الجزء الخامس

6.4K 204 17
                                    

جريمة باسم الحب
الجزء الخامس
في أحد المحال التجارية
تتحرك هدير لتقوم بخدمة بعض الزبائن بآلية ، فقد فقدت روحها رونقها، وبهتت ملامحها واحتلت الظلال السوداء جفنيها، وانطفأ بريق عينيها، كانت كمن شاخت فاجأة بفعل الحزن والشوق لحبيب اختفى فاجأة دون أثر، ارتفع رنين هاتفها، فتطلعت بشاشته بلا حماس، .
لتدب الروح فجأة بجسدها المنهك، ويستعيد صوتها انسانيته، بعد أن رأت بأن حبيبها المختفي هو من يهاتفها.
ـ هدير بلهفة: ألو سمير، أنت فين.. عامل أيه، [باكية] كده يا سمير تقلقني عليك.. لا خلينا دلوقتي.. مش مهم الشغل هاستأذن أو حتى هسيبه وامشي..اه عارفه.. مسافة السكة وأكون عندك، سلام يا حبيبي.
توسلت رب عمرها حتى تركها ترحل، بعد أن تعذرت له بعدة أعذار وهمية، خرجت بعد أن اهتمت بمظهرها قدر المستطاع، لتستقل سيارة إجرة لتصل بأسرع ما يمكنها للمكان الذي ستلاقاه به.
ـ هدير بلهفة وهي تدلف لسيارته: سمير كنت فين، كده تقلقتني عليك، والحيوان اللي اسمه سحس ده كل ما كنت أروح أسأل عليك يغلس علي.

ـ سمير ببرود: أهدي يا هدير، هو قالي أنك جيتي سألتي علي كذا مرة، وعشان كده كلمتك.
ـ هدير بانكسار: عشان كده بس مش عشان وحشتك.
ـ سمير بهدوء: وحشتيني طبعا، احنا اصحاب وأنا خدت اشوفك وأرغي معكي.
ـ هدير باستنكار: أصحاب.
ـ سمير زافرا: أه يا هدير أصحاب، وأحمدي ربنا، لأنك صاحبتي، عشان لما حاستك صاحبتي مقدرتش أأذيكي.
ـ هدير بصدمة: تأذيني.
ـ سمير بانفعال: أنا اللي اتعمل في مش قليل يا هدير، أنا اتلعب بي واضربت علي أفايا.
ـ هدير باستنكار: كل ده عشان واحدة رفضتك واتخطبت لواحد تاني.
ـ سمير بانفعال: لا طبعا، أي حد من حقه يختار يتجوز مين، لكن مش من حقها تلعب بي وبقلبي عشان توصل للي عايزه.
ـ هدير بدهشة: هي مين دي؟
ـ سمير بثورة: ست نورا ربة الصون والعفاف، بنت الحج حسين، اللي عايشة فدور خضرة الشريفة وهي بتلعب بالبيضة والحجر.
ـ هدير بدهشة: ليه هي نورا عملت لك أيه.
ـ سمير بانفعال: الهانم كانت بتعلقني وتلعب بي، عشان تحرك المتر بتاعها ويتقدم لها
ـ هدير بصدمة: لا طبعا، نورا ما تعملش كده.
ـ سمير بانفعال: لا عملت أنا مش عيل صغير ولا مراهق، عشان أرمي نفسي على واحدة مش طيقاني، لكن صاحبتك كانت بتشد وترخي، كل ما أقول اسيبني منها وأشوف حالي، تلاغيني وتجر ناعم، ولما أرجع احن لها، ترجع تصدر لي الوش الخشب.
ـ هدير باستنكار: لا طبعا، هي علطول كانت بتصدك، ومكنتش بترضى ترد عليك، ولا تتجاوب معك وكانت بتوقف الدقيقة بالعافية غصب عنها، عشان خاطري لأنك كنت بتبقى واحشني.
ـ سمير بحدة: لا ما هو ده اللعب على كبير، هي كانت بتسحبك معها عشان لوحد شافنا تلبسيها أنت ومحدش يقدر يجيب سيرتها، ده اللي اكتشفته لما قربت منك وعرفت طيبة قلبك، عشان كده مقدرتش انتقم منك.
ـ هدير بذهول: تنتقم مني ليه؟
ـ سمير بانكسار: الأول كنت فاكرك، مشتركة معها وبتلعبوا بي سوا، بس لما قربت منك، حسيت قد أيه بتحبيني بجد، وأنك اتلعب بيكي زيي، وأن الهانم كانت بتحمي سمعتها حتى لو على حساب سمعتك، فلاقيت أنه حرام علي أدمر سمعتك، واظلم اللي اتظلمت زي، وأسيب اللي ظلمتنا احنا الاتنين تتهنا.
ـ هدير بارتجاف: أنت كنت عايز تدمر سمعتي يا سمير.
ـ سمير مخرجا بعض الصور من حافظته: أنا أسف يا هدير.
ـ هدير بذعر: أنت مصورني وأنا في عربيتك يا سمير.
ـ سمير بغموض: شوفتي بقى هي وصلتنا لأيه، متخيلة كان موقف أبوكي أيه، لما تروح له صورك وأنت قاعدة في عربية في شارع ضلمة بتضحكي وتاكلي وكمان وأنا بحط لك فلوس في الشنطة، ده غير لما يعرف أنك كدبتي عليه ومكنش فيه شغل إضافي ولا حاجة، تخيلي مع الصور دي والفلوس اللي جريت في إيدك، كان هيتخيل أنك كنت بتعملي أيه في الساعتين دول كل يوم، ده طبعا غير أني كان ممكن ابعت له اسكرين شوت من كل كلامنا على النت.
ـ هدير بذعر: لا يا سمير أبوس إيدك، ده كان يموتني، ده لو ما راحش فيها.
ـ سمير بحنان: ما تخافيش يا هدير، باقولك أن ده اللي كنت ناوي عليه قبل ما أعرف أنها كانت بتستغفلك زي ما بتستغفلني.
ـ هدير بتوتر: وناوي على أيه دلوقتي؟
ـ سمير بتردد: مش عارف، كل اللي متأكد منه، أني لا يمكن أأذيكي، مش هانكر أني بقيت فعلا مستريح لك، امبارح روحت شقتي، وقعدت اتخيلك معي في كل ركن فيها واحنا متجوزين، وكنت مبسوط قوي، لكن في الوقت نفسه في نار جوايا، مش قادر انسى أن بت زي دي، لعبت بي وعلمت علي، بأفكر أعمل أي حاجة تحرق دمها، أقله أخلي سالم يفركش خطوبتهم، ويبقى سابها ومتبقاش كسبت وعملت اللي هي عايزه من لعبها بينا.
ـ هدير برجاء: أنا أساسا متخانقة معها ومقاطعها، احنا نسيبها هي لربنا يجيب حقنا منها، ونشوف احنا حياتنا.
ـ سمير بضيق: وتبقى علمت علي، وأعيش بقهرتي وأنا شايفها عملت اللي عايزه وبتطلع لي لسانها، أنا جيت عشان صعبتي علي، محبيتش أسيبك متعلقة وأعمل فيكي اللي عملته في، لكن أنا مش هاقدر افتح صفحة جديدة، قبل ما اقفل القديمة، أو على الأقل أخد وقتي أنسى اللي عملته في.
******************
في الحارة
تسير نورا بصحبة سالم، غير منتبهين لمحمود، المنهمك ظاهريا في دهان إحدى الخزانات ، بينما هو يراقبهما، والغيرة تنهش قلبه وهو يسمع ضحكاتها لغيره، استقلا سيارة سالم المتواضعة، ليتحركا خارجين من الحارة، ليتركا ورائهما محمود لا يدركان مدى معاناته برؤيتهما معا.
ـ نورا بسعادة: أنا مش مصدقة أنك قدرت تقنع بابا أننا ننزل لوحدينا.
ـ سالم بابتسامة:عشان بس تعرفي أن خطيبك محامي شاطر.
ـ نورا بسعادة: طبعا، احنا هنروح فين.
ـ سالم بابتسامة: هنقعد في كازينو شوية وبعد نروح.
ـ نورا ضاحكة: أيه كازينو دي، حاسة أننا في فيلم عربي قديم، قاصدك كافي شوب.
ـ سالم بتهكم: والله احنا كنا في ثانوي عام وفي الجامعة وبنقول كازينو عادي، مش عارف عندك بقى في المدرسة التجاري بيقولوا عليه أيه.
ـ نورا بإحراج: أنا كنت بهزر معك، أنت اتضايقت.
ـ سالم ببرود: ما أنا بردوا بهزر،[باهتمام] هو أنت اشتريتي الأجهزة الكهربائية ولا لسه.
ـ نورا باستنكار: لا طبعا، العادي أن الناس بتشتري حاجة المطبخ، والمفارش والحاجات اللي زي دي، بس الحاجات التقيلة بتبقى بالاتفاق عشان كده بتيجي بعد خطوبة البنت، لما بتبقى عارفة أيه اللي عليها.
ـ سالم بابتسامة: طيب يا قلبي بما أنك اتخطبتي والمفروض الأجهزة أنت اللي هتجبيها، فاخدي بالك بقى .
ـ نورا بحيرة: من أيه.
ـ سالم بابتسامة: يعني ما يضحكش عليك وتشتري ماركات شعبية، الماركات النضيفة بتبقى غالية شوية بس بتعمر وبتريح وبتبقى آمن، وطبعا أنت اللي هتتعاملي مع الاجهزة دي وأنا عايز راحتك.
ـ نورا بهدوء: لا ما تقلقش بابا بيحب يشتري الحاجة النضيفة.
ـ سالم بابتسامة: طبعا هو بيجيب لأي حد، ده بيجيب لست العرايس كلهم، عامة أنا قلت أساعدك، [مخرجا ورقة مطوية من جيبه] وعملت لك لستة بأحسن الأنواع في كل الأجهزة اللي هتحتاجيها.
ـ نورا بضيق حاولت أخفاءه: شكرا يا سالم، [متطلعة للقائمة] أيه ده كله.
ـ سالم ببساطة: أيه يا حبيبتي، دي الأجهزة العادية بس منقي لك الأنواع الحلوة.
ـ نورا بدهشة:غسالة الأطباق وغسلتين وميكرويف، وديب فريزر غير باقية الأجهزة ده العادي.
ـ سالم بتملق: لما تبقى العروسة بنت الحاج حسين، تبقى أقل من العادي، وبعدين الغسالتين واحدة كبيرة وواحدة أطفال عشان متتعبيش في الحاجات الصغيرة، والديب فريزر عشان تخزني براحتك، وغسالة الأطباق عشان أديكي ماتبوظش وتفضل حرير يا قلبي.
ـ نورا بتهكم: شكرا يا سالم، بس اللستة دي مش بخطك.
ـ سالم بضيق: هتفرق أيه خطي ولا مش خطي.
ـ نورا بدهاء: لا بس الخط مهزوز ومليان غلطات، هي مامتك اللي كاتبة اللستة دي؟.
ـ سالم بارتباك: هتفرق فيه يا نورا، ما أكيد الستات الكبيرة أكتر حد هيفهم في الأجهزة، وسبق وقلت لك ماما ست خبرة، وتعرف الحاجات العملي من اللي ملوش لازمة.
ـ نورا بضيق: عندك حق، خلاص لما بابا يجي يشتري الأجهزة، هابقى هاحاول اجيب اللي في اللستة.
ـ سالم بارتياح: ربنا يخليكي لي يا قلبي، طيب يالا ننزل نقعد في الكافيتريا دي شوية ونشرب حاجة.
ـ نورا بإستياء: لا افتكر كده ملهوش لازمة، خلاص أنت عملت المستحيل مع بابا وخرجنا وعملت اللي عايزه.
ـ سالم بارتباك: تقصدي أيه.
ـ نورا بتهكم: قصدي أنك كنت عايزنا نبقى قاعدين براحتنا ونتكلم بحرية، وأدينا لفينا بالعربية واتكلمنا زي ما كنت عايز، روحني بقى عشان بابا نبه ما نتأخرش.
ـ سالم بارتباك: طيب نشرب حاجة على السريع ونرجع.
ـ نورا بقوة: لا معلش، روحني عشان أنا حاسة أني مصدعة ومحتاجة أريح، وكمان ماما عاملة الغدا و مستنيانة.
ـ سالم بتوتر: سلامتك يا قلبي، خلاص نرجع عشان تريحي، [بابتسامة] وكمان مقدرش على زعل حماتي.
ليزداد توتره عندما يجدها لا تستجيب لدعابته، ولنظرات الضيق التي ترمقه بها من حين لأخر.
******************
تحفزت حواس محمود كلها، وهو يلاحظ عودتهما السريعة، ليتحول ذلك التحفظ لتوتر خطر، وهو يرى تبدل حالها عند ترجلها من سيارة ذلك البغيض، فقد أختفت ضحكتها، وتجمدت ملامحها، وسكن الحزن عينيها، ليزداد توتره وتتقافز الظنون بعقله وهو يتخيل بأنه قد حاول تخطي حدوده معها، وخاصة وأنها لم تنتظره وهو يوقف سيارته واتجهت لبيت والدها دون أن تلتفت إليه، ولكنه جاهد ظنونه، فشخصية حبيبته الجادة، لاتغري أي من كان بتعدي حدوده عليها، ولكنه يكفي أنه تسبب بحزنها ليزداد له بغضا على بغض، وتعجب لأمر قلبه، فمنذ قليل كان متألم لسعادتها مع غيره، أما الأن فألمه أشد لحزنها، ليعلم بأن حبها متمكن من قلبه لدرجة أن ألمه لحزنها أشد من حزنه لبعدها، تتبع بعينيه ذلك البغيض وهو ينتهي من ايقاف سيارته، ليتبع تلك التي احزنها لبيت ابيها، ليجد نفسه يقترب بحذر من الجهة المقابلة من سيارته للرصيف، لينحنى محاذرا أن يراه أحد وهو يفرغ الاطارين من هواءهما بمسمار بيده، لينفس معه ضعفه وقلة حيلته.
******************
يدخل محمود للغرفة المتهالكة بحزن
ـ محمود حزينا: السلام عليكم ياما.
ـ نعمات بحزن: وعليكم السلام، شد حيلك يا بني، البقاء لله، أنا عارفة المرحوم كان غالي عليك قد أيه، بس ما يغلاش على اللي خلقه.
ـ محمود بحزن: الدوام لله ياما، والله الواحد مابقى عارف يزعل على اللي بيموت ولا يحسده أنه ارتاح من الدنيا وهمها، وبعد عن ناس قلوبها ماتت وهي عايشة.
ـ نعمات باستنكار: لا حول ولا قوة الا بالله، ليه بس كده يا بنى.
ـ محمود متأثرا: تتصوري الاتنين الافندية اللي جوزهم لبناته، وعلى يدي أنا شوفت قد أيه ساعدهم ووقف جنبهم، باعتين لي النهارده والأسطى لسه جتته مابردتش في التربة، ياخدوا مفاتيح الورشة عشان اتنازلوا عنها لصاحب البيت، وقسموا الخلو عليهم، من غير ما يسألوا نفسهم، مرات المرحوم هتعيش منين.
ـ نعمات باستنكار: ومراتتهم وافقوهم على كده.
ـ محمود بسخرية: وافقوا ومضوا وبصموا بالعشرة على ورقة التنازل، وقبضوا وخلعوا كمان، وكل واحدة عمالة تقول للحاجة فوقية {ما تقلقيش يا ماما احنا على اتفاقنا وكل شهر لوازمك هتجيلك}، مش ممكن دول يكونوا بنات الأسطى رضا، أرجل راجل في الحتة كلها، ده الراجل حن علي وانا مخصوش، يقوموا هما يرموا امهم اللي ربيتهم [بألم] أنت عارفة، الأسطى الله يرحموا ياما اشتكى لي من جفاهم وأنهم تقريبا مبيجوش من يوم ما تجوزوا البهوات دول، وكان شاكك أنهم مستعريين منه اكمنه نجار، بس كان عنده حقه، واهم ماصدقوا أنه مات وخلصوا من الورشة اللي مستعريين منها [بتأثر لجحود الناس لنعم يتمنها غيرهم] عارفة لو ده كان ابويا، أنا كنت عيشت تحت رجليه العمر كله، وكنت مشيت في الحارة رافع رأسي للسما مش استعر منه.
ـ نعمات بحزن محاولة تغيير دفة الحديث لمعرفتها لما يموج بصدره: وأنت يا قلب أمك، هتعمل أيه دلوقتي، الورشة اتقفلت واللي أنت كنت قاعد فيها عشانه الله يرحمه، يبقى تشوف حالك بقى.
ـ محمود بحيرة: قاصدك أيه ياما.
ـ نعمات بحسم: القرشين اللي أنت شايلهم معايا مش قليلين، تشوف لك أي ورشة تفتحها وتبقى أسطى نفسك ياوله.
ـ محمود بتفكير: ما أنا فكرت في كده، وكلمت صاحب البيت يبيعها لي، وكده تفضل ورشة الأسطى رضا مفتوحة واسمه في الدنيا، وخصوصا أنها بماكنها وعدتها، واجواز بنات المرحوم طلبوا مني اشوف صرفة للمكن والعدة، وطبعا أنا أولى، بس صاحب البيت قال مش للبيع، بس ممكن يأجرها لي، بس ضارب في العالي، وطالب مقدم جامد ده غير إيجار أدفعه في محل في الميدان مش في الحارة ، بيستغل أني متمسك بالورشة.
ـ نعمات باستنكار: واحنا أيه اللي رابطنا بالحارة، احنا ناخد خلو من الراجل صاحب البيت في الأوضة دي، نحطهم على القرشين اللي معاك، ونشوف لنا مطرح وورشة في أي حتة.
ـ محمود بفزع: نسيب الحارة، لا طبعا، أنا لا يمكن اسيب الحارة.
ـ نعمات بنظرات لائمة ذات مغزى: وليك أيه فيها يا محمود، مش الموضوع ده قفلنه من يوم ما اتخطبت.
شعر بوغز بقلبه، حين ذكرت أمر خطبتها، فمنذ ذلك اليوم والغصة لما تفارق حلقه، و نار الغيرة والبغض بقلبه تزداد استعارا، كلما رأها بصحبة ذلك الذي يدعو خطيبها، وخاصة وقد سكن الحزن عينيها.
ـ نعمات بحده انتشلته من شروده:سرحت في أيه تاني، هو ده اللي اتفقنا عليه يا محمود.
ـ محمود بحده مصطنعة يواري وراءها مشاعره المكشوفة لأمه: أنت اللي بتفتحيه تاني أهو، أنا من يومها مجيبتيش سيرته.
ـ نعمات بعتاب: مجيبتش سيرته بلسانك، لكن عينيك فاضحاك، وأديك هو مش عايز تسيب الحتة، الأول كنت بتتلكك بالرجل اللي افضاله عليك، والورشة اللي شغالة بنفسك، وأهو الراجل مات، والورشة اتقفلت، فاضل لك أيه تاني هنا باكي عليه.
ـ محمود بهمس وهو يخرج مسرعا: روحي.
******************
بشقة والدة سالم
ـ أم سالم بضيق: أنت مش هتقولها أنت بس هتلمح لها من بعيد. .
ـ سالم بضيق: يا ماما حرام عليكي، أزاي يعني بس أروح أقول لها جيبي لأمي خاتم دهب في عيد الأم.
ـ أم سالم ببساطة: يا عبيط هو حد يقول كده، أنت هتتكلم عن الهدايا، وأنك مش عارف تجيب لي أيه وكل حاجة عندي وبتفكر تجيب لي خاتم دهب.
ـ سالم باستنكار: طيب ما المفروض وقتها، اجيب لأمها خاتم دهب.
ـ أم سالم بحقد: وهي أمها ناقصة، دي مش بتعرف ترفع دراعها من الغوايش اللي لابسها.
ـ سالم بضيق: من الأخر كده مش هاحط نفسي في موقف بايخ زي ده، أنا ما صدقت أن وقفتي معها في موت الأسطى رضا، نسيتها موضوع الأجهزة الكهربائية.
ـ أم سالم بفظاظة: نسيت ولا ما عنها نسيت أنت كنت عملت أيه يعني، مش بتنبههم عشان ميسترخصوش .
ـ سالم بتهكم: هما برضو بيسترخصوا، وبعدين ما يجيبوا اللي بيجبوا هو من كتر اللي دفعناه.
ـ أم سالم بحنق: ده من امتى الكلام ده، هي البت سحرت لك ولا أيه.
ـ سالم بضيق: لا بس بصراحة احنا زودنها، أنا مش بارضى أزعلك وباسمع كلامك حتى لو مش مقتنع عشان متزعليش، حتى يوم لستة الأجهزة وأنا قولت لك بلاش، وأنت صممتي، ونورا حسستني أنها فاهمة أني خرجتها عشان موضوع الأجهزة وقلبت وشها وصممت تروح وحتى لما روحنا قالت أنها تعبانة ومرضيتش تعقد ولا تاكل معي وفضلت في أوضتها وشكلها دعيت علي، نزلت لاقيت فردتين كويتش نايمين.
ـ أم سالم بتهكم: ده على أساس أنها من أولياء الله الصالحين، وبعدين هو احنا هنسرقها دي هدية.
ـ سالم بحسم: أخر كلام، تجيب اللي تجيبه، وأنا كمان هاجيب لمامتها هدية معقولة، ومينفعش أطلب هدية غالية واحرج نفسي.
ـ أم سالم بحنق: متجيبش حاجة، عندي طقم بيركس هديهولك تديهولها.
ـ سالم بدهشة: مش ده الطقم اللي كنت هتتجنني عليه، وصممتي اجيبه لك.
ـ أم سالم بعفوية: اه ما أنا لسه عايزة، بس هي أكيد هتديه لنورا ويرجع لي تاني، وابقى وفرت لك تمن الهدية.
ـ سالم بضيق: اللي تشوفيه، أنا نازل عشان أتأخرت.
خرج وهي تلعن تلك التي قلبت ولدها عليها، تكاد تقسم بأنها قد سحرت له، فهو لم يعصي لها أمرا يوما، فما جد ليجادلها بهذه القوة، توعدتها بالعقاب، على منازعتها على قلب ابنها، وأقسمت أن تعلمها بأنها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة بحياتهم بالكامل، حتى لا تجرؤ على محاولة سرقة وحيدها.
******************
حد فيكم قابل حد زي سالم كده، وتفتكروا نورا هتفضل مستحملة كتير، وسمير رجع لهدير تاني ليه وعايز منها أيه.
اتمنى الحلقة تعجبكم ومستنية رأيكم فيها.
******************

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن