اللهم أكتب لنا ما فيه الخير، وراضنا به
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الخامسة عشر
ـ شهاب بابتسامة: وأيه، طيب وصفوة المجتمع اللي بقى العادي، أن كتير منهم يرفعوا قضايا نسب ويكسبوها بالدي أن أيه، عارفة القضايا دي معناها أيه.
ـ نغم بفضول: أيه؟
ـ شهاب بابتسامة لبرائتها: دي اعتراف ضمني بالزنا يا نغم، وكله بيتابع القضية باهتمام، وممكن بعد شوية الولاد دول بيكونوا نجوم مجتمع على صفحات المجلات،[مقربا كرسيه منها] الستات دول رغم أنهم مجرمين فعلا لكن وقاحتهم وتقبلهم لنفسهم أجبر الكل يتقبل حاجة ضد العرف والدين، ووالدك وحسين، المفروض أنهم ضحايا لمجرمين زيها، بسبب عدم تقبلهم لوضعهم، سمحوا لمرضى نفسيين يحكموا عليهم.
ـ نغم بذهول: عمري ما فكرت في الموضوع بالشكل ده.
ـ شهاب برفق: لأنك طيبة وبتتأثري بالمجتمع حتى لو معكي الحق، في نفس الوقت اللي في ناس تستاهل الحرق لكن ما بيفرقش معهم رأي حد، مين ممكن كان يتصور أن تتعمل هنا حفلة للمثليين.
ـ نغم باشمئزاز: اسمهم شواذ، الأسم ده محاولة لتجميل الصورة وخلق الاعتياد.
ـ شهاب بإعجاب: برافو عليكي، شوفتي أهم رغم قذارتهم، لكن بيدافعوا عن نفسهم وبيخلقوا بالذهن صورة مخالفة للواقع وتلاقي اللي يقولك حرية شخصية وما بيأذوش حد، طيب هما مجهولي النسب اللي هما أصلا ضحية، بيأذوا مين.
ـ نغم بحيرة: بس هما في أيديهم أيه يعملوه عشان المجتمع يتقبلهم.
ـ شهاب بتلقائية: يتقبلوا نفسهم وميهتموش برأي حد بما أنهم ماغلطوش ولا أذوا حد، [ضاحكا] ما يتعملوش على أن على راسهم بطحة وبيتهم من أزأز على رأي دادة.
ـ نغم باعتراض: ماهما حتى لو عملوا كده مش كل الناس هتتقبلهم.
ـ شهاب ضاحكا: وهو مين في الدنيا كلها كل الناس تقبلوه، شوية هيتقبلوا وشوية هيرفضوا، وده العادي، وبالتدريج هيندمجوا بالمجتمع، وناس تتفهم الوضع.
ـ نغم بشك: الموضوع صعب.
ـ شهاب بثقة: كل شيئ أوله صعب، لكن ما ضاع حق وراءه مطالب، وفي الأول والأخر دول ضحايا مش مجرمين.
ـ نغم برجاء: ياريت الناس كلها بتفكر زيك.
ـ شهاب ببساطة: ياريت كل الناس ترجع لدينها كنا كلنا ارتحنا، بصراحة الدين اللي عرفته في المركز الاسلامي في المانيا، أبعد ما يكون اللي باشوفه هنا.
ـ نغم بابتسامة: ربنا يهدي.
ـ شهاب بحب: آمين يا قلبي، [بمشاكسة] بس هو أنا ماصدقت نخرج، وعامل جو عشان نناقش القضايا القومية.
ـ نغم بضحك: امال أيه.
ـ شهاب ضاحكا: أيه.
***************************
بعد فترة بدار الرعاية
ـ نعم ضاحكة: بس يا شقي، بهدلتني.
لترتفع ضحكات الصغير وكأنه يفهم ما تقوله ويشاكسها متعمدا، لتزداد ضحكاتها مشعلة النيران بقلب ذلك الذي يراقبهما بشغف.
ـ أحمد متنحنحا: السلام عليكم، أزيك يا دكتورة.
ـ نعم بحرج وهي تتأكد من ضبط حجابها: أزي حضرتك يا أستاذ أحمد، أسفة عاملين ازعاج.
ـ أحمد بابتسامة: أنتم عاملين روح جميلة للمكان، بجد الدار من غيركم كانت وحشة جدا.
ـ نعم بابتسامة: شكرا لحضرتك.
ـ أحمد باصرار: أنا مش باجامل عشان تشكريني، أظن واضح جدا تأثيرك على فادي وبقية الولاد، [بحزن] بس خايف أن حضورك يوميا يأثر على شغلك وحياتك، رغم أنك منورانا، وعاملة روح جميلة للمكان، زي ما قولت لك.
ـ نعم بانكسار: لا الحقيقة أني مش ورايا حاجة حاليا، واخدة اجازة من الشغل، وموقفة الشغل في الرسالة حاليا.
ـ أحمد بابتسامة: ربنا يوفقك، بس أنت كده بتشجعيني افاتحك في موضوعين محتاج مساعدتك فيهم وكنت خايف اعطلك.
ـ نعم بحماس: ياريت، الحقيقة أن المكان هو اللي رد لي الروح مش العكس، وهاكون فرحانة بأي مساعدة أقدر أقدمها.
ـ أحمد بابتسامة: وأنا هاكون سعيد وأنا باستغل كرمك ده، هنبدأ بالموضوع الثاني الأول.
ـ نعم بحماس: زي ما تحب.
ـ أحمد بابتسامة: الحقيقة أن بيت الضيافة فيه حاليا قضايا كتير محتاجة مساعدتك، طبعا كان في محامي بيتابع في الفترة اللي حضرتك كنت مشغولة فيها، بس الموضوع مش قوانين وبس، حضرتك كنت بتعرفي تتواصلي معهم بشكل انساني وبتحسي بيهم، وده هو أكتر حاجة هما محتاجينها حاليا.
ـ نعم بابتسامة: مفيش مشكلة نبدأ من بكرة لو تحب.
ـ أحمد بابتسامة: لا هنبدأ بعض ما نرجع من الموضوع الأول لو وافقتي.
ـ نعم بحيرة: نرجع؟
ـ أحمد برجاء: هو طلب مجهد شوية، وللعيلة كلها بس أنا طمعان في كرم أخلاقكم.
ـ نعم بحيرة: مش فاهمة؟
ـ أحمد برجاء: بصراحة بعد ما عرفت أن تعب فادي كان نفسي أكتر من عضوي، فكرت ليه ما نحجزش في قرية سياحية خمس أيام، نفسحهم ونرفه عنهم.
ـ نعم بحماس: فكرة ممتاز، بس احنا ممكن نساعد أزاي؟
ـ أحمد بحماس: هنحجز تلت أو أربع فلل، كل فيلا هيكون فيها عشر أطفال أو أكتر حاجة بسيطة، طبعا كل فيلا هيكون فيها دادات الدار للخدمة والرعايا، بس بتمنى لو كل فيلا كان فيها اتنين من الأسرة الكريمة كإشراف عشان أكون مطمن على الولاد، ممكن حضرتك والوالدة فيلا، ومدام ماهي ودكتورة نغم فيلا وأنا وشهاب وعمي محمود فيلا الولاد.
ـ نعم بحماس: فكرة ممتازة، هاحاول اقنعهم بس بشرط.
ـ أحمد بحنان: أنت تؤمري.
ـ نعم بخجل من أسلوبه: أنا وفادي نكون في نفس الفيلا.
وافق بابتسامة وهو يحسد ذلك الصغير على حبها له.
***************************
بشقة محمود
ـ نعم بحماس: أنا شايفة أنها فكرة ممتازة، الولاد هيغيروا جو، ويخرجوا من روتين الدار، أيه رايكم؟
ـ شهاب بحدة: كلنا عندنا شغل يا نعم، وهو محدد الميعاد وحجز واحنا لسه مش مستعدين.
ـ نعم برجاء: لسه تلات أيام يا شهاب، حاولوا توفقوا ظروفكم، واللي ما يلحقش يحصلنا بعدين.
ـ حسين بضيق: بس أنا مش هاقدر أسيب الشغل حاليا، وهو قال محتاج ماهي، يعني كده هتسافروا من غيري.
ـ ماهي بابتسامة: أيه المشكلة، على الأقل رحلة مضمونة، بدل الاجازة اللي مش باين لها مجي.
ـ حسين بضيق: أنت شايفة كده، براحتك.
ـ نورا بابتسامة مشجعة : وماله يا حبيبي، فرصة مودي يتفسح بدل مش هيسافر معكم، وكمان أنت تتفرغ لشغلك عشان تخلص وتسافروا براحتكم، وممكن تيجي لنا يوم الاجازة.
ـ حسين مستسلما: عندك حق يا ماما.
ـ نعم بحماس: يعني خلاص أبلغ الباشمهندس موافقتكم.
تبادل كلا من شهاب ومحمود ونغم نظرات حائرة، ليحسم محمود الأمر، فهو لن يكسر تلك الفرحة التي عادت لعين ابنته، أي كانت مخاوفه.
ـ محمود بطيبة: خلاص يا قلبي بلغيه، وربنا يقدم اللي فيه الخير.
***************************
بشقة نغم
ـ شهاب بالهاتف بحدة: أنت بتستهبل يا أحمد، أنت أزاي تتصرف من دماغك وتحطني قدام الأمر الواقع.
ـ أحمد بهدوء: أنا عملت أيه لده كله.
ـ شهاب بضيق: رسمت وخططت، وحجزت، وضحكت عليها بفادي، وفاكر أنك هتسافر تعيش حياتك، مع أني نبهتك أكتر من مرة أنها لسه في العدة.
ـ أحمد بلوم: مكنتش اتخيل أنك لسه شايفني كده، [بانفعال] بس حتى لو سامحتك في ظنك في فمش نعم اللي الواحد يفكر فيها بالطريقة دي، وده اللي مش هاسامحك عليه يا شهاب.
ـ شهاب بضيق: وبدل أنت فاهم كده، ممكن أعرف كنت بتفكر في أيه وأنت بتخترع في موضوع الرحلة [وهو يتحرك بعصبية ذهابا وآيابا] وما قولتش لي ليه، وكنا ظبطنها سوا، على الأقل كنت صبرت لبعد العدة، المسألة كلها أقل من أسبوع.
ـ أحمد ببساطة: وهو ده السبب تحديدا، لو حسبت تاريخ الرحلة، هتلاقي أن تاريخهم أخر يوم في العدة ويومين قبليه ويومين بعديه.
ـ شهاب بحيرة: مش فاهم.
ـ أحمد بانكسار: مش قادر اتخيل أن يعدي عليها يوم ده، وهي بتعد الثواني والدقايق اللي فاضلة مابينهم، بتجنن وأنا بتخيل أنه هيكون محور تفكيرها اليوم ده، حتى لو بالغضب، [بغضب] مش هاسمح له يسرق من عمرها يوم كمان، عشان كده لازم تكون مشغولة وسعيدة، عايز الولاد وشقاوتهم يسرقوها من نفسها طول اليوم وتقع من تعب اللعب أخر الليل، ولو مش عايزني آجي معاكم مفيش مشكلة [بصدق] المهم هي تكون مبسوطة، ولو سمحت لي آجي والله ما هاقرب منها وأنت هتكون موجود وشايفنا.
ـ شهاب بصدمة:أنت أزاي تفكيرك اتغير بالشكل ده.
ـ أحمد بحزن: بأصعب الطرق، التجربة، الستات في دار الضيافة، رغم أنهم هما اللي ساعوا للطلاق وأصروا عليه، اليوم الأخير في العدة بيكون أصعب أيام حياتهم، يوم الفراق والانفصال الفعلي، [بغصة بقلبه] فما بالك بنعم اللي اطلقت غصب عنها.
ـ شهاب بتأثر: بتحبها للدرجة دي.
ـ أحمد بحنق: ملكش دعوة، وبرضه مش هاسامحك على الطريقة اللي فكرت فيها بنعم.
ـ شهاب بندم: حقك علي ميبقاش قلبك أسود بقى يا أبو نسب.
ـ أحمد بهيام: تفتكر هيحصل.
ـ شهاب بصدق: أنت ابن حلال يا أحمد وتستاهلها، وتعالى يا سيدي معنا وأنا هاراضيك.
ـ أحمد بحسم: هاسامحك المرة دي عشان أنت غبي بس بشرط، تتصرف هناك، مش عايزها تبطل ضحك، ولا تكون فاضية ولو لحظة، [بغيرة] بس طبعا مش أنت اللي تضحكها، سلط عليها ماهي ونغم مايسبوهاش.
ـ أحمد بضحك: ماشي يا عم الغيور، علم وينفذ.
***************************
بأخر أيام العدة بالقرية السياحية
استيقظت نعم بإجهاد على صوت منبه الهاتف، لتنظر له بتكاسل فيطالعها تاريخ اليوم، لتفطن أنه أخر يوم يربط اسمها باسم صلاح، تعجبت من غفلتها عن أمر كهذا، فمنذ طلقها وهي تحسب ما تبقى على هذا اليوم عدة مرات بالنهار الواحد، ولكن معها زياراتها اليومية للدار لم تعد تفكر بالأمر الا حين تختلي بنفسها مساءا، وهاهي منذ حضورها هنا منذ يومين، تناست الأمر تماما، حتى فوجئت أن اليوم هو نهاية ما بينهما، جفلت من افكارها على صراخ نغم العالي باسمها.
ـ نغم صائحة بصوت مرتفع: أيه يا بنتي روحتي فين، باقولك يالا نصلي عشان نلحق نجهز.
ـ نعم باستنكار: نجهز أيه احنا الفجر.
ـ نغم بحماس: لا ما هو النهاردة يوم مختلف، الباشمهندس حاجز يخت، هنطلع كلنا رحلة صيد.
ـ نعم بدهشة: وهما الولاد يفهموا الكلام ده.
ـ نغم بضحك: يعني هما هيصطادوا، هما هيلعبوا على ضهر اليخت، والرجالة هتصطاد، ده غير أن اليخت أرضيته أزاز، وهينبسطوا قوي وهما شايفين البحر تحتهم.
ـ نعم بحماس، وهي تنفض عنها كل أفكارها: الله، أنا أول مرة هركب يخت كاشف البحر، أكيد هتبقى رحلة ما حصليتش.
ـ نغم بسعادة لحال شقيقتها: اجهزي بسرعة نصلي ونجهز الولاد.
***************************
أمام معرض محمود بالقاهرة
تقف سيارة مروة تحت الأشجار متوارية عن الأنظار، يجلس بها صلاح مراقبا مدخل المنزل، يأمل أن يلمحها ولو للحظات، لا يصدق أن اليوم هو أخر يوم فعليا لربطهما المقدس، يكره هذا اليوم وسيظل يكرهه طوال عمره كما كره يوم انفصالهما من قبل، ارتفع رنين الهاتف يعلن عن قدوم مهاتفة دولية.
ـ صلاح بضيق: أيوه يا وليد.
ـ وليد بقلق: أنت فين ياصلاح، مش اونلاين من امبارح وما بتردش على التليفون.
ـ صلاح بانهيار مفاجئ: مش عارف أشوفها يا صلاح، من امبارح ومش عارف اشوفها.
ـ وليد بقلق: أنت فين يا بني وهتشوفها أزاي!
ـ صلاح بانفعال: قدام بيتها من امبارح، ومفيش حد نهائي ظهر غير الزفت أخوها، حتى نور الأوضة كلها مطفي، ونور أوضتها وشقتنا كمان.
ـ وليد بصدمة: أنت واقف قدام بيتها من امبارح.
ـ صلاح بحنق: مكنتش قادر أقعد في البيت، مش قادر ابص في وش مروة، حاسس أني هاخنقها، قلت لها أني عندي قضية في اسكندرية وسيبتها، لاقيت نفسي جيت هنا.
ـ وليد بلوم: وبدل بتحبها قوي كده، ضيعتها من أيدك ليه.
ـ صلاح بثورة مفاجأة: ما ضعيتش ولا عمرها هتضيع مني، نعم عمرها ما تقدر تنساني، مسألة وقت وترجع لي، بعد ما أكون حققت حلمي وهي ظروفها اتحسنت، [بهيستريا وهو يصدم رأسه بعجلة القيادة] أنا اللي غبي، غبي، مكنش لازم حكاية الإبراء دي، عمرها ما كانت مستنية مني حاجة، كنت على الأقل ردتها دلوقتي من غير ما هي نفسها تعرف، كنت رجعتها على اسمي تاني، ومكنتش عرضتها لموقف المأذون اللي مش هتسامحني عليه، [هزيا] لكن طبعا هتسامحني، أنا أعرف أخليها تسامحني، هي أصلا عمرها ما زعلت مني.
ـ وليد متأثرا بحال أخيه: أن شاء الله يا حبيبي، أن شاء الله، ربنا يهديك، ويصلح حالك، ويريح قلبك.
ـ صلاح باكيا فاجأة: قلبي مش هيرتاح الا لما أشوفها، مش هينفع النهاردة يعدي من غير ما أشوفها، بقالي تلت شهور ما شوفتهاش، كل مرة كنت باجي وأمشي، بس النهاردة لازم أشوفها.
ـ وليد بذهول: أنت وقفت تحت بيتها قبل كده.
ـ صلاح بنحيب: كذا مرة، شوفتهم كلهم ما عدا هي، حتى الزفت شهاب شكله عايش معهم في شقة مراته، وأخته كمان رجعت لحسين، شوفتهم كلهم ما عدا هي.
ـ وليد بحزن: طيب يا حبيبي لو مش عايز ترجع على بيتك، أطلع على أي فندق،مش هينفع تفضل في الشارع كده.
ـ صلاح برجاء: هاشوفها وأروح، هما شكلهم مش في البيت، وهي عمرها ما بتبات برا، أكيد هترجع، هاطمن عليها وأروح.
ـ وليد بحزن: ربنا يطمن قلبك ويصلح حالك يا حبيبي.
***************************
بوقت متأخر بالقرية السياحية
يجلس أحمد بجوار شهاب بسيارته، يطالع المقعد الخلفي بالمرآة، حيث تجلس نعم تحتضن فادي، تجوارها نغم تحتضن لولو وبينهما عدد من الأطفال والجميع نيام.
ـ شهاب بهمس: ارتحت كده.
ـ أحمد بابتسامة: جدا.
ـ شهاب ضاحكا: يا مفتري دول هلكوا، هيناموا ليومين قدام.
ـ أحمد بحب: نوم الهنا.
ـ شهاب بابتسامة: بس خف شوية أبوها مش غبي وهيلاحظ، مكنش في داعي تصمم تركب معنا.
ـ أحمد بهدوء: ما أنا قلت أن الولاد يركبوا عربيتي مع السواق، وأني عايز اكلمك في بيزنس.
ـ شهاب بسخرية: ماشي يا عم الذكي، بس ياريت تخف النظرات كمان، بابا محمود طيب بس رجل جدا، ولو حس بقلق من نحيتك، مش هتشوف خيالها تاني.
ـ أحمد بذعر: لا، لا خلاص،هاحاول اتحكم في نفسي.
ـ شهاب بمشاكسة: شاطر يا أبو نسب.
ليبتسم أحمد بسعادة وهو ينظر لها بحب، يحسد ذلك الذي يغفو بين ذراعيها، ويبتهل لله، أن يحتل مكانه هذا يوما.
***************************
بعد أسبوع بشقة المهندس صالح
ـ سوزي بانفعال: يعني بعد ما فضلت مستنياك كل ده، ومحترمة غيابك، جي تقولي كل واحد حر في اختياراته.
ـ صالح بسخرية: محترمة غيابي، احترمتي غيابي امتى، وأنت بتشتمي الحج محمود وبتقولي له أنه نصاب، ولا وأنت بتقذفي الست المحترمة وتقولي عليها شمال، [علا صوته وهو يلوح بيده بوجهها بعصبية] ولا وأنت بتجرحي في جوز بنتك وأبو ابنها وأنت بتحاسبيه على حاجة ملوش ذنب فيها، ولا وأنت بتطرديهم من الفندق وتصغري بابنك، وأنت بتطردي مراته وتمنعيها من بيتها، [معنفا بغلظة] وختمتيها بفضيحة وأنت بتخلي الأمن يمنع جوز بنتك يشوف ابنه، ده غير اللي عملتيه في بنتك وابنها يا هانم.
ـ سوزي بتلعثم مذعورة من ثورته عليها: دول ضحكوا علينا يا صالح.
ـ صالح بثورة: عارف، بس حضرتك دول مش مخطوبين فاهتفسخي الخطوبة وكل واحد يروح لحاله، دول أهل أحفادك يا مدام.
ـ سوزي بقهر: بس الناس...
ـ صالح بعصبية:الناس، تفتكري يا سوزي لو اهتميت بكلام الناس زمان كنتي بقيتي مراتي.
ـ سوزي بصدمة: أنت بتعايرني يا صالح.
ـ صالح بجمود: لا بافكرك يا سوزي، بافكرك بحب عمري، سوزان بنت عم صابر اللي الكل كانوا مستغربين تصميمي على الجواز منها، [بحنان] بس أنا كنت شايف فيها اللي محدش شايفه غيري، تفوقها واصرارها وعزة نفسها رغم ظروف أهلها الصعبة، وعمري ما ندمت على اختياري.
ـ سوزي بانكسار: بس واضح أنك ندمت دلوقتي.
ـ صالح بحب: عمري، ولو العمر اتعاد، هاختارك تاني، الحاجة الوحيدة اللي هاغيرها أني مكنتش هاسمح للي اسمها هايا دي تدخل حياتك وتسيطر عليكي.
ـ سوزي باستنكار: محدش مسيطر علي.
ـ صالح بضيق: لا يا سوزي، ومش من دلوقتي، من وقت ما عرفتيها،اهتمامتك اتغيرت وبقيتي مظهرية ، أنا وقتها مرضيتش اعترض، عشان كنت عارف أنك زهقانة من الوحدة، وأني مقصر معكي، وغرقان في الشغل، ودي اخرة معرفتك بواحدة زي دي.
ـ سوزي بحنق: وهي معرفتي بهايا هي اللي خليتهم يستغفلونا، ولا كتر خيرها أنها كشفت لنا حقيقتهم.
ـ صالح لائما: هي اللي خليتك تضربي بنتك في وسط الناس، خليتك تخوفي حفيدك وتكرهيه في أمه، متخيلة لو عملتي اللي عملتيه ده في المانيا كانوا اتعاملوا معكي ازاي.
ـ سوزي بحنق: احنا مش في المانيا يا صالح.
ـ صالح بتهكم: أيوه عشان كده كنت بتحترمي ولادك هناك وبتهنييهم هنا، كنت مرحبة بجواز ابنك من كريستين الامريكية اللي لا نعرف أصلها ولا فصلها، بس نهد الدنيا لو اتجوز بنت اصول بس مش بنت عيلة.
ـ سوزي بضيق:أنا مش متخيلة أنت متقبل اللي حصل بسهولة كده أزاي.
ـ صالح بصدق: مش متقبله، بس باحترم اختيار اولادي زي ما أهلي احترموا اختياري، ولا عايزني اخسر ولادي عشان الناس زي ما حضرتك عملتي.
ـ سوزي بضيق: ولادك هما اللي باعوني.
ـ صالح بحنان وهو يقف بمواجهتها: زمان ضغطتي على شهاب علشان يتجوز ميرا و ترضي صاحبتك، رغم أنك عارفة أنها لا أخلاقه ولاتناسبه، ومتتقارنش بنغم من أصله،[رافعا وجهها لتتواجه اعينهما] ودلوقتي بهدلتي بنتك عشان محرجة منها ومن صحابتها رغم أن ضفر حسين برقبة خطيب بنتها اللي مش ملاحقين على فضايحه، يبقى هما اللي باعوكي ولا أنت اللي فضلتي صاحبتك عليهم.
ـ سوزي بنحيب: يعني أنا اللي طلعت غلطانة.
ـ صالح برفق: طول عمرك حقانية يا قلبي، أسألي نفسك نغم أو حسين من يوم ما تجوزوا ولادك عمر حد فيهم ضايقك ولا ضايقهم،[بلوم] بالعكس طول الوقت ضاغطة على نغم عشان تسيطري على شهاب، و ضاغطة على حسين عشان تستأسري بماهي، ومع ذلك عمر ما حد فيهم داس لك على طرف، حتى بعد ما غلطي فيهم.
ـ سوزي بعتاب: ياااه ده أنا وحشة قوي.
***************************
ياترى أحمد هيوصل لقلب نعم فعلا، وسوزي هتصر على موقفه ولا هترجع للحق.
***************************
مع تحياتي
منى الفولي