الحلقة الرابعة عشر ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

4.8K 147 0
                                    

أن مع العسر يسرا
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الرابعة عشر
ـ نعم بنحيب: كنت باقنع نفسي أنه معذور، وأن قسوة باباه والحياة اللي عاشها، مخلياه خايف اللي بناه يتهد، حتى لما أتجوز بقيت اقنع نفسي أنه عمل كده بالسرعة دي عشان يقطع على نفسه خط الراجعة.
ـ ماهي بحزن:  وهو ايه اللي جد.
ـ نعم بمرارة: لا جد كتير يا ماهي، من كام يوم شيرين صاحبتي اتصلت وقعدت تواسيني بطريقة غربية، وكأن في حاجة جديدة حصلت، ولما حاولت استفهم في أيه، [وهي تشبك اصابعها وتضغطهم بعصبية] اتفاجأت أنها زعلانة عشان عرفت أني ما بخلفش، وأن ده سبب طلاقي، وبتشتم على صلاح اللي عنده استعداد يستحمل مروة، وسابني أنا بعد العشرة دي.
ـ ماهي بغباء: مين ساب أيه، وخلفة أيه اللي اطلقتي عشانها.
ـ نعم بسخرية مريرة: هو أنت ما تعرفيش، مش أنا طلعت ما بخلفش، وصلاح سابني وأتجوز مروة عشان تجيب له الولد.
ـ ماهي فاتحة فاهها بغباء: قولي والله.
ـ نعم بضحك على مظهرها: مش بس كده، هي كمان طلع عندها شوية مشاكل هتأجل الحمل، [رافعة اصابعها بوجه ماهي وكأنها تدلي بقرار خطير] بس هو قرر يضحي، وعنده استعداد يفضل عمره كله من غير ولاد، المهم ما تبعدش عنه، لأنها حب عمره، مش جوازة والسلام زي حالاتي.
ـ ماهي بصدمة: هو مروة متعرفش أن صلاح ما بيخلفش.
ـ نعم بمرارة: كنت باقول للكل أننا بخير بس ربنا ما أردش، حتى شيرين انتيمتي اللي كلمتني كنت حاسة بكلامها عتاب أني ما صارحتهاش بحالتي، بس ما بينتش مراعاة لحالتي.
ـ ماهي بصدمة: يعني هو...
ـ نعم بحدة: مش مهم هو أيه، المهم أزاي أنا كنت بالغباء ده، أزاي عيشت معه خمس سنين، من غير ما أحس قد أيه هو غشاش، كل يوم باقعد افتكر كل الكلام اللي قاله لي، وأسأل نفسي أيه منه كان حقيقي وأيه كدب.
ـ ماهي وهي تعاود احتضانها والتربيت عليها: مش مهم، هو مش مهم واللي قاله مش مهم، الأهم أنك عرفتي حقيقته، [بذهول] ده مجرم ونصاب يا نعم، أنت متخيلة عمل أيه في اللي اسمها مروة دي.
ـ نعم بمرارة: مش هاكدب وأقول أني زعلانة على مروة، هما الأتنين هيعرفوا يتصرفوا مع بعض.
ـ ماهي بشك: يعني مش هتحاولي تعرفيها الحقيقة، ولا حتى قولتيها لصاحبتك وهي بتبلغك.
ـ نعم بمرارة: ده سبب تاني لصدمتي في نفسي يا ماهي، مش شمتانة فيها والله، بس مش مهتمة، مش فارق معي أي حاجة هتحصل لهم، اكتر حاجة وجعاني
قد أيه كنت ساذجة. 
ـ ماهي بحسم: لا يا نعم، أنت مش ساذجة، هو اللي واطي وغشاش.
ـ نعم بمرارة: بس ده مايمنعش أني كنت غبية وسمحت له يغشني.
ـ ماهي بصدق: لا يا قلبي أنت كنتي صادقة في مشاعرك، وهو ده الصح، أوعي تخلي ندالته تغير نظرتك للصح والغلط.
ـ نعم بنحيب: أنا متلخبطة جدا،وحاسة أني مش عارفة الصح من الغلط.
ـ ماهي بعزيمة: الصح هو بابا محمود وحبه لماما اللي اتحدى الظروف، الصح حب شهاب ونغم اللي خلاه ميتخلاش عنها في أزمة زي دي، الصح هو حبي أنا وحسين اللي خلا كل واحد فينا عايز يصلح غلطه ناحية التاني، حتى لو غلط مش متعمد، الصح كان حبك وتضحيتك، الغلط الوحيد كان فيه هو، وأنه ما يستهلش حبك ده.
ـ نعم باضطراب: يبقى برضه ده غلطي، أنا اللي معرفتش أختار الأنسان اللي يستاهلني، أنا اللي كنت ساذجة وغبية وسمحت له يخدعني.
ـ ماهي بصدق: مرة قرايت رواية البطلة فيها كانت بريئة قوي، واتعرضت للغش من أقرب الناس، ولما اكتشفت حقيقتهم اتريقوا عليها وعلى غباءها اللي سمح لهم يلعبوا بيها.
ـ نعم بتهكم: عندهم حق.
ـ ماهي بابتسامة: بس البطلة ما استسلمتش، اعترفت لنفسها أنها فعلا غلطت بس مش معنى كده أنها تستمر في غلطها.
ـ نعم باهتمام وهي تمسح دموعها بيدها: وبعدين.
ـ ماهي بحماس: استخدمت كل ذكاءها، واستهتارهم بها في أنها تخدعهم، وتنفد بجلدها منهم، ووقتها قالت جملة علقت في دماغي.
ـ نعم بفضول: قالت أيه؟
ـ ماهي بايمان: {أن البراءة ليست عيب وانها قادرة على حل مشاكلها بمفردها، وان خداعهم لها يوصمهم بالخسة لا يوصمها بالغباء كما يظنون}
ـ نعم بشك: تفتكري.
ـ ماهي بصدق: أنا متأكدة، في المركز الاسلامي قالوا لنا، أن الانسان بيتولد نقي، والشرور شذوذ عن القاعدة، يبقى أزاي نعمم الشذوذ ونلغي الأصل [اقتربت تحتضنها وتربت عليها برفق] الأصل هو أنت يا نعم وبكرة تلاقي اللي يستاهلك، وبعده عنك نعمة وكرم من ربنا، فاشكري ربنا على نعمه يا نعم.
لتهدأ نعم بحضنها وهي تشكر الله على نعمه عليها، وتدعوه أن يجبر كسرها ويريح بالها.
***************************
بشقة مروة
تستلقي مروة باحضان صلاح، بينما هو يداعب شعرها برقة.
ـ صلاح بنعومة وهو مستمر بمداعبتها: قولتي أيه يا ميرو.
ـ مروة باسترخاء: خلاص اللي تشوفه.
ـ صلاح باستنكار مبتعدا وهو يرسم وجه طفولي حزين: كده يا ميرو، وأنا اللي قلت أنك هتتحمسي أكتر مني تتكلمي ببرود ده.
ـ مروة باعتذار: لا يا حبيبي مش برود والله، أنا بس متوترة وحاسة أن لسه شوية على الخطوة دى.
ـ صلاح بغضب طفولي عاقدا ذراعيه أمام صدره: قصدك أني أقل من أن يكون عندي مكتب استشاري.
ـ مروة ضاحكة على مظهره وهي ترتمي باحضانه عاقدة ذراعيه حول رقبته: يا روحي على حبيبي القماص، لا طبعا يا قلبي أنت كبير، وكبير قوي كمان.
ـ صلاح بتهكم: لا ماهو واضح.
ـ مروة باسترضاء: دي الحقيقة والله يا قلبي، أنا بس عندي أحساس أنك مستعجل شوية.
ـ صلاح بحماس: في دي أحساسك ما خنكيش يا قلب صلاح، أنا فعلا مستعجل، من أول ما حققت حلمي بالجواز منك، وأنا بقيت نفسي أحقق باقية أحلامنا بسرعة الصاروخ [مشددا من احتضانه لها] مش كفاية حلم الدكتوراة اللي كل واحد حققه لوحده، نفسي نعمل المكتب الأستشاري ونبقى سوا في الجامعة الصبح وفي المكتب بليل، ونبقى حققنا كل أحلامنا.
ـ مروة بتردد: وحلم الولاد يا صلاح.
ـ صلاح بتذمر: أهو ده تحديدا سبب استعجالي، طول الوقت شاغلة نفسك بالموضوع ده، مع أن الدكتورة فهمتك ان التوتر عامل مؤثر.
ـ مروة بانكسار: يعني هاعمل أيه.
ـ صلاح بحماس: نعيش يا ميرو الأحلام اللي في ايدنا زي المكتب نبدأ بيها، والأحلام اللي بأيد ربنا، نستنا ماشيئته وما نوقفش حياتنا عليها.
ـ مروة بابتسامة:. خلاص اللي تشوفه.
ـ صلاح مشاكسا: لا عايز أسمعها بحماس.
ـ مروة بابتسامة:. خلاص اللي تشوفه.
ـ صلاح مشاكسا: لا عايز أسمعها بحماس.
ـ مروة بصوت عالي وهي تضحك: خلاص اللي تشوفه.
ـ صلاح بسعادة: أيو كده يا قلبي، عايزك ترمي كل حاجة ورا ضهرك، وتستمتعي بكل لحظة لينا مع بعض.
ـ مروة باهتمام: يعني ناوي على أيه بالظبط.
ـ صلاح بجدية: شوفي المبلغ اللي تقدري تجمعيه، وأنا هاجيب قده بالظبط من وليد أخويا، ونبدأ بالمكتب شركا بالنص.
ـ مروة باستنكار: طيب وليه ما أشوف اللي معايا، ونبدأ في مكتب على قدنا.
ـ صلاح بضيق: قصدك نبدأ في مكتبك، أسف الحلم كان مشترك وهيفضل كده، ده غير أني كلمت وليد وهو معندوش مانع، [ بنعومة وهو يعود للعبث بشعرها] وبعدين اللي بيبدتي صغير بيفضل صغير، لكن يوم ما أسمنا يتحط على مكتب، لازم أقل حاجة يكون مؤسسة استشارية في أنضف مكان، وسكرتارية داخلة وسكرتارية خارجة، أنت ميلقش بكي أقل من كده.
ـ مروة باستسلام: اللي تشوفه.
ـ صلاح مشاكسا: لا عايز أسمعها بحماس.
ـ مروة وهي تدفن وجهها بصدره صارخة بأعلى صوتها: اللي تشوفه.
ليدفن وجهه بعنقها يقبلها بسعادة وعينيه تبتسم بانتصار.
***************************
على مائدة الغداء بشقة محمود
ـ شهاب بخبث: روحتي الدار يا نغم، فادي عامل أيه دلوقتي.
ـ نغم وهي تختلس نظرات متوترة لنعم: والله يا شهاب لسه تعبان.
ـ نعم بلهفة: ماله فادي؟
ـ شهاب بسرعة: أحمد اتصل من كام يوم، قال أن الولد ساكت زيادة ورافض الأكل، والدكتور بيقول أنه غالبا مسألة نفسية، فهو كان حابب أننا نزوره، أنت عارفة هو كان متعلق بينا قد أيه.
ـ ماهي بابتسامة: خصوصا نعم، فاكرة كان بيرمي نفسه في حضنك أزاي ده غير أنك أول أسم نطقه.
ـ نعم بتأثر: فادي ده حبيبي، أنا بعد الغدا أن شاء الله، هاروح اطمن عليه.
تبادل كلا من  شهاب ونعم ونغم نظرات الانتصار، ليغتال  فرحتهم صوت نورا الحنون
ـ نورا بتلقائية: يا حبيبي يا بني، خديني معاكي يا نعم.
ـ ماهي با ندفاع: لا يا ماما ما ينفعش.
ـ نعم ونورا باصوات متدخلة مندهشة: ليه!
ـ ماهي وقد توترت للحظة ثم بخبث وهي تنظر لحسين بدلال: باباه مسافر دمياط، وأنا مش هينفع أقعد لوحدي هنا مع حسين.
كتم الجميع ضحكاتهم وهم ينظرون لأعين حسين التي تقدح شررا.
ـ نورا وهي تكتم الضحك: ما نغم وشهاب هنا.
ـ شهاب بسرعة: لا أنا ونغم عندنا مشوار،  ده احنا حتى كنا عايزين نسيب لولو مع حضرتك، بس بدل خارجة خلاص.
ـ نعم ببساطة: خلاص نروح بكرة سوا يا ماما.
ـ نغم باندفاع: لا طبعا ده احنا ما صدقنا، [بتوتر] يعني أنت بقالك كتير مخرجتيش،  و ما صدقنا أنك تفكري تفكي عن نفسك وتخرجي، تقومي تأجليها.
ـ نورا بابتسامة: أيوه يا حبيبتي روحي، وفكي عن نفسك، أنت أساسا بتنبسطي هناك.
ـ شهاب بدهاء: وبعدين ما ماما نورا أكيد هتشوفه يوم الجمعة، المفروض بقى نرجع لنظامنا تاني، والمطعم علي المرة دي.
ابتسمت نعم بمرارة وهي تتذكر تصميم صلاح على اختيار مطاعم الصفوة، ومجاراتها له على الرغم من عدم انسجامها بتلك الأجواء، ولكنها كانت إحدى تضحياتها التى اعتادت تقديمها دون أن تنظر شكر.
**********************
بغرفة نعم
طرقات رقيقة تجزم ماهي بصاحبها، فتتأكد من هيأتها متعمدة التأخر بالرد.
ـ ماهي بدلال: أدخل.
ـ حسين دالفا وهو يتأمل هيأتها بشغف: هو مودي لسه نايم.
ـ ماهي بابتسامة جذابة: أيوه، عايز حاجة.
ـ حسين بعتاب: أيوه زعلان منه وعايز أتكلم معه.
ـ ماهي بدلال: خلاص روح أوضتك ولما يصحى هاجيبه لك.
ـ حسين متجاوزا لها ليتمدد على السرير بجوار صغيره: لا أنا هستناه أنا زعلان منه قوي، ولو متكلمتش هطق.
ـ ماهي برقة: سلامتك.
ـ حسين بمشاكسة: عامة حتى لو نايم أكيد هيسمعني، ما اللي بيحب حد بيحس بيه، [مقتربا من ابنه محتضنا له، ولكن مع تثبيت نظره عليها] ينفع كده يا مودي، بقى أنت خايف تقعد معي لوحدك.
ـ ماهي بدلال: أكيد مش خايف بس مش عايز.
ـ حسين بلوم: يعني استغنى عني.
ـ ماهي بعتاب: أنت اللي استغنيت الأول.
ـ حسين برقة: أنا عمري ما استغنيت وأنت عارفة.
ـ ماهي بحزن: لا استغنيت.
ـ شهاب بحب وهو يقترب منها ببطء: والله ما استغنيت ولا أقدر استغنى.
ـ ماهي بعتاب:لا استغنيت وحتى لما وافق يسامحك مستخسر فيه حتة فسحة، وعايزه يرجع من غير ترضية بسيطة زي دي.
ـ حسين وهو يحتويها بين ذراعيه: طيب أسألي بابا كده، ده أنا مموت نفسي في الشغل، بس مش قادر استحمل أكتر من كده.
ـ ماهي بنعومة وهي تضع يضيعها حول عنقه وتتحرك بدلال: خلاص خلص أسرع .
ـ حسين بشغف: هاخلص والله، بس شجعيني، وحشتيني قوي قوي يا قلبي.
نظرت له بحب وهي ترفع يديها من حول عنقه لتضعهما فوق صدره برقة، ليفاجأ بها تدفعه بقوة ليجد نفسه خارج غرفتها بعدما حركته معها وهو هائم بها حتى صار الباب خلفه، وقبل أن يفوق من صدمته، أغلقت الباب بسرعة، ليسمع صوت المفتاح مختلط بضحكاتها.
ـ ماهي بضحك: شوفت بقى أن كان معي حق، دي كمان ماما مريحة في أوضتها وعايز تغرغر بيا.
***************************
بدار الرعاية
يحتضن أحمد فادي الخامل بحنان، وهو يتفحصه بقلق، ليفاجأ باندفاع نعم للعنبر.
ـ نعم بلهفة: أزيك يا أستاذ أحمد، هو عامل أيه دلوقتي.
ـ أحمد مسيطرا على سعادته لرؤيتها: الحمد لله أحسن بس هو كسلان شوية، ونفسه مسدودة.
ـ نعم بحنان: يا حبيب قلبي.
علت نبضات قلبه وهو يتخيلها توجه تلك الكلمات له.
ـ أحمد باضطراب: متقلقيش هو أكيد هيبقى كويس بعد ما شافك،[ناظرا لها بشوق] أصله متعلق بيكي قوي، وأتأثر لما اتحرم منك فترة طويلة، الدكتور قال أن السبب غالبا نفسي.
ـ نعم بندم غير منتبهة لنظراته: والله غصب عني، بس أنا مش هاسيبه تاني.
أبدت رغبتها بحمل الصغير، فسلمه لها حريصا الا يلمسها، ولكن ذلك لم يمنع انقطاع انفاسه لقربها منه بعد طول فراق.
***************************
بأحد المطاعم الفاخرة
تجلس نغم بصحبة شهاب الذي يتحدث بهاتفه محتدا.
ـ  شهاب بحدة: أنت مجنون يا بني، أنت متخيل أني ممكن أديله حاجة تأذيه.
ـ أحمد بقلق: بس الولد من ساعة ما أخد الدوا ده، وهو همدان كده وزي ما يكون تايه.
ـ  شهاب بنفاذ صبر: أسمع يا بني أدم، ده مجرد مهدئ طبيعي للاطفال، وملوش أي آثار جانبية، ،[ضاربا بيده على الطاولة بعصبية] وبعدين الجرعة اللي قلت لك عليها دي صغيرة جدا بالكتير هتهديه لساعتين بس، ولو أنت أدتيه له وقت ما كلمتك، يبقى بالكتير نص ساعة وتأثيره هيروح، وهي هتصدق أنه لما شافها أتحسن ومش هتسيبه تاني.
ـ أحمد باستسلام: خلاص بدل أنت متأكد، أنا بس كنت قلقان عليه.
ـ  شهاب بتهكم: متقلقش على غالي يا حبيبي، [بتحذير] ما لكش دعوة بنعم، دي لسه في العدة، وأي حركة أو تلميح، أنا اللي هامنعها تيجي نهائي.
ـ أحمد بسرعة: لا والله أنا سيبتهم مع بعض ومن ساعتها مرجعتش العنبر.
ـ  شهاب بشك: أحمد.
ـ أحمد بتوتر: بصراحة أنا واقف في الجنينة باصص عليهم من الأزاز [بصدق] بس والله هي مش شايفني.
ـ  شهاب بابتسامة: شاطر يا أبو حميد، أرجع مكتبك بقى، كفاية عليك كده.
ـ أحمد بحنق: سلام يا ظريف.
ـ شهاب مشاكسا: سلام يا أبو نسب.
لينهي مكالمته ضاحكا، وهو متأكد أن كلمته الأخير ستطيح بعقل محدثه.
ـ نغم بتوتر: أنا قلقانة وحاسة أن اللي عملناه ده غلط.
ـ شهاب بدهشة: هو أيه الغلط اللي عملناه ده.
ـ نغم وهي تفرك يديها بتوتر: يعني أننا ندخل واحد لحياتها بالطريقة دي، نعم لو اتجرحت تاني هتنهار. 
ـ شهاب بثقة: أحمد بيحب نعم وعمره ما هيجرحها.
ـ نغم باستنكار: مش ده اللي أول ما شوفته مكنتش طايقه وكنت مسميه الربوت.
ـ شهاب بصدق: منكرش أني مكنتش باطيقه لما كنا زمايل دراسة في المانيا، وأنه كان انسان بارد وكأنه متبرمج، ولما اتقابلنا في الدار، الأول افتكرته جي شو زي ما المشاهير بيعملوا ومصدقتش أنه بقى مهتم بالاعمال الخيرية بالشكل ده.
ـ نغم باستنكار: وهو في حد بيتبدل بالشكل ده.
ـ شهاب باقتناع: ممكن لو اتعرض لحاجة أقوى منه، مش هاكدب وأقول أني عارف الظروف اللي غيرته، كل اللي أعرفه أخبار عادية من الجرايد، اتجوز ومراته ماتت، [مرتشفا بعضا من كأس العصير أمامه] ممكن يكون ده السبب أو حاجة تانية، لكن اللي واثق منه أن ده مش البارد اللي عاشرته بره، عينيه بقى فيها حياة، حزينة بس حية.
ـ نغم بقلق: ربنا يستر.
ـ شهاب مطمئنا: أحمد اللي كنت أعرفه مكنش هيتصل ميت من القلق على طفل يتيم، خايف عليه من جرعة مهدئ، رغم أن ده هيخليه يشوفها، أحمد القديم كان ممكن يشرب الواد الأزازة بقلب ميت.
ـ نغم بتهكم: الله يطمنك، [بقلق] هو بابا عارف باللي بتعمله، ولا ممكن يزعلوا مننا تاني ويفتكروا أننا رخصنها، عشان أنت اللي فاتحته.
ـ شهاب مطمئنا: متقلقيش يا قلبي، صحيح أنا لمحت ما قلتش تفاصيل لبابا عشان محرجهوش، بس أنا متأكد أنه أكيد مافتهوش هو كمان نظرات أحمد لنعم، حودة ده مش سهل، وكمان هو واثق في، ووسايب لي الموضوع، وأنا لا يمكن أأذيها، ولا أرخصها زي ما بتقولي، كنت شوفتيه لما كان هيتجنن لما عرف أنها أطلقت.
ـ نغم بتلعثم: طيب بالنسبة لظروف بابا وحسين هو يعني متقبل حاجة زي دي.
ـ شهاب بصدق: أنا فهمته عشان قلقك ده بس وهو ما اعترضش، لكن أنا شايف أنه ملوش علاقة بظروفهم أصلا. 
ـ نغم بارتباك: بس يعني ناس كتير ما بتقبلش الوضع.
ـ شهاب ببساطة: عارفة مين اللي لو يتقبل الوضع المشكلة تنتهي.
ـ نغم بحيرة: مين؟
ـ شهاب بصدق: أنتم.
ـ نغم بتعجب: أيه! أزاي؟
ـ شهاب بايمان: أي حد عنده وضع خاص مهما كان الوضع ده، لو هو تقبله وواجه الناس بشجاعة بعد شوية بيجبرهم أنهم يتقبلوه، بعكس أنك لو متقبلتيش في نفسك حاجة عادية، ووصلتي ده للي حواليكي بعد شوية هما كمان مش هيتقبلوها.
ـ نغم باستنكار: لا طبعا في حاجات ضد التقاليد، والمجتمع بيرفضها مهما صحابها واجه.
ـ شهاب بثقة: زي أيه، العذرية مثلا، والشباب اللي بترفض تتجوز مطلقة، وما ذلك هو نفسه اللي هيتجنن ويتجوز اجنبية، رغم أنه عارف أنها عرفت بدل الواحد عشرة ومن غير جواز، بس هي واضحة وهو تقبل واحترم عاداتهم.
ـ نغم باستنكار: لا طبعا الوضع مختلف، احنا شرقيين و..
ـ شهاب بابتسامة: وأيه، طيب وصفوة المجتمع اللي بقى العادي، أن كتير منهم يرفعوا قضايا نسب ويكسبوها بالدي أن أيه، عارفة القضايا دي معناها أيه.
ـ نغم بفضول: أيه؟
***************************
أيه رأيكم في كلام شهاب، ومين فيكم عارف معنى النوع ده من القضايا أيه
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن