ـ زيكو بسرعة: سلام يا سيد الأسطوات.
التفت إليها، وتفحصها بطريقة اخافتها، لتجد نفسها تتراجع للوراء كلما تقدم إليها، ليعلو صوته بنبرة تهديد: اسمعيني كويس يا نوارة، أنت عارفة أن مفيش رجل في الحارة دي كلها يقدر يرفع عينه فيا، ومع ذلك بافوت لك كتير، وأقول اكراما لابوكي الحاج حسين الرجل المحترم، ولجوز خالتك الأسطى رضا، الأسطى بتاعي اللي فضله علي ولحم كتافي من خيره، لكن تفكري أنك تقلي مني قدام أي حد، يبقى أنا كفيل أوقفك عند حدك، ومحدش يقدر يلومني على اللي هاعمله.
ارتعدت فرائصها من تهديده لها، ولكنها تماسكت و تمسكت بتظاهرها بقوة واهية نابعة من المرات العديدة التي تخاذل عن تعنيفها في كل مرة أسأت له فيها، ففرت من امامه وهي تدعي الثبات واللامبالاة.
ـ نورا مبتعدة بسرعة: مبقاش إلا أنت تهددني يا ابن نعمات، أن مقطعتش عيشك من الورشة والحارة كلها مبقاش أنا نورا بنت حسين الجزار.
ظل يتابع فرارها بألم، حتى اختفت عن ناظريه، فتأوه بصوت مرتفع وهو يطيح بكوب الشاي في طريقه لأحد البيوت القريبة، دلف لباب المنزل ليهبط الدرج عوضا عن الصعود، حتى وصل لباب غرفة بالقبو، دلف إليها بقلب منفطر ودموع منهمرة، لتفزع تلك المرأة المتواجدة بالغرفة المتهالكة.
ـ المرأة بفزع: مالك يا قلب أمك.
ـ محمود بانهيار: قلب أمي حجر ياما، لو كان عندها قلب ما كان بقى ده حالي.
ـ نعمات بحزن: تاني يا محمود، مش قولت لك انسى يا بني.
ـ محمود بانهيار: انسى أيه، انسى أني ابن حرام، لاقيتوني مرمي بخلاصي في كوم الزبالة على أول الحارة، وأني لا أعرف لي أصل ولا أهل، وحتى لو أنا نسيت، الناس مش راضية تنسى، يمكن دلوقتي ميقدروش يقولها بلسانهم، لكن باشوفها بعنيهم.
ـ نعمات بحنان: طظ في الناس كلهم، أنت عايز منهم أيه؟
ـ محمود بألم: هما اللي عايزين مني أيه، من أول ما وعيت على الدنيا، وأنا باسمعهم بيقولوا علي ابن حرام، لحد ما ولادهم بقوا يزفوني بيها، اتفصلت من المدرسة بسببهم، لما كسرت دراع عيل من زمايلي قالها لي، خافوا مني ولموا نفسهم اه، وبطلوا يقولوها، بس بدلها بقوا يقولوا لي يا ابن نعمات، وطبعا مش من حقي اعترض، ماهو أنا فعلا مليش اسم أب أتنادى بيه، يبقى من حقهم يقلوا مني براحتهم.
ـ نعمات بعتاب: يعني أنا بقل منك يا ابن قلبي.
ـ محمود بصياح: متزوديش همي ياما، وتحسسيني أني ابن حرام وناسي جميلك، أنت أمي ونور عيني ونسبي ليكي يشرفني، بس أنا عارف قصدهم كويس، هما لما بقيت اتغابى على اللي بيقولي ابن حرام، لفوا لي من الناحية التانية، ونادوني باسمك عشان يفكروني برضو أني من غير أب [باستنكار] يعني هما ماشيين ينادوا بعض باسماء اباهاتهم، ليه مكنوش بينادوني بمحمود وخلصنا.
ـ نعمات بحنان: وأديك بقيت أسطى نجار قد الدنيا، وهم دلوقتي بيقولوا لك يا أسطى محمود، بتقلب علينا المواجع ليه بقى.
ـ محمود بقهر: بيقولها بلسانهم خايفين من الحيطة اللي واقف قدامهم، لكن باشوفها في عينيهم [بألم] واللي بيقدر يقولها وهو عارف أني مقدرش أمسه بيقولها.
ـ نعمات بفهم: هي نورا عدت عليك النهاردة.
لم يجيبها بكلمة ولكن نطقت عينيه بما عجز عنه لسانه.
ـ نعمات بلوم: تاني يا محمود، فضها سيرة يا بني، قلت لك ألف مرة هي مش نصيبك، شيلها من دماغك بقى.
ـ محمود متألم بصراخ: واللهي ما في دماغي، ولا عمري مرة عقلي قالي يمكن،ولا مرة كدبت على نفسي وقلت ممكن تبقى نصيبي [ارتفعت يده لتهبط لاطمة موضع قلبه بسرعة لعدة مرات متتالية وهو يركع على ركبتيه باكيا] هي هنا، هنا ومش عايزة تخرج، ولا عايزة حتى ترحمني، الوحيدة اللي باضعف قدامها، من واحنا صغيرين كنت بضرب أي حد من العيال لما يضايقني ويقولي يا ابن الحرام، إلا هي، كنت باقف قدام عينيها متكتف مش عارف ليه، ولما كسرت الواد وأهاليهم خافوا عليهم ومنعوهم يقولوها، وبقوا يقولوا يا ابن نعمات، كنت بازعل منهم، إلا هي كنت بافرح انها بطلت تقولي يا ابن الحرام، وكبرت وجبرتهم يحترموني بقوتي وشطارتي في الصنعة، وبقى الكل يعملي حساب، إلا هي [بقهر] هي ليه قاسية كده، ضعفي قدامها قواها علي ياما، وخلاها تكسرني كل ما تشوفني [بسخرية] الغبية فاكرني مطاطي خايف على لقمة عيشي، متعرفش أني مطاطي لتراب رجليها اللي بعشقه، راضي بالذل اللي بحسه من بصة الناس، لأني مش قادر أبعد ولا اسيب الحارة بسببها [دافنا رأسه بصدر نعمات باكيا] مش هاقدر امشي ومشوفهاش تاني ياما مقدرش.
ـ نعمات وهي تحضنه بحنان باكية لبكائه: بس يا قلب أمك، اللي زرعها في قلبك قادر يشيلها منه أو يراضيه بيها.
ـ محمود ببكاء: صعب قوي ياما ، صعب.
ـ نعمات بقوة: استغفر ربك ياوله، مفيش حاجة تصعب على اللي خلقك، طيب تعرف، يوم ما لقوك كان ده عاشر يوم بالظبط، من وقوع البيت على جوزي ومحمود ابني الله يرحمهم، وكان اللبن خلاص قرب ينشف، وأول ما حطيتك على صدري، ربنا بعت لك رزقك، وزرع حبك في قلبي، وبدل ما كنت هارضعك لحد ما يودوك القسم، مقدرتيش اسيبك، وعرفت أنك عوض ربنا لي وبقيت محمود ابني الغالي، وزي ما رزقني بيك قادر يرزقك ما تتمنى، أنا مكنتش عايزك تتعلق اكتر ما أنت متعلق لكن اطمع بربك، ربك عنده كتير.
ـ محمود برجاء: يارب ياما، يارب.
ـ نعمات بحنان: يارب يا قلب أمك، يارب.
******************
هرولت مبتعدة عن الورشة، وهي تلعنه بسرها، فقد استطاع إرهابها وإرغامها على إظهار خوفها منه، رغم محاولاتها للتظاهر بالقوة.
ـ فتاة بدهشة: نورا، نورا، أيه يا بنتي انطرشتي، جريتيني نص الحارة وراكي.
ـ نورا بحنق: أيوه يا هدير، في أيه؟
ـ هدير بدهشة: أيه يا بنتي، مالك راكبك مايه عفريت على الصبح.
ـ نورا بضيق: الزفت ابن نعمات، حرق دمي على الصبح.
ـ هدير بعتاب: يا مفترية، أنا مش عارفة أنت مستقاصده وحاطه في دماغك ليه.
ـ نورا بتعالي: مين ده عشان احطه في دماغي، هو بس اللي بني أدم مستفز، وبيطلع زربيني.
ـ هدير بابتسامة: عمل لك أيه؟
ـ نورا بضيق: كل ما يشوف خلقتي، يقولي يا نوارة، قولت له مايه مرة اسمي نورا، مفيش فايدة.
ـ هدير ببساطة: يا بنتي زي ما اتعود يقولك واحنا صغيرين، مش أزمة يعني.
ـ نورا بحنق: أه عشان حد من الزفتتين بنات خالتي يسمعوه ويستلموني تريقة.
ـ هدير بتفهم: يوو، هما مش اتجوزوا وبعدوا عنك، هما لسه عايشين عليكي الدور.
ـ نورا بغيظ: يا بنتي دول اتنفخوا بزيادة، حقهم مش واحدة متجوزة دكتور والتانية مهندس.
ـ هدير بهدوء: يا بنتي سيبك منهم، دول عندهم عقدة نقص، وبيعوضوها فيكي، وأنت بصراحة بتعملي زيهم وبتطلعي غلبك، في الاسطى محمود.
ـ نورا بضيق: محمود أيه ده كمان.
ـ هدير بابتسامة: والله أنا ما عارفة أيه اللي مصبره عليكي، ده مفيش أي حد في الحارة يقدر يرفع عينه فيه.
ـ نورا بغرور: ليه هو أنا أي حد، يا ابنتي متنسيش أني بنت الحاج حسين كبير الحارة، ده غير أن جوز خالتي، هو اللي لاقاه في الزبالة وخالتي هي اللي ادته لنعمات ترضعه، وكمان جوز خالتي هو اللي كان ظبط لها حياتها بعد ما بيتها وقع قبل ما تلاقيه، وكلم صاحب البيت عشان تفرش بالخضار قدامه ،يعني هو اللي ميقدرش يرفع عينيه في.
ـ هدير ضاحكة بسخرية: وبنات خالتك هما برضوا هما المنفخوين.
ـ نورا بضيق: سيبك من الهم ده، عملتي أيه في العريس.
ـ هدير بابتسامة: طفشته طبعا.
ـ نورا بسخط: ليه يا فقر، ده كان كويس قوي.
ـ هدير بضيق: ما أنت عارفة اللي فيها.
ـ نورا بتهكم: أنت لسه متعلقة في الحبال الدايبة بتاعة سي سمير.
ـ هدير بشك: أيه أنت غيرتي رأيك، وبتشاوري عقلك ولا أيه.
ـ نورا باستنكار: أنت عبيطة ولا أيه، سمير أيه ده اللي هبوص له، على يدك هو اللي مش سايبني في حالي، بس متقلقيش، قريب قوي هتسمعي اخبار تفرحك.
ـ هدير بسعادة عارمة: يبقى حصل والمتر نطق.
ـ نورا بابتسامة: كلم بابا وطلب منه يحدد له ميعاد.
ـ هدير بسعادة: مبروك يا نورا، مع اني مش عارفة هتستحملي الولية أمه دي ازاي.
ـ نورا زافرة: يعني هو كان في حد عدل غيره في الحارة، وأنا قلت لا.
ـ هدير بدهشة: الحارة كلها مش عجباكي.
ـ نورا بضيق: يا بنتي افهمي، أنا مينفعش أتجوز حد، أقل من ولاد خالتي.
ـ هدير باستنكار: ما هو برضه سالم مش زي اجواز ولاد خالتك.
ـ نورا بهدوء: بس محامي وبكرة يبقى عنده مكتب وممكن كمان يبقى وكيل نيابة، أنا سمعت أنه مقدم للنيابة.
ـ هدير بابتسامة: ربنا يتمم لك بخير.
ـ نورا ضاحكة: فرحانة لي ولا عشان السكة خليت لك.
ـ هدير بضحك: بصراحة الاتنين.
******************
بالورشة
دخل رجل عريض الجسد طيب القسمات، بيده بعض مستلزمات النجارة.
ـ الرجل بابتسامة: سلام عليكم، ابعت حد يجيب الحاجة من العربية يا محمود.
ـ محمود بهدوء: هاجيبها أنا يا اسطى [متجنب النظر له] الأنسة نورا جات سألت عليك، وبتقول أن الحج حسين عايزك.
ـ رضا بشك: الأنسة نورا! ومالك بتتكلم كده ليه، هي البت دي، جرت شكلك تاني، بس لما أشوفها وأنا املص لك ودانها.
ـ محمود باندفاع: لا، هي ما عملتش حاجة.
ـ رضا متفحصا لعينيه المنتفختان: لا دي شكلها عملت، وعملت جامد كمان، أنتم متربيين مع بعض، عشان كده هي بتدلع عليك، عشان هي عارفة أنك مش هتعملها حاجة.
ـ محمود بابتسامة لمجرد تفكيره بأن حبيبته تتدلل عليه لعلمها بمكانتها لديه: وأنا عمري ما أزعل منها يا اسطى.
ـ رضا بابتسامة: أنا عارف طيبة قلبك يا محمود، وأنك عمرك ما بتشيل من حد، وأنا عارف أنها بتزودها معك، بس معلش امسحها في أنا، هي عبيطة، الدنيا دايسة عليها وبتطلع غلبها فيك.
ـ محمود باهتمام: دنيا أيه دي اللي تدوس علي بنت الحاج حسين! مين اللي يستجري يدوس لها على طرف.
ـ رضا بصدق: الحاج حسين نفسه يا ابني.
ـ محمود بدهشة: اللي هو ازاي يعني.
ـ رضا بتأثر: حسين أول ما تجوز خلف نورا ، وبعديها بسنتين خلف واد كان اسمه يوسف ، وهما صغيرين جه لنورا حصبة وتعبت قوي، لكن ربنا سلم وخفت، بس يوسف كان اتعدى وكان صغير وضعيف ومستحملش، وربنا استرد وديعته، حاولوا يخلفوا تاني، بس الحج حسين كان عنده دوالي جامدة والدكتور قال أنه صعب يخلف تاني، ومن يومها ومعاملته لنورا بقيت ناشفة، ده غير أن أهله كلهم في الصعيد ومبيحبوش خلفة البنات اصلا، وامها ملهاش غير فوقية مراتي، وهي وولادي مبيتفوقش للاسف، فتحس أن البت خدت جنب ومبقاش ليها حد غير البت هدير جارتهم.
ـ محمود بفضول: صحيح، هي ليه علاقتها بسهام وهيام باظت كده، مع أن زمان كانوا أكتر من الأخوات.
ـ رضا بتهكم: إذا كانت علاقتي أنا بسهام وهيام باظت، وأنا أبوهم، مش عايز علاقتهم ببنت خالتهم تبوظ.
ـ محمود باستنكار: متقولش كده يا أسطى، هو حد يطول يكون له أب زيك.
ـ رضا بأسى: بس ولادي أنا بقى، مش عاجبهم أني أبوهم، بس دي مش غلطتهم، دي غلطتي أنا وأمهم، كل اللي فاكرنا فيه أننا نكبرهم عن الناس كلهم، لحد ما نفسهم كبرت علينا احنا.
ـ محمود باستنكار: لا عاش ولا كان اللي يتكبر عليك يا أسطى.
ـ رضا بمرارة: ما قولت لك مش غلطتهم، وهما صغيرين لما لاقيت الورشة شغالة، والقرش بيجري في إيدي، دخلتهم مدارس عليوي، قلت يتعلموا أحسن علام ويبقوا أحسن مني ومن أمهم، بس نسيت اعلمهم، الرضا والتواضع، وجودهم في وسط ولاد ذوات، خلاهم يتكسفوا أن أبوهم صنايعي ويستعروا مني.
ـ محمود باستنكار: ده أنت تشرف بلد يا أسطى.
ـ رضا بمرارة: حسيتها منهم زمان يا محمود، لما باقوا يرطنوا مع بعض قدامنا عشان منفهمش بيقولوا أيه، ولما يضايقوا لو أروح لهم المدرسة، وبدل ما أخد بالي وأفهمهم وأربيهم، قلت عيال وبكرة يكبروا ويفهموا، بس نسيت أن بيكبر على طبع صعب يغيروا، و كبروا ونفسهم كبرت أكتر وأكتر.
ـ محمود بأسى: ربنا يهديهم لك يا أسطى.
ـ رضا بحزن: ربنا يهديهم لنفسهم، أنا تقريبا ما باشوفهمش، بيجوا عشر دقايق كل فين وفين، ومن غير اجوازهم كمان، عشان طبعا الحارة ما تلقش بالمقام العالي.
ـ محمود بحنان: متزعلش نفسك يا أسطى بكرة ربنا يهديهم ويصلح حالهم.
ـ رضا بمرارة: أنا مش زعلان علي، أنا خلاص رميت طوبتهم، ومش مستني منهم حاجة، أنا زعلان على أمهم، مأثر فيها قوي عمايلهم دي وبيوحشوها، بتفضل تتصل عليهم قد كده، لما يحنوا ويجوا يزروها، وبيجوا مش طايقين نفسهم ولا عاجبهم حاجة، وياريتهم بيجوا لوجه الله، لكن كل واحدة فيهم بتجي ومعها لستة طلبات، وشوية اللي بيقعدهم مش بيبطلوا تريقة على خلق الله، أنت عارف ليه نورا بتضايق لما بتقولها يا نوارة.
ـ محمود باهتمام شديد: ليه يا أسطى؟
ـ رضا بتأثر: لما نورا خدت أعدادي، كان نفسها تدخل ثانوي عام وحسين مرضيش وصمم يدخلها دبلوم عشان مترجعش تقول عايزة أدخل الجامعة، هي جات عندنا عشان احاول اقنعه يدخلها ثانوي، مكنتش وقتها في البيت، وقعدت تستناني مع هيام وسهام مع أنها ما بتحبش تقعد معهم عشان بيفضلوا يتريقوا عليها وعلى مدرستها، وبدل ما يطيبوا خاطرها، فضلوا يتريقوا عليها، وهيام قلت لها واحدة بيتقال له نوارة وعايزة تدخل الجامعة ده أسم بياعة ورد في الإشارات، وقعدوا يتريقوا عليها لحد ما نزلت من عندهم معيطة.
ـ محمود باهتمام شديد: وبعدين؟
ـ رضا بحزن: رحت وراها لما فوقية حكيت لي أول ما رجعت، لاقيتها بتقولي {أنها خلاص مش عايزة مساعدة من حد وأن أبوها عنده حق، وأنها تكون أحسن واحدة في الدبلوم، أكرم لها ماتقابل في ثانوي عيال منفوخة متربوش}، فهمت طبعا أنها تقصد بناتي وأبوها فهم وكان عايز يضربها بس أنا حوشته عنها، من وقتها وحسيت البت اتغيرت، ، ورغم أني متأكد أن لسه قلبها أبيض زي ما هي، بس زي ما يكون مضايقة البنات ليها المرة دي، جابت أخرها، وبطلت ترد على أي حد يقولها نوارة، ومبيقتش بتقرب من حد وبقى كلامها ناشف، وكأنها بتتحامى في لسانها.
شعر محمود بغصة بحلقه، وكاد أن يتفوه بما يسيئ، لهاتان الماكرتان، فهما تعمدا الإساءة لحبيبته وتسببا ببكاءها، فضلا عن التحول السيئ لشخصيتها، من تلك الرقيقة المرحة، لتلك الفظة المتعالية، ولكنه صمت احتراما لمكانة والدهما لديه، وخوفا من كشف مشاعره تجاهها أمام أي أحد.
******************
ياترى نورا هتكون من نصيب مين، وممكن يجي اليوم اللي تحس بحب محمود وتتغير نظرتها ليه، وهدير ممكن يكون لها فرصة فعلا ما سمير لو نورا ارتبطت بغيره.
اتمنى الحلقة تعجبكم ومستنية رأيكم فيها.
******************

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن