اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
الحلقة الأولى
بأحد ملاجئ الأيتام
ـ نعم بحب وهي تحتضن رضيع بحنان: حبيبي،حبيبي.
ـ الطفل بمناغاة: آآآآعم ، آآآآعم.
ـ نورا بابتسامة: عارفة أنك الوحيدة فينا اللي نطق أسمها.
ـ نعم بحنان: حبيب قلبي، عارفة يا ماما، من أول مرة حضنته أول ما جيه وأنا حسيت نفسي مسئولة عنه، [بتردد] وبافكر لو مليش نصيب في الولاد، أني أكفله.
ـ نورا باستنكار:لا يا حبيبتي متقوليش كده، بكرة ربنا يراضيكي، وبعدين مافتكرش صلاح هايوافق على حاجة زي كده.
ـ نعم برضا: كل اللي ربنا كاتبه خير، وأكيد صلاح هيفرح بالموضوع ده، أكتر مني.
ـ نورا باستنكار: يا بنتي جوزك مابيرضاش يجي معنا يشوفهم، هيرضى ياخد فادي ويتكفل به.
ـ نعم بثقة: على فكرة بقى صلاح أحن بني أدم شوفته في حياتي، هو بس اللي نفسيته بتتعب لما بنيجي هنا، [بتعاطف] معذور يا ماما، ده أنا باحمد ربنا أنه عارف أن بابا معودنا على الزيارة دي كل جمعة من واحنا صغيرين، وألا كان افتكرنا قصدينها.
ـ نورا بهدوء: ربنا يحفظكم لبعض، ويهدي سركم ، ويرزقكم الذرية الصالحة.
ـ نعم باشتياق: آمين يارب العالمين.
ـ شاب بأدب: السلام عليكم ورحمة الله.
التفتتا معا على ذلك الصوت الرخيم، ليقع نظرهما على ذلك الشاب وسيم الملامح، ممشوق القوام، ذو المظهر الراقي.
ـ نورا ونعم باصوات متداخلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ وعليكم، ازي حضرتك يا أستاذ أحمد.
ـ أحمد غاضضا بصره عنهما: أزيكم أنتم يا جماعة، [ضاحكا] قاعدين هنا في عنبر الرضع وسايبين المهرجان اللي في عنبر البنات.
ـ نورا بحيرة: مهرجان أيه.
ـ نعم بلهفة: يبقى أكيد المطبخ والفرش جه، كنت متأكدة أنه هيعجهم.
ـ نورا بفهم: أه، الأوض الصغيرة اللي زي الحقيقية، اللي قلتي لبابا يعملهم من بواقي الخشب.
ـ أحمد بإعجاب: دي فكرتك يا مدام نعم.
ـ نعم بحماس: أه، أنا عارفة أن البنات بيحبوا النماذج دي، وبتبقى غالية جدا وضعيفة وصغيرة، فقلت أن لو بابا عملها خشب وكبيرة شوية، هتستحمل والبنات هينبسطوا قوي.
ـ أحمد ضاحكا: هما انبسطوا بعقل، دول عاملين فرح، ده غير الفرح الأولاني بتاع ديكور الأميرات اللي عمله مهندس حسين على سرايرهم.
ـ نعم بسعادة: الديكور ده فكرة نغم.
ـ أحمد بإعجاب: ربنا يبارك فيكم جميعا يارب، لو كل الناس ملايكة زيكم، الولاد دول كانت حياتهم بقيت جنة.
ـ نورا بهدوء: ربنا يكرمك يا بني، أما احنا ملايكة، واحنا بنيجي يوم في الأسبوع، امال أنت بقى اللي متفرغ لعمل الخير تبقى أيه.
ـ نعم بلهفة: طيب احنا غيرنا لهم هنا كلهم ورضعناهم وكتبت ورقة باللي حاسة أنهم محتاجين كشف، هاروح أديها لنغم، عشان تيجي تشوفهم، واحنا بقى نروح نحضر المهرجان هناك.
ـ نورا بحماس: يالا بينا.
ـ أحمد بحرج: هو أنا الحقيقة كنت ناوي أعطلك، يا مدام نعم عن المهرجان شوية لو مش هتضايقي، في كام مسألة كده يخصوا دار الضيافة.
ـ نعم باهتمام: لا طبعا، نشوف المهم الأول وبعدين نروح نلعب براحتنا.
ـ نورا بابتسامة: طيب اسيبكم أنا لشغلكم، والحق الهيصة.
ـ نعم مداعبة: ماشي يا ماما، بعتيني أول ما بقى فيها هيصة.
ـ نورا ضاحكة: أيوه طبعا، ده زمان ابوكي مولعها ضحك.
ـ نعم ضاحكة: ماشي يا ستي، الحقيه لأحسن المرة اللي فاتت توتة كانت بتقول أنا هاتجوز جدو محمود.
ـ نورا مهرولة بضحك: توتة، أنت يا بنت.
تابعتها بضحك، والتفتت لأحمد المبتسم، فبادرها قائلا.
ـ أحمد بهدوء: ربنا ما يحرمكم من بعض.
ـ نعم بابتسامة: آمين، [مخرجة دفترا وقلما من حقيبتها] ها يا أستاذ أحمد، أيه الحالات.
ـ أحمد باهتمام: اتنين نفقة، وواحدة رؤية، وفي واحدة أجبرها تمضي على تنازل عن كل حاجة حتى الحضانة والرؤية ونفقة الولاد.
ـ نعم بجدية: طيب حضرتك تحدد ميعاد للأربع حالات، وبالنسبة للأخيرة طمنها أنه يبل التنازل ويشرب مايته، حتى لو كانت مضيت بمزاجها، لأنها اتنازلت عن حاجات لا تملكها، الحضانة حق للطفل قبل ما يكون للحاضنة، ولا يجوز التنازل عن حق الغير، يعني هاجيب لها الولاد ونفقتهم من عينه، وعلى فكرة حكم التمكين بتاع شهيرة صدر وهنحدد ميعاد عشان نروح ننفذه.
ـ أحمد باعجاب: بالسرعة دي، أنا كنت أعرف أن القضايا دي بتاخد وقت، بس بصراحة من يوم ما تطاوعتي لقضايا دار استضافة المطلقات والموضوع فرق كتير.
ـ نعم بفخر: بصراحة البركة في صلاح، علاقاته كتير، وكل الناس بتتمنى تخدمه.
ـ أحمد بهدوء: ربنا يخليكم لبعض.
ـ نعم بابتسامة: آمين.
***************************
بقاعة الفتيات بالدار
ـ نورا وهي تدلف ضاحكة: خيانة، كده يا محمود.
ـ محمود بدهشة: في أيه يا نوارة.
ـ نورا بحزن مصطنع: أنت هتتجوز توتة.
ـ فتاة صغيرة بدلال: لا أنا بقى عندي سرير ربنزل وهاتجوز يوجين.
ـ محمود ضاحكا: كده يا توتة، ماشي، أنا كمان عندي الأميرة نوارة.
ـ نورا ضاحكة: أميرة أيه بقى، قصدك الملكة الأم.
ـ محمود هامسا: فشر، أنت أميرتي وهتفضلي طول عمرك.
ـ نورا بحرج مراقبة أبناءها المنشغلين بتنظيم باقي الآسرة: بس يا محمود الولاد.
ـ محمود هامسا: متقلقيش مركزين في اللي بيعملوه يا نوارتي، وأهم حاجة أن هادم اللذات اللي مركز معنا مش هنا.
ـ نوارة بدهشة: أه صحيح، هو فين شهاب.
ـ محمود بابتسامة: ربنا يسعده، جدع بجد، راح مع المشرف يوري له السطوح عشان القاعات اللي هيزودها، وهو قال أن شركة المقاولات بتاعة أبوه هتقوم بيها.
ـ نورا بحيرة: أرسى لك على بر، هادم اللذات ولا جدع وراجل.
ـ محمود بابتسامة: راجل في كل حاجة، ألا في تغليسه علي أنا ونوارتي، وبنته اللي ناقص نتبناها.
ـ نورا زاجرة: بس يا محمود دي حفيدتك، وأعز الولد ولد الولد.
ـ محمود ضاحكا: ما أنا باعزها، بس ده ما يمنعش أني أعزك أنت كمان يا نوارتي.
ـ نورا بابتسامة: مش هتتغير أبدا، ربنا ما يحرمني منك يا حودة.
ـ محمود بحب: ولا يحرمني منك يا نوارة حياتي، امال فين نعم.
ـ نورا بابتسامة: مع أستاذ أحمد عندهم شغل تبع دار ضيافة المطلقات، ربنا يكرمهم.
ـ محمود برضا: ربنا يقدرهم على فعل الخير، مش هتتخيلي بافرح قد أيه، وأنا شايف كل واحد منهم بيعمل اللي بيقدر عليه وزيادة.
ـ نورا بحب: البركة فيك يا حودة، وفي الخير اللي زرعته جواهم من وهما صغيرين.
ـ محمود بحب: البركة فيك أنت يا نوارة، وفي قلبك الكبير اللي نساني أي حاجة وحشة شوفتها في حياتي.
ـ شهاب بصوت مرتفع: ما بتصدقوا أمشي وتحبوا في بعض.
ـ محمود زاجرا: اتلم يا شهاب وروح لمراتك بدل ما أنت عارف.
ـ شهاب مصطنعا الخوف: لا طبعا اتلميت، أنا بس جاي أقولكم أن صلاح بعت لي اللوكيشن بتاع المطعم، عشان حاول يكلم أي حد فيكم بس واضح أن مفيش شبكة، وتليفوني أنا اللي لقط معه عشان كنت فوق السطح.
ـ محمود بضيق: ماشي يا شيبو، هنخلص بس ونطلع على هناك.
***************************
تحرك موكب من أربع سيارات، من أمام أحد المطاعم الراقية.
بالسيارة الأولى، تجلس نورا مجاورة لمحمود تنظر له بحب وسعادة.
ـ محمود بابتسامة: باقولك أيه يا نوراتي، أول ما نوصل، هادخل أبص على الورشة والمعرض على السريع، أطلع الاقيكي محضرة لي الغدا.
ـ نورا باستنكار: غدا! ده على أساس أننا راجعين من الملاهي، ده احنا لسه خارجين من المطعم.
ـ محمود بتذمر: هو اللي حاطوه لنا ده اسمه أكل، أنا عايز أكل، أكل من اللي يرم العضم، مش الفتافيت اللي مزوقين بها الطبق، وياريت لها طعم.
ـ نورا ضاحكة: بصراحة عندك حق، أنا كمان بحس أني قاعدة متكتفة، وخايفة اتلخبط وأنا ماسكة الشوكة والسكينة، بس المهم أن الولاد مبسوطين، ونعم مايبقاش في نفسها حاجة.
ـ محمود بإستياء: نعم برضه، [زافرا] عامة ربنا يسعدهم، ويهدي سرهم، المهم أطلع الاقي الأكل جاهز، وعاملة لنا قاعدة حلوة كده، قبل ما سي شهاب يسرب بنته عندنا.
ـ نورا باستنكار: لا أكيد مش هيباتوا هنا النهاردة، باتوا هنا امبارح، وهما عارفين أن سوزي بتضايق.
ـ محمود ضاحكة: تراهني؟
ـ نورا ضاحكة: عشان كده جعان، مش بتاكل وقاعد مراقب الكل، مش شهاب ده حبيبك.
ـ محمود ضاحكا: هو صح واد عسل، وابن بلد رغم أنه ابن عز وأمه قالبة على نازك هانم، مش زي اللي منفوخ على الفاضي وعامل فيها ابن بارم ديله [بعبث] بس مش معنى أنه يقطع على غيره.
ـ نورا ضاحكة: مش هتبطل جنانك ده احنا بقينا جدود.
ـ محمود بحب: لا طبعا مش هبطل، لأني مجنون بيكي، مجنون نورا. ................
بالسيارة الثانية
ـ نغم بتوتر محتضنة صغيرتها: براحة يا شهاب، لولو كده هتخاف.
ـ شهاب ضاحكا: متقلقيش لولو طالعة لباباها، دي بتضحك، وعامة خلاص كده عديت حسين وصلاح، فاضل عربية عمي محمود وابقى سبقتهم كلهم.
ـ نغم بضحك: أيه شغل العيال ده، هو احنا داخلين سبق.
ـ شهاب بعبث: هو فعلا سبق، بس أنت طيبة يا قلبي.
ـ نغم بحيرة: سبق أيه؟
ـ شهاب بعبث: لازم أسبق عمي محمود.
ـ نغم بحيرة: ليه؟
ـ شهاب بعبث: عشان لو سبقني، هيطلعوا على الشقة علطول وندبس احنا في لولو، لكن لو سبقناهم مامتك هتصمم تخليها معها، وتفضى لي شوية يا جميل.
ـ نغم بخجل: أيه اللي بتعمله ده، وبعدين احنا مش هنبات هنا،احنا هنروح، احنا بيتنا هنا امبارح وطنط بتضايق من الموضوع ده.
ـ شهاب ضاحكا: ماما بتضايق لما تعرف بالصدفة، لكن احنا تقريبا ما بنشوفهاش، دي ناقص تبات في النادي، هيفرق أيه بقى بيتنا هنا ولا هناك، تحكمات وخلاص.
ـ نغم بطيبة: لا برضه دي مامتك والمفروض ما نضايقهاش.
ـ شهاب بابتسامة: وهي أيه اللي يضايقها في راحتي، لما اتجوزنا صممت اتجوز معهم في شقتي هناك، وأنا وافقت لأن ده الطبيعي، لكن لما تعبتي في حملك جامد واحتاجتي مامتك، عمي ربنا ما يحرمنا منه، صمم يفرش شقتك، عشان نبقى براحتنا، وهي وافقت عشان مش فاضية تساعدنا، ودلوقتي من ساعة ما ولدتي لولو، وهي مش بتسكت ولا بتسيبك، وأنا مش عارف اتلم عليكي، وهي معندهاش استعداد تفضي لنا نفسها ولو يوم، أيه بقى يضايقها أننا نرتاح لنا هنا يومين تلاتة كل أسبوع.
ـ نغم برجاء: طيب كلمها بلغها، عشان متضايقش لما تعرف.
ـ شهاب بحسم: ممكن تسيبيني أنا اتصرف براحتي [بعبث] وبعدين سيبيني بقى أركز عشان عمي عارف اللي في دماغي، وحالف ما يناولها لي.
ـ نغم بصدمة: أيه بابا عارف أنك عايز تبات عندهم عشان تسيب لولو.
ـ شهاب بحماس لتخطيه سيارة محمود: حودة ده حبيبي.
................
بالسيارة الثالثة
ـ شاب بضيق: شوفتي حركات العيال بتاعته.
ـ نعم بابتسامة: ده بيهزر معاك يا صلاح، وبعدين ماهو سبقهم كلهم، مش احنا بس.
ـ صلاح بضيق: بيهزر، ولا بيبين الفرق بين عربيتنا وعربيته.
ـ نعم باستنكار: لا طبعا، شهاب ما بيفكرش كده.
ـ صلاح باستياء: أيوه طبعا، ما هو الملاك، وأنا اللي بغير منه.
ـ نعم بحنان: لا طبعا يا حبيبي، متزعلش هو عقله صغير.
ـ صلاح بحدة: أنت بتخديني على قد عقلي.
ـ نعم بحب: لا والله ، أنا بس مش عايزك تضايق، ولو حكاية أنه بيسابق دايما بتضايقك هاقول لنغم.
ـ صلاح باستنكار: لا عادي، أنا مش عيل عشان أفكر زيه، ولو على السباق أنا ممكن أطير ميلحقنيش، لكن أنا خايف على عربيتك، لكن هو بقى أبوه اللي جايبها له ومتفرقش معه.
ـ نعم بحنان: سيبك منه يا حبيبي، قولي بقى عجبك غدا النهاردة.
ـ صلاح بابتسامة: طبعا، هي دي الأماكن، اللي تليق بالدكتورة نعم، مش التحف اللي كنا بنروحها، لا وكان شهاب بيه عامل أنه مبسوط، طبعا زهقان من الأماكن الكلاس، وما صدق يلقى حاجة أورينتال، حاجة كده تغير المود، وعمي فاكر أنه منسجم، وهو بيتسلى به زي اللي بيتفرج على أراجوز.
ـ نعم بإستياء: ليه كده يا صلاح، بابا مش قليل، عشان حد يتسلى به ولا يتفرج عليه.
ـ صلاح بارتباك: لا طبعا يا قلبي، أنا بتكلم عن الأماكن والأكل، تحسيه عامل زي السياح، مبهور بكل حاجة، فاكرة يوم ما عمي محمود ودانا مسمط، وبقى كل شوية يسأل عن الأكل ده أيه ومعمول من أيه.
ـ نعم بابتسامة: معلش يا حبيبي، أصل هو مولود في المانيا، و تقريبا عايش طول عمره هناك، ورجعوا قبل ما نتعرف عليهم بفترة بسيطة، والدنيا دي جديدة عليه، عشان كده تحس بمبالغة في ردود أفعاله شوية.
ـ صلاح بضيق: شوية كتير.
................
بالسيارة الرابعة
ـ ماهي بهاتفها: حاضر يا مامي هاحاول... اه ماهو لسه جديد... لا دي نعم هي اللي اختارته... ممكن... خلاص هاشوف مواعيدي ونتفق... أوك...باي.
ـ حسين بابتسامة: الحمد لله، مقلبتش عليكي زي كل جمعة.
ـ ماهي ضاحكة: لا ماهي بقالها فترة ما بتقلبش من ساعة ما نعم هي اللي بقيت تختار المطعم.
ـ حسين ضاحكا:مش فاهم فارقة معها في أيه، احنا اللي هناكل.
ـ ماهي بابتسامة: ما أنت عارف مامي، أهم حاجة عندها المظاهر.
ـ حسين بصدق: طيب تصدقي أن من يوم ما بقينا نروح المطاعم دي، وأنا مبقيتش انبسط زي الأول، وحتى نغم زيي.
ـ ماهي بدهشة: طيب ما عمي قال كل واحد فيكم يختارالمطعم مرة، وأنتم اللي صممتم أن نعم هي اللي تنقي كل مرة.
ـ حسين بحنان: عايزين نفرحها يا ماهي، ما أنت عارفة هي مضغوطة قد أيه، ولو حاجة بسيطة زي دي هتسعدها، مفيش مشكلة.
ـ ماهي باستنكار: وهي ضاغطة نفسها ليه، هو اللي مش بيخلف، مش هي، مش كفاية قاعد في شقتها، راكب عربيتها، وكمان عمي هو اللي بيتكفل عمليات الحقن المجهري، رغم أن بنته سليمة.
ـ حسين بصدق: باب ما بيحسبهاش كده، المهم عنده سعادتنا، وبعدين نعم كانت بتحب صلاح في الخباثة من وهي تلميذته، ولما طلبها للجواز بابا حس بحبها ده، ومرضيش يكسر قلبها وساعده لما لاقى ظروفه وحشة، ولما طلع عنده مشكلة في الخلفة، بابا خيرها وهي صممت تكمل معه، وهو بيتكفل بتمن العمليات، يمكن ربنا يكرمها بطفل، عشان ما تحسش في يوم أن ناقصها حاجة.
ـ ماهي بحب: جميل قوي أنكل محمود.
ـ حسين بحب: مش غريب عليه، اللي يعمل كل ده لابن ابن عمه، تفتكري يعمل أيه لولاده نفسهم.
ـ ماهي بابتسامة: ربنا يكرمه، المهم مامي كانت شافت إعلانات افتتاح المطعم اللي روحناه النهاردة، ولما عرفت أنه كويس فعلا، عايزني أروح معها يوم.
ـ حسين بتأكيد: روحي معها طبعا، أنا لم اعترضت زمان على مرواح النادي، ده لأنها كانت عايزة ده يوميا، ده غير أن اصحابها مش من النوع اللي أحب أنك تتعاملي معهم، طول اليوم في النادي والناني هي اللي بتربي الولاد، [بفخر] لكن أنا عايز محمود يتربى زي ما أنا اتربيت، ماما نورا كانت مراعيانا وبتخاف علينا من الهوا، مع أن كان يعتبر معها تؤام لان أنا ونغم بينا أيام.
ـ ماهي بابتسامة: متقلقش يا سينو، أنا نفسي مكانش عجابني الحياة دي، واستمعت أكتر لما قربت من ماما نور واهتميت بمحمود بنفسي.
ـ حسين بحنان: طبعا أنك تبقي جانب ابنك فعلا مسئولية كبيرة، بس كمان متعة أكبر.
ـ ماهي بصدق: عندك حق ربنا ما يحرمنا منه، [ناظرة لابنها بالمرآة] شوف عامل زي الملاك أزاي.
ـ حسين بحب: ربنا يحفظه هو وأخواته.
ـ ماهي بدهشة: أخواته!
ـ حسين بابتسامة: ماهو أنت بقى تشدي حيلك بقى يا قمر، وتيجيب لنا أخواته.
ـ ماهي بتوتر: أيوه، أن شاء الله، يكبر بس شوية، ونشوف الموضوع ده.
ـ حسين بابتسامة مصطعنة: باذن الله يا حبيبتي.
انهى حواره محاولا عدم إظهار ضيقه، فهو يعلم بأن انصياعها التام لأمها، هو سبب أزمتهما، فهي من تحرضها على عدم الانجاب ثانية؛ حفاظا على قوامها وشبابها، ولكن ما يصبره هو ثقته بحبها له، ويقينه بأنها ستختار سعادتهما واستقرارهما بالنهاية.
***************************
أمام أحد العمارات الأنيقة بحي متوسط، توقفت سيارة محمود ليجد أن شهاب مستندا على سياره المتوقفة جانبا.
ـ محمود متهكما: واقف كده ليه يا شهاب، وفين نغم.
ـ شهاب بخبث: طلعت تجيب الشنطة عشان نروح، وقلت أقف بلولو هنا عشان ما تشبطش فيها، أصلها تعبانة قوي وكل يوم سهر ولولو ما بتنيمهاش، حتى مش عارف هتستحمل ازاي عقبال ما نروح التجمع، وقلت لها نبات هنا مارضيتش وقالت لا عشان ما نضيقهماش.
ـ نورا بحنان: لا طبعا ، هو أيه ده اللي تضايقنا، هات أنت لولو، واطلع لها بدل ما تنزل بالشنطة على الفاضي.
مدت يديها لحفيدتها، التي تركت والدها والقت نفسها باحضان جدتها بسعادة، فاحتضنتها نورا بحب وتركتهما، واستقلت المصعد.
ـ محمود متهكما: بس مش لولو كانت بايتة عندنا امبارح، تبقى نغم ما كنتش سهرانة ولا حاجة.
ـ شهاب مشاكسا: سيبك أنت بس من الحوار ده، أنا هاكلم نغم أقولها ما تنزلش، وقبل ما اطلع هاخد العربية، وهاروح اجيب أجمد فتة ولوازمها من المطعم اللي أنت عرفتهوني، وهاعمل حسابك في أكلة جامدة، أنا عارف الهبل بتاع المطعم ده مايسدش معك.
ـ محمود ضاحكا: لا ده كده أنا اللي هاقعد بلولو.
افتكر اخدتم فكرة عامة عن حياة محمود وأسرته، تتفتكروا الدنيا هتفضل كده ولا أيه اللي ممكن يحصل.
***************************
مع تحياتي
منى الفولي