الحلقة الخامسة ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

4.5K 155 15
                                    

الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الخامسة
ـ سوزي بخبث: طبعا ماهو كان عامل حساب اليوم ده كويس، وعايش في دور الرجل المثالي، عشان لو الحقيقة انكشفت، تكوني اتعلقتي به، وتترددي زي ما أنت عاملة دلوقتي.
ـ ماهي باكية: أنا مش بس اتعلقت بيه، أنا حاسة أن روحي انسحبت مني لما مشي، ساعتها للحظة عينه جات في عيني، ووجعتني قوي نظرته لي، مش حاسة ممكن أقدر أعيش من غيره.
ـ سوزي بحنان: بعد الشر عنك يا قلبي، كل حاجة في الأول صعبة، وخصوصا أنه كان متعمد يبعدك عني وعن دنيتك عشان مايبقش لك اهتمامات غيره، بكرة لما ترجعي لصحاباتك وحياتك، مش يكون عندك وقت تفكري فيه، أنت مش متخيلة شغل الجمعية اتوسع قد أيه، ده أنا محتاجكي قوي، ده غير أننا هنبقى دايما مع بعض، أنت وحشاني جدا.
انفجرت ماهي بالبكاء فجأة، فوالدتها تظن أنها طفلة ستلهيها ببعض الالعاب، لا تعلم أنها قد تخلت عن سذاجتها منذ عرفته وجعل لحياتها هدف ومعنى، ولكنها للأسف لم تستطع التخلي عن ضعفها وترددها، لذا فهي عاجزة على اتخاذ قرار بموقف شائك كهذا، لذا فقد عادت لعادتها القديمة، وستترك زمام الأمر بيد الأخرين، ولتنتظر علاما سينتهي الأمر.
لم تعي أمها شئ عن الصراع بداخلها، فضمتها برفق وهي تربت عليها بحنان، ظنا منها أنها تبكي غدر حبيب محتال.
***************************
فجرا بشقة محمود
تململت نورا بفراشها، وفتحت عينيها لتجد عيني محمود يتفحصنها بلهفة.
ـ نورا بدهشة: صباح الخير.
ـ محمود بلهفة: صباح النور يا قلبي، عاملة أيه دلوقتي، أنت كويسة.
عقدت عينيها بحيرة للحظة، ثم توالت بذاكرتها أحداث أمس المؤسفة، فارتسم الألم بملامحها، وأجهشت فجأة بالبكاء.
ـ محمود بقلق: نورا، أنت لسه تعبانة، حاسة بأيه يا حبيبتي.
ـ نورا ببكاء: ولادي يا محمود، ولادي، أنا معملتش حاجة، مش هاقدر أبوص لهم تاني.
ـ محمود بحنان وهو يحتضنها برفق: أنت ست الناس كلها، ومحدش اصلا يقدر يرفع عينيه فيكي، وهتفضلي طول عمرك رافعة راسك للسما، [رافعا رأسها المنكس باطراف انامله] أنت معملتيش حاجة تتكسفي منها، الولاد أنا فهمتهم كل حاجة في موضوع القضية، وهما أصلا مكنوش مصدقين الكلام الفارغ ده، واتفقوا ان محدش منهم هيجيب سيرته بأي شكل ولو حتى من بعيد ولا هيفتحوا الموضوع ده معكي عشان متضايقيش.
ـ نورا بامتنان: ربنا يخليك لي وما يحرمنيش منك ابد [باهتمام] وأنت يا محمود، قلت لهم ايه عنك وعن نعمات. ـ محمود بهدوء: لسه ما اتكلمناش، ساعتين ثلاثة كده وهاكلمهم ينزلوا يفطروا معانا ونتكلم. ـ نورا بقلق: هتقول لهم ايه؟ ـ محمود بحزم: الحقيقة يا نورا مش هاهرب تاني، كفاية اللي حصل.
ـ نورا بندم: حقك علي، أنا اللي غلطانة، أنا اللي فضلت ازن عليك، أنت من الأول اللي كنت صح، ياريت في فضلنا في مكاننا، أهو كنا في وسط اهلنا واللي كان هيقبل بينا كان هيبقى عارف ظروفنا، بدل اللي حصل ده.
ـ محمود بحنان: لا يا نورا، متحمليش نفسك فوق طاقتك، انا مشيت بسبب حسين، كنت خايف عليه يعدي باللي عديت به، كان نفسي يكمل تعليمه ويعيش في وسط الناس رافع راسه. ـ نورا بتوتر: هو عامل ايه دلوقتي، وقال ايه لنسايبه، والبنات واجوازهم، وسوزي، والناس.. ، الناس حاسوا بحاجة. ـ محمود مطمئنا: خير يا نورا، كل اللي ربنا يجيبه خير، البنات كل واحدة مع جوزها، وهيتجننوا ويطمنوا عليكي، حسين ساب مراته عند اهلها عقبال ما تعدي الصدمة، وماتشغليش بالك بسوزي ولا غيرها، محدش له عندنا حاجة، احنا ياما عملنا لهم حساب ومخدناش غير الهم، أهم حاجة ولادنا احنا وصلنا بيهم لبر الامان، ومش هنسمح لحد يهدهم، ولا يكسرهم [بابتسامة مغيرا مجرى الحديث] تعرفي أن من امبارح منمتش خالص، طول الليل بابصلك، زي ايام زمان أول ما اتجوزنا لما كنت مش مصدق، وخايف انام اصحى الاقيني باحلم وانت مش معي، خضيتيني عليكي يا عمري، أوعي تضغطي على اعصابك كده تاني، لأي سبب.
ـ نورا بحب: ربنا يخليك لي يا محمود، وما يحرمنيش منك ابدا.
***************************
بعد إفطار متوتر بلا شهية لدي الجميع
ـ محمود بحنان: حسين يا حبيبي، معلش ممكن تنزل الورشة تشوف الشغل ماشي أزاي، عشان في شغل مهم، بس أنا مضطر اتأخر شوية، عشان عايز أتكلم مع أخواتك.
ـ حسين بانكسار: حاضر يا بابا.
ـ محمود بابتسامة: تسلم يا حبيبي، معلش هتقل عليك، ممكن تاخد بنت أختك على أيدك، عشان مش عايزها تزهق لو طولنا وكمان متقاطعناش كل شوية بالعياط.
ـ حسين بحنان: يا سلام البرنسيس لولو دي حبيبتي.
ـ شهاب مشاكسا: يا سلام، واشمعنا هياخدها دلوقتي.
ـ حسين بتوتر وقد تراجعت يده التي مدها لالتقاط الطفلة: لو مش حابب أنها تيجي معايا براحتك.
ـ شهاب ضاحكا: هو أيه اللي مش حابب، يا بني أنت ليك فيها زي، مش الخال والد، ويمكن يكون لك أكتر كمان، عشان أنت جوز عمتها، لكن أنا جوز أمها، أنا باتكلم على التوقيت، دلوقتي حبيبتك وتيجي معك، كنت فين بليل، وأنا مش عايزها [بارتباك مفتعل] يووو، قصدي وهي عايزكم، دي طول الليل بتعيط عايزة خالو، عايزة تيتا.
انفجروا بالضحك، بينما صلاح صامت ينظر لشهاب بحقد و محمود ينظر له بامتنان، لمحاولته اضحاك حسين والتخفيف عنه.
ـ حسين ضاحكا وهو يحتضن الصغيرة: يا سيدي، أنا موافق أخدها ليل ونهار، حد يطول يبقى مع القمر دي.
ـ شهاب مازحا: والله ما هي راجعة، حلال عليك، البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل، أهو نجيب غيرها وندور على حد تاني ندبسه.
ـ صلاح بغيرة وحقد: مش نتكلم بقى في المهم.
ـ محمود بحزم: هنتكلم.
ـ حسين بتوتر: طيب، هانزل أنا أشوف الورشة.
ـ محمود بحب: اتفضل يا حبيبي [متحنحا وهو يلتفت اليهم رادفا بحزم] بالنسبة للكلام اللي يخصني امبارح، الحاجة الوحيدة اللي يهمني أوضحها لكم فيه، أن نعمات عمرها ما مدت ايدها لحد، وأنها ربتني من عرق جبينها، لحد ما وقفت على رجلي وقدرت أصرف على نفسي.
ـ صلاح باستنكار: هي دي النقطة الوحيدة، اللي يهمك توضحها بعد كل اللي اتقال امبارح.
ـ محمود بقوة: مفيش أهم من أني أرد غيبة الست اللي خيرها علي، واحافظ على سيرتها وهي في قبرها، أي حاجة تانية تخصني أنا وبس.
ـ صلاح بحنق: هو أيه ده اللي يخصك لوحدك، سمعتك وسيرتك بيورثوها ولادك، بمزاجهم أو غصبهم عنهم، يبقى أكيد تخصهم هما كمان.
ـ محمود بثقة: سيرتي هي افعالي، ومفتكرش أني عملت حاجة تسيئ لولادي أو تجرحهم، لكن أي حاجة مش بأيدي، فربنا نفسه قال، فلا تحمل وازرة وزر أخرى.
ـ صلاح بانفعال: وبدل حضرتك شايف كده، خبيت عليهم الحقيقة ليه، من حقهم يعرفوا أصلهم، ولو أنت حر في ولادك، خبيت علينا احنا كمان ليه، أظن من حقي أعرف أنا هناسب مين.
ـ محمود محاولا التماسك: قلت لك حاجة تخصني أنا وبس، أقولها أو مقولهاش، محدش له عندي حاجة [بدهاء] زي ما أنت خبيت علينا تصرفات والدك بالظبط، وأنا وقتها اعتبرت الموضوع يخصك، يعني لا قولت أنه كان خمرجي بيضرب مامتك كل يوم، لحد ما ماتت بقهرتها، ولا أنه اتجوز بعد وفاتها باسبوعين بت رقاصة من عمر ولاده، ضيع فلوسه عليها.
ـ صلاح بصدمة وهو يتفحص المنتبهين لحوارهما بذهول: أنت آآآآ.. أنا آآآآ.
ـ محمود بتهكم: أيه كنت متخيل أني هديك بنتي من غير ما أعرف عنك كل حاجة، وقتها قدرت حرجك من أنك تتكلم في تفاصيل زي دي، مابصيتش لسمعة أبوك وسيرته ولا أنك ممكن تكون زيه، وقلت أن سيرتك هي افعالك، ما ناقشتكش أنك ازاي تداري عني حاجة زي دي، لأنها حاجة تخصك لوحدك.
ـ صلاح بغضب: والغريب اللي ربيته وسطيهم.
ـ محمود بحسم: حسين أخو البنات، مش غريب عنهم، وياما ناس ليهم أخوات في الرضاعة بيكونوا ولاد الجيران أو حتى ولاد الدادة، وطبعا مش بيعملوا بحث اجتماعي لهم قبل ما يرضعوا معهم، عشان يتأكدوا أذا كانوا قد المقام ولا لا.
ـ صلاح متهكما وهو يوجه حديثه لشهاب: أيه رأيك في الكلام ده يا باشمهندس، شايف أن وجوده جنب مراتك شئ مقبول، وناوي تتقبله في حياتك عادي زي ما أديته بنتك دلوقتي، خصوصا أنه كمان يبقى جوز أختك، اللي أنا ملاحظ أنها مش موجودة، وطبعا ده بيوضح موقفها.
ـ شهاب بصدق: وجود حسين جنب مراتي شئ مقبول من ربنا، فأنا مين عشان أرفضه، أواتقبله، ومسألة أنه يبقى جوز أختي، و أنها موجودة أو مش موجودة، فدي حاجة تخصهم لوحدهم، ولو أني متأكد من حب ماهي لحسين، وأنها بس محتاجة تعدي الصدمة وتحدد موقفها.
ـ محمود بحسم: أظن الكلام ده يقفل أي حوار ممكن يتقال، والموضوع ده مش مسموح لأي حد يفتحه ولا يلمح له، وأياك حد يجرح حسين ولو بنظرة.
ـ صلاح متهكما: أذا كان موضوعك يخصك لوحدك، وموضوع حسين ممنوع الكلام فيه، امال حضرتك جامعنا ليه، وبالنسبة لطنط نورا..
ليبتر كلماته عندما لاحظ الشرر يتقافز من عين محمود، وقبضته التي ابيضت مفاصلها من شدة ضغطه لها خصوصا بعد التصاق نورا به بارتياع، وكذلك تلك النظرات العدائية التي يمطره بها شهاب، ليزدرد ريقه بخوف، وقد ادرك بأنه قد تخطى حدوده، فاردف محاولا تخطي الموقف بلا خسائر.
ـ صلاح بارتباك: وبالنسبة لطنط نورا، رأيها أيه في الكلام ده.
ـ محمود بشراسة: الحكاية مش جديدة على طنط نورا، هي اتجوزتني وأنا متربي في خيرهم وعارفة عني كل حاجة، وكانت هي ست البنات، بنت كبير الحتة وسيدها، وهي كمان اللي اقترحت أنها ترضع حسين ونعتبره واحد من ولادنا.
ـ شهاب بإشفاق: افتكر كده كل حاجة وضحت، وأظن نسيبكم ترتاحوا، طنط نورا شكلها لسه تعبان من امبارح.
ـ محمود بامتنان: ماشي يا حبيبي [بتحدي] بس قبل ما تطلعوا، نعم ونغم يوضبوا أوضة أخوهم الأول، عشان مش حابب أسيبه في شقته لوحده الفترة دي.
ـ شهاب بابتسامة: طبعا كده أحسن، عقبال ما تخلصوا يا حبيبتي، أنا هانزل هاقعد معه شوية، وارحمه من لولو، زمنها مطلعة عينيه، عن أذنك يا عمي.
ـ محمود بحب وامتنان: في حفظ الله يا حبيبي.
ـ صلاح بحنق ونفاذ صبر: عن أذنكم.
ـ محمود ببرود: اتفضل.
***************************
بشقة نعم
كان صلاح يدور كحيوان حبيس، يرمي ببعض الأشياء ارضا محطما أياها بينما يتلفظ بسباب لاذع من وقت، حتى أن نعم قد فزعت عندما عادت لتجده على هذه الحالة.
ـ نعم بفزع: أيه ده، في أيه يا صلاح، أيه اللي بتعمله ده.
ـ صلاح بثورة: في أيه، كل ده ومش عارفة في أيه، أبوكي الواطي ابن الحرام بيعايرني أنا بتصرفات أبويا، وبيتحداني وخلاكي توضبي أوضة ابن الحرام التاني، وبتسأليني أنا أيه اللي بتعمله ده.
ـ نعم بصدمة: أيه اللي أنت بتقوله ده، ازاي تقول عليهم كده.
ـ صلاح بغضب عارم: هو أنت كمان ليكي عين تتكلمي، وتقولي لي أقول أيه وما اقولش أيه.
ـ نعم بحزن: أنت ليه بتعمل كده، عارفة أن اللي حصل صعب، بس أديك شايف، شهاب مسبش نغم للحظة وبيحاول يضحكها وينسيها، وأنت مشيت وسيبتني و..
ـ صلاح بجنون: متقرنيش بيني وبين الوسخ ده، ما هو تربية خواجاتي، واخد على الفجر ده، [بحقد] ده غير أن معتمد على فلوس أبوه، يقدر بها ينضف سيرة بنته ومراته، ولو خربت قوي، ياخدهم ويرجع من ماترح ما جم ماهو معه الجنسية، وهناك الحاجات دي عادي، لكن أنا ما حلتيش غير سمعتي ومستقبلي، ومش هاسمح لأي حاجة تأثر عليهم.
ـ نعم بصوت مرتجف وهي تبكي بصدمة: أيه ده، ليه كده، أنت عمرك ما عاملتني كده.
ـ صلاح وهو يحاول تمالك أعصابه: وأنت عمرك ما قليتي مني ولا أذتيني.
ـ نعم بذهول: أنا عملت لك أيه!
ـ صلاح بغضب: هو لما تسمعي أبوكي بيعيب في أبويا وبيساوي غلطه بالمصيبة بتاعته وأنت ساكتة، تبقي ما قلتيش مني، لما تبقي عارفة أني رافض وجود حسين وعلاقتك بيه وتسمعي كلام أبوكي وتوضبي له أوضته، تبقي ما قلتيش مني، لما يبقى سيرة عيلتك هتهد كل اللي بنيته تبقي ما بتأذنيش.
ـ نعم ببكاء: دول أهلي يا صلاح.
ـ صلاح بقسوة: يا أنا يا هما يا نعم.
ـ نعم بصدمة: أيه اللي بتقوله ده.
ـ صلاح بعزم: زي ما سمعتي، يا أنا يا هما يا نعم، أنا باتكلم عشانا احنا الاتنين، مش عشاني لوحدي، أنت كمان مستقبلك كله ممكن يتهد لو حد عارف حاجة زي دي، خلينا نبعد يا نعم، هما مش محتاجين مننا حاجة، احنا اللي محتاجين نبني مستقبلنا ونحافظ عليه.
ـ نعم باستنكار: نبعد عن مين، ونروح فين، دول أهلي يا صلاح وعمري ما استغنى عنهم، مهما كان.
ـ صلاح بحزم: وده أخر كلام عندي يا نعم، أنا المفروض كنت رميت اليمين من أول ما عرفت أني انضحك علي، لكن أنا اشتريتك، وكنت فاكر أن أنت كمان هتشتريني، وده أخر كلام عندي، [بتهديد] قدامك أسبوع تطلبي من ابوكي حقك، وتسيبيهم ونبعد عن القرف ده كله، أنت لكي النص في كل حاجة، أنت أولى من الغريب اللي مسلمه الورشة وفتح له مكتب ديكور، ولو الأسبوع عدى من غير ماتعملي اللي باقوله يا نعم، يبقى أنا أشتريتك وأنت بعتيني .
ـ نعم برجاء: أنا شرياك يا صلاح، بس مينفعش تخيرني بينك وبين أهلي، عارفة أنهم غلطوا أنهم خبوا، بس غصب عنهم، ظروفهم أقوى منهم، وبعدين بابا أداني رقم القضية زي ما قال، انسخها وأتأكد من اللي قاله في موضوع الفيديو.
ـ صلاح بتهكم: وهي المشكلة في القضية والفيديو، وأصل السيد الوالد والباشمهندس، مواضيعهم عادي بالنسبة لك.
ـ نعمة بانكسار: مش عادي، بس حاجة مش بايديهم، ولا ليهم ذنب فيها.
ـ صلاح ضاغطا عليها بقسوة: ولا أنا كمان لي ذنب يضيع مستقبلي بسبب حاجة زي دي، أنا هاسيب البيت من النهاردة، وفي أخر الأسبوع، ينكون سوى بعيد عن هنا، ياما كل واحد يروح لحاله.
***************************
في الورشة
ـ شهاب بمرح: السلام عليكم ورحمة الله، دي لولو ظبطتك، مش عارف أيه مزاجها في شد الشعر.
ـ حسين بحب: تشد براحتها ملكش دعوة.
ـ شهاب ضاحكا: أنا غلطان، اشبعوا ببعض.
ـ حسين بانكسار: متشكر يا شهاب، بجد مش عارف أقولك أيه، متشكر على كل حاجة.
ـ شهاب برفق: أنا ماعملتش حاجة تشكرني عليها.
ـ حسين ممتنا: لا يا شهاب عملت، وعملت كتير كمان، أنا امبارح كنت مش فوعي، ومش عارف أيه اللي كان ممكن يحصل لو أنت مكنتش موجود وراعتنا كلنا، اهتمامك بنغم، خوفك على نعم بعد ما صلاح مشي [بحزن] ده غير دفاعك عني قدام ماهي ووالدتك، [مبتسما بمرارة] ده طبعا غير لولو اللي في حضني دي و هزارك.
ـ شهاب بصدق: برضه ماعملتش حاجة تشكرني عليها، أنا بعتبركم فعلا أهلي، نغم دي مراتي وحبيبتي، وأنت ونعم زي أخواتي، وربنا وحده يعلم بحبي لبابا محمود وماما نورا، اما كلامي مع ماهي [ضاحكا محاولا التخفيف من الالم المرتسم بوجه حسين] هو أنا صحيح مكنتش طايقك بسبب غلاستك علي أيام خطوبتي، بس دي شهادة حق، أنت ملكش ذنب في اللي حصل، في المانيا كل واحد بيتحاسب على عمله وبس ومفيش حاجة تعيبه غير كده، وبابا كان مخلينا مواظبين على زيارة المركز الإسلامي هناك، وعارف أن ده من مبادئ الأسلام برضه،بس للأسف أنكم هنا بتفكروا بطريقة مختلفة.
ـ حسين بحزن: أسلام بلا مسلمون، ومسلمون بلا أسلام.
ـ شهاب بحنان: أنا عارف أن الموضوع مش سهل، وعارف أن موقف ماهي وجعك، بس أعذرها.
ـ حسين بحزن: ليه هي مش متربية زيك في المانيا.
ـ شهاب بصدق: للأسف خوف بابا على ماهي من التأثر بالعادات هناك، خلاه قفل عليها قوي، طول الوقت كانت مع ماما وبس، وده خلا ماما تسيطر عليها وتتحكم فيها، عشان كده أنا مصدقتش لم وقفت قدام ماما وقت ما أنت اتقدمت لها، وده بيأكد قد أيه هي بتحبك، ده غير أن وقتها بابا كان جنبها وساندها، لكن أنا متأكد أنها متقدرش تبعد عنك، وشوية وتتخطى صدمتها وتغير موقفها.
ـ حسين بابتسامة حزينة: بإذن الله، ربنا يقدم اللي فيه الخير.
***************************
صباحا بمكتب الأساتذة بكلية الحقوق
ـ نعم بهمس: كده يا صلاح هونت عليك، وعرفت تنام بعيد عن حضني.
ـ صلاح بهمس: أنت اللي فضلتيهم علي نعم، وبعدتيني عن حضنك.
ـ نعم بحزن هامس: أنت النهاردة هترجع معي، ونتكلم ونحاول نوصل لحل وسط، من غير ما اتخلى عن أهلى في ظروف زي دي، لو أنت عايز تتجنبهم وما تحتكش بيهم أنت حر، أنا كذبت وقلت لهم أنك عندك قضية في اسكندراية، بس تقريبا هما مش مصدقين، وحاسين أنك مش متقبل الوضع، ومحدش هيفرض نفسه عليك،.
ظلا يتهامسا وهي تحاول اقناعه بالرجوع لمنزلهما، بينما هو مصر على رأيه، غير منتبهان لتلك التي تجلس بالطرف الأخر من القاعة، تتفحصهما بغيرة وفضول، حتى أنها لم تنتبه تلك التي جلست بجوارها حتي فزعت على زجرها لها.
ـ الشابة بضيق: أنت مش هترحمي نفسك وتنسي، يا مروة أنت كده بتضيعي مستقبلك، هو أتجوز وعايش حياته متهني، وأنت اللي عايشة على الذكريات.
ـ مروة بضيق: خضتيني يا سلمي حرام عليكي، وبعدين بذمتك ده شكل واحد متهني.
ـ سلمى زاجرة: أنت مالك، وبعدين هو في اتنين متجوزين مابيختلفوش.
ـ مروة بشماتة: قصدك ما بيخلفوش، تفتكري صلاح هيفضل لحد أمتى حارم نفسه من الولاد، وعايش مع واحدة عاقر.
ـ سلمى بتهكم: وأنت عملتي لها سونار بعينيكي،من كتر ما بتبصي عليهم، وقررتي أن هي اللي ما بتخلفش، ما هما قالوا أنهم هما الأتنين سلام، بس ربنا لسه أرادش.
ـ مروة بحقد: وانت بتصدقي الكلام ده، هو لو كان كده، كانوا عملوا بدل العملية اتنين في خمس سنين، ما كانوا صبروا.
ـ سلمى ساخرة: طيب ما احتمال هو اللي ما بيخلفش.
ـ مروة باستنكار: لا طبعا اللي أنت متعرفهوش أن دكتور ياسر زميلنا، هو اللي عرفهم على المستشفي اللي هو مستشارها القانوني، وعرفت منه أن الحساب بيبقى شيك من الحاج أبو الدكتورة، تفتكري بقى لو المشكلة عند صلاح، كان باباها هو اللي اتكفل بالعمليات، ولا هو كده بيحاول يتحمل عيب بنته.
ـ سلمى بنفاذ صبر: حتى لو كده، ملكيش دعوة، هما حريين.
ـ مروة بشماتة: وأنا مالي يا ختي، هو اللي شكله بيتخرب لوحده، من الصبح جايبة له فطار، وعمالة تتحايل عليه، وهو ولا سأل فيها، شكله عقل وبيفكر في مصلحته، استني كده [كفت عن الهمس وأرتفع صوتها موجها لصلاح ونعم] أيه يا دكاترة مفطرتوش يعني.
ـ نعم بضيق: شوية وهنفطر.
ـ صلاح بتحدي: لا أنا مش هافطر، عندي صداع ومش قادر.
ـ مروة بلهفة: سلامتك يا دكتور، أنا هاطلب قهوة، أطلب لك معايا.
***************************
تفتكروا نعم ممكن تتخلى عن أهلها، ولو رفضت يا ترى صلاح هينفذ تهديده
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن