لا اله الا الله، محمد رسول الله
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة السادسة
ـ مروة بلهفة: سلامتك يا دكتور، أنا هاطلب قهوة، أطلب لك معايا.
انعقد حاجبي نعم بغضب، لفت نظر صلاح، الذي كاد يرفض عرضها ويحرجها كما اعتاد، كلما فرضت نفسها عليهما، ولكن غيرة نعم الواضحة، أوحت له باستخدام مروة للضغط على نعم، لترضخ لأوامره وتنصاع لرغبته كما اعتاد منها دائما.
ـ صلاح بابتسامة: يبقى كتر خيرك فعلا يا مروة، عزومة جت في وقتها.
ـ مروة بسعادة: أنت تؤمر يا صلاح، احنا زمايل دراسة، قبل الشغل ولا نسيت.
ـ صلاح بعبث: ودي برضه حاجة تتنسي.
كان يتحدث اليها وهو يتماسك الا ينفجر ضاحكا على سذاجتها وسعادتها للطفه معها وكذلك لسعادته لتحقيق هدفه، حيث كانت الدموع تلتمع بعيني نعم، ويحتقن وجهها غضبا، وكان هذا عقابه لها على رفضها لطلبه، وعلى تمسكها بغيره حتى لو كانوا أسرتها.
***************************
في أحد العقارات القديمة بمنطقة راقية
دلفت مروة لشقتها ببطء، تود لو ماعادت إليها، فقد سئمت وحدتها وذلك الصمت المحيط بها، وضعت حقيبتها على المنضدة وهي تلقى بنفسها على الأريكة بجوارها.
ابتسمت بسعادة وهي تسترجع ذلك الحديث الذي تبادلته معه أثناء تناولهما القهوة معا، مازال يتمتع بخفة الظل وسرعة البديهة كما كان دائما، تحسد تلك التي تشاركه حياته، فلطالما كان فتى أحلام الكثير من البنات، وهي منهم، بل أنه فضلها في يوم على الجميع، ولكنها هي التي أضاعته من يديها، يوم أن استمعت لنصائح أمها التي أضاعت حلمها منها لتجري وراء سراب أقنعتها أمها بحقيقة وجوده، متمثلا بابن شقيقتها العائد من دول الخليج.
*** فلاش باك
دخلت مروة من جامعتها متجهمة، القت بكتبها فوق المنضدة وهي تلقى بنفسها على الأريكة بجوارها.
ـ سيدة باهتمام: مالك يا ميرو، جاية شايلة طاجن ستك ليه، مين اللي مضايقك.
ـ مروة بقهر: الزفت بابا صلاح.
ـ والدتها باستنكار: وده شوفتيه فين.
ـ مروة بارتباك: صلاح ليه يومين مجاش، وتيتا كانت وحشاني قوي، قولت أروح أشوفها، وأطمن عليه بالمرة.
ـ والدتها بتهكم: تيتا برضو هي اللي وحشاكي، المهم أيه اللي حصل هناك، ومال أبوه ومالك.
ـ مروة بضيق: تيتا قالت أنه أكيد ما بيجيش الجامعة لأن بابه خرشم له وشه.
ـ والدتها بحنق: هو الراجل ده مش هيتهد أبدا، مش كفاية اللي كان عامله في أمهم الله يرحمها، ده غير الجوازة السودا اللي راح أتجوزها.
ـ مروة بحنق: تيتا بتقول أن صلاح وهو راجع من الكلية، لاقى ناس بتفرش عفش في الشقتين الفاضيين.
ـ والدتها باستنكار: مش دول الشقتين بتوعه هو وأخوه، اللي صلاح كان ناوي يتجوز في واحدة، ويفتح التانية مكتب كام سنة، لحد ما أخوه يقرر يتجوز.
ـ مروة بضيق: ماهو صلاح اتجنن عشان كده، وخصوصا لما عرف أن باباه باعهم من غير ما يقولهم، ولما حاول يمنع الناس تدخل الشقة اتصلوا بباباه، اللي جه متعصب ومد أيده على صلاح وبهدله، وقال أن البيت بيته وهو حر.
ـ والدتها بكره: قطع أيده، في حد يمد أيده على رجل معيد في الجامعة قد الدنيا.
ـ مروة بحنق: ياريت على كده وبس ده ضربه بالقلم قدامي كمان يا ماما.
ـ والدتها بصدمة: يانهار، ليه اتجنن الراجل ده.
ـ مروة بتعاطف: وأنا نازلة من عند تيتا قابلت صلاح على السلم، وكان بيداري وشه مني، من الضرب اللي فيه، [بغضب] وأنا واقفة اطمن عليه، أبوه نزل قعد يجر في شكله ويهينه قدامي، ولما رد عليه من احراجه مني، قام ضربه بالقلم، والمسكين طلع جري على فوق وعينيه كلها دموع.
ـ والدتها بهدوء: ربنا يعينه على ما ابتلاه، بس بعيد عننا.
ـ مروة بدهشة: مش فاهمة.
ـ والدتها بحسم: يعني الحكاية كده بانت، واللي في دماغك مش هينفع.
ـ مروة باستنكار: طيب وهو صلاح ذنبه أيه.
ـ والدتها بقوة: وأنت ذنبك أيه، ده كده لا شقة ولا مكتب، ومرتب الجامعة ما يأكلش عيش حاف، ده غير المشاكل اللي وراه، ده كفاية أبوه وعمايله السودا.
ـ مروة باستنكار: بس هاقوله أيه.
ـ والدتها باستنكار: وأنت كنتي وعدتيه بأيه، انتم معارف وزملة واصحاب، وكل الكلام بينكم كان على المتغطي، يعني ملوش عندك حاجة.
ـ مروة بخجل: بس أنا بحبه يا ماما.
ـ والدتها زاجرة: الحب ما بيفتحش بيوت يا قلب ماما،حبي مصلحتك يا قلبي، أنت حلوة وصغيرة والمستقبل كله قدامك، دي ظروفه هو مضطر يستحملها، أنت أيه اللي يجبرك، خصوصا لو جات لك فرصة تانية لحد عندك.
ـ مروة بدهشة: فرصة أيه دي.
ـ والدتها بحماس: شريف ابن خالتك نازل اجازة من دبي، وخالتك بقالها فترة بتلمح لي عليك، بس أنا كنت مطنشة عشان حكاية صلاح بس كده خلاص.
ـ مروة باستنكار: بس شريف ده زي أخويا.
ـ والدتها بضيق: زي بس مش أخوكي، وبعدين ده كل مرة بيجيب لك هدايا تهوس، تخيلي بقى لما تبقي خطيبته، ولا العيشة في دبي، ومولات دبي.
ـ مروة بتردد: لا يا ماما ماهو صلاح برضو معيد ومستقبله كويس.
ـ والدتها بابتسامة: اسمعي كلام ماما تكسبي يا قلب ماما.
...............
بعد فترة بغرفة مروة
تدخل والدتها ويبدو على ملامحها الضيق وتنظر لمروة التي ترتد ملابس سهرة وتضع بعض مستحضرات التجميل.
ـ والدتها بضيق: جهزتي يا ميرو.
ـ مروة بحنق: خلاص جهزت.
ـ والدتها بحسم: عايزكي طول الفرح الابتسامة من ودنك دي لدي، متشمتيش حد فينا، ومش عايزيكي تثبتي في مكان خمس دقايق، اتحركي على قد ما تقدري، لازم النهارده تغطي على الكل حتى العروسة نفسها، عشان يعرف أن هو اللي خسران.
ـ مروة بحنق: خسران مين يا ماما، ده اتجوز اللي بيحيبها، خالتي هي اللي ضحكت عليكي، وفهمتك أنه عايزني، عشان مش طايقة البنت اللي أختارها.
ـ والدتها بمكابرة: بس أديكي شايفة شكلها، ولما يشوف الجمال والحلاوة دي كلها هيندم بجد.
ـ مروة بقهر: أنا الوحيدة اللي ندمانة أني سمعت كلامك، لا طولت شريف وعيشة دبي، ومولات دبي، ولا حافظت على صلاح ومشاعره لي.
ـ والدتها بتقريع: ده على أساس أنه عاش على الذكريات، ما أنت قولتي أنه أول ما حس أنك بتخلعي، هو كمان رمى الشبكة على الطالبة اللي خطبها.
ـ مروة بحسرة: أهو اتجوز وشريف كمان أهو بيتجوز، وأنا اللي علي اهني وأبارك.
ـ والدتها بضيق: اسمع أنت بس كلامي واحنا نهنيكي قريب قوي.
.................
بعد عدة سنوات، بغرفة مروة
تفتح والدتها الباب دون استئذان، لنظر لها بعيون تقدح من فورة الغضب.
ـ والدتها بثورة: برضو عملتي اللي في دماغك يا مروة.
ـ مروة بهدوء:في أيه يا ماما.
ـ والدتها بانفعال: أم ياسر لسه مكلمالني وقالت لي أنه قلعتي له الدبلة.
ـ مروة ببرود: وأيه المشكلة، ما أنا قلت لحضرتك، وأنت اللي رفضتي تسمعيني.
ـ والدتها بانفعال: دي مش مشكلة يا حبيبتي، دي نصيبة.
ـ مروة باستنكار: المصيبة الأكبر أني اتجوز بني أدم زي ده، ده مش عايز زوجة يا ماما ده عايزة ممرضة لباباه ومامته، ده غير بخله وطمعه في مرتبي.
ـ والدتها بحسرة: المصيبة اللي بجد أنك عديتي التلاتين ولسه متجوزتيش، ده غير أنك اتخطبتي أكتر من مرة، وكويس قوي أن ياسر فكر يتقدم لك من أصله، وأديكي ضيعتي الفرصة من أيدك.
ـ مروة بقهر: دلوقتي ياسر بقى فرصة، عشان سني والخطوبتين اللي حضرتك فرضتيهم علي.
ـ والدتها بندم: يا حبيبتي مش قصدي، أنا مش هاعيش لك العمر كله، وأديكي شايفة صحتي كل يوم في النازل، وأخوكي من يوم ما اتجوز، مبيسألش علينا، عايزة أموت وأنا مطمنة عليكي.
ـ مروة بسرعة:بعد الشر عنك ، ربنا يخليكي وما يحرمني منك، بس عشان خاطري بلاش ياسر، أنا فعلا مش طايقه.
ـ والدتها بحزن: خلاص يا حبيبتي اللي تشوفيه، ربنا يكتب لك الخير.
...............
بعد فترة، بأحد المطاعم
تجلس مروة على إحدى الطاولات تتطلع لساعتها من وقت لأخر، ليأتي شاب ليقف أمام طاولتها بتحفز .
ـ الشاب بسرعة: أزيك يا ميرو، موضوع ايه ده اللي ما يستناش، عشان مستعجل.
ـ مروة بعتاب: طيب اقعد حتى يا سامح، نتكلم زي الناس.
ـ سامح بنفاذ صبر وهو يجلس: أديني قعدت، ممكن أعرف بقى في أيه.
ـ مروة بانكسار: أنت بجد هتهاجر.
ـ سامح ببرود: عرفتي منين.
ـ مروة بحسرة: من الفيس يا سامح، عرفت أن أخويا الوحيد هيهاجر ويسبني لوحدي من الفيس.
ـ سامح بحدة: ده على أساس أن العلاقة بينا بسم الله ما شاء الله، هيفرق معكي في أيه.
ـ مروة بحزن: وأيه اللي خلا العلاقة وصلت لكده، مش برضو مراتك، اللي هتخليك تهاجر دلوقتي.
ـ سامح بسخرية: هي كل حاجة مراتي، هي مراتي اللي قالت لك تعملي علي محامية، لما طلبت منك ناخد الاتنين مليون من صاحب العمارة، بعد موت ماما، وتقولي الحيازة ، وأنت متجوز بره من قبل وفاتها، وقانوني ومش قانوني.
ـ مروة باستنكار:طيب ما المحامي بتاعك قالك نفس الكلام، وقالك أني صح.
ـ سامح ببرود: وأنا سيبتها لك تشبعي بيها، سبيني بقى أشوف مستقبلي.
ـ مروة برجاء: وأنا، ده أنا مليش غيرك، حتى لو مقاطعني بس كفاية أننا في بلد واحدة.
ـ سامح بابتزاز: عندك استعداد تسيبي الشقة، وتاخدي شقة محندقة على قدك.
ـ مروة باصرار: لا.
ـ سامح بعند وهو ينهض: يبقى عن أذنك ما تعطلنيش لسه ورايا حاجات كتير اعملها قبل السفر.
...............
*** عودة من الفلاش باك
زفرت بقوة وهي تطرد تلك الذكريات من رأسها، يكفيها استرجاعها يوميا كل ليلة، فاليوم مختلف، يكفي أن قلبه قد صفا لها بعد طول جفاء، ويزيد سعادتها ريتهاتلك النيران التي طالما احترقت بها تشتعل بأعين تلك البغيضة التي استغلت جرحه منها واستولت عليه
**************************
مرت عدة أيام، كلا يحترق بناره الخاصة.
محمود.. يحترق بنيران الحسرة على عقد أسرته الذي يكاد ينفرط من يده، فحبيبته حزينة منطوية، وأبناءه مشتتون مجرحون، ولو حاولوا التظاهر بغير ذلك.
نورا.. تحترق بنيران الندم تحمل نفسها مسئولية تعاسة أبناءها، لا تقوى على مواجهة أيا منهم، فتنغلق على نفسها في صمت.
نعم.. تحترق بنيران الغيرة، فمؤخرا تمادى صلاح كثيرا بعلاقته بحبيبته القديمة، هي كانت تعلم بوجود مشروع خطوبة، لطالما أنكره هو مراعاة لمشاعرها، ولكنه أصبح لا يبالي بألمها، بل ويبدو وكأنه يستمتع به.
نغم.. تحترق بنيران الإهانة، فقد اتصلت بحماتها سرا، محاولة استرضاءها، لتنهال عليها الأخرى بأفظع السباب لها ولأسرتها وتلصق بهم الخديعة والغش والإحتيال.
حسين.. يحترق بنيران الخزي والخذلان والحنين، خزي مما عرفه عن ماضيه، وخذلان من ساكنة قلبه، وحنين اليها ولولدهما.
شهاب.. يحترق بنيران الألم، فكل أحبته يتألمون، وخاصة تؤام روحه التي يملأ الحزن عينيها، ربما يختفي للحظات بفعل مشاكساته، ولكنه يعود سريعا وكأنه طاب له المقام بعيونها الدافئة التي لطالما سحرته.
ماهي.. تحترق بنيران الحيرة والتردد، لا تقوى على اتخاذ قرار، تشتاق لزوجها ولكنها ترفض وضعه الجديد، ولا تقوى على مواجهة مجتمعها بأمر كهذا.
سوزي.. تحترق بنيران الغضب من الجميع، من ابن لم ينصاع لها، وزوج لم يبالي سوى بعمله، وابنة مازالت تتخبط بحيرة، رغم فداحة الأمر.
***************************
بشقة نغم
جلست نعم بتوتر، لا تجروء على التصريح بما جاءت من أجله، ولكن احساسها ببعد صلاح عنها وسماحه لتلك التي تحوم حوله بالإقتراب، حتى إنهما أصبحا يتناولا الفطور معا يوميا وهما يتبادلان ذكرياتهما وطرائفهما القديمة دون مراعاة لمشاعرها، كانا بمثابة دافع قوي لتهزم توترها وتحاول حل الأمر بمساعدة شقيقتها.
ـ نعم متلعثمة: أنا كنت عايزة.. يعني..
ـ شهاب بحرج: نعم أنا قولت لك أسيبكم تتكلموا براحتكم، قولتي عايزنا احنا الاتنين، فلو غيرتي رأيك ومحرجة مني، أنا ممكن أقوم عادي.
ـ نعم بحرج: لا يا شهاب، بالعكس، أنا بس مش عارفة أفتح الموضوع أزاي، لكن أنا باعتبرك زي أخويا، ويمكن أنت أكتر واحد تقدر تساعدني، أنت لك أسلوبك، وبتقدر توصل المعلومة من غير ما تجرح حد، وأنا محتاجكم تفهموا ماما وبابا موقفي من غير ما يزعلوا مني.
ـ شهاب بحيرة: موقف أيه.
ـ نغم بحنان: أنت مش محتاجة التردد ده كله يا نعم، قولي يا حبيبتي كل اللي جواكي، وأنا هافهمك.
ـ نعم ناظرة للأرض لا تقوي على مواجتهما: الحقيقة أن صلاح مش مسافر، هو لغاية دلوقتي مش قادر يتقبل اللي حصل، و مصمم نبعد من هنا.
ـ نغم باستنكار: تبعدي عن مين؟ عننا!
ـ نعم بسرعة: لا طبعا، أنا لا يمكن استغنى عنكم أساسا، ولا ابعد عنكم، وكمان أنا عارفة أن اللي حصل كان غصب عن بابا وماما ومش بايديهم.
ـ شهاب بجمود: وما اقنعتوهش هو ليه برأيك ده.
ـ نعم بتوتر: الحقيقة أن إصراري على رأيي ده، وسع الخلاف ما بينا، وهو شايف أني مبدية أهلي عليه، لدرجة أنه مديني مهلة تنتهي بكرة، ولو ما روحتش معه هيطلقني.
شهقت نغم بصدمة، بينما ظل شهاب محتفظا ببروده.
ـ شهاب بهدوء: تروحي له فين، على حد علمي أنه قبل جوازكم، كان عايش في بيت للمغتربين.
ـ نعم بارتباك: هو دلوقتي عايش في فندق.
ـ نغم باستنكار: وأنت تعيشي معه هناك.
ـ نعم بارتباك: لا ماهو أنا معي حسابي في البنك.. ده غير دهبي.. ممكن.. ممكن نشوف لنا شقة في أي مكان.. وده طبعا هيبقى وضع مؤقت، لحد بس ما يحس أني متمسكة بيه، وأنا متأكدة أن أول أعصابه ما تهدى، ويحس أن وجوده هنا مش إجباري، هو من نفسه هيطلب أننا نرجع هنا.
ـ نغم بصدمة: وبابا وماما.
ـ نعم بحرج: ما هو ده اللي أنا محتاجكم فيه، الحقيقة أنا محرجة أواجههم، وخايفة يفتكروا أن مشاعري ليهم أتأثرت باللي حصل، أنا عايزكم تفهموهم أن ده وضع مؤقت، أنا خايفة عشان احنا عايشين في شقتي يكون صلاح حاسس أنه مجبر و الوضع مفروض عليه، لكن أكيد لما يبقي لينا شقة لوحدنا، والإحساس بالإجبار يختفي، موقفه هيتغير.
ـ شهاب ببرود: يعني المطلوب أني اقنعهم بحاجة أنا نفسي مش مقتنع بيها، وشايفها كلها غلط.
ـ نعم بدهشة: هو أيه اللي غلط.
ـ شهاب بجدية: الموقف كله غلط يا نعم، أنه يهددك ويضغط عليكي غلط، أنك ترضخي لتهديداته غلط، أنه يبقى رافض أهلك ومش متقبلهم وفي الوقت نفسه معندوش مانع يعيش من فلوسهم غلط.
ـ نعم بغضب: أيه اللي بتقوله ده، صلاح مش كده.
ـ شهاب بهدوء وهو يلوح بيدهأمامها كمن يلقي تقريرا : مش أنا اللي باقول، تصرفاته هي اللي بتقول، يوم المصيبة في عيد الميلاد، جوزك خد عربيتك ومشي، سابك من غير ما يتطمن من تأثير الصدمة عليكي، لكن ما سابش عربيتك، وبعدين قعد معانا ومقتنعش بكلام عمي محمود وقرر يسيب البيت ويديكي مهلة ويهددك، لكن برضه ما سابش عربيتك، أسبوع مفرقش معه بتروحي شغلك أزاي، [بتقدير] في الوقت اللي حسين اللي هو مستعر منه هو اللي رفض أنك تروحي بتاكسي وجوزك مسافر وأصر يوديكي شغلك زي زمان، وأخيرا قرر أن عيلتك مش مناسبين له ومش متقبل يعيش في بيتهم، لكن في نفس الوقت متقبل أنك تروحي وتشتري له بيت بفلوسهم برضه، بدهبك اللي عمي هو اللي شريهولك، وحسابك اللي عمي برضه هو اللي فتحهولك.
ـ نعم بانفعال: لا طبعا، هو مبيفكرش كده، طول عمره بيحب أهلي، وبيعتبرهم أهله، هي الصدمة اللي مأثرة عليه.
ـ شهاب بهدوء: حتى لو متقبل أهلك، لكن هو كراجل المسئول يوفر لك بيت ويصرف عليكي على قد مقدرته، وعلاقته الطيبة بأهلك مش مبرر أبدا أنه يستغلهم، فما بالك بعد ما عايز ينهي علاقته بيهم.
ـ نعم بثورة وهي تنتفض واقفة: تصدق أنت فعلا ما بتحبوش زي ما هو كان حاسس، متشكرة قوي، أنسوا الكلام اللي أنا قلته، وأنا هابلغ بابا وماما بمعرفتي، عن أذنكم.
ـ نغم برجاء: استني يا نعم، شهاب ما يقصدش، استهدي بالله يا قلبي.
ـ شهاب بصدق: أنا أسف يا نعم، ممكن كلامي يكون ضايقك، بس لأني فعلا حاسس أنك أختي، وبتكلم من خوفي عليكي.
ـ نعم بضيق وهي متجهة للخروج: خلاص مفيش مشكلة عن أذنكم.
ـ نغم ملتفتة لشهاب بضيق: ينفع كده يا شهاب، مش كفاية اللي هي فيه، يعني نازلة تستنجد بيك، تكسر بخاطرها كده.
ـ شهاب بضيق: أنا مش مصدق أنكم بالسذاجة دي، و أنكم لسه مش شايفينوه على حقيقته، بعد كل اللي بيعمله، نعم زي ماهي، وأنا لا يمكن أكسر بخاطرها، أنا بأحاول أحميها من اللي هيكسر قلبها.
***************************
بشقة نعم
ظلت تتحرك بتوتر وضيق، فبرغم رفضها لتليمحات شهاب على زوجها، ألا أن كلامه قد أصاب فكرة لطالما وأدتها بمهدها، أن يكون صلاح يستغلها ماديا، ***************************
تفتكروا شهاب عنده حق، وياترى نعم قررت أيه، ورد فعل صلاح على قرارها هيكون أزاي
***************************
مع تحياتي
منى الفولي