جريمة باسم الحب
الجزء السادس عشر
وأثناء خروجها من المستشفى مستندة على يد زوجها فوجئا بمن يعترض طريقهما فاجأة.
ـ شاب بدهشة: نورا.
ـ نورا بصدمة: مهاب، ازيك يا مهاب.
نظر محمد للشاب بتمعن ، ليتذكر أنه رأه أكثر من مرة بصحبة عمها حسن الذي ظلمها وحرمها حقها بآرث ابيها.
ـ نورا بفخر: محمود جوزي [موجهة حديثها لمحمود] مهاب ابن عمي حسن.
ـ محمود باقتضاب: أهلا.
ـ مهاب بحرج: أهلا بيكم، خير جايين المستشفى ليه.
ـ نورا بابتسامة: أنا لسه والدة، وكنت خارجة من المستشفى النهاردة.
ـ مهاب بابتسامة: الف حمد لله على السلامة، مبروك ما جالكم.
ـ نورا بتردد: وأزيكم أنتم، وازاي عمي؟
ـ مهاب بتأثر: عمك تعبان قوي، يا نورا، أنا جاي هنا عشانه بيغسل كلى بقاله فترة، وعملنا له نقل وبرضه العملية باظت ورجع يغسل تاني.
ـ نورا بحزن: ربنا يرفع عنه ويشفيه.
ـ مهاب بلهفة: بجد يا نورا بتدعي لربنا يشفيه.
ـ نورا بصدق: ربنا يشفي كل مريض.
ـ مهاب برجاء:طيب ما تيجوا معي تبصوا عليه، ده هيفرحوا قوي.
ـ محمود بقلق على حبيبته: أن شاء الله نبقى نجيله وقت تاني، بس زي ما أنت شايف هي تعبانة، والجماعة بقالهم كتير مستنينا في العربية، عن أذنك.
ودعهم بابتسامة مضطربة وهو يتمنى أن تأتي يوما لرؤية والده ومسامحته.
******************
ببيت محمود، بعد مرور خمس سنوات
تدلف نورا للمنزل بحركة بطيئة بسبب بطنها المنفخة أثر الحمل، يساندها محمود بيد ويمسك بنعم باليد الأخرى.
ـ محمود بحنان على مهلك يا قلبي.
ـ نورا بوجوم: أنت نازل الورشة تاني.
ـ محمود بحنان: كان ورايا حاجة في السريع كده، وكانت نعمات هتطلع تقعد معاكي، بس لو عايزني اقعد مفيش مشكلة.
ـ نورا بشرود: كنت عايزك في موضوع كده وبعدين ا نزل براحتك.
ـ محمود باهتمام: طبعا يا حبيبتي، أنت فيكي أيه، من ساعة ما خرجنا من عند الدكتورة وأنت مش على بعضك.
ـ نورا بحزن: أنت ما سمعتش، أنا حامل في بنت يا محمود.
ـ محمود بابتسامة: الحمد لله والشكر لله [بضيق] أوعي تكوني من المتخلفين اللي بيفرق معهم ولد ولا بنت، غيرنا مش طايل ضفر عيل.
ـ نورا باستنكار: لا طبعا، كل اللي يجيبه ربنا كويس، بس كمان متنساش أنها قالت أن الرحم اتهتك من عمليات الربط اللي عملتها الحمل ده والإجهاض اللي فات، وأني افضل ما احملش تاني.
ـ محمود برضا: وهما اتنين وحشين، فضل ونعمة من الله ، بس أنت تقومي لنا بالسلامة، ونعرف نربيهم كويس.
ـ نورا بزفرة: مع عشان نعرف نربيهم كويس زي ما أنت عايز، يبقى تسمع كلامي، ونمشي من هنا.
ـ محمود بضيق: تاني يا نورا، مش كنا قفلنا الموضوع ده.
ـ نورا بالحاح: لا أنت اللي كل ما اتكلم فيه تقفل الكلام، وحتى مش راضي تسمعني.
ـ محمود باصرار: عشان الكلام مش هيفرق معايا ولا هيغير اللي في دماغي.
ـ نورا برجاء: مش هيفرق معك، مستقبل بناتك وجوازهم ومعاملة الناس ليهم.
ـ محمود بشراسة: اللي يقرب من بناتي اقطع رقبته، واللي ميعرفش قيمتهم ما يستاهلهمش.
ـ نورا بانفعال: وليه منبعدهمش عن كل ده، ليه يفضلوا في مكان الناس عارفة فيه، أن ابوهم ابن نعمات وأمهم بتاعة القمصان.
ـ محمود بصدمة: ابن نعمات!
ـ نورا بندم: والله ما قصدي، أنت سيد الناس كلها، وأنا باموت في التراب اللي بتمشي عليه، وأنت عارف، بس الناس ما بترحمش حد، مش عايزهم يشوفوا اللي احنا شوفناه، لو قدرت دلوقتي تمنع حد يضايقهم، هيجي وقت ويبقوا لوحدهم، وساعتها الناس مش هترحمهم، وهينهشوا فيهم زي ما نهشوا في بعد موت أبويا، حتى أقرب الناس لي، اللي من دمي مارحمنيش.
ـ محمود بضيق: الأعمار بيد الله، بس أنا مش هاهرب بعيالي، احنا معملناش عاملة، ولادنا معهم قسيمة جوازانا وشهادات ميلادهم، يحطوها فعين أي حد يبص لهم بصة وحشة، وأن شاء الله كمان هيبقى معهم شهاداتهم العالية، اللي تخلي الكل يحترمهم غصب عنه.
ـ نورا برجاء: وهاتفرق معك في أيه الحارة من غيرها، احنا ملناش حد هنا، وبعدين الحمد لله معنا فلوس نقدر نشتري ورشة ومعرض كمان في حتة معقولة.
ـ محمود بضيق: من ساعة ما بيتكم القديم جاله قرار ازالة، وأنت الموضوع كبر في دماغك ومش راضية تفضيها سيرة.
ـ نورا باستنكار: وأيه المشكلة، من يومها وكل يوم بيجيله مشتري، مش هيكلفنا حاجة هيهد ويبني وناخد مبلغ محترم على الفلوس اللي محوشنها على تمن الشقة دي وخلو الورشة، هيبقى مبلغ محترم، ونبعد عن القرف ده كله.
ـ محمود بحزم: المشكلة أن مش أنا اللي ياخد ورث مراته، والأهم أن لو أنت من ساعة موت الحاجة زينب الله يرحمها، وبقى ملكيش حد في الحارة، فأنا لي أمي، اللي لا يمكن اسيبها، واللي من يوم موت أمك وهي بتعاملك زي بنتها وأكتر.
ـ نورا باستنكار: أنت متخيل، أني بافكر اسيب ماما نعمات، لا طبعا رجليها قبل رجلينا، أنا مش عارفة من غير حنيتها، وقلبها الطيب كنت استحملت فراق أمي ازاي، ولا يمكن كمان أفكر ابعدها عن نعم دي روحها فيها، أنا بتكلم علينا كلنا انا وأنت وهي والبنتين، نبعد كلنا سوا من هنا ملناش حاجة في الحارة نبكي عليها.
ـ محمود بهدوء: مش هينفع يا نورا، مش هترضى ولا أنا هاغصبها ولا هاسيبها، على يدك مرضيتش تسيب البدروم وتسكن في الشقة اللي تحتنا، مش قادرة تبعد عن ريحة ابنها فيه، هترضى تسيب الحارة، مينفعش اوجعها قوي كده، زمان لما أنت اتخطبتي، داست على قلبها عشاني وكانت عايزنا نمشي عشان تريحني، مينفعش بعد ما ربنا كرمني ببركة دعاها، انا اللي أدوس عليها.
ـ نورا باستسلام: خلاص يا محمود أعمل اللي تشوفه، وربنا يدبرها من عنده.
ـ محمود يحتضنها بحنان: خير بإذن الله، كل اللي عند ربنا خير.
******************
مر شهرين حاولت نورا فيهما، تقبل رفض زوجها لفكرتها، والمواظبة على الدعاء لله أن يدبر أمرها، ويصلح بالها، ويبعد عنها الوساوس التي تقلقها بشأن مستقبل بنتيها،وأن تنشغل بفرحتها بطفلتها القادمة، وتنسى كل ما يفسد عليها السعادة التي تعيشها بكنف زوجها المحب.
******************
في صباح أحد الأيام، استيقظت نورا بتكاسل، فهي بأخر شهور حملها، وقد ثقلت حركتها كثيرا، ولولا تفهم زوجها لحالها ومعاونة نعمات لها برعاية نعم وأمور المنزل لما استطاعت أبدا تدبر أمورها.
خرجت من غرفتها ببطء، لتفاجأ بزوجها جالسا على الأريكة المواجهة للغرفة بشرود.
ـ نورا بدهشة: محمود، أنت منزلتيش، أيه ملحقتيش الفجر ولا أيه.
ـ محمود بوجوم: لا نزلت ورجعت.
ـ نورا بدهشة: الله ، أنت متعود بتخرج من المسجد على الورشة، تشتغل على رواقة قبل دوشة الحارة والصنياعية.
ـ محمود بغموض: نورا أنت لسه عايزة تسيبي الحارة؟
ـ نورا بصدمة: أيه، هو في أيه يا محمود، هي نعمات كويسة.
ـ محمود بغموض: نعمات كويسة، وهتيجي معنا.
ـ نورا بحيرة: واشمعنى المرة دي هتوافق!
ـ محمود بتوتر: أكيد هتوافق، مش هتتخلى عن ابن نعمات دلوقتي، زي ما سبتنيش زمان، أنا كلمتها وزمانها طالعة.
انتبها على طرقات نعمات، فاتجهت نورا لفتح الباب.
ـ نعمات بلهفة: أنت كويسة يا حبيبتي، ده لما لاقيته مفتحش الورشة وبيقولي اطلعي، افتكرتك بتولدي.
ـ نورا بتوتر: أنا مش عارفة ماله، بيقول كلام مش مفهوم وشكله غريب.
انتبها لخروج محمود من غرفة ابنته التي دلف عليها ونورا تفتح الباب لنعمات ليفوجأ به وهو يمد يده نحوهما بتلك اللفافة التي يحملها.
ـ محمود بأسى: ابن نعمات ياما.
شهقت نورا بصدمة، بينما ارتسمت علامات الذهول على ملامح نعمات، ولكنها رغم ذلك مدت ذراعيها تتلقف ذلك الرضيع بين ذراعيها.
ـ نعمات بذهول: جيبته منين ده يا محمود.
ـ محمود بتأثر: مرمي قدام الجامع، نزلت متأخر وكانوا اقاموا، داخل باجري، لاقيته مرمي على الجزم، خدته بسرعة ورجعت بيه من غير ما ادخل ولا حد يشوفني.
ـ نورا بدهشة: ليه! كنت استنيت تشوف الناس هتتصرف ازاي.
ـ محمود بانفعال: عشان يعرفوا أني لاقيته، ويا يرموه في الملجأ، يا يتربى في وسطنا وكلهم عارفين اصله ويعيروه في الرحة والجاية، وحتى لما العيال الصغيرة اللي محضريتش الموضوع يكبروا يحكوا لهم وكأنها قصة أبو زيد الهلالي، ويعيش عمره كله شايل ذنب مش ذنبه، بيتحاسب على جريمة هو ضحيتها.
ـ نورا بحيرة: امال ناوي على أيه.
ـ محمود بعزم: هناخده ونمشي.
ـ نورا بصدمة: أيه!
ـ محمود بحسم: مش هاسيبه، مش هنعيده من تاني، مش دايرة وهنفضل نلف فيها[ناظرا لنعمات التي انفصلت عما حولها وهي تحتضن الصغير وبرجاء] مش هيهون عليكي تسبيه ياما، مش هيهون عليكي زي ماهونتش عليكي زمان، هتيجي معنا، أنا مش هاقدر امشي من غيرك، ومش هاعقد هنا واسيبهم يسقوه المر اللي ساقوهلي .
ـ نعمات بشرود: عايز تعمل أيه يعني.
ـ محمود باصرا ر: هاكتبه باسمي، هنمشي ولما نورا تولد هاسجل أنها جابت توأم [مواجها حديثه لنورا] مش كنت عايزة أخ لبناتك يبقى راجلهم ويتسندوا عليه، أهو ربنا بعتهولك أهو..
ـ نورا باستنكار: لا طبعا.
ـ نعمات بحكمة: حرام يا بني، مينفعش حد يتنسب لراجل مش أبوه.
ـ محمود بثورة: ليه، أيه ماينفعش تبقى أم لابن حرام يا بنت الحج حسين، وأنت ياما دلوقتي بقى حرام، امال أنا أيه، مكنش حرام وأنا باخد شهادة ميلاد باسم شوقي الزيني.
ارتفع صوت نورا بالبكاء، وقد تأكدت بأنه لم يتجاوز عن معاملاتها له بالماضي، فلأول مرة يقسو حبيبها عليها، خاصة وهي بهذا الوضع الصحي، فلطالما اهتم بها ودللها وراعى نفسيتها المضطربة.
ـ نعمات بحنان: أهدى يا محمود، متزعليش يا حبيبة قلبي، مش قاصده يزعلك، وأنت يا محمود الكلام براحة هي مش ناقصة.
ـ محمود زافرا: يا جماعة افهموني، لو سيبته مش هاسامح نفسي، أنت أكتر واحدة المفروض تفهميني ياما، أنت اللي شوفتي معايا كل اللي شوفته، أنت اللي عارفة اللي مستنيه، ويا عالم هيستحمل زيي ولا هيضيع.
ـ نعمات بهدوء: يبقى الكلام بالعقل، وموضوع زي ده ما يتاخدش قفش كده، استهدى بالله وراضي مراتك ونشوف هنعمل أيه بالعقل.
اقترب محمود من نورا ليجدها ترتمي باحضانه وقد زاد بكاءها، فاحتواها بين ذراعيه، يغمر رأسها بقبلاته.
ـ محمود بندم: حقك علي يا نوارتي، والله ما قصدي، بس الواد ده قلب علي المواجع كلها.
ـ نورا بنحيب: أيوه هي دي الحقيقة، هو فاكرك بكل اللي كنت باعمله، وأنت اصلا لا نسيت ولا سامحتني، لو أنك تكتبه باسمنا ده هيخليك تسامحني، أنا موافقة، بس متبقاش كاتم جواك وجعك مني وساكت.
ـ محمود بصدق: بس يا عبيطة، والله أنا عمري ما زعلت منك ابدا، ومفيش لكي جوايا الا كل حب [بتأثر] غصب عني، نار ولعت جوايا وأنا شايفه مرمي على الجزم، احنا ليه رخاص كده، ليه ديما بيرمونا مع أن هما اللي جابونا من غير ما يكون لنا رأي، شوفت نفسي مكانه، مع أنه حظه أحسن من حظي، على الأقل اللي حطه نايمه على حاجة طرية وحط في مكان هيلاقيه فيه ناس عارفة ربنا وكمان لفه في حتة قماشة [ببكاء] أنا اترميت على الزبالة ملط، اللي رماني كان نفسه يخلص مني، لو مامتش من البرد، الكلاب تنهش جتتي، بس سبحان الله، الكلاب طلعت أحن منهم.
ـ نورا باكية بعطف وهي تتشبث بحضنه: بس يا قلبي، حقك علي، خلاص احنا هنمشي من هنا وهنعمله اللي أنت عايزه وزيادة.
ـ نعمات بحسم: مش بمزاجك أنت وهو، حدود ربنا مش لعبة، ولو أنا غلطت زمان فده كان عن جهل، والحمد لله أني مضريتش حد، شوقي الزيني لا كان عنده اللي يتورث، ولا ليه عيلة اديتك اسمهم من غير وجه حق، لكن أنت كده هتخليه يشارك بناتك اسمك وورثك وده ميرديش ربنا، ده غير معرفتنا دلوقتي بحرمانية النسب لأب مش حقيقي، والخير ما يتعملش بالحرام ربنا طيب ما يقبلش الا الطيب، لكن أنا لما حد قالي على حرمانية اللي عملته كنت أنت سبع سنين ودخلت المدرسة بالشهادة، وما عادش ينفع أغير اللي حصل وما قدميش غير أني استغفر ربنا.
ـ محمود بانفعال: يعني أيه هنرميه في الشارع ونفضحه.
ـ نورا بحنان: اهدى يا حبيبي، هنلاقي لها حل، ربنا ما بيظلمش حد.
ـ محمود بحنق: بس الناس بتظلم، وبتظلم بالقوي كمان.
ـ نورا بتعقل: طيب ممكن نتكلم بهدوء، وأكيد هنوصل لحل، هو ساكت كده ليه يا ماما.
ـ محمود بعطف: أنا نيمته، واضح انهم قبل ما يرموه كانه ماكلينه كويس ومنيمينه، بعد ما جينا هنا بساعة عيط شوية، عملت له راضعة ينسون شربها ونام.
ـ نورا بحب: ربنا يجعله في ميزان حسناتك يا حبيبي، هاتيه يا ماما أدخله جوا.
حملت الطفل بحنان، متجهة لغرفة ابنتها لتهمس بأذن زوجها أثناء مرورها بجواره: متقلقش يا حبيبي، مش هنسيبه، ربنا ما يعملش الا الخير [خرجت من غرفة ابنتها وعلى وجهها ابتسامة حنونة] نام جنب نعم زي الملاك، ما تتكلموش دلوقتي، هاعمل لكم شاي وهاجي نتكلم على رواقة.
انها احتساء الشاي، بينما نورا تعبث بهاتفها، ونعمات مطرقة للأرض بصمت، بينما محمود يتطلع لهما برجاء، ليسود الصمت للحظات، حتى قطعه محمود حزينا.
ـ محمود بيأس: خلاص، هاعمل لكم اللي انتم عايزينه، ادخلي هاتيه يا نورا انزله القسم، عشان اريحكم.
ـ نعمات بأسى: يا ابني هو مش تاعبنا، أنت اللي ما حسبتهاش كويس، قهرك عليه خلاك تلغي عقلك وتمشي ورا قلبك، من غير ما تبص هتظلم مين غيره.
ـ محمود بقهر: خلاص ياما خلصنا، قومي هاتيه يانورا.
ـ نورا بثقة: لا يا محمود الواد هيفضل معنا [تطلع لها بذهول فاكملت بابتسامة] لو خليتك، تخلي الولد ده، وتعمله كل اللي أنت عايزه، من غير حرمانية، تسامحني على اللي عملته فيك زمان.
ـ محمود بشك: أنت بتهزري، أنت اصلا رافضة الفكرة.
ـ نورا بحب: هتسامحني يا محمود، هتنسى كل حاجة ضايقتك بيها، هتفتكر بس، أني مهانش علي قهرتك ولا أنك ترتكب ذنب، وأني هاعملك اللي أنت عايزه حتى لو رافضه، بس عشان اريحك واكفر عن ذنبي.
ـ محمود بحب: مش محتاجة تعملي حاجة عشان اسامحك وانسى، أنا اصلا عمري ما زعلت منك ولا فاكر حاجة غير أني باحبك [بلهفة] بس بجد لو قدرتي تحميه من اللي ممكن يشوفه، هيبقى جميل فوق راسي هشيله لك طول العمر، ده غير ثوابك عند ربنا.
ـ نعمات بتحذير: من غير ذنوب يا نورا.
ـ نورا بهدوء: متقلقيش ياماما، من ساعة ما اتكلمتي على المرحوم جوزك، والفكرة نطت في دماغي، وعملت لكم الشاي وأنا بدور عللى النت لحد ما لقيت حل من غير حرمانية، بالعكس هناخد ثواب كفالة اليتيم.
ـ نعمات بحرج وتردد: بس هو مش يتيم.
ـ نورا بابتسامة تشيجع لوجه حبيبها الممتقع: أنا مش بفتي ياماما أنا هاقرا لك فتوى صريحة [بدأت القراءة بثبات] مجهولوا النسب في حكم اليتيم ؛ لفقدهم لوالديهم، بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب؛ لعدم معرفة قريب لهم يلجئون إليه عند الضرورة، وعلى ذلك؛ فإن من يكفل طفلا من مجهولي النسب، فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( َأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا )، لكن يجب على مَن كفل مثل هؤلاء الأطفال أن لا ينسبهم إليه ، أو يضيفهم معه في بطاقة العائلة ؛ لما يترتب على ذلك من ضياع الأنساب والحقوق ، ولارتكاب ما حرَّم الله ، وأن يعرف من يكفلهم أنهم بعد أن يبلغوا فإنهم أجانب منه كبقية الناس ، لا يحل الخلوة بهم أو نظر المرأة للرجل أو الرجل للمرأة منهم ، إلا إن وجد رضاع محرم للمكفول ، فإنه يكون محرماً لمن أرضعته ولبناتها وأخواتها ونحو ذلك مما يحرم بالنسب.
ـ نعمات برضا: طيب الحمد لله على الأجر، بس برضه بتقولي حرام واجنبي وكده يعني.
ـ نورا بحسم: هارضعه يا ماما، أول ما هاولد هارضعه ووجوده معي ومع البنات هيبقى حلال، هيبقى ابني زي ما محمود ابنك.
ـ محمود منتفضا من مكانه فرحا: الحمد لله، الحمد لله، ربنا يخليكي لي يا نوارتي.
ـ نعمات بشك: والاسم يا نورا.
ـ نورا بثقة: أهو الاسم دي بالذات محلولة، لما عملوا بطاقة الرقم القومي، اترفعت قضية عشان مجهولي النسب وحقهم في أنهم يطلعوا بطاقة، وده كان الحكم [عادت للقراءة وهي تنظر لابتسامة عينيه]
أن قانون الطفل يلزم في حالة العثور على طفل لقيط بتحرير محضر بالحالة التي تم العثور عليه بها، وعرضه على طبيب الوحدة الصحية لتقدير عمره ويضع طبيب الوحدة له اسم ثلاثي جزافي، بشرط ألا تكون الأسماء لأشخاص حقيقية، وتستخرج شهادة ميلاد له بالاسم الجزافي، وفي حالة ظهور والديه الحقيقيين يتم إلغاء الشهادة و تستخرج شهادة ميلاد أخرى ببياناته الحقيقية.
ـ نعمات زاجرة: يا بنتي أنا بتكلم عن كلام ربنا، مش كلام الحكومة.
ـ نورا مكملة قراءتها بطريقة اخبارية بمشاكسة: وفيما نص الدراسة التى حملت عنوان " منح اليتيم أو مجهول النسب لقب عائلة كافله " والصادرة عن مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فإنه يجوز شرعًا لكافل الطفل اليتيم أو مجهول النسب أن ينسب لقب عائلته للطفل اليتيم (معلوم الأبوين، أو الأب فقط) أو مجهول النسب (مجهول الأبوين، أو الأب فقط)، يستوي في ذلك أن يكون الكافل رجلا أو امرأة.
******************
حاسين قد أيه نورا اتغيرت، ويقدروا يحتفظوا بالطفل ولا لا.
اتمنى الحلقة تعجبكم ومستنية رأيكم فيها.
******************