اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الثامنة
خرج مسرعا، يكاد ينفجر غضبا، فرؤيته لشهاب وحدها وهو يستقل السيارة، كفيلة بإثارة شياطينه، ليس طمعا بالسيارة، فهو حتما كان سيعيدها بنفسه، ولكن ذلك التصرف يدل بأن شهاب قد أصبح طرفا بعلاقته بنعم، وذلك يغضبه، يغضبه بشدة.
***************************
بشقة محمود
فتح محمود الباب، ليجد شهاب يضع بيده مفتاحا ما، وهو يسأله عن حال نعم، الذي لا يدري عنه هو شيئ، فهي لم تتفوه بحرف منذ عادت معه هو ونغم، بينما نغم تشارك شقيقتها البكاء وردودها مقتضبة و غامضة.
ـ شهاب باهتمام: نعم عاملة أيه دلوقتي يا عمي.
ـ محمود بانفعال: زي ما سلمتهاني وجريت، ممكن أعرف في أيه، مراتك مش عايزة تريحني وتقولي اللي حصل، ونعم منهارة بالكامل، وأنا اتصلت بدكتور ولسه ما جاش، ممكن بقى أفهم بنتي مالها، ومسافرتش لجوزها ليه.
ـ شهاب بحزن: صلاح طلق نعم.
خرجت نورا بتلك اللحظة من غرفة نعم، ظنا منها بأن القادم هو الطبيب، لتفاجأ بما قاله شهاب، فتسرع بغلق باب غرفة نعم، حتى لا تستيقظ نعم التي نامت لتوها بعدما أجهادها البكاء.
ـ نور بصدمة: أيه!
ـ شهاب بحزن: هو ده اللي حصل.
ـ محمود بانفعال: ليه هو مش طلب منها تروح له، وهي سمعت كلامه، واحنا ما اعترضناش، مع أني كنت فاهم كويس أنه مفيش قضايا، وأنه عايز يبعد عننا، بس قلت مراته وحقه تكون معه، يبقى يطلقها ليه.
ـ شهاب بتوتر: هو فعلا كان ده اللي بيخطط له، بس مكنش مكتفي بنعم، ولما أنا وقفت له فيها باعها، زي ما توقعت.
ـ محمود بحيرة: مش فاهم.
قص عليهما شهاب زيارة نعم لشقته، واعتراضه هو على أن يستفيد صلاح بأموال محمود طالما يرفضه هو شخصيا، واقتناع نعم برأيه وذهابها خاوية لصلاح، وما حدث بعد ذلك، وختم كلامه بفعلته الأخيرة بشأن سيارة نعم، ليفاجأ بمهاجمة نورا له وثورتها عليه.
ـ نورا بغضب: وأنت مالك أنت، هي كانت فلوسك ولا فلوسنا، ما نديهاله، ولا نرميها في البحر، أنت بتتصرف من دماغك ليه.
ـ محمود مهدئا: أهدي يا نورا مش كده.
ـ شهاب بذهول:آآآآآآآآآنا.
ـ نورا بثورة عارمة: أنت أيه، أنت خربتها وقعدت على تلها، مش كفاية أنك خربت عليها، كمان رحت جيبت العربية، وأكيد هو هيفتكر أنها هي اللي بعتتك، وبقى صعب يتصافوا.
خرجا حسين و نغم من غرفة نعم مفزوعان على صياح نورا، لتغلق نغم الباب خلفهما خوفا من ايقاظ شقيقتها.
ـ نغم بفزع: في أيه تاني، مالك يا ماما.
ـ نورا بثورة: في أن الدم بقى مايه، أنك سمعتي كلام جوزك حتى لو هيضيع أختك.
ـ حسين برجاء: صحتك يا ماما، أكيد في حاجة غلط، شهاب..
ـ قطعته نورا باندفاع: طبعا ما أنت كمان مصلحتك معه، عشان يحنن قلب مراتك، وتلاقيك أنت كمان كنت عارف وبعت أختك زيها.
ـ محمود باستنكار: بس يا نورا، أهدي، أنت جرى لك أيه.
أندفع شهاب خارجا من الشقة دون أن يجيب نداء نغم له، ليرتفع نحييبها وهي لا تصدق تصرفات والدتها، بينما تعتلي الصدمة ملامح حسين، ومحمود متسمرا يرى كل ما بناه ينهار أمام عينيه، ليقطع لحظتهم تلك جرس الباب يعلن عن قدوم الطبيب هذه المرة.
......................
خرجت نورا من غرفة نعم بصحبة الطبيب، تستمع لتعليماته
ـ الطبيب: ياريت نبعدها عن أي ضغط عصبي، وتستمر على الدوا ده لمدة أسبوع، وتتغذى كويس، وأشوفها بعد أسبوع.
ـ محمود بلهفة: يعني هي كويسة يا دكتور.
ـ الطبيب بابتسامة:هي الحمد لله كويسة هي بس محتاجة هدوء وراحة زي ما فهمت المدام.
ـ محمود بامتنان: الحمد لله، شكرا لتعبك يا دكتور.
ـ الطبيب بابتسامة: لا شكر على واجب، عن أذنكم.
انصرف بهدوء ليترك وراءه صمت عاصف، نغم تنظر لأمها لائمة ثم تندفع لغرفتها، بينما حسين ينظر للأرض بحزن، يتهرب من أن تتلاقى عينيه بأحدهما.
ـ حسين بخفوت: عن أذنكم.
وذهب بدوره لغرفته، مختفيا بداخلها، ووقف محمود بمواجهة نورا ينظر لها بعتاب بينما هي تتهرب من عينيه، تجد نفسها غير قادرة على مواجهته، فلا تجد حلا سوى أن تفر لغرفة نعمات المغلقة منذ وفاتها، لتبتعد عن محمود لأول مرة منذ زواجهما.
***************************
بأحد المطاعم الراقية
ـ مروة بسعادة: يعني هي دلوقتي مصرة على الطلاق.
ـ صلاح بحزن: مش بالزبط، هي مصرة أني ما اتجوزش عليها.
ـ مروة باستنكار: أيه الأنانية دي.
ـ صلاح بحدة: مروة.
ـ مروة باستنكار: أيه يا صلاح، هو الحق بيزعل؟، مش كفاية أنك استحملت خمس سنين بحالهم من غير أطفال، كمان ليها عين تتشرط، كده أنت عداك العيب ومن حقك تطلقها وتعيش حياتك.
ـ صلاح بمرارة: طلاقي أنا ونعم مش حاجة سهلة.
ـ مروة بضيق: ليه بقى؟
ـ صلاح بحزن: صعب، صعب قوي [استدرك بخبث] أنا كده تقريبا هابدأ من الصفر.
ـ مروة باستنكار: ليه يعني، دي تعتبر هي اللي طالبة الطلاق، ده غير أن السبب منها، والمفروض ملهاش أي حقوق.
ـ صلاح بغموض: قانونا ممكن، لكن فعليا لا.
ـ مروة بحيرة: مش فاهمة!
ـ صلاح بخبث: وقت ما جيت اتجوز نعم، طبعا كان معايا ورثي من والدي، هو ماكنش مبلغ كبير، بس كان كفاية أني ألاقي شقة صغيرة، وقتها والدها قالي أني اللي هادفعه في شقة صغيرة وبعيدة، أوضب بيه شقتها أحسن، وفعلا وضبنا الشقة وفرشنها على أعلى مستوى.
ـ مروة باستنكار: يعني أنت حطيت كل اللي حليتك في شقتها اللي في عمارة باباها، أنت عمرك ما كنت ساذج كده [بشك] وبعدين ورث أيه مش هو كتب كل حاجة بإسم مراته.
ـ صلاح بضيق: أيوه ما هو ده مربط الفرس، فاكرة لما عرفتي الموضوع ده، وقتها ابدتيتي تبعدي عني صحيح احنا مكنش في حاجة رسمي، بس علاقتنا كانت واضحة، وأنا مضحكتيش عليكي أنا فعلا كان بيني وبين مرات ابويا مشاكل على الورث، وما كنتش عارف أخد معها حق ولا باطل، وفي نفس الوقت ظهرت نعم، بنت متفوقة ونشيطة ومحترمة، وعرفت أن والدها له معارف ليهم تأثير على مرات أبويا، وهو ساعدني أرجع جزء كبير من حقي عن طريق معارفه دول، وكان طبيعي أني اشتري اللي اشتراني، ولما فكرت فيها اعتبرتي أنها رسمت علي، أو أني لعبت بيكي، وجيتي تقولي ليه، دلوقتي بقى معك فلوس تتجوز، لكن الحقيقة أن أنت اللي بيعتيني واتخليتي عني، وعشان كده عايز نبقى على نور من الأول، أنا كل فلوسي راحت على الجوازة دي حتى لما فكرت أشتري عربية، عمي اقنعني أعمل بالفلوس عملية حقن مجهري ونكتفي بعربيتها، اللي برضه بأسمها، وكل مرتبي كان ضايع على البيت والعلاج، يعني من الأخر رجعت زي الأول، وزي ما أنت عارفة، أنا قاعد في الفندق، ولسه مش عارف هارجع لها، ولا هاطلقها، ولو طلقتها هاعيش فين وأزاي.
توترت مروة قد فاجأتها ظروفه المادية، أثر فيها حديثه عن تخليها عنه بالماضي، نعم هي تعرف أنها ابتعدت لتقييم الموقف وقتها واستجابة لإلحاح والدتها، وقبل أن تحسم أمرها هالها سرعة نسيانه لها وارتباطه بنعم، ، وها هي وحيدة على اعتاب الاربعين ، لذا قررت التمسك به هذه المرة، فهو فرصة مناسبة لتكوين أسرة وانجاب الابناء، وخاصة أنها لديها مكان مجاني لا تفكر بتركه، وراتبهما معا مع دخل بعض الدروس سيأمن لهم دخل محترم لحياة كريمة.
ـ مروة بدلال: زمان مكنش حكمي بإيدي، الكلمة كانت لماما وأخويا، ولو علي عمري ما كنت بعدت عنك.
ـ صلاح بابتسامة: ودلوقتي؟
ـ مروة بدلال: دلوقتي معنديش استعداد أضيع دقيقة كمان بعيد عنك.
ـ صلاح بشك: حتى وأنا معنديش حاجة أقدمها لك، وهنسكن ايجار جديد.
ـ مروة بابتسامة: كفاية أنك هتكون معي، وبعدين ايجار جديد أيه وشقتي موجودة.
ـ صلاح برفض مفتعل: لا طبعا، أنا كنت عايش في شقة نعم، عشان كنت حاطط كل فلوسي فيها، لكن شقتك دي بتاعة أهلك، وممكن أخوكي يرجع في أي وقت.
ـ مروة بابتسامة: أخويا مين بس اللي هيرجع ياصلاح، هو خلاص أخد الجنسية، واستقر في حياته.
ـ صلاح بتردد مفتعل: مش عارف، بجد مش أخد قرار في حاجة، الأحسن اصبر وأحاول تاني مع نعم يمكن توافق أني اتجوز.
ـ مروة بسرعة: لا طبعا، هي لو بتحبك كانت هي اللي طلبت منك تتجوز، هي هتفضل تضيع عمرك سنة ورا سنة، لحد ما تكبر وتبقى حياتك معها أمر واقع، أنت المفروض ما تضيعش دقيقة واحدة.
ـ صلاح بخبث: يعني أنت موافقة نخرج من هنا على المأذون.
ـ مروة بصدمة: أيه! لا طبعا الناس هتقول علي أيه.
ـ صلاح بحدة: كنت عارف، كنت متأكد أنك هتتخلي عني زي المرة اللي فاتت بالظبط، زمان اتحججتي بوالدتك وأخوكي، ودلوقتي الناس وكلامهم.
ـ مروة بسرعة: لا والله مش بتحجج، بس كل حاجة ولها أصول.
ـ صلاح بثورة: عندك حق، والأصول برضه أني ما بعش حد شاريني، أنا هاخرج من هنا على الأوتيل أخد شنطتي وأرجع بيتي، وهاحول اتفهم مع نعم، واشوف ناوية على أيه، نشوف بقى بنت غلبانة اتجوزها في السر ونديها قرشين، ولا نتبنى طفل، أو حتى أرضى بنصيبي، وكفاية قوي أنها بايعة الدنيا وشرياني، عن أذنك.
ـ مروة برجاء: استنى بس يا صلاح نتكلم ونتفاهم.
ـ صلاح بضغط: لا معلش وقت الكلام خلص خلاص، اللي عايز بيعمل، ونعم عملت عشاني كتير.
ـ مروة باندفاع خوفا من ضياع صلاح منها ثانية: خلاص أنا موافقة.
ـ صلاح بتشكك: بجد يا مروة.
ـ مروة بتوتر: أيوه موافقة، مع أني عارفة أيه اللي ممكن يتقال علي بعد جوازة بالسرعة والطريقة دي، بس عشان تعرف أن ممكن أعمل أيه وأضحي به عشانك.
ـ صلاح بنعومة: وتفتكري أنت ممكن تشتريني كده، وأنا أسيب حد يتكلم عليكي نص كلمة، احنا نكتب كتبنا بس عشان محتاج محسش أني لوحدي، وهنفضل كل واحد في مكانه، ونعرف الناس أننا اتخطبنا، شهر ولا شهرين لحد ما انهي مشاكلي ونظبط ظروفنا، وبعدين نتجوز قدام الناس كلها بالطريقة اللي تليق بيكي.
ـ مروة بحذر: ونعم.
ـ صلاح بلسان اثقله الحزن: نعم طالق يا مروة.
امتدت يدها تضغط على يده بمؤزارة، وهي تبتسم بسعادة تجاهد لإخفاءها، بينما هو يبتسم لها بمرارة لم يستطع إخفاءها.
***************************
بأحد النوادي الراقية
تجلس ماهي بصحبة والدتها وأصدقاءها، يظهر على ملامحها الامتعاض وعدم الارتياح.
ـ إحدى السيدات بتعالي: مش ممكن، بنت وقحة ولا تطاق، أنا من الأول كنت عارفة أنها مش من مستوانا، لكن هو اللي أصر وقتها، ودلوقتي بيعاني.
ـ سيدة اثنين بسخرية: تخيلي يا سوزي، دي بتغير من تاليا بنتي، عشان متعودين على بعض.
ـ السيدة الأولى بتهكم: وهي بتغير من تاليا بس، دي انسانة مريضة معندهاش ثقة في نفسها، وكل شوية بيخوني بيخوني، ماهي لو كانت عارفة تملا حياته، مكنش دور عند غيرها على اللي نقصه.
ـ السيدة الثانية بضيق: مش كفاية أنه في الأخر بيرجع لها، تحمد ربنا أن كلها نزوات، مرحش اتجوز عليها ولا حاجة.
ـ ماهي بضيق: عن أذنكم هاروح أشوف مودي.
ـ سوزي بحدة: في أيه يا ماهي، اصريتي تجبيه معنا وقلت مش مشكلة، لكن دي تالت مرة تروحي، ده في الكيدز كورنر مع الناني، هو مش في الشارع.
ـ ماهي بحرج: أنا بس هطمن عليه، أحسن يكون بيعيط.
ـ سيدة ثالثة بسخرية: يعني هي الناني مش تعرف تسكته.
ـ السيدة الأولى بتطفل: هو أنت لسه على خلاف مع باباه، هو أنت اللي سايبة البيت، ولا هو اللي مشاكي، أكيد هو بما أنك رافضة تقولي السبب.
ـ سوزي بحنق: لا طبعا هي اللي سيباه ومصممة على الإنفصال، وأنا قولت لك أنه مكنش مناسب من الأول، وهي فاقت وهتصلح غلطها، احنا بس مستنين صالح يرجع من المانيا عشان عنده مشكلة هناك.
ـ السيدة الأولى بشماتة: مش ده اللي رفضتي مازن ابني أنا عشانه.
ـ سوزي بعتاب: مفيش داعي للكلام ده.
ـ ماهي بحزن وانكسار: عن أذنكم.
***************************
شقة محمود
بغرفة نعم
تكومت على فراشها بوضع الجنين، وقد شحب وجها وتورمت عيناها من كثرة البكاء والسهر، فمنذ ذلك اليوم المشئوم لم تتفوه سوى بكلمات معدودة منذ عودتها بعد تطليقه لها، تتناول بعض اللقيمات تحت ضغط أمها أو نغم، بينما لا يتوقف عقلها عن استرجاع كل ذكرياتهما معا، لا تصدق بأنه قد يتخلى عنها بهذه السهولة بعد ما عاشاه معا، تتنظر اتصاله بكل لحظة، ليعتذر ويخبرها بتهوره ويطلب منها الصفح والغفران.
................
بغرفة حسين
يجلس متكئا على الاريكة يحتضن ملابس طفله المشبعة برائحته، بينما يتفحص صور زفافه على محبوبته، يقتله الشوق لرؤيتهما، ولا يجرؤ على التواصل معها والمواجهة، لو كان أغضبها لذهب واسترضاها، ولو أسأ عشرتها لقبل رأسها ووعدها بحسن المعاملة، ولكن ما حدث وفرق بينهما، لا ذنب له فيه ولا قدرة لديه على تغييره، يتألم لبعدها، كما يتألم من موقفها، يعلم أن ما اكتشفته ليس بالهين، ولكنه أيضا لا ذنب له فيه، أفلا يشفع له ذلك لديها، ألا يشفع له حبه الكبير لها ولأبنه، وتفانيه من أجل أسعادهما، أتحاسبه على ما لم يفعل، وتنكر عليه ما فعل، يعلم بضعف شخصيتها أمام رغبات أمها، وحاول كثيرا مساعدتها على التغلب على تلك النقطة، وكاد أن ينجح، أو ظن ذلك، ليكتشف فشله الذريع في أول مواجهة حقيقية.
.................
بغرفة نغم
تستلقي على سريرها، تضع على قدميها حاسوبها الشخصي، تجري من خلاله مهاتفة مرئية مع زوجها الحبيب، ودموعها تنهمر على وجنتيها بحزن.
ـ شهاب بحنان: بتعيطي ليه بس يا قلبي قلت لك والله مش زعلان.
ـ نغم ببكاء: اه، عشان كده سبتني وسافرت، من غير ما تقولي، وكمان بتكلمني كل فين وفين.
ـ شهاب بعتاب: أنا عمري ما اسيبك يا عمري، حبيبتي والله أنا ما زعلت من ماما نورا، أنا مقدر الضغط اللي هي فيه، بس وجودي قدامها والمجادلة وقتها، كان هيزود المشكلة مش هينهيها، عشان كده فضلت أني امشي.
ـ نغم بعتاب: تمشي مش تسافر، وكمان بتكلمني مرة واحدة في اليوم.
ـ شهاب بحب: أنا فعلا كان لازم أسافر من فترة، عشان أتابع الموقع هنا، بس كنت مأجل السفرية دي عشان عيد ميلاد لولو، وبعد اللي حصل في عيد الميلاد، اضطريت أجل تاني، لغاية ما المشكلة تنتهي.
ـ نغم ببكاء: وهي كانت انتهت يا شهاب.
ـ شهاب بحب: لا منتهتش يا نغم، بس بعد اللي حصل بيني وبين ماما نورا، مكنش ينفع اقعد في شقتك، ومرضيتش أرجع شقتنا ماما تحس أن في خلاف مابينا، وكنت عارف أني لو نزلت في فندق هتيجي معايا، ومكنش طبعا ينفع تسيبيهم في الظروف دي، فقولت فرصة أخلص شغلي، وفي الوقت نفسه ماما تعرف أنها غلطت وأن مفيش حاجة عندك أهم منهم، عشان كده مكنتش باتصال كتير، عشان ما اشغلكيش عنهم.
ـ نغم بحب وامتنان: ياااا، بجد يا بختي بيك، ربنا ما يحرمني منك، [بحزن] بس للأسف تعبك راح على الفاضي.
ـ شهاب بقلق: ليه بس يا حبيبتي.
ـ نغم بحزن: البيت اتغير خالص يا شهاب، اتفرقنا واحنا مع بعض، كل واحد حابس نفسه في أوضته، وحسين تقريبا ما بيتكلمش مع أي حد، حتى ماما سابت أوضتها وقعدت لوحدها في أوضة تيتا الله يرحمها، حتى نعم كل واحد فينا بيحاول يروح لها لوحده، وبنحاول أنها ما تحسش بالتوتر اللي في البيت.
ـ شهاب برفق: فترة وهتعدي يا حبيبتي، ماما نورا مفيش احن منها، واللي بينها وبين حسين أكبر من أي كلام في ساعة غضب، ونعم بكرة تعدي الأزمة وتشوفه على حقيقته.
ـ نغم برجاء: يا ريت يا شهاب، أنا بجد مش قادرة استحمل اللي بيحصل ده، خصوصا وانت بعيد عني.
ـ شهاب بحب: أنا جنبك يا حبيبتي، وأول ما تحتاجيني هتلاقيني جنبك، امال فين لولو.
ـ نعم وهي توجه كاميرا الحاسوب باتجاه طفلتها النائمة: نايمة جنبي أهي.
ـ شهاب مشاكسا محاولا أخراجها من احزانها: ياسلام، وهي من امتى بتنام دلوقتي، ولا عشان أنا مش موجود، مش قلت لك قبل كده البنت دي مستقاصدني.
ـ نغم بحب وقد فطنت لمحاولته لإضحاكها: ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبي.
ـ شهاب بحب: ولا يحرمني منكم يا نور عيني.
......................
بغرفة نعمات
تجلس نورا بحزن، تلوم نفسها على ما وصلت له أسرتها، فهي تحمل نفسها مسئولية كل ما حدث، بداية من فكرة الهروب من الماضي، الذي كان فكرتها من الأساس، وانتهاءا بالفضيحة المدوية التي احدثتها هيام لكرهها لها، لتكن المسئولة عن دمار حياة بكريتها، الذي رفض زوجها أما ملوثة كما أوضحت لهجته المتهكمة التي تراجع عنها خوفا من صرامة زوجها، ولعلها اكتفت بذلك، بل اضافت لرصيد أخطاءها خطأ أخر أن لم يكن جريمة، فقد أفسدت حياة صغيرتها مع زوجها الحنون المتفاني، لا تعلم لم حدثته بتلك الطريقة وكيف تصب عليه جم غضبها رغم تفهمه لوضعهم الشائن، وبل ازداد تماديها حتى أسأت لذلك المسكين الذي يعد أكثر المتضررين لما هم فيه، حيث خسر هويته وزوجته وابنه وحياته بالكامل، ولكنها لم ترحمه هي وتتهمه باطلا وهي تعلم أنه أبعد ما يكون عن أتهامها له، فلطالما اهتم بابنتيها ولو على حسابه نفسه.
***************************
ياترى رأيكم أيه في تصرف نورا وممكن تكون معذورة فعلا ولا رجعت لجنان زمان
***************************
مع تحياتي
منى الفولي