الحلقة السابعة عشر ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

4.8K 171 9
                                    

لا تسبوا الدهر
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة السابعة عشر
بشقة نغم
ـ نعم بضيق: طيب متخليكي النهاردة وبكرة ويوم الجمعة أخرجي من المطعم على بيتك.
ـ نغم بصدق: مش عايزة عمي صالح يضايق مني، هو ما اعترضش لما فضلت هنا لغاية رجوع حسين وماهي، مش عايزه يتخيل أني باعند أو باحاول اتحكم بشهاب، وأبعده عنهم.
ـ نعم بمشاكسة: لا طبعا ده احنا مصدقنا ان نازك السلحدار رضيت عنك.
ـ نغم بمرح: ربنا يهديها، طب تعرفي أنها طلعت طيبة قوي، بس معرفش ليه ساعات بتبقي منفوخة وطالعة فيها.
ـ نعم بسعادة: برضه حسين مش مصدق، بيقول أنها كانت بتتصل كل يوم تتطمن عليهم، وأنها كانت مختارة لهم بروجرم وهم للرحلة.
ـ نغم بسعادة: شوفتي كانوا راجعين وكانهم عرسان بجد.
ـ نعم بحزن: ربنا يسعدهم، حسين غلبان وانكسر الفترة اللي فاتت جامد قوي، وربنا حب يريحه ويجبره، عشان يقدر يكمل حياته.
ـ نغم بتردد: وأنت يا نعم، مش ناوية تنسي، و تكملي حياتك أنت كمان.
ـ نعم بانكسار: أن شاء الله، عارفة أنا كنت لسه بافكر في ده من ساعة رجوع حسين وماهي.
ـ نغم بحيرة: مش فاهمة.
ـ نعم بخجل: والله انا عمري ما حقدت على حد ولا بصيت على حاجة في أيد غيري.
ـ نغم بثقة: طبعا يا حبيبتي، ده أنت الطيبة كلها يا نعم، بس طبيعي أننا نتمنى النعمة، المهم ما نتمناش زوالها من غيرنا.
ـ نعم بانكسار: لا والله أن بدعيله من قلبي ربنا يسعده، بس بسأل نفسي ليه حب صلاح مخلهوش يرجع لي، ،[تمسح دمها فرت من أسر جفونها] زي ما حب ماهي رجعها وأجبر سوزي تراضيه عشان ما تخسرش بنتها، ليه سابني مع أن موقف حسين أسوء من موقفي بكتير.
ـ نغم بتأثر: يبقى ماحبكيش يا نعم.
ـ نعم بثقة: لا حبني، الست مش ممكن ما تحسش بده، بس هو حبه مكنش كفاية، عشان يضحي عشاني، حبه لنفسه كان أقوى، [بسخرية] أنت عارفة أنه حاليا بيعمل مكتب استشارات قانونية مع مروة.
ـ نغم بصدمة: أنت متابعة أخباره.
ـ نعم بصدق: والله أبدا، دول زمايلي اللي كل شوية حد منهم يتصل يطمن، واحيانا يجيبوا سيرته.
ـ نغم بقلق: وده اللي مزعلك.
ـ نعم بالعكس: الغريب أنه ما بقاش فارق معي زي ما كنت متخيلة، أنا زعلانة على نفسي، هو ابتدى حياة جديدة، بيحاول يحقق فيها كل أحلامه، وأنا وقفت حياتي عليه، سيبت شغلي وأهملت رسالتي، ولولا الدار وقضايا بيت الضيافة، كان زماني لسه دافنة نفسي في أوضتي.
ـ نغم بحماس:هو ده بقى الكلام الصح، يبقى نرجع نشوف مستقبلنا، ونكمل حياتنا.
ـ نعم بهدوء: هو ده اللي بافكر فيه فعلا، وخاصة وأن كلها أسبوع والدراسة ترجع، وأنا بجد تعبتوكوا معايا، عشان تقدروا تاخدوا لي كل الاجازات دي.
ـ نغم بسعادة: أنت تؤمر يا قمر، المهم ترجعي نعم اللي الابتسامة مكنتش بتفارق وشها.
ـ نعم بحب: ربنا يخليكي لي، وما يحرمنيش منك يا قلبي.
***************************
بعد عدة أيام بقاعةة الأساتذة بكلية الحقوق
ـ نعم بهدوء: السلام عليكم.
ارتفعت عدة أصوات بحماس وقام بعد الأشخاص بالاتفاف حولها، لترتفع الأصوات المتداخلة مرحبة بعودتها: أهلا يا أستاذة، أزيك يا قمر كده تغيبي كل ده، أزي صحتك دلوقتي يا أستاذة، نعم أنت خسيتي قوي وشكلك لسه تعبان، بجد الدنيا نورت.
حيت الجميع بابتسامة رقيقة وردت على ترحيبهم بجمل مجاملة، وجلست بانتظار محاضراتها الأولى متصفحة أحد الكتب، بعد مرور بضعة دقائق، دلف صلاح بصحبة مروة وهما يتضاحكان، ليصدما برؤيتها، تجاوزت مروة صدمتها بسرعة، لتأكلها نيران الغيرة وهي تنظر اليه وقد تشبثت عينيه بها تبثها شوقه، وتلتهمها التهاما، وكأنه يعوض الفترة التي حرم من رؤيتها.
ـ مروة بحقد تحاول مداراته: أزيك يا نعم حمد لله على السلامة.
ـ نعم بهدوء: ازيك يا دكتورة مروة، الله يسلم حضرتك.
ـ صلاح بصوت متهدج من الشوق والانفعال: أزيك يا نعم.
ـ نعم بهدوء: الحمد لله بخير.
ـ صلاح برقة دون أن ينتبه لتلك التي تكاد تصعقه بنظراتها: يارب دايما، الجامعة نورت.
ـ مروة بحدة: ومالك خاسة قوي كده ودبلانة، أت تعبتي قوي كده.
ـ نعم بابتسامة: فعلا تعبت جدا، أنا اساسا أخدت الاجازة باحاول انجز في الرسالة، عشان كده اجهدت نفسي جامد.
ـ مروة بسخرية: بجد، ما كنتش أعرف، شدي حيلك بقى وأهو تلاقي حاجة تشغلي نفسك بدل الفضا، وكمان بعد ما تخديها ممكن تشتغلي عندنا، أصل احنا هنفتح مكتب كبير، يليق باسم دكتور صلاح وولادنا من بعده بإذن الله.
انتفض صلاح من هيامه فزعا كمن لدغه عقرب، ينظر بأعين نعم مذعورا خائفا من رد فعلها، ليجد بأعينها نظرات محتقرة أدمت قلبه، فنظر لمروة بقهر، متجنبا النظر لنعم، ساحبا يد مروة بغيظ متجها لطرف قصي بالغرفة.
ـ صلاح هامسا بغضب: أيه اللي هببتيه ده.
ـ مروة بلامبالاة: فيه أيه، أنا عملت لها حاجة.
ـ صلاح بحدة: يا سلام، وشغل الحريم ده، و ولادنا اللي بقم محامين فجأة، [بسخرية] مش لما تجبيهم الأول.
ـ مروة بقهر: هيجوا يا صلاح، وهتشوف، وأجل بقى موضوع البنك وفك الوديعة.
ـ صلاح بضيق: هو أيه ده، أيه العلاقة.
ـ مروة بغيظ: أما أشوف بقى مش يمكن احتاج عملية، واحتاج الفلوس.
ـ صلاح بمهادنة: بقى كده يا مروة بتمسكيني من أيدي اللي بتوجعني، بعد ما أجرت الشقة وبقيت لا طايل سما ولا أرض.
ـ مروة بلوم: مش أنت بتتريق علي، وبتقولي، لما تجبيهم الأول، يبقى بدل ما تجريني ورا حلمك، أجري أنا ورا حلمي [باصرار وتحدي] وهاوصله.
ـ صلاح بنعومة رغم احتراقه الداخلي: كده يا حبيبتي، لما أمنعك انك تقفي تعايريها، عشان ربنا يكرمنا ويعوض علينا بسرعة، أبقى برضه بتريق عليكي.
ـ مروة معاتبة بدلال: تقوم تجرني كده قدامها وتخلي منظري وحش.
ـ صلاح بصوت مختنق ودموع تجاهد للظهور وهو يراقب نظرات نعم المزدرية: مش أحسن ما استنى لما حد يشوف الدكتورة، وهي واقفة شمتانة وبتلقح بالكلام وتقلي من نفسك، ويبقى منظرك وحش، قدام الكل.
انسحب سريعا من أمامها، متظاهرا بالألم من أسلوبها، يخشى أن تفضحه عبراته، أوأن يفقد تماسكه فيجثو تحت اقدام محبوبته يتوسل غفرانها.
بينما نعم تراقب هدوء ثورته، وخضوعه الظاهر لمروة ومحاولة استرضاءها الواضحة، برغم عدم سماعها للحوار الدائر بينهما، لتتذكر معاملته لها ومحاولتها الدائمة لإرضائه، لتتسائل هل هذا هو الرجل الذي عاشرته، وهل عرفته يوما حقا.
***************************
دار الرعاية باليوم التالي
ـ نعم بابتسامة: السلام عليكم.
ـ أحمد وهو ينتفض بلهفة: وعليكم السلام، مجتيش امبارح ليه يا نعم.
ـ نعم بخجل من لهفته ورفعه للالقاب: أسفة يا أستاذ أحمد، بس امبارح كان أول يوم دراسة، وأنا رجعت للكلية.
توتر أحمد وهي يتخيل لقاءها بصلاح، وتأثيره عليها، ولكن حضورها اليوم، ومظرها الهادئ، طمئن قلبه بعض الشئ وأن لم ينهي قلقه تماما.
ـ أحمد بتوتر: وعملتي أيه، [متلعثما] يعني كان يوم مجهد، ولا انبسطتي عشان قابلتي الطلبة بتوعك وزمايلك، طبعا زمايلك كلهم انبسطوا برجعوك يا نعم، صح.
ـ نعم وقد زاد توترها وخجلها من أسلوبه ورفعه للالقاب مرة ثانية: الحمد لله [مشددة] يا أستاذ أحمد، الحمد لله كله تمام.
ـ أحمد وقد انتبه لخطأه: طيب الحمد لله يا دكتورة، [بحزن] بس طبعا كده مش هينفع تيجي غير يوم الجمعة مع الأسرة.
ـ نعم باضطراب من حزنه وبدون تفكير: لا هاجي كل ما أقدر، [بحرج] يعني هاشوف فادي ولو في حالات من بيت الضيافة.
ـ أحمد نظرا لها بوله: يبقى أنا هلف كل يوم على المحاكم الم في قضايا أحوال شخصية.
ابتسمت نعم بتوتر، وهي تتعجب من طريقته تلك، وعجبها الأكبر كان من نفسها ووقع حديثه عليها.
***************************
بشقة مروة بعد مرورشهرين
ـ مروة باستنكار: لا ماهو مش سمك في مايه، أنا سمعت كلامك والوديعة اللي بتنفك مش بجددها وهم كلهم اتفكوا ومرمين في البنك من غير ما يطلعوا مليم، بس تقولي اسحبهم من غير ما ابقى دارسة المشروع كويس، يبقى سوري.
ـ صلاح بانفعال: عايزة تتدرسي المشروع دلوقتي يا مروة، بعد ما خلصت كل الفلوس اللي بعتها وليد على الشقة.
ـ مروة بلامبالاة: قلت لك من الأول مش مهم الشقة دي، قعدت تقولي الشقة لقطة وهتطير، وفرصة ومش هلاقي زيها.
ـ صلاح بقهر: طيب والحل.
ـ مروة ببساطة: ممكن تتصل بأخوك يزود لك الفلوس شوية بدل واثق في مشروعك قوي كده.
ـ صلاح بحدة: بقولك مش عارف يكمل الفلوس اللي اتفقنا عليها، تقولي لي أقوله زود.
ـ مروة بضيق: خلاص يبقى تتنازل شوية عن أحلامك، أديك جيبت الشقة اللي عايزها مش ضروري بقى الخطوط الصوتية الساخنة، واعلانات التليفزيون والجرايد، وأسطول المحامين، وأبدأ مكتب محاماة عادي.
ـ صلاح ملوحا بيده بثورة: دلوقتي بتقولي كده، وأنا من قبل ما أشتري الشقة منبه عليكي، أني هاحط نصيبي في الشقة وتوضيبها، [مقرعا لها] وأنك لو رجعتي في كلامك هابقى وقفت في النص لا معي أكمل ولا هاعرف أرجع اللي دفعته، ما كنت قولتي وكنت عملت مكتب عادي في أي حتة من الأول، بدل ما تدبسيني كده.
ـ مروة باستنكار: مش بدبسك، بس الشغل له أصول، شركة يعني نبعد عن [أنا جوزك، وأنت مش واثقة في]، ونتعامل كناس بروفشنال.
ـ صلاح باستسلام: طلباتك يا دكتورة مروة.
ـ مروة بعملية: تقدم لي دراسة جدوى كاملة عن المشروع من مكتب دراسات محترم، وتجيب كشف مفصل عن كل قرش اتصرف في الشقة، وتشوف اخوك هيديك كام تاني، وأول ما يبعت هادفع زيك بالظبط.
ـ صلاح منحنيا بشكل مسرحي: أي أوامر تانية.
ـ مروة بامتعاض: تبطل أسلوبك ده، دي مش طريقة شغل، وطبعا هنقعد سوا نحط بنود العقد اللي تضمن حقنا احنا الأتنين.
ـ صلاح مستسلما: اتفقنا يا دكتورة، بمجرد ما دراسة الجدوى تتعمل وأعرف المبلغ اللي هاقدرادفعه هبلغ حضرتك، عن أذنك.
ـ مروة بفضول: رايح فين؟
ـ صلاح مستهزءا: لا حضرتك الاجتماع خلص، رايح فين بقى دي حاجة ما تخصكيش.
***************************
بالنادي العريق
ارتفعت ضحكات صالح وسوزي السعيدة، أثناء تناولهما لوجبة الغداء.
ـ سوزي بسعادة: مش قادرة يا صالح بطل بقى الناس بتتفرج علينا.
ـ صالح مشاكسا: والله أنت ما في حاجة نافعة معاكي، انشغل بالشغل تقولي لي ناسيني، اتفرغ لك عاملة حساب الناس، أنا...
قطع عبارته ذلك الصوت البغيض الملئ بالسخرية.
ـ هيام بسخرية: أخيرا ظهرتي، أزيك يا هرابة، أزي حضرتك يا باشمهندس، كده برضه يا سوزي متحضريش فرح ميرا.
ـ صالح بأدب: أهلا مدام هايا.
ـ سوزي بهدوء، أزيك يا هايا، ألف مبروك.
ـ هيام بتهكم: مبروك هنا في النادي بعد ما رفضتي دعوتي.
ـ سوزي بامتعاض: رفضت دعوة مكتوبة بالدم يا هايا.
ـ هيام بحدة: بتكرريها تاني يا سوزي، احنا مالنا واحدة عاشت شمال وماتت كافرة، هو حد كان قالها تنتحر.
ـ سوزي بتهكم: متأكدة انها انتحرت، وحتى لو انتحرت مش بعد ما فضحتوها وفيديوهاتها مع رامي بقيت مالية الفيس بوك واليوتيوب.
ـ هيام باستفزاز: في اي حد، أنت أو غيرك شاف رامي في الفيديوهات، صحيح التصوير كان في اوضتها بالفيلا، بس رامي علطول مسافر، وأكيد عشيقها كان بيجي لها في الوقت ده.
ـ سوزي ببرود: أيا كان، المهم أني مكنتش هبقى مرتاحة وأنا موجودة في الفرح.
ـ هيام بحقارة: عندك حق، كنتي هتواجهي الناس أزاي، بعد ما بنتك وأبنك وصموكي بنسب ابن نعمات ونورا لانجيري.
ـ سوزي بثقة: لا متقلقيش من موضوع المواجهة ده، سبق وماهي واجهت الكل ووقفت كل واحد عند حده، [بسخرية] واما موضوع النسب فأكتر حاجة مفرحني فيه أننا طلعنا نسايب، هي مش نورا لانجيري برضو تبقى بنت خالتك.
ـ هيام بغيظ: عن أذنكم.
ـ سوزي بابتسامة: اتفضلي يا قلبي.
ـ صالح بانبهار: أيه ده يا سوزي، أول مرة أعرف أن ليكي في قصف الجبهة.
ـ سوزي بضيق: أيه الأسلوب ده، أنت هتتكلم زي ابنك.
ـ صالح ضاحكا: أسف، بس بجد فاجأتيني.
ـ سوزي بضيق: هاعمل أيه يعني، ما هو من يوم عيد الميلاد وهي مسكالي ذلة، وبتلمح لي كل شوية أنها محافظة على السر،[بشماتة] وأول ما ماهي اديتها على دماغها لاقيتها جرت ناعم واحترمت نفسها، فمش هترجع تعيش علي الدور تاني، خصوصا بعد جواز بنتها من ابن سيادة المستشار.
ـ صالح بصدق: ابن سيادة المستشار، ده كله على بعضه، ما يساوش ضفر حسين جوز بنتك، على فكرة.
ـ سوزي بضيق: مش هاكدب عليك، أنا مضطرة اتعامل معهم لأني مقدرش على البديل، وهو أني أخسر ولادي، بس فعلا أنا مش قادرة اتقبل ظروف العيلة دي، لا حسين ولا محمود ونورا، [بصدق] بس برضو كأم مطمنة على ولادي معهم، بس طبعا لو كانوا كمان اسم وعيلة كانوا هيبقوا برفكت.
ـ صالح بحنان: محدش بياخد كل حاجة يا قلبي، ممكن يبقى غني بس بخيل، أو كريم بس بيمد أيده عليها، أو فيه كل الميزات، بس بيخونها، وتعيش محسودة من الناس على مميزاته بس هي نفسها حزينة ومكسورة.
ـ سوزي برقي: أيا كان أنا اقتنعت برأيك، أن من حقهم يختاروا حياتهم، ربنا يسعدهم، أنا عن نفسي مش هاضيق حد منهم، ولا أحاول ادخل بحياتهم، لكن ما تطلبش مني أكتر من كده.
ـ صالح بتفهم: حقك يا سوزي، أن أمرت أن تطاع فأمر بما يستطاع، وكفاية قوي أنك تعمليهم بذوق، اما القلوب بقى فبيد الله، يصرفها كما يشاء.
ـ سوزي بابتسامة: ونعم بالله.
ـ صالح مشاكسا: كنا بنقول أيه بقى، قبل ما تدخل علينا مدام شجرة الدر.
***************************
يوم الجمعة، بدار الرعاية
ـ نورا بحب: بجد مش قادرة أسيبهم وامشي، اللهم بارك، قمرات.
ـ شهاب بمرح: قمرات وعسلات وكل حاجة، بس أنا خلاص هاموت من الجوع.
ـ محمود بابتسامة: يلا يا نورا، أنا كمان عايز أكل، بصراحة يوم الجمعة بقى ختامه مسك، بعد ما شيبو اتولى مسألة الغدا.
ـ نورا بحب: بصراحة مطعم الأسبوع اللي فات كان تحفة، هتودينا فين النهاردة.
ـ شهاب بمرح:لا النهاردة حاجة تانية خالص.
ـ محمود بمشاكسة: أوعى يكون محل منشي نظام عينات وشوكة وسكينة.
ـ شهاب بمرح: عيب يا كبير، ده محل متخصص طواجن بس.
ـ محمود بابتسامة: حبيبي، أنت شيبو والله.
ـ أحمد بابتسامة: حرام يا جماعة، فتحتوا نفسي، وأنا مداقتش لقمة من الصبح.
ـ محمود بابتسامة: خلاص يبقى لازم تيجي تتغدا معنا.
ـ أحمد بحرج: شكرا يا عمي، بس يعني ده غدا عائلي.
ـ نورا بحنان: وأنت غريب يابني.
ـ محمود باصرار: خلاص بقى ما تعملش فرق.
ـ أحمد بابتسامة وهو يكتم ضحكاته من نظرات شهاب الخبيثة المتوعدة: لا طبعا مفيش فرق ولا حاجة، خلاص بس الجمعة الجاية أن شاء الله، أنا عازمكم على الغدا، [بايماءات مشاكسة خفية] عشان نشوف مين ذوقه أعلى بالمطعم أنا ولا شيبو.
ـ نعم قادمة بابتسامة وهي تعدل حجابها: أخيرا نام، كل ما اتحرك من جنبه يحس ويقوم ماسكني من الطرحة.
ـ محمود بحماس: طيب ممكن نمشي بقى، عصافير بطني بتصوصو، يلا يا أحمد يا بني.
ـ أحمد باعتذار متجها لمكتبه: جاهز يا عمي بس ثواني، هدي الدكتورة نعم حاجة من المكتب، وهاحصلك حالا.
ـ نعم بدهشة لصحبة أحمد لهم: هو أستاذ أحمد هيتغدى معنا.
ـ شهاب بابتسامة خبيثة: بابا محمود عزمه معنا، طيب يالا يا جماعة كل واحد على عربيته، اتاخرنا قوي.
ـ نعم بارتباك: طيب وأنا.
ـ شهاب بخبث: ما أنت معكي عربيتك يا نعم، احنا هنسبق، أكيد أحمد هيجيب ورق قضايا، شوفوا شغلكم، نكون احنا طلبنا عقبال ما تحصلونا، أنا هبعت لكل واحد فيكم اللوكيشن.
ـ محمود بابتسامة: طيب مظبوط كده، ممكن نمشي بقى، يلا يا جماعة مت من الجوع.
انصرف الجميع بسرعة، وتركوها وحدها لا تعرف لما تضطرب من انفرادهما، حتى انها باتت تتجنب تلك اللحظات بقدر الإمكان، فنظراته تحاصرها باهتمام دون أن تجرح خصوصيتها، كلماته تقطر اهتمام وتداعب قلب الأنثى المتعطش دائما، دون غزل أو مجاملة.
ـ أحمد بحماس وهو يمد يده بمغلف صغير: اتفضلي يا نعم.
ـ نعم وهي تفضه بهدوء ظنا أنه ملف قضية ما لتتحول للصدمة بعد معرفة محتواه: أيه ده، أنت عرفت منين و جيبته أزاي!
ـ أحمد بسعادة: سمعتك وأنت بتتكلمي مع شهاب المرة اللي فاتت، وبتوصيه يحاول يلاقيه لك عشان محتاجه ضروري في رسالتك.
ـ نعم بدهشة: بس ده مرجع مهم، ونادر جدا.
ـ أحمد ببساطة: وصيت كل معرفي في امريكا وأوربا يدوروا لي عليه.
ـ نعم بحرج: حضرتك تعبت نفسك، بس أنا مش هاقدر أخده.
ـ أحمد ببساطة: متاخديهوش، استعاريه، اطلعي على اللي محتاجه لرسالتك وبعدين رجعيه، كأني مكتبة.
ـ نعم بدهشة: بس أنت هتعمل بيه أيه، ده كتاب قانوني بحت، ده غيره أنه غالي جدا.
ـ أحمد بابتسامة مشاكسة: اصلي بحب القانون وأهل القانون، مش القانون بيرجع الحق لصاحبه، وأنا بحب حقي، وهاخده بإذن الله.
ـ نعم بارتباك وهي تشك بما وراء كلماته واضعة الكتابة على الطاولة: احنا أتأخرنا على الجماعة.
ـ أحمد بابتسامة وهو يتناوله: اتفضلي.
سبقته ببضعة خطوات لتختلط صوت شهقتها بصوت رسائل هاتفه، لينظر حيث تنظر بلهفة ليجد اطار سيارتها فارغ، لتأتيه بنفس اللحظة رسالة أخرى ليفتح الرسالتين ليجد احداهم اشارة لموقع المطعم والأخرى فحواها {أي خدمة، عد الجمايل، وسوق على مهلك}، حاول أن يكتم فرحته، وهو ينظر لها ببراءة.
ـ أحمد بدهشة: أيه ده كاوتشك نام.
ـ نعم بضيق: مش عارفة أعمل ايه، والجماعة زمانهم وصلوا.
ـ أحمد ببساطة: مفيش مشكلة، أركبي عربيتي، ما أنا كمان معزوم معكم.
ـ نعم بسرعة: لا طبعا مينفعش.
ـ أحمد بابتسامة: أولا السواق معنا، [مخرجا هاتفه طالبا مهاتفة] وكمان هستأذن عمي.
كانت تستمع لمهاتفته مع والدها بقلق وهي تستشعر موافقة والدها وسعادته هو الجمة بذلك.
ـ أحمد بمرح: اتفضلي يا دكتورة، شهاب هياكل الأكل وأنا واقع.
ـ نعم مبتسمة باضطرب: شكرا.
فتح لها الباب الخلفي بأدب، وأغلقه وراءها ببطء وهو يبتسم لها بسعادة ظاهرة اربكتها.
ـ أحمد بمشاكسة: العربية نورت.
ركب بسرعة بجوار السائق وهو يأمره بالانطلاق، لتفاجأ به يلتفت لها معطيا لها المجلد متجاهلا لرفضها السابق.
ـ أحمد بمشاكسة: برجاء المحافظة على الكتاب، و الالتزام باعادة الكتب بالوقت المحدد.
ـ نعم باعتراض: لا مش...
ـ أحمد بمشاكسة وهو يضع سبابته امام فمه: هششش، برجاء التزام الهدوء بالمكتبة.
ـ نعم مبتسمة بحرج: شكرا.
نظر لها بحنان، معاودا الالتفات للأمام ليواصل النظر اليها عبر المرأة، لتتطلع هي من النافذة محاولة التهرب من نظرة تستشعر حصارها وأن لم تراها.
***************************
ياترى أيه السر اللي غير أحمد
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن