الحلقة الثالثة والعشرون ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

5.1K 170 10
                                    

اللهم استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الثالثة والعشرون
ببيت مروة
وقف صلاح يحاول فتح الباب، ولكن الباب لم يكن يسمح بدخول المفتاح كاملا، دليل وجود مفتاح ثان على الجهة الداخلية من الباب، فأخذ يطرق الباب بشدة.
ـ صلاح بعصبية: افتحي يا مروة، شيلي المفتاح اللي أنت حطاه ده وبطلي لعب عيال.
كانت تقف خلف الباب ترتعد بهلع، فهي لم تنسى جنونه الذي رأته منذ ساعات، ليزداد خوفها، بذلك المظهر الذي طالعها به من خلال شاشة المراقبة، حيث تعلو الكدمات كامل وجهه، هدأ طرقه فجأة لتراه عبر الشاشة وهو ينسحب ساخطا، وهو يرغي ويزبد.
***************************
بعد أسبوعين، بقاعة مطعم راقي خالية.
ـ أحمد بحماس مشيرا لبعض الطاولات: الترابيزات دي هتكون كلها حوالين القاعة وتربيزتنا احنا هتكون في النص، [بسعادة] هي مش موجودة حاليا، عشان هي لسه بتتصمم، عاملها حاجة كده شبه الهودج معمول من الورد.

ـ نعم بخجل: مكنش في داعي، أي تربيزة من دول، عادي.
ـ أحمد بحب: بس العرايس دايما بتبقى كوشتهم مميزة، وأنت ست العرايس.
ـ نعم بخجل محاولة تغيير مجرى الحديث: احنا كده هنتأخر.
ـ أحمد بمشاكسة: على أيه؟
ـ نعم بحيرة: مش عارفة بس انت قولت عندنا مشوار مهم.
ـ أحمد بخبث: هو انا لما أقولك عندنا مشوار، تيجي كده علطول، من غير ما تعرفي فين.
ـ نعم بتلعثم: مش جوزي والمفروض أسمع كلامك.
ـ أحمد بسعادة غامرة: يااااا يا نعم، مش متخيل اني سامع الكلمة دي منك، امبارح والمأذون بيقولي مبروك يا عريس، مردتيش، بجد مكنتش مستوعب أن حبيبة قلبي بقيت لي، أخيرا.
ـ نعم بخجل: هو احنا رايحيين فين؟
ـ أحمد مبتسما لخجلها: هنروح نشتري الفستان.
ـ نعم باضطراب: ملهاش داعي حكاية الفستان دي.
ـ أحمد بعتاب: وقولتي مفيش داعي للفرح، وسمعت كلامك واكتفيت بعشا عائلي للأهل والأصحاب، وقولتي مش هينفع هني مون عشان الكلية، ووافقت على أسبوع عسل في القرية اللي سافرناها قبل كده [بحزن] بس كله الا الفستان يا نعم، من يوم ما وافقتي على جوازنا وأنا باحلم باليوم اللي هتلبسيه لي.
ـ نعم برقة: خلاص زي ما تحب.
ـ أحمد بابتسامة: ليه يا نعم.
ـ نعم بحيرة: هو أيه اللي ليه!
ـ أحمد بمشاكسة: ليه جيتي معايا من غير ما تعرفي رايحين فين، وليه وافقتي تلبسي الفستان، [برجاء] عايز أسمعها منك تاني.؟
ـ نعم بخجل: عشان أنت جوزي.
ـ أحمد هامسا بأذنها بحب: عقبال ما تقولي ، عشان انت حبيبي.
أطرقت بخجل، فابتسم بسعادة فأن لم يكن سمعها بأذنه، فقد رأها بعينيها.
*************************
بعد فترة، ببقاعة الأساتذة بكلية الحقوق
تدخل سلمى بصحبة مروة، ليلاحظا ذلك التجمع الصغير حول نعم، حيث تعلو الابتسامات والكلمات المهنئة بالأفواه، بينما هي تقف بينهما بسعادة ترد على مجاملتهم بخجل، ليتجاهلاها متجاهتان لركنهما القصي، وهما ينظران اليها شزرا.
ـ سلمى بحنق: رجعت البرنسيسة.
ـ مروة بحقد: مش عارفة أيه اللي رجعها، هي محتاجة الشغل في أيه بعد جوازة زي دي.
ـ سلمى بضيق: جاية تكمل الدكتوراة، عشان تكمل البرستيج.
ـ مروة بكره: وأنا اللي افتكرت أني خلصت منها.
ـ سلمى بفضول: لسه مفيش أخبار عن صلاح.
ـ مروة بحدة: ولا له أثر، ولا حتى بيجي المكتب، وعمالة أأجل القضايا بتاعته ومش عارفة هاعمل أيه لو أتأخر أكتر من كده.
ـ سلمى بلوم: ماهو أنت كمان غلطانة، يعني شوفتيه متشلفط بالشكل ده، وبدل ما تطمني عليه، تقفلي بابك في وشه، وتمنعيه يدخل بيته.
ـ مروة بانفعال: ما قدرتش يا سلمى، كنت هاموت من الرعب، ده كان عامل زي المجانين أول ما عرف أنها هتتجوز، ده غير النار اللي قادت في، لما حسيت قد أيه هو باقي عليها.
ـ سلمى بغيظ: هي اتجوزت واتهنت، وأنت ضيعتي جوزك من أيدك  .
ـ مروة بحسرة: ما على يدك، اعتذرت له ألف مرة، واتحايلت عليه يرجع معي، بس هو اللي مش طايقني، ومصمم ينام في مكتبه، وفي الأخر اختفى أكتر من عشر أيام من غير لا حس ولا خبر، ده حتى وليد أخوه هيتجنن عليه.
ـ سلمى بتفكير: طيب ما تبلغي البوليس.
ـ مروة بتهكم: هاقولهم أيه، جوزي ساب البيت أسبوعين، وبعدين اختفى قبل جواز طليقته بيومين من قهرته عليها، [بمرارة] ده مقدم على اجازة شهر من غير ما يقولي، يعني مستخبي مش مختفي  تلاقيه بيبكي على الأطلال.
ـ سلمى بحقد: اشمعنا احنا اللي نصيبنا كده [ناظرة لنعم بكره شديد] فيها أيه أكتر مننا عشان يموتوا بعض عليها كده، دي حتى أرض بور.
ـ مروة بهدوء: هو أنت متخانقة مع خالد ولا أيه.
ـ سلمى بحسرة: هو أنا باشوفه عشان نتخانق، [بمرارة] الدنيا ماشية معايا بالعكس، ابويا رمانا عشان الجديدة، عملت فيها ناصحة، وقولت ابقى أنا الجديدة، طلع من بتوع القديمة تحلى.
ـ مروة باستنكار: مش المفروض مراته خلاص عرفت، والمفروض يبقى يوم عندك ويوم عندها.
ـ سلمى بحسرة: ياريتها ما عرفت، أنا اللي عملت ناصحة وبلغتها من الحساب الفيك، وكنت فاكرة زيك كده.
ـ مروة بضيق: بس كان عمال يسرح بيكي ويقولك منفصلين، ومش مريحاني.
ـ سلمى بقهر: ده لما كانت عجباه لعبة العشيقة اللي في السر، لكن أول ما عرفت وطلبت الطلاق، باس رجلها قبل أيديها عشان تسامحه، ولولا موضوع الحمل كان راماني عشان يرضيها.
ـ مروة بتعاطف: معلش يا سلمى استحملي عشان ابنك.
ـ سلمى بقهر: مقدميش غير كده، أنا وقفت قدام الكل عشان اتجوزه.
ـ مروة ناظرة بحقد لنعم التي تهمس بهاتفها بسعادة: شكلنا احنا الاتنين مكتوب علينا الصبر طول عمرنا.
***************************
بفيلا أحمد
دلفت نعم بلهفة، لتفاجأ بقدماها وقد ارتفاعتا عن الأرض، ويداه تحتضنها من الخلف بشغف.
ـ نعم بخجل: نزلني يا أحمد، ما يصحش كده.
ـ أحمد ضاحكا: هو أيه اللي ميصحش، يا نعمتي.
ـ نعم بخجل: الشغالين هيشوفنا.
ـ أحمد وهو يعدل من وضع حملها له لتصير باحضانه كطفل صغير يحمله بين ذراعيه: لا ماهو أنا مش قد الكسوف ده كله فاتصرفت. 
ـ نعم بحيرة وهي تضع يديها حول عنقه: اتصرفت أزاي.
ـ أحمد مشاكسا: خصصت لهم الملحق، وهيدخلوا ويخرجوا له من باب المطبخ، وممنوع حد يقرب من هنا الا لو استدعيناهم.  
ـ نعم بصدمة: يا نهار وهيقولوا علينا أيه.
ـ أحمد ضاحكا وهو يصعد الدرج وهي مازالت باحضانه: هيقولوا أنك بتتلككي، وتتهربي مني، وأنا بابطل لك حجتك. 
ـ نعم بتذمر طفولي وهي تحاول الإفلات من بين يديه: أنا بتلكك واتهرب منك.
ـ أحمد مازحا: ما أنت بتتكسفي من كل حاجة يا قلبي. 
ـ نعم باندفاع: لا أنت اللي قليل الأدب.
ـ أحمد وهو ينزلها أمام باب غرفتهما بغضب مصطنع: أنا قليل الأدب يا نعم. 
ـ نعم بصدمة: لا والله ما أقصد، أنت بتتصرف قدام الشغالين بحرية، وأنا مش متعودة يكون في حد غريب في البيت.
ـ أحمد مدعيا الحزن: مش معنى اني بحبك وملهوف عليكي، أني هاقبل الأسلوب ده. 
ـ نعم بأسف: لا والله يا حبيبي، أنا كمان بحبك قوي، وبأكون مبسوطة جدا بهزرك معي، بس باتحرج، انا أسفة.
ـ أحمد مندفعا لغرفتهما مغطيا وجهها بكفيه مواريا ضحكه الذي لا يستطيع السيطرة عليه: عن أذنك. 
ـ نعم تكاد تبكي ندما وهي تتبعه للداخل: أحمد أنا أسفة أن... 
لتقطع كلمتها صارخة بصدمة، فبمجرد مرورها من باب الغرفة وجدت نفسها ترتفع مرة أخرى عن الأرض، بعد أن رفعها بيد واحدة بينما يده الأخرى تغلق الباب ليمنعها من الفرار، ليرتفع صوت ضحكاته مختلطة بتذمرها الطفولي.
***************************
بعد عدة أيام، بأحد أقسام الشرطة
دخل صلاح للمكتب بصحبة أحد العساكر، الذي أدى التحية العسكرية باحترام، لذلك الضابط، الذي يرمق صلاح بتركيز.
ـ الضابط بهدوء: ها يا متر عقلت ولا لسه.
ـ صلاح بحدة: أنا مش هاسكت، ده احتجاز بدون وجه حق، وأنا هابلغ النقابة، الدنيا مش سايبة.
ـ الضابط مهددا: الله ينور عليك، الدنيا مش سايبة، عشان كده مينفعش نمشي نخطف بنات الناس من الشارع.
ـ صلاح بحدة: ده بلاغ كيدي، مفيش أي دليل عليه.
ـ الضابط بهدوء وهو يشغل أحد مقاطع الفيديو على هاتفه: طبعا أنت راجل قانون، وتقدر تعرف أذا كنا ممكن نعتبر دي أدلة ولا لا.
تطلع صلاح بتوتر لذلك المقطع الذي يظهر اعتراضه لسيارة نعم، ومحاولته لاصطحابها بالقوة.
ـ صلاح بمكابرة محاولا التظاهر بالقوة: التسجيل ده غير قانوني، ولا يعتد به أمام القضاء.
ـ الضابط بتهكم: لسوء حظك، أن كل شئ ماشي قانوني، يعني الفيديو ده متاخد من كاميرات المراقبة بتاعة البنك والمحلات اللي في شارع، وده طبعا تم بناء على أذن بالتفريغ من النيابة، بناء على بلاغ من زوج طليقتك اللي حاولت تخطفها.
ـ صلاح بانفعال يكاد يموت قهرا من انتسابها لغيره كزوجة: وبدل كل حاجة ماشية قانوني، مش بتوجهلي اتهام رسمي وتحولني للنيابة ليه.
ـ الضابط ببساطة: العريس شخصية عامة ومبيحبش الشوشرة، طلب تمشي ودي، لكن لو عصلجت، يبقى تستحمل.
ـ صلاح بحدة: والمطلوب.
ـ الضابط بملل: هي حدوتة ، تنسى أنك في يوم كنت تعرف واحدة اسمها نعم، ولو شوفتها في مكان تمشي وتسيبه، [متهكما] هنسمح لك تروح الجامعة طبعا، بس ما تحاولش تحتك بيها ولا تقرب لها.
ـ صلاح بتحدي: ولو مانسيتش.
ـ الضابط بتهديد: يبقى تقابل بقى يا دكتور، هاتتحول للنيابة، وطبعا احنا عارفين احنا بنتعامل مع مين، فكله هيمشي قانوني، وبإذن نيابة كمان.
ـ صلاح بتحدي: وما مشيتش قانوني ليه من الأول.
ـ الضابط بنفاذ صبر: يمكن عشان ربنا بيحبك، والراجل مش حابب يبوظ فرحته، بس ما تعتمدش على الموضوع ده كتير، ده عضمة جامدة قوي وموصي عليك بالجامد، يعني ممكن القضية تمشي وهما في الهني مون، وأنت منورنا كده عادي.
ـ صلاح باهتمام: هما مسافرين.
ـ الضابط بحدة: بص أنا باقول أيه وأنت بتفكر في أيه [برفق وقد تأثر باهتمامه بها] اسمعني يا دكتور، أنت مستقبلك كله ممكن يضيع، متخيل يعني أيه دكتور في الجامعة يحاول يخطف ست من الشارع.
ـ صلاح باستنكار: أنا مكنتش باخطفها، أنا كنت عايز نرجع لبعض.
ـ الضابط هدوء: بس غصب عنها، وغير الفيديو في شهود كمان، شباب من اللي ظهروا بالفيديو طلعوا من المنطقة وجوزها قدر يوصلهم، ومستعدين للشهادة، [بصدق] وأنا لما وافقت احتجزك ودي، مكنش بس عشان التوصيات اللي جاتني، بس كمان عشان مصلحتك، أنت متخيل لو أنت محبوس بقضية خطف انثى، سمعة مكتبك اللي اعلاناته ملية الجرايد هتبقى أزاي.
ـ صلاح بشرود: أنا كنت عايز اتكلم معها بس.
ـ الضابط بتعاطف: هي اختارت حياتها، ارجع أنت كمان لحياتك، واهتم بشغلك، أنت معنا بقالك اتناشر يوم محدش حتى بلغ عن اختفاءك، يمكن عشان لوحدك ربنا سترها معك، وخلا جوزها يكتفي بقرصة الودن دي وخلاص.
ـ صلاح مستسلما: اللي تشوفه يا حضرة الظابط.
ـ الضابط بحزم: يبقى تمضي على تعهد بعدم التعرض، وطبعا ده مكنش محتاج القاعدة دي كلها، بس الموضوع مش امضى وبس [محذرا] زي ما قلت لك، تنساها من أساسه، ما تحاولش تحتك بيها ولا تقرب لها.
ـ صلاح بقهر: مش هاحاول أقرب منها، بس حكاية النسيان دي ياريت تقولي اعملها أزاي.
ـ الضابط برفق: المهم متتعرضلهتش، والبلاغ هيتحفظ بس لو ضايقتها تاني، جوزها يقدر يحرك القضية بمنهى البساطة.
أومأ بصمت لازمه خلال توقيعه على ما أرادوه، لينصرف مقهورا متذكرا لكلمة زوجها التي تطعنه كل كلمة سمعها كناية عن أخر بالنسبة لها، ليبتسم بحزن وهي يستمع لكلمة الجندي الذي كان يرافقه.
ـ الجندي بتعاطف: الحب بهدلة.
***************************
بمكتب أحمد بدار الرعاية.
ابتسمت نعم بترحيب، وهي تستقبل فاطمة، ملاحظة تلك الابتسامة على وجهها، وعلامات الراحة البادية عليها.  
ـ نعم بابتسامة: أهلا مدام فاطمة، أزيك.
ـ فاطمة بابتسامة: أزي  حضرتك يا دكتورة، أخبارك أيه.
ـ نعم بابتسامة:الحمد لله، وبالنسبة للقضية ما تقلقيش، اتحدد ميعاد أول جلسة، وهاحاول اخلينا في أول الرول.
ـ فاطمة زافرة براحة: لا الحمد لله مش محتاجة، أنا جاية لحضرتك عشان تسحبي الدعوة.
ـ نعم باستنكار: رجعتي للخوف تاني، وهتسيبه يدمر حياتكم، عشان كلام الناس.
ـ فاطمة بغموض: لا متقلقيش، ربك يمهل ولايهمل، جاب لنا حقنا بسببك يا وش السعد.
ـ نعم بدهشة: أزاي يعني!
ـ فاطمة براحة: ربنا مسبب الأسباب، على قد ما كنت مرعوبة من فكرة القضية، ربنا جعل تسجيلها رحمة لي من كل القرف اللي شوفته.
ـ نعم بحيرة: يعني جوزك لما وصل له عريضة الدعوى، خاف من الفضيحة، وقرر يطلقك من غير شوشرة ومحاكم.
ـ فاطمة بغموض: جوزي لما وصلت له عريضة الدعوى، ركب عربيته وطار زي المجنون على البيت، وزاد جنانه لما لاقني سايبة البيت وقرا الورقة، أني مصممة على الخلع وأني هابلغ أهلي أنه بيخوني ولو كدبني، يبقى علي وعلى أعدائي.
ـ نعم بفضول: وكدبك قدام اهلك ولا سكت على اللي قولتيه.
ـ فاطمة بابتسامة: هو ما وصلش أساسا عند أهلي، الجنان اللي كان فيه، خلاه يلبس في تريلا.
ـ نعم بصدمة: مات.
ـ فاطمة بشماتة: الموت كان هيبقى رحمة له، هو اتشل شلل رباعي، وبقى قاعد لاحول ولاقوة.
ـ نعم بهدوء: عشان كده جاية تلغي الدعوى.
ـ فاطمة بمرارة: لما رحت لأهلي، اتحجج بموضوع الخيانة يمكن يوافقوا على موضوع الطلاق، [بقهر] كانوا مصممين أني برضو هارجع، بس بعد ما يشدوا عليه شوية، وأول ما الحادثة حصلت، لاقيتهم بيقولوا لي، انسى كل اللي حصل  واقف جنبوا واقفة بنات الأصول.
ـ نعم برفق: محاولتيش تفهميهم أنك مش متقبله، وأنك واخدة قرارك قبل ظروفه دي.
ـ فاطمة ضاحكة باستهزاء: اكلت علقة موت، وبابا قال أني عايزة افضحهم، واخويا بيقول أني كده شايفة شوفة وحد لعب في دماغي، واجبروني أني أسيب البنات واروح معه المستشفى مرافق، لحد ما يفوق ونعرف حجم الأصابات.
ـ نعم بفضول: وعملتي أيه.
ـ فاطمة بهدوء: اضطريت طبعا أني أروح ولما روحنا والدكاترة قالوا لنا على موضوع الشلل، اتقهرت وهما مصممين أن مكاني تحت رجليه وفي خدمته والا حسابي هيبقى معهم هما [بغموض] بس بصراحة اكتشفت أن الوضع مش وحش قوي كده.
ـ نعم بحيرة: مش فاهمة.
ـ فاطمة بضيق: واحنا في المستشفى كان الوضع بشع، متخيلة اني رغم كل اللي عمله مضطرة اهتم بيه وابين حزني عشانه [بتشفي] بس أول ما دخلنا البيت وشوفت نظرة الرعب اللي في عينيه، حسيت براحة غريبة.
ـ نعم بقلق: رعب من أيه.
ـ فاطمة بسعادة: من كل حاجة، متخيلة أنه  تقريبا بطل يأكل خايف أكون هاسمه، مش بياكل الا لما بيكون هيموت من الجوع، ده غير الرعب اللي بيترعبه بمجرد أن أنا أو حد من البنات يقرب منه.
ـ نعم بقلق: وأيه الكويس في ده.
ـ فاطمة بارتياح: الكويس أنه داق من الكأس اللي سقاه لنا، أنه عاش الرعب اللي عيشه للبنات، بيتحايل على أخواته يقعدوا معه لأنه بيخاف ينام وهو لوحده وسطينا، ومع ذلك ميقدرش يقول خايف من أيه.
ـ نعم بحنان: مدام فاطمة أنا سبق وقولت لك أنك المفروض تستعيني باخصائي نفسي عشان البنات، ياترى أخدتي الخطوة دي في أسرع وقت.
ـ فاطمة بمكابرة: لا خلاص البنات كويسين الحمد لله.
ـ نعم برفق: لا مش كويسين يا مدام ولا حضرتك كويسة، استمتاعكم بالانتقام بيدل أن مفيش حاجة كويسة.
ـ فاطمة باستنكار: أنت اللي بتقولي كده رغم أنك عارفة كل حاجة.
ـ نعم بهدوء: باقول كده عشان عارفة كل حاجة، أنا مابقولش أنه ميستهلش اللي حصل له [بحنان] أنت وبناتك اللي متستهلوش أن الحقد يسكن قلوبكم ويدمر حياتكم.
ـ فاطمة بحقد: امال نستاهل أيه، أننا نخدم عليه ونراعه، عشان الناس تقول علينا ولاد أصول .
ـ نعم برفق:تستاهلوا تعيشوا عيشة سوية، البنات تروح لأخصائي يحاول يخفف من تأثير اللي حصلهم، وأنت ياما تعتبري خدمتك ليه ثمن للستر اللي ياما طلبتيه، ياما تصري على قرارك، وطظ في كلام الناس.
ـ فاطمة بذعر: ويتقال على بناتي مجانين، و أمهم غدرت بابوهم.
ـ نعم بضيق: مشكلتك أنك دايما حطة الناس قدامك، و ده بيزود مشاكلك من غير ما تحسي.
ـ فاطمة باستنكار:أنا دايما باحاول ابعد عن المشاكل.
ـ نعم بثقة: ده اللي أنت فاكره، لكن خوفك من الناس في الأول هو اللي خلا جوزك يستقوى عليكي ويخوفك بدل ما يخاف منك، ودلوقتي برضو بتدمري بنات بسبب نفس الخوف.
ـ فاطمة باستنكار: أنا.
ـ نعم بهدوء: تفتكري بناتك ممكن يتجوزوا، ويعيشوا حياة طبيعية، من غير ما حد يساعدهم يتخطوا اللي حصل، فكري في مصلحة بناتك قبل ما تفكري في كلام الناس.
ـ فاطمة بانهيار مفاجئ: أن استحملت كل حاجة عشانهم، مش أنا اللي دمرتهم.
ـ نعم محتضنة أياها بحنان: عارفة وعارفة كمان قد أيه بتحبيهم، بس المهم تتعلمي تحبيهم صح،وتعملي اللي في مصلحتهم هما وبس، من غير ما تفكري في أي حد تاني.
***************************
شوفتوا صلاح وعمايله، والاهم ليه المجتمع بيبص للي بيطلب المساعدة النفسية أنه مجنون، وأيه المشكلة في أننا نلاقي اللي يساعدنا في تخطي صدمة أكبر من احتمالنا
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن