الحلقة السابعة ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

4.3K 164 15
                                    

أن بعض الظن أثم
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة السابع

ظلت تتحرك بتوتر وضيق، فبرغم رفضها لتليمحات شهاب على زوجها، ألا أن كلامه قد أصاب فكرة لطالما وأدتها بمهدها، أن يكون صلاح يستغلها ماديا،فهي لاحظت من قبل إعتماده عليها لتدبير معظم إحتياجات المنزل، ولكنها كانت تبرر ذلك بضيق حاله، وأن معظم دخله ينفق على المراجع والأبحاث الخاصة برسالة الدكتوراة، وإحتفاظه بالسيارة أرجعته لإعتياده قيادتها بل ربما أن عقله الباطن يرفض فراقها ولا يفرق بين ممتلكاتهما، حتي طلبه بحصولها على نصف ممتلكات والدها، اقنعت نفسها بأنه خوفا عليها وعلى حقها من أن يستمتع به غيرها، ممن لا يستحق بوجهة نظره، ولكن فعلا هل سيترفع عن الانفاق منه، بعد أن ترفع عن صاحبه، وفي هذه الحالة أين سيعيشون ومن أن سيأتي لها بمسكن، حمدت الله بأنها لما تصرح برغبة صلاح الحقيقية بحصولها على نصف ممتلكات والدها، وأنها فكرت فقط بشراء شقة بعيدة حتى يهدأ صلاح ويتخطى الصدمة، فكيف سيكون رأي شهاب به في هذه الحالة، زاد ضيقها من شهاب وكلماته التي تفسد صورة زوجها بمخيلتها، رغم أنها وجدت بها بعض الصحة، فأن كان من حقه بأن يرفض علاقته بأهلها، فليس من حقه أن يطلب منها أن ترثهم وهما مازالا على قيد الحياة، ارتاحت لما وصلت له من قرار، فهو كفيل بأن يصحح من صورة زوجها بأعين أسرتها، كما أنه الأقرب للحق والصواب، عزمت أمرها وأخرجت هاتفها، تنوي انهاء الأمر مع زوجها.

ـ نعم بالهاتف بهدوء: السلام عليكم، أزيك يا صلاح، عامل أيه.
ـ صلاح بعتاب: بكره أخر يوم في المهلة، ياترى بعتيني ولا لسه باقية علي، ولا لسه محتارة ما بينا ومش قادرة تاخدي قرار.
ـ نعم بثبات: لا قررت، أنا عمري ما ابيعك وأنت عارف.
ـ صلاح بسعادة ولهفة: معنى كده أنك عاملتي اللي قولت لك عليه، وهتيجي بكره ومكي حقك.
ـ نعم باضطراب: لا مش بالظبط.
ـ صلاح بإستياء: مش فاهم، وضحي.
ـ نعم بحسم: أنا بس اللي هاجي، أنت جوزي وحقك أسمع كلامك وأطيعك وأكون معك، لكن مينفعش أقول لبابا أنك رافضهم وهنبعد بس هات فلوسك نعيش بها بعيد.
ـ صلاح بانفعال: أنا مقولتلكيش اسرقيهم، ده ورثك.
ـ نعم باستنكار: ورث أزاي وبابا ربنا يبارك في عمره.
ـ صلاح بضيق: ده حقك، هتفرق أيه دلوقتي من بعدين.
ـ نعم بقوة: لا مش حقي، ده شقاه وتعبه العمر كله وملوش أي علاقة بظروفه اللي مضايقك.
ـ صلاح بسخرية: وهو من العقل أنه يضيع شقاه على اللي يسوا واللي ما يسواش، ويحرمك أنت من حقك.
ـ نعم بإستياء: هو حر، حتى لو فكر يحرمني، دي فلوسه وهو حر فيها.
ـ صلاح بغضب: وعشان فلوسه، يضيعها على ولاد الزنا، ولا هو من حالك أعذر أخوك.
ـ نعم بغضب: من فضلك مش هاسمحلك تتكلم على أبويا ولا على حسين كده.
ـ صلاح بهدوء: ده أخر كلام عندك يا نعم.
ـ نعم بإصرار: أيوه يا صلاح، وعشان نبقى واضحين من الأول، أنا قبلت شرطك وسيبت الدنيا وجاية لك، أنت كمان المفروض تسمعني، أهم حاجة أنك مش هتجيب سيرة أهلي بأي حاجة تمسهم أو تضايقني، وهتسمح لي أكلمهم زي ما أنا عايزة في التليفون، [زفرت تلتقط نفسها] وكمان هاخرج معهم يوم الجمعة زي ما متعودين، وأنت من الأول مكنتش بتكون معنا الا أخر اليوم في المطعم، وبراحتك، كمان أنا رجعت لبابا كل حاجة بتاعته، ذهبي والكارديت وهنرجع العربية كمان.
ـ صلاح بتهكم: كمان، أمال احنا هنعيش فين، ونجيب شقة أزاي.
ـ نعم بتلقائية: هو مش ملزم، نشوف أي شقة إيجار ونعيش على قد مرتبنا احنا الاتنين، [قلقت من طول صمته فأردفت] صلاح أنت معايا، صلاح روحت فين.
ـ صلاح ببرود: معكي يا نعم.
ـ نعم بفضول: سكت ليه، افتكرت التليفون فصل.
ـ صلاح بهدوء: باسمعك، تعرفي مول ****
ـ نعم بحيرة: أيوه عارفاه.
ـ صلاح بهدوء: خلاص نتقابل قدامه بكرة عشرة الصبح، تصبحي على خير.
***************************
بشقة نغم
طرق باب الشقة ففتحه شهاب، ليفجأ بنعم تحمل لفافة بيديها، ويعلو وجهها ابتسامة غابت عنها الفترة الماضية.
ـ شهاب بابتسامة: اتفضلي يا نعم، نغم بتحمي لولو، ادخلي لها.
ـ نعم بهدوء: لا أنا جيالك أنت، أمسك دول، دي علبة الدهب بتاعتي، والكارديت كارت، ومفتاح العربية بتاعي، وبكرة هارجع العربية بنسخة المفاتيح التانية.
ـ شهاب باستنكار: وأنت جايبهم لي أنا ليه! أنا اعتذرت لك عن اللي قلته، والله كنت باتكلم من خوفي عليكي.
ـ نعم بهدوء: وأنا قلت لك مفيش حاجة خلاص، أنا بس فكرت في كلامك ولا قيت أنه صح، احنا ملزمين ندبر حياتنا بمعرفتنا، خلي الحاجات دي معاك، أنا مش عايزة بابا وماما يعرفوا حاجة عن موقف صلاح.
ـ شهاب بحيرة: هتقولي لهم أيه؟
ـ نعم بهدوء: هانزل دلوقتي أقولهم أن صلاح اتصل محتاجني في قضية اسكندرية، لو وجودي معه خلاه يهدي على الأسبوع، هنرجع وهاخد حاجاتي منك، من غير ما هما يحاسوا بحاجة واضايقهم على الفاضي.
ـ شهاب بتوتر: ولو فضل مصمم على موقفه؟
ـ نعم بحزن: نزل لهم الحاجة وأشرح لهم الموقف بطريقتك، وانا هاتصل بيهم كل يوم، وهنقضي الجمعة سوا زي كل أسبوع.
ـ شهاب بشك: وصلاح عارف الكلام ده وموافق عليه؟
ـ نعم بسعادة وانتصار: صلاح مش عايز من الدنيا غيري، هو بس اللي عصبي ومش بيعرف يعبر كويس.
ـ شهاب بابتسامة: ربنا يوفقكم، طيب أنا هاوصلك بكرة.
ـ نعم بهدوء: لا مفيش داعي تتعب نفسك.
ـ شهاب مداعبا: لا كده هافتكر أنك لسه زعلانة مني يا ستي هاسيبك بأقرب مكان، مش هاستنى الدكتور معكي، [بجدية] وبعدين عشان حسين هيصمم يوصلك، لكن أنا هاخد نغم معانا وهاقول أني رايح أوصلها مشوار قريب من محطة مصر وهناخدك في سكتنا [بتردد] وخدي معكي شنطة صغيرة بس، لحد ما تلاقوا شقة وتستقروا، وكمان عشان بابا وماما، يصدقوا حكاية اسكندرية دي.
ـ نعم بابتسامة: خلاص عندك حق، هانزل ابلغهم، وهاستنك بكرة، معلش هاتعبك معي، سلام.
ـ شهاب وهو يشيعها بنظرات قلقة: سلام.
***************************
باليوم التالي أمام أحد المحال الشهيرة
ـ نعم بلهفة:صباح الخير يا حبيبي.
ـ صلاح ببرود: صباح الخير.
ـ نعم بابتسامة: مرضتش افطر، وعملت لنا فطار ملوكي نفطر سوا [ملوحة بحقيبة مملوء بالشطائر، لتردف بدلال] وحسابك بعدين على فطارك كل يوم مع دكتور مروة.
ـ صلاح بتوتر: مفيش وقت للفطار يا نعم، الراجل مستنينا.
ـ نعم بلهفة وسعادة وهي تحتضن ذراعه بفرحة: مش ممكن، ده السمسار، لاقيت لنا شقة بالسرعة دي، ربنا ما يحرمني منك.
ـ صلاح بتوتر: أهدي يا نعم احنا في الشارع.
ـ نعم بسعادة: سوري يا قلبي، من فرحتي.
ـ صلاح متوترا: نعم مفيش شقق، احنا رايحين للمأذون.
ـ نعم بصدمة: المأذون.
ـ صلاح بسرعة خشية التراجع تأثرا بعواطفه نحوها: أيوه يا نعم، أنت عملتي اللي في دماغك وحاطتيني قدام الأمر الواقع، وأنا مقبلش ده، أنا كلامي كان واضح، تيجي ومعكي حقك وورثك من أبوكي، أو كل واحد يروح لحاله، وطبعا أنت ملكيش عندي أي حقوق، [بتهديد] وكان ممكن أرفع قضية ببطلان عقد جوازنا للتدليس، لكن احتراما للعشرة والزمالة، فضلت أنك تيجي معايا للمأذون وتبريني قدامه، وننهي القصة، ممكن نتحرك، عشان الرجل محضر كل حاجة ومستنينا.
وجدها تنظر له بصدمة، لا تصدق ما سمعته، والدموع تنهال من عينيها بصمت، مما لفت انتباه بعض المارة، فتقدم منها يمسك بذراعها مسقطا حقيبة الشطائر أرضا، يقودها بهدوء، نحو مدخل البناية الواقفين أسفلها، ليستقل المصعد للطابق المنشود.
ـ صلاح بصوت متحشرج: السلام عليكم، المدام أهى يا مولانا.
ـ الشيخ وهو يتفحصها بحزن: أنت موافقة على الأبراء يابنتي، أنا اتكلمت مع زوجك، بس هو مصر على الطلاق.
نقلت بصرها بينهما لتتمتم بذهول: مصر.
ـ صلاح بضيق: من فضلك يا مولانا مفيش داعي للكلام ده، أظن قرار الطلاق ده بإيدي أنا، والمدام قدامك وهتمضي على القسيمة، هي زعلانة شوية، وده طبيعي.
ـ المأذون برفق: ممكن البطاقة يا مدام.
نظرت له ببلاهة لثواني معدودة، ثم امتدت يدها لداخل حقيبتها بتخبط، مما أسقط بعض الأشياء لم تبالي بالتقاطها لتمد كفها المرتعش له بهوايتها، ليلتقطها منها بإشفاق، ويشير الي اماكن توقيعها، ليحصل عليها مكملا إجراءته، ليأتي وقت تلفظ صلاح بالكلمة الكريهة، فتنظر له برجاء، بينما هو زاغت عينيه ولم يجروء على النظر إليها، لتشهق بقوة عندما نطقها بصوت خفيض، وارتفع نحيبها بألم، فأسرع بتوقيع الأوراق ليفر من أمامها.
ـ المأذون بحنان: أهدي يا بنتي، {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته}، احتمال الطلاق ده يكون لمصلحتك وأنت متعرفيش ربنا شايل لك أيه، ولو لسه ليكم نصيب مع بعض، قادر ربنا يهديه.
ازداد انهيارها، ليلعن بسره ذلك الذي تركها وراءه دون رحمة، ينظر لأشياءها الساقطة أرضا، لينحني يجمعها، ليجد بينها هاتف حديث، يلتقطه متفحصا، ينظر لإنهيارها بحزن، ليعاود النظر لهاتفها بتردد.
***************************
بسيارة شهاب
ـ نغم بقلق: متوترنيش يا شهاب، أنا لسه شايلة هم مقابلة بابا وماما، أنا نزلت جري عشان متأكدة أنهم مش مصدقين حكاية اسكندرية دي، وخفت اتلغبط قدامهم.
ـ شهاب بضيق: غبية، أنا مش فاهم بتثق فيه أزاي بعد كل اللي بيعمله ده، أنا مش مطمن لوجودها معه.
ـ نغم بضيق: ما يمكن أنت اللي فاهمه غلط فعلا، بصراحة أنا برضه كنت قلقانة منه ، وعشان كده وافقتك أننا نمشي وراها الشارعين اللي نزلتهم قبل المكان، وأديك أنت شفت فرحتها، دي كانت بتطنط من الفرحة وناسية أنها في الشارع، صحيح مش عارفة قالها أيه، بس المهم أنها فرحانة، ربنا..
قطع حديثها، صوت رنين هاتفها، لتتطالع إليه لحظة، ثم تجيب بلهفة.
ـ نغم بدهشة: نعم.. مين حضرتك.. مأذون أيه... وهي..هي.. طيب ثواني وهاكون عندك [اغلقت الهاتف لتصيح باكية] ارجع لها يا شهاب بسرعة، بسرعة، الواطي الحيوان، طلقها وسابها منهارة عند المأذون، بسرعة يا شهاب، بسرعة، بسرعة.
لما يكن بحاجة لصياحها، فقد استدار بسيارته وانطلق بسرعة، وهو يصب لعناته على صلاح.
***************************
بشقة المأذون
نغم تحتوي نعم المنهارة بأحضانها وتشاركها البكاء، بينما شهاب يمتاز غيظا والمأذون يقص عليه فعلة ذلك الخسيس، شكره شهاب على إهتمامه بها، وإتصاله على هاتف زوجته من هاتفها بعدما توقع علاقتهما من تشابه الأسماء ولكونها أخر رقم اتصلت به، قام بحمل أغراضها ومساعدة زوجته بمساندتها، حتي ركبتا سويا بالمقعد الخلفي لسيارته، بينما قادها وهو لا يتخيل مدى حقارة ذلك الوقح، لقد تركها منهارة وانصرف مستقلا سيارتها رغم طلاقه لها، وصلوا للمنزل وما زالت بحالتها تلك، حتى أن محمود قد هرول خارج المعرض، يضمها إليه في هلع.
ـ محمود بذعر: مالك يا قلب أبوكي، مالها نعم يا شهاب.
ـ شهاب بحزن: هتبقى كويسة يا عمي، هتبقى كويسة، طلعوها بس ترتاح، وأنا هاجيب حاجة عشر دقايق وراجع.
لم ينتظر رد محمود، وترك سيارته، وأشار لسيارة أجرة وانطلق بها دون كلمة أخرى، ليتجاهل محمود موقفه، ويصب كل إهتمامه على صغيرته المنهارة، يقسم بداخله أنه لن يرحم من أوصلها لتلك الحالة، وبداخله حدس يكاد يصل لليقين بمن فعلها.
***************************
بغرفة صلاح بالفندق
جلس باكيا منهارا أمام حاسوبه الشخصي، أثناء محادثته لأخيه.
ـ صلاح ببكاء: مش عارف أنا نطقتها أزاي، كنت حاسس أني روحي بتطلع مع كل حرف.
ـ وليد بانفعال: طيب طلقتها ليه، وتعذبها وتعذب نفسك.
ـ صلاح بنحيب: خلاص معدش ينفع، نعم اللي كلمتني في التليفون غير نعم اللي أعرفها، ومكنش ينفع نكمل مع بعض.
ـ وليد باستنكار: حرام عليك هي كانت قالت لك أيه، كل ده عشان قالت أنها مينفعش تطلب ورثها من أبوها.
ـ صلاح بحزن: مش هانكر أن الفلوس تفرق معايا جدا، خاصة لو موضوع أبوها اتعرف، كنت ناوي نقدم استقالتنا ونفتح مكتب إستشاري كبير، لكن كده لو الحكاية اتعرفت، يبقى هابدأ من الصفر، [بانفعال] وأنا لا يمكن أرجع للي كنت فيه، بعدين مابقيتش مسألة فلوس وبس، لكن دي أول مرة نعم تراجعني فيها، أول مرة تقولي فلوس ابويا، أول مرة أقل في نظرها، وتلمح أني طمعان، وتقولي مينفعش أقول لبابا أنك رافضهم وهنبعد بس هات فلوسك نعيش بها بعيد، أول مرة تتشرط علي، وتقولي مش هاسمحلك تتكلم على أبويا ولا على حسين بطريقة متعجبنيش، ولا تجيب سيرة أهلي بأي حاجة تمسهم أو تضايقني، وأنها هتكلمهم زي ما هي عايزة في التليفون، وتقضي الجمعة معهم، زي ما متعودين، [باستنكار] مش فارق معها أجي ولا ماجيش وبتقولي براحتك، ده غير كمان أنها رجعت لباباها كل حاجة، الذهب والكارديت وهترجع له العربية، من غير ما تستأذني ولا حتى تاخد رأيي، عارف ده معناه أيه.
ـ وليد بحيرة: معناه أيه.
ـ صلاح بغضب: معناه أن حد فتح عينيها، حد عرفها قيمة نفسها، وأنها في مركز قوة، هي صاحبة الشقة والفلوس، [بمرارة] وهي اللي بتخلف، هي كل حاجة ومن حقها تتشرط، يبقى كده كده هنفترق، لكن افترقنا دلوقتي في صالحي بدل ما نفترق بعد ما تطولني فضيحة أهلها، وأخسر كل حاجة.
ـ وليد بعتاب: امال مقهور قوي كده ليه، بدل خسرتك ليها مش أهم حاجة تبقى ما حبيتهاش.
ـ صلاح بحزن: محدش يعرف نعم وميحبهاش، نعم اتخلقت عشان تتحب، أنا منكرش أني الأول كنت بأرسم عليها، بس عشرتها وحنيتها، نستني نفسي، [ بحقد] بس برضه منستنيش اللي شوفته على أيد أبوك، ولا حلفاني أني هاكبر، هاكبر قوي، ومش هاسمح لأي حاجة، ولأي حد أنه يعطلني.
ـ وليد بحزن: والحد المرة دي، كان نعم.
ـ صلاح بضيق: حرام عليك يا وليد، أنا اللي في مكفيني، قلبي وجعني قوي، مش قادر انسى منظرها وهي بتحتضني من الفرحة في الشارع وهي فاكرة أني أجرت لها شقة، ولا شكلها بعد ماعرفت أننا هنطلق وعياطها عند المأذون،[بألم] لو كنت فضلت ثانية كمان، كنت وطيت على ايدها بوستها ورديتها في وقتها، جريت من قدامها و كنت هاعمل كذا حادثة من السرعة اللي كنت سايق عليها.
ـ وليد بذهول: أنت مشيت بعربيتها بعد ما طلقتها.
ـ صلاح بحزن: تفتكر ده ممكن تفرق مع نعم بعد اللي حصل.
ـ وليد باستنكار: يعني هتستولى على العربية عشان هي مش في وعيها.
ـ صلاح باستنكار: لا طبعا، أنا اضطريت امشي بيها، وكمان أنا مرتب أني يومين بالكتير، وهأجر واحدة أحدث منها بكتير.
ـ وليد متهكما: طبعا، ماهي طعم تزغلل به الصيد الجديد.
ـ صلاح بضيق: أنا مش ناقصك يا وليد، أنت بتكلمني كده ليه.
ـ وليد بضيق: بصراحة مش مصدق اللي بتعمله، منين بتحبها، وفي الوقت نفسه بتلاغي غيرها وقدامها، ومتتلككش بكلامها في التليفون، لأنك مظبط أمورك من بدري، تقريبا من أول يوم سيبت البيت.
ـ صلاح بانفعال: والله ما كان في دماغي أصلا، أنا كل اللي كنت بافكر فيه، أضغط على نعم، عشان مدهاش فرصة تفكر، وتعمل اللي قلت لها عليه.
ـ وليد باستنكار: وأهي اللعبة قلبت جد.
ـ صلاح بضيق: أنا اتفاجأت بأن مروة ما صدقت، وواخدة الموضوع جد، ومعرفش منين جابت فكرة أن نعم مابتخلفش، وأن سبب خلافنا أني عايز أتجوز.
ـ وليد بلوم: وأنت ما صدقت وأكدت لها الفكرة.
ـ صلاح بجدية: كانت فرصة، الأول عشان أضغط على نعم زي ما قولت لك، وبعدين أنا نفسي اتفاجأت بأن نعم استنت كل ده، وفي الأخر يكون ده ردها.
ـ وليد بهدوء: فقررت تستغل الفرصة بطريقة تانية.
ـ صلاح بضيق: أنا مش عارف أنت أيه مشكلتك، أه استغليت الفرصة، امال عايزني أفضل مرمي في الأوتيل، الفلوس اللي معايا، متعيشنيش هنا سنة، ولا أتبهدل في دار المغتربين زي زمان، [بعملية] مروة عايشة في شقة في مصر الجديدة خمس أوض وايجارها خمسين جنيه، طبعا لا يمكن تسيبها، ، وهي كمان مش زي نعم بتدي دروس ودخلها كبير وأنا هاعمل زيها، والقرشين اللي معي على اللي معايا نفتح مكتب، وأحقق حلمي.
ـ وليد بضيق: أنت مشكلتي، خوفي عليك هو مشكلتي، أنت مش متخيل قيمة اللي ضيعته من ايدك، [بحسرة] نعم كانت نعمة ربنا عليك وأنت ضيعتها، لو عيشت اللي أنا عيشته وحصلك اللي حصلي هنا كنت فهمت، أنا كنت فاكر زيك أن الفلوس هي الأهم، بس طلعت غبي، ودلوقتي متعلق من رقبتي، لا قادر أرجع ولا طايق أكمل.
ـ صلاح بيقين مرضي: نعم ما ضاعتش، مفيش حاجة ضاعت، زي ما أنا مستغناش عنها، هي كمان ما تقدرش تعيش من غيري، [بثقة] في الوقت اللي باحقق فيه حلمي، هيحصل حاجة من الاتنين، يا محمود يموت، وساعتها تبقى جات من عند ربنا، ياما نعم نفسها تراجع نفسها وتضغط عليهم علشاني.
ـ وليد بدهشة: وترجع لك بعد ما تكون اتجوزت مروة! طيب سيبك من نعم دلوقتي، مروة نفسها، دي فاكرة أنك بتتجوزها عشان تخلف لك، تفتكر هتتصرف أزي بعد ما تعرف أنك أنت ما بتخلفش.
ـ صلاح بخبث: لا متقلقش، مروة مش سبعة وعشرين زي نعم، مروة قدي أنا، يعني أقل من سنتين وتقفل الأربعين، أنا بقى ناوي أنيمها على قد ما أقدر، ووقتها هتبقى فرصتها هي نفسها في الخلفة مش مضمونة، وساعتها هيبقى بالنسبة لها جواز من غير خلفة أرحم من أنها تعيش لا جواز ولا خلفة، وحتى لو صممت على الطلاق وقتها هاكون عامل حسابي ووقفت على رجلي.
ـ وليد بحزن: حاسبها كويس أنت، ربنا يستر وما ترجعش تندم.
ـ صلاح بثقة: بكرة تشوف أن كان معي حق، بكرة الدنيا هتتظبط، أنا مش هاجيب سيرة أني طلقت نعم دلوقتي، عشان مروة تفضل في حالة تحفز دايما، ده غير أني وقت ما أفهمها أني طلقتها عشانها لازم تدفع التمن، [بحزن] ماهي اللي زي نعم دي فراقها مش بالساهل، أنا مضطر أنزل دلوقتي عشاني ميعادي معها، سلام يا حبيبي.
ـ وليد بحزن: سلام يا صلاح، خلي بالك من نفسك.
انهى محادثته مع شقيقه واستعد للخروج محاولا أخفاء أثار بكاءه، ليغادر غرفته بتثاقل وهو يلعن اضطراره لمقابلتها والتظاهر بالشوق واللهفة، وهو بهذه الحالة من الضياع، غادر بوابة الفندق، متوجها لسيارته ولكنه وجد مكانها خالي، فكاد يجن، وهو يتشاجر مع أمن الفندق.
ـ فرد الأمن: يا دكتور، أنا أخري البوابة، أشوف مين داخل ومين خارج، حضرتك ركنها قدام الفندق أيوه، لكن أنا مش مسئول عن الشارع.
ـ صلاح بانفعال: يعني العربية تتسرق قدام عينيك، وتقولي مش مسئوليتي.
ـ رئيس الأمن متداخلا: من فضلك يا دكتور تهدى، هو فعلا مش مسئول، حضرتك عارف أننا أوتيل صغير، ومفيش باركنج، وكل واحد بيركن عربيته زي ما هو عايز، وعلى مسئوليته.
ـ صلاح بانفعال: يعني أيه، العربية اتسرقت من قدام بابكم، ومش من حقي افتح بوقي، وتقولي راكنها على مسئوليتي.
ـ رئيس الأمن بهدوء: دكتور حضرتك راجل قانون وفاهم كلامي كويس، ومساعدة مني لحضرتك، ممكن نفرغ الكاميرات بتاعة المدخل، ونشوف اللي سرقها، ممكن يطلع مسجل، وده يسرع بالقبض عليه، قبل ما يتصرف في العربية.
ـ صلاح بضيق: أوك، شكرا لك.
ـ رئيس الأمن بتهذيب:اتفضل معايا.
قاده بهدوء، لغرفة المراقبة، وقام بعرض التسجيل الملتقط لواجهة الفندق، والسيارة مصفوفة أمامه، حتى صدم صلاح، بمشاهدة شهاب يترجل من سيارة أجرة ليتجه بغضب للسيارة، فاتحا أياها بمفتاحها منطلقا بها.
ـ رئيس الأمن بسخرية وقد لاحظ معرفة صلاح بمن أخذ السيارة: أيه ده يا دكتور، ده الحرامي معه مفتاح العربية، عامة وشه ظاهر جدا، تحب نبلغ البوليس.
ـ صلاح بضيق: لا متشكر، أنا هارجعها بمعرفتي، عن أذنك.
ليخرج مسرعا، يكاد ينفجر غضبا، فرؤيته لشهاب وحدها وهو يستقل السيارة، كفيلة بإثارة شياطينه، ليس طمعا بالسيارة، فهو حتما كان سيعيدها بنفسه، ولكن ذلك التصرف يدل بأن شهاب قد أصبح طرفا بعلاقته بنعم، وذلك يغضبه، يغضبه بشدة.
***************************
رأيكم في صلاح بصراحة، ويا ترى أيه اللي ممكن يحصل بعد طلاق نعم
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن