اللهم ظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة التاسعة عشر
ـ نعم بصدق: على فكرة أنا مقصدتش الفلوس نهائي بصاينك، لكن باتكلم عن أنه واخدك في النور ومحافظ على كرامتك، وطبعا من حقك أن تشبعي احتياجاتك العاطفية كمان الدنيا مش أكل وشرب وبس.
ـ سامية بانفعال: وأنا أول ما طالبت بالحق ده الدنيا اتقلبت، مع أن محدش عرف حاجة عن كامل، بس أول ما قولت أن هاطلق عشان شوقي مش مهتم، محدش فهمني حتى أمي.
ـ نعم باستنكار: أذا كنتي أنت مش فاهمة، عايزة هما يفهموا.
ـ سامية باستنكار: يعني أيه مش فاهمة نفسي.
ـ نعم بثقة: أنت ليه مفكرتيش في عيوب شوقي في الكام سنة اللي اتجوزتهم قبل ما يظهر كامل في حياتك.
ـ سامية بتلقائية: يعني أهي كانت عيشة والسلام، قبل ما أعرف أن ناقصني كتير.
ـ نعم بهدوء: قصدك كنتي راضية بعيشتك، قبل الشيطان ما يدخل ما بينكم.
ـ سامية باستنكار: أنا مش صغيرة، عشان حد يضحك علي.
ـ نعم بصدق: طبعا، بس برضو الزن على الودان أمر من السحر، جربي كده تخرجي كامل من المعادلة.
ـ سامية بحيرة: يعني أيه!
ـ نعم بهدوء: خليكي صادقة مع نفسك، فكري في حياتك قبل ما كامل يكلمك، هي فعلا كانت حياة وحشة، واسألي نفسك لو كامل مش عارض عليكي الجواز، كنتي برضه هتصممي على طلب الطلاق.
ـ سامية باستنكار: بس كامل موجود وعايز يتجوزني.
ـ نعم بمرواغاة: بس وجوده غلط وحرام، لو سبب طلبك الطلاق اهمال شوقي، وانك مفتقدة الحب، ومصرة على الطلاق، أنا هاساعدك وهاقف جنبك وهاحاول اقنع أهلك وشوقي بالطلاق الودي، بشرط أنك كمان تقطعي علاقتك بكامل وتنهي كل حاجة ما بينكم.
ـ سامية باستنكار: طيب وليه أسيب كامل بدل هاطلق.
ـ نعم باقناع: لأن ما بني على باطل، باطل، وعلاقة ابتدت بالطريقة دي لا يمكن ربنا يبارك فيها، ده غير أن كامل نفسه عمره ما هيسمح لك تقربي من اولادك لأنه هيخاف تكلمي ابوهم وأنت مرات، زي ما بتكلميه هو دلوقتي.
ـ سامية بتردد: بس كامل بيحبني.
ـ نعم باقناع: أسألي نفسك، ممكن حد بيحب حد يعمل فيه كده، ويرضى له وضع زي ده، لو عايزة تتطلقي، أنا مش ضدك، يمكن لو كنا اتقابلنا من فترة كان رأيي يبقى زي رأي أهلك، لكن أنا اتعلمت أن الطلاق مش بعبع، وأنه احيانا بيكون الحل الأفضل، واحيانا تانية بيكون الحل الوحيد، [باستنكار] لكن برضه هو مش سهل ولا لعبة، لوعايزة تتطلقي يبقى عشان أنت رافضة حياتك، و مش قادرة تكملي، مش لأي سبب تاني.
**************************
همت نعم بالخروج من باب مكتبه لتفاجأ به داخلا، لتتراجع بحرج عدة خطوات مفسحة طريقا لعبوره، ولكنها وجدته اكتفى بالوقوف امام الباب ساددا مدخله ببنيانه الرياضي الممشوق.
ـ نعم بحرج: أنا أسفة يا باشمهندس، أنا دخلت مكتب حضرتك، كنت فاكرة حضرتك عارف وأنت اللي باعتهم من دار الضيافة، لما سألوا علي بالاسم، بس طلعوا جايين من نفسهم، تقريبا نزيلة من الدار كلمتهم عني.
ـ أحمد بابتسامة: المكتب وصاحب المكتب، تحت أمرك، على فكرة أنا ممكن أسيبه عادي والله واستخدميه مكتب وأنا هاجهز لي مكان تاني.
ـ نعم بدهشة: الموضوع مش مستاهل، شكرا.
ـ أحمد بسعادة: شكرا لوجودك أنت معنا.
ـ نعم بارتباك وهي تشير له بالتحرك جانبا:عن أذنك.
ـ أحمد برقة، محاولا استبقاءها بأكبر قدر ممكن: نعم، كنت عايز مساعدتك في حاجة.
ـ نعم باضطراب اعتادته بتواجده الطاغي: اتفضل.
ـ أحمد باهتمام: عندي صديقة يهمني أمرها جدا، ومحتاجة ترفع قضية خلع، ومحامي الشركة رفض يمسك القضية، لانه ماسكة شركة جوزها برضو، ممكن تقابليها وتمسكي القضية.
صدمها طلبه بشدة، هل من الممكن أن يكون أحمد كهذا الكامل، تربطه علاقة بزوجة أخر ويحرضها على الأنفصال منه، والادهى أنه يطلب مساعدتها بذلك، وهي التي كانت تظن أنه..، ماهذا الذي تفكر به، وبغض النظر عن أحساسها به، أحمد لا يمكن أن يتصرف هكذا، ولكن مهلا، أي احساس به هذا الذي تفكر فيه، وماذا تعرف عنه وعن وحياته حتى تعلم ما قد يقدم عليه أو ما يترفع عن فعله.
ـ أحمد بقلق ساحبا لها من تخبطها: نعم! دكتورة، أكلم باكي تيجي تقابل حضرتك امتى.
ـ نعم بحدة لم تستطع السيطرة عليها: المهم يكون في سبب جوهري للطلاق مش دلع يعني.
ـ أحمد بدهشة: لا طبعا، دي المفروض كانت انفصلت من زمان بس هي صبرت كتير.
ـ نعم باندفاع: يا حرام.
ـ أحمد بحيرة: حضرتك هتتكلمي معها وهتعرفي بنفسك، وبالنسبة للاتعاب هي مش حالة انسانية، وأنا متكفل بكل المصاريف، والاتعاب اللي حضرتك تؤمري بها.
ـ نعم بغيرة واضحة: واضح فعلا أن يهمك أمرها جدا.
ـ أحمد بشك غير مصدق لما يلمسه من غيرة بكلامها: جدا، مش متخيلة أنا مستعجل على طلاقها ازاي، ياريت تتصرفي بأسرع وقت.
ـ نعم بانكسار:ربنا يسعدك، حدد أي وقت يناسبكم وبلغني، عن أذنك.
ـ أحمد بحنان وهو يكاد يطير فرحا: ربنا يسعدها هي، أنا مهتم لأنها من طرف حد عزيز علي، ومستعجل على طلاقها، لأني كانت شاهد على كل اللي شافته، ومش عايزها تتأذي أكتر من كده، مش أكتر.
ـ نعم بارتباك: ما يفرقش، حدد أي وقت يناسبكم وبلغني، عن أذنك.
ـ أحمد بابتسامة وهو يتنحى جانبا: اتفضلي.
خرجت مهرولة فتتبعها بنظرة بحب، وهو يدعو الله أن يكون ما شعره من غيرتها حقيقيا، وأن تكن تشعر نحوه ولو بجزء مما يشعر به نحوها.
***************************
بشقة شهاب
ـ شهاب بضيق وهو يتفحص هاتفه: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ نغم بحيرة: في أيه يا حبيبي.
ـ شهاب بضيق: في بوست مش كويس، مالي الفيس، عن واحد معرفة.
ـ نغم بحيرة: بوست أيه ده،وعن مين.
ـ شهاب باشمئزاز وهو يوجه هاتفه نحوها: أقري كده.
ـ نغم بصدمة: أنت بتتكلم عن البوست ده، ربنا يحفظنا، ده ظهر عندي كذا مرة، كل الناس مشيراه، وأنت تعرف الأشكال دي منين.
ـ شهاب بامتعاض وهو يقرأ جزء من البوست بصوت مرتفع: رامي المنصوري، نجل المستشار السابق وعضو مجلس الشعب عبد الغفار المنصوري، أنت متعرفيش ده يبقى مين.
ـ نغم بفضول: مين؟
ـ شهاب زافرا بضيق: ده يبقى جوز ميرا بنت هايا، قريبة مامتك بتاعة العيد ميلاد.
ـ نغم بصدمة: مش ممكن ، طيب أزاي مش البنت دي كانت انتحرت، أزاي ظهرت تاني وبتقول عليه كده.
ـ شهاب باستنكار وهو ينظر لها بصدمة: هو أيه اللي ظهرت تاني ده، هما الأموات بيرجعوا يا قلبي، [بايضاح وهو يلوح بيده كمن يفهم طفلة صغيرة] يا حبيبتي البنت اللي انتحرت دي، اللي كانت حامل ولما طلبت يتعمل له دي أن أيه، اتنشر لها فيديو على النت واتفضحت، وماتت خلاص، الله يرحمها.
ـ نغم بحيرة: أمال البنت اللي في البوست دي مين.
ـ شهاب بضيق: ده موضوع أقدم من موضوع البنت اللي انتحرت، البنت بتاعة البوست دي كانت سبق وقالت أنه عمل معها كده برضه وبعدين أجبرها تجهض البيبي، وقتها اختفت فجأة وبعدين ظهرت وهي متجوزة سواق سيادة المستشار، وسحبت كل كلامها وقالت أنها كانت متجوزة سواق، وأن الطفل اللي أجهض ابنه، رغم أن تاريخ جوازها كان بعد أختفاءها وبعد الإجهاض بكتير، وقالت كمان أنها اتبلت على رامي عشان طردها من الشغل، ورجعت اختفت تاني، ووقتها الموضوع اتكتم عليه جامد، وشوية واتنسى.
ـ نغم بفضول: والسواق ده هو جوزها اللي مقدم فيهم البلاغ دلوقتي.
ـ شهاب بضيق: أيوه هو، اللهم لا شماتة، بيقول أنه وقتها ساعدهم وخدر البنت واتصور معها، وهددوها بالصور، واجبروها تتجوزه تطلع تبرأ رامي.
ـ نغم بايمان: سبحان الله، من أعان ظالما سلطه الله عليه.
ـ شهاب بتأكيد: عندك حق، تخيلي لو يعرف وهو بيجبرها تتجوزوا أنها عندها ايدز، جالها من اللي بهدلها عشانه، وهتنقله له.
ـ نغم بضيق: وهو متأكد أن رامي ده هو السبب.
ـ شهاب بتأكيد: اكتشف الموضوع بالصدفة وهو بيعمل الزايدة، والتحاليل اثبتت أنه اتنقله من مراته، وهي بتأكد، أن الوحيد اللي لمسها قبله، رامي.
ـ نغم بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يعافينا.
ـ شهاب بتهكم: ودلوقتي، هو اللي بيبلغ عنهم، لما وسختهم طالته.
ـ نغم برجاء: لا حول ولا قوة الا بالله، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، واخرجنا منهم سالمين.
**************************
بمكتب أحمد بدار الرعاية
جلست نعم تكاد نظراتها تحرق تلك الشابة الفاتنة، التي تجلس بمقابلها بهدوء، تتطلع لزينتها المبالغ به، وتأنقها الشديد، وتلك الملابس ذات الماركات العالمية المبهرجة، تتسأل هل هذا هو نوع أحمد المفضل، وكيف ظنت انجذابه لها، رغم بساطة مظهرها وتحشمها، بينما هو من عالم الصفوة، حيث الفنانات وسيدات الأعمال ، على شاكلة تلك الفاتنة.
ـ السيدة متنحنة بحرج، جاذبة لها من لجة افكارها: حضرتك سامعني يا أستاذة.
ـ نعم بحرج وارتباك، وكأنما الأخرى تطلع على أفكارها: أسفة مدام باكينام، سرحت شوية، ممكن معلش عيدي وأنا هاركز معاكي .
ـ باكينام بحزن: أنا أهم حاجة عندي، حضانة الولد.
ـ نعم باهتمام: يعني مفيش أي أمل للصلح، [بتوتر] وياترى في أسباب تانية لإصرارك ده، غير اللي حكتيه.
ـ باكينام بانفعال: حضرتك عايزة أسباب أيه أكتر من أنه بيخوني.
ـ نعم باستنكار: بس حسب كلامك الموضوع ده مش جديد، يبقى أيه، [بلهجة ذات مغزى] أومين، سبب طلبك دلوقتي.
ـ باكينام بضيق: السبب الوحيد أني تعبت، ومبقيتش قادرة استحمل أكتر من كده، وقت جوازي أنا كنت بنت صغيرة عجبني الفرح الأسطوري والهني مون، ومركزتش على علاقاته المتعدة، وحتى لو ركزت مكنش هيفرق كتير، جوازنا كان شئ مفروغ منه، شراكة شرعية لابهاتنا، زي ماهما شركا في الشركات.
ـ نعم بفضول: يعني أنت محبتهوش.
ـ بكينام بحزن: للاسف مدنيش فرصة، [بحسرة] من أول شهر رجع لطبعه القذر، وكله ما اظبطه وواجهه، بابي يصمم أرجع له، بعد ما يتعهد أنها أخر مرة.
ـ نعم بتعاطف: وطبعا ما بتبقش أخر مرة.
ـ باكينام وقد انهمرت دموعها بلا وعي: مش بس كده، بعد بابي الله يرحمه، مبقاش حتى يهتم أنه يداري اللي بيعمله، بقى وقح جدا، خصوصا أن شادي أخويا شريكه في كل عمايله ولا يمكن يحاسبه عليها.
ـ نعم برفق: أهدي بس يا مدام، العياط مش هيجيب نتيجة.
ـ بكينام وهي تمسح دموعها بقوة مفاجأة: عندك حق، ياما عيطت، واتحايلت على أخويا يخلصني منه، ولما خدت موقف، خد صفه ضدي، [بثقة] بس خلاص أنا لا هاعيط تاني، ولا هاطلب من حد مساعدة، أنا هابدأ حياتي من جديد، بس أهم حاجة يسيبولي ابني.
ـ نعم بحسم: متقلقيش الولد لسه صغير، والطبيعي أنه في حضانتك.
ـ باكينام بتوتر: بس هما بيهددوني به، ده غير أن كل ورثي تحت أيد شادي، ومن وقت ما طلبت الطلاق وهما عاملين علي حصار اقتصادي.
ـ نعم باهتمام: أزاي مش المفروض أنك شريكته.
ـ باكينام بندم: للأسف، أنا لما اتجوزت كنت لسه أولى جامعة، اهملت دراستي لحد ما سيبتها خالص، وطبعا مبفهمش أي حاجة في الدنيا، اهتمامتي كلها كانت الفاشون، [وهي تفرك اناملها بتوتر] وعشان كده لعبوا بي براحتهم، ساحبوا مني الكارديت كارد والعربية، وشادي رافض يدني ولا مليم، وبيقولي استني الارباح ونتحاسب.
ـ نعم بفضول: وجوزك؟
ـ باكينام متهكمة: جوزي، أذا كان أخويا باعني عشانه، متخيلة هو ممكن يعمل أيه، طبعا أخد علبة مجوهراتي وأي حاجة ممكن تسندني أني أقف قدامه، وشرط علي انسى موضوع الطلاق، وامضي على ورثي كله للولد، وشوية أوراق كده تضمن لهم أني مارجعش للموضوع ده تاني، ياما هيحرمني من الولد بما أن لا لي دخل ولا بيت.
ـ نعم بقلق: ومضيتي؟
ـ باكينام بأسف: بالصراحة في الأول، كان ممكن اخضع لهم، لأني عمري ما اتعودت أعيش محتاجة حاجة، ولا باعرف اتصرف لوحدي، [بابتسامة] بس كان حظي كويس أني قابلت أحمد وحاولت أوسطه عند شادي، لأنهم معرفة قديمة، وهو ساندني ووقف جنبي.
ـ نعم بضيق: الحمد لله، وهو قدر يوصل مع أخوكي لأيه؟
ـ باكينام ببساطة دون الانتباه لضيقها الواضح: لا هو للأسف طبعا، بدل الموضوع فيه فلوس ومصالح، عمر شادي ما هيسمع لحد، بس على الأقل ادني مكان أعيش فيه، ووفري دخل مناسب.
ـ نعم بغيرة: كتر خيره طبعا، واضح أن أمرك يهمه فعلا، [بتحذير ملتوي] بس كمان المساعدة والأهتمام دول ممكن يبقوا ضدك.
ـ باكينام بحيرة: أزاي!
ـ نعم محاولة السيطرة علي شيطانها بلا جدوى: يعني حرمانك من ابنك، ممكن مش يبقى بس عشان المكان والدخل، لكن أن رجل غريب يصرف عليكي ممكن يكون ده سند لجوزك قدام القاضي لحرمانك من ابنك.
ـ باكينام باستنكار: لا طبعا أولا هو مقعدني في شقة لوحدي وكاتب لي عقد ايجار، وكمان هو مش بيصرف علي، هو بس شغلني في الشركة، وبيديني مرتب كويس، ده غير أنهم مش ممكن يحطوا نفسهم في موقف زي ده، خصوصا وهما متأكدين أن اهتمام أحمد ومساعدته لي بسبب صداقتي بميرو الله يرحمها مش أكتر، فليه يخسروه ويكسبوا عدوته.
ـ نعم باندفاع: مين ميرو؟
ـ بكينام بتلقائية: أميرة مرات أحمد، الله يرحمها كانت صحابتي، وجارتي كمان.
ـ نعم بحرج: أنا طبعا مقصدتش أسيئ لك نهائي، بس لازم تاخدي حذرك مش في معاملتك مع احمد بس، لكن مع زمايلك وجيرانك، وأي حد بتتعاملي معه، لأنهم أكيد هيحاولوا يمسكوا عليكي أي غلطة.
ـ باكينام بانفعال: أنا أساسا مش طايقة كل الرجالة بسببه، بس أنت عندك حق، أنا لازم أخد بالي، واحد باخلاقه ممكن يعمل أي حاجة.
ـ نعم بهدوء: كويس جدا، واحنا هنتحرك في اكتر من اتجاه، يعني نرفع على جوزك خلع وحضانة وأجر مسكن ونفقة طفل.
ـ باكينام بضيق: لا مش عايزة منه أي حاجة، المهم يطلقني ويديني الولد ويبعد عني.
ـ نعم باستنكار: بس دي حقوقك، وأنت حاليا محتاجة ده.
ـ بكينام بانفعال: أي حاجة هيدهني دلوقتي، هيقدر يسحبها مني بعدين، أنا محتاجة بكينام، مش أي حد تاني، محتاجة أكمل دراستي واشتغل.
ـ نعم بدهشة: أنت مقررة تكملي شغل، أنا لسه كنت هاكمل وأقولك على الاجراءات اللي هناخدها ضد أخوكي عشان تستردي ميراثك.
ـ سامية بتهكم: وحتى لو استلمته هاعمل بيه ايه، لو عشت في نفس المستوى اللي اتعودت عليه، هضيعه كله باسرع وقت وده اللي هما مراهنين عليه، [بحماس] أنا محتاجة ابني مستقبلي وأغير أسلوب حياتي، وأعتمد على نفسي.
ـ نعم بصدمة: وهتقدري.
ـ بكينام باصرار: وليه لا، ياما رجال اعمال كتير وقعوا ورجعوا وقفوا على رجلهم تاني، وأنا مش ضعيفة زي ما كنت متخيلة، أنا عمري ما تخيلت أني ممكن أواجه شادي أو جوزي أبدا، لكن واجهتهم وهاقدر اوقفهم عند حدهم، وهاقدر ابني حياة جديدة مع ابني.
ـ نعم بتقدير: أكيد هتقدري، وأنا جنبك ومعاكي في أي حاجة تحتاجيها، حتى لو بعيد عن الجانب القانوني.
ـ باكينام بامتنان: مرسي يا دكتور، بجد له حق أحمد يمدح فيكي قوي كده.
ابتسمت لها بمجاملة وهي تلوم نفسها، على مهاجمتها وقتما ظنت اعجابه بها، وكذا تحايلها عليها لتعرف طبيعة علاقتهما، كما استغربت لما حزنت عندما عرفت أن سبب اهتمامه علاقتها بزوجته الراحلة، لا تعلم لما حزنت بكونه مازال يفكر بها، ولو زاد ذلك من تقديرها له، ترتعب من فكرة أنه صار ذو مكانة خاصة لديها، مكانة خاصة جدا.
**************************
بشقة مروة
ـ مروة بانفعال: لا ماهي مش عيشة دي، مش كل يوم هترجع لي وش الصبح، وقلبت الشقة بنسيون بتجيه على النوم.
ـ صلاح بضيق: يوو، هو أنا مش هاخلص من اسطوانة كل يوم دي، هو أنا سهران في كباريه، أنا باشتغل يا مدام.
ـ مروة بثورة: وأنا ذنبي أيه، اتذنب كل ليلة بالشكل ده.
ـ صلاح بفاذ صبر: وحد طلب منك تستنيني، نامي يا ستي، على الأقل ترحميني من موشح كل يوم.
ـ مروة بغيظ: موشح، بقى حبي لك، لهفتي عليك بقى موشح .
ـ صلاح بحدة: حب أيه ولهفة أيه، أنت فاكرني عبيط، [باستهزاء] النهارده كام في الشهر يا مروة.
ـ مروة بتوتر: يعني أيه النهاردة كام.
ـ صلاح ملوحا بيده بثورة: يعني أنا أنسان يا مروة، مش آلة، محتاج فعلا احس بلهفتك وحبك اللي بتقولي عليهم، مجرد إحساسي أن كل اللي يهمك جدول التبويض، بيخليني مش طايق البيت من أصله.
ـ مروة بصدمة: مش طايق البيت، عشان بحبك وعايزة اجيب لك الولد اللي نفسك فيه.
ـ صلاح بسخرية: قصدك تجيبي الولد اللي هتكايدي بيه يا دكتورة، أنا أصلا بقيت حاسس أني بره حساباتك.
ـ مروة بثورة: وأنا فين في حساباتك يا دكتور، أنت من يوم ما فتحت المكتب، وأنت مبتعملش أي حاجة غير أنك تشتغل وبس، وكأنك فعلا اتحولت لآلة.
ـ صلاح باستنكار: ده على اساس أنك مش شريكتي فيه، وأن كل النجاح ده بيعود عليكي بالخير.
ـ مروة بثورة: مش عايزة الخير ده، أنا عايزة حتة عيل افرح بيه، ومش عايزة حاجة تاني.
ـ صلاح بعند: الخلفة دي بايد ربنا يا دكتورة لو ربنا رايد هنخلف طبيعي زي كل الناس من غير الأزمة اللي أنت عاملها دي، ، ومن غير ما نحول حياتنا لحرب نفسية، لكن شغلنا هو ده اللي مطلوب مننا نهتم به ونخلص له ونجتهد فيه، لأن ده الطبيعي.
ـ مروة بتحدي: هو ده أخر كلام عندك؟
ـ صلاح مستهزءا: بصراحة غصب عني لازم يبقى أخر كلام، لأني جاي تعبان ومش قادر اتكلم تاني، وكمان عندي محكمة الصبح بدري، تصبحي على خير.
تركها متجها للحمام، يستعد للنوم غير مبالي بذلك الشرر الذي يقدح باعينها، لتزفر بحرارة وهي تتوعده بعرقلة حلمه، كما استهان بحلمها.
**************************
مش يهمني تعليقات الايموشن زي ما يهمني اسمع رأيكم بالاحداث
***************************
مع تحياتي
منى الفولي