الحلقة الثانية عشر ـ اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]

4.7K 161 7
                                    

لا تنابزوا بالالقاب
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الثانية عشر
أسفل بيت صالح، غادرت ماهي السيارة مهرولة، تواري وجهها الباكي من المارة وأفراد الأمن، تقف
أمام شقة والدها مستندة على الجدار بجانب الباب، وتضغط على الجرس بشكل مستمر، فهي حتى لا تقوى على اخراج مفتاحها، تقوم الخدامة بفتح الباب، لتنصدم بحالة ماهي المزرية.
ـ الخدامة بفزع: مالك يا مدام ماهي؟
ليخرج حسين فزعا على صياحها وهو يحمل طفله لينزله أرضا ويهرول اليها مساندا بجذع.
ـ حسين بلهفة: مالك يا ماهي، في أيه يا حبيبتي.
ـ ماهي مرتميتا بصدره بانهيار: عايزة ماما نورا، وديني عند ماما نورا.
ـ حسين بلهفة: حاضر يا حبيبتي، نخلي محمود مع سها وأوديكي.
ـ ماهي ببكاء: لا هات محمود، وقولوا لسها تبلغ مامي، أني روحت بيتي، أنا عايزة أروح دلوقتي.
ـ حسين بلهفة: خلاص يالا بينا، تعالى يا مودي.
ليلقى أوامره على المربية، ويسرع بالرحيل بأسرته، وكأنه يفر بها، قبل أن تعدل عن رأيها، بينما تعلو وجهه ابتسامة أمل مضطربة.
***************************
بشقة مروة
يدخل صلاح للشقة بضيق، فقد أصبح يكره التواجد بها، كرها باحاديث مروة التي تدور كلها حول موضوع الإنجاب رغم قصر فترة زواجهما، وهو الذي ظن أن باستطاعته مراوغتها حتى يستقر وضعه، أو يمر من عمرها ما يقلل من فرصتها بالانجاب لعلها تتردد بانفصالهما، دخل الي غرفته المظلمة، يشكر الله على عدم عودتها من عند الطبيبة، فلم تتصل به بعد، لذا فقد عاد ليغير ملابسه سريعا ليخرج قبل عودتها، أملا نومها عند عودته مساءا، فلا قبل له بالحديث المعتاد عن الانجاب، ولكن عندما أضأ الغرفة، هالته حالتها المزرية، فلم تكن عند الطبيبة كما ظن، بل وجدها تجلس أرضا مستندة على الفراش، تدفن وجهها بين ركبتيها ويهتز جسدها بعنف دليلا على بكاءها.
ـ صلاح بفزع وهو يحاول رفع وجهها: مروة، فيه أيه، قومي يا مروة قومي.
ـ مروة بانهيار وهي تتشنج بين يديه: سيبني يا صلاح، سيبني.
ـ صلاح برعب من انكشاف أمره: لا مش هسيبك يا مروة أنت عاملة في نفسك كده ليه.
ـ مروة بانهيار: لا هتسيبني، هتسيبني زي ما سيبتها، بس أنا مش زيها، مش بعد الصبر ده كله ربنا يعمل في كده، هما سنة أو ست شهور بس، بس أنت مش هتستنى، زي ما استنيتش زمان وروحت خطبتها بعد شهر واحد.
ـ صلاح بعصبية: أهدي بقى، مش عارف أفهم حاجة، أهدي وقولي لي عرفتي أيه، ولا في أيه.
ـ مروة صارخة بانهيار: في أني عندي مشاكل في الخلفة، بس طبعا أنت مش هتصبر، اذا كنت من شهرين مش طايقني وكل يوم سهر، وما فكرتش تيجي معايا مرة للدكتورة.
ـ صلاح بصدمة: مشاكل في الخلفة.
ـ مروة بحقد: بس أنا مش عاقر زي الهانم، أنا محتاجة علاج بسيط، الدكتورة قالت ست شهور أو سنة بحد أقصى، أنا مش ست ناقصة زيها، أنا هاخلف [متمسكة بيديه بتوسل] بس أنت خليك معايا، أنت أديتها فرصة خمس سنين، أديني فرصة سنة واحدة، مش هاقولك زيها.
كاد أن يشفق عليها حين علم بمصابها، فقد خابره من قبل، ويعرف كم هو مؤلم، ولكنها بددت أي مشاعره ايجابية تجاهها بنعت المحرومين من الإنجاب بالنقص، لتوغر قلبه أكثر عليها وهي تتكلم عن محبوبته بتلك الطريقة وتقلل من شأنها وتقارن نفسها بها، لتتحول مشاعره للشماتة فيها والسعادة بحسن الحظ الذي يحالفه، ليحتضنها مسيطرا على ثورتها، ليهمس بإذنها بهدوء.
ـ صلاح بحنان مفتعل: أنت مش زيها يا مروة، [بمرارة] أنت الحب الأول وحلم المراهقة، والله العظيم، والله العظيم، والله العظيم، أنا عمري ماهطلقك عشان ما تخلفيش، حتى لو فضلنا عمرنا كله من غير ولاد.
ـ مروة بنحيب: بس أنت اتغيرت، حاسة أنك  مش طايقني وكل يوم سهر، و...
ـ صلاح بحزن مفتعل: عشان ضيعتي حلمي يا مروة، من وانا في أولى جامعة وأنا باحلم في اليوم اللي هتكوني فيه مراتي، باحلم بالسعادة اللي هاعيشها معكي، لكن أنت بوظتي كل حاجة بهوسك بالخلفة، قربنا من بعض بقى حسب جدول التبويض، أي قاعدة رومانسية بتتحول لكلام على التحاليل والإشاعات، أي خروجة بتبقى مراقبة لأي طفل يعدي قدمنا.
ـ مروة باعتذار: والله مش قاصدي، أنا كنت عايزة أفرحك.
ـ صلاح ممثلا التأثر: فرحتي الحقيقية لما بتبقي في حضني،عارفة  حتى لو معندكيش مشاكل كنت هاطلب منك نأجل الخلفة سنة ولا سنتين، لحد ما أعيش الحلم وأصدق أنك في حضي بجد.
تأثرت جدا بلطفه معها، واحتواءه لحالتها، رغم توقعها لعكس ذلك، فهدأت قليلا وكفت عن البكاء.
ـ مروة برقة: يعني أنت بجد مش هتسيبني.
ـ صلاح بحنان: شوفي أيه اللي يطمنك وأنا أعمله، عندي استعداد أحلف على المصحف،أو أكتب لك تعهد، عارفة أنا مستعد اروح معكي لدكتور، أعمل تعقيم لو ده اللي هيأكد لك أني مش عايز حد غيرك.
ـ مروة: بعد الشر عنك، [بدهشة] للدرجة دي بتحبني يا صلاح.
ـ صلاح بنعومة: واكتر من الدرجة يا قلب صلاح، عارفة يا مروة لما كنت رافض اتعامل معاكي السنين اللي فاتت، مكنش عشان أنا أتجوزت واستقريت زي ما أنت كنتي فاكرة، أنا كنت خايف أنك تحسي باللي في قلبي، كنت باعاقبك أنك اتخليتي عني، وباعاقبك نفسي اني اتسرعت واتجوزت.
ـ مروة بسعادة: بجد يا صلاح انا مش مصدقة نفسي، انت مش متخيل، كلامك ده فرحني قد أيه يا حبيبي.
ـ  صلاح بابتسامة خبيثة وهو يتفحصها بجراءة: طيب هو اللي يفرح حبيبه، مش المفروض أن حبيبه كمان يفرحه.
ـ مروة بخجل: يفرحه أزاي يعني؟
ـ صلاح ضاحكا: لا ده موضوع كبير جدا، عشوة من أيدك الحلوة وأوريكي يفرحه أزاي بالتفصيل الممل.
***************************
بشقة محمود
التف الجميع حول الطبيب الذي قام بالكشف على ماهي
ـ الطبيب بهدوء: اطمنوا يا جماعة ده مجرد دور برد بس شديد شوية.
ـ حسين باستنكار: برد أيه دي تقريبا كانت مش قادرة توقف على رجليها.
ـ شهاب بقلق: ده غير أنها مبطليتش عياط من ساعة ما جت ومحدش عارف ايه اللي واجعها.
ـ الطبيب بطمئنة: هي بس كان ضغطها واطي شوية وحالتها النفسية سيئة، أنا أيدتها محلول هيظبط الضغط، وأكيد لما تهدا ممكن تعرفوا منها اللي مضايقها، طبعا هنجيب لها الدوا ده، ونحاول نرفه عنها ونراعي نفسيتها على قد ما نقدر.
ـ حسين بحزن: أكيد طبعا، شكرا جدا لحضرتك، بابا أنا هاوصل الدكتور واجيب الدوا وارجع علطول، من فضلك يا ماما أدخلي لها.
ـ شهاب بود: طيب ادخل لها أنت وأنا هاجيب الدوا.
ـ محمود بجمود: لا مش هينفع، أدخل أنت لأختك، وأنا هاجيب الدوا وأرجع.
دخلا نورا وشهاب لغرفة حسين للاطمئنان على ماهي، فوجدها مازالت تبكي بشكل متواصل، بينما تحتضن صغيرها بقوة.
ـ نورا بحنان: مالك بس يا حبيبتي سيبي محمود يا ماهي، الولد مخضوض وخايف كده.
ـ  ماهي بنحيب: هي اللي خوفته مني يا ماما، ولما عرفت وواجهتها ضربتني قدام الناس.
ـ شهاب بانفعال: مين دي اللي ضربتك.
ـ ماهي بنحيب: مامي، مامي ضربتني في وسط النادي.
اصيبا بصدمة مما سمعا لتزداد صدمتهما وهي تقص عليهما ما قد حدث بالتفصيل.
ـ شهاب بانفعال: لا التصرفات دي مابقاش يتسكت عليها أنا لازم أكلم بابا يجي يشوف لنا حل.
ـ ماهي بنحيب: أيوة أنا خلاص مش هاروح هناك تاني، أنا عرفت قيمة حسين لما شوفت الناس دي بتفكر أزاي، وماما لازم تفهم أني رجعت بيتي؛ أقف جنب جوزي لأنه ما ينفعش اتخلى عنه بالظروفه دي.
ـ نورا بعتاب: وهو الظروف دي كانت امبارح، احنا بقالنا شهرين في الظروف دي، وبعدين تفتكري أن حسين هيفرح لما يعرف أنك رجعتي له عشان كلام الناس زي ما سبتيه عشان كلام الناس.
ـ ماهي بخجل: أنا عارفة أني غلطت بس ..
ـ نورا بعتاب: بس متعلمتيش من غلطك.
ـ شهاب بضيق: ليه يا ماما ما بتقول أنها عرفت قيمة حسين، وأنها رجعت بيتها تقف جنب جوزها، وأكيد هو هيسامحها وينسى.
ـ نورا بتلقائية: هيسامح ممكن، لكن ينسى أكيد مش بالساهل، لأن ماهي جرحته والعلاقة بقى فيها شرخ.
ارتفع نحيب ماهي ثانية، ليضيق صدر شهاب من نورا ظنا منه انها عادت لمهاجمة الأخرين، والقاء الإتهامات، وتعاطفا مع شقيقته التي يرى ذبولها وندمها.
ـ شهاب بحدة:  يعني أيه؟ اللي يغلط خلاص نموته، وبعدين هي برضو معذورة المفاجأة مكنتش بسيطة.
ـ نورا بعتاب: عارفة يا شهاب، وسبق وكلنا شكرناك على موقفك معنا رغم أن المفاجأة مش سهلة، بس بصراحة لو اتحطيت أنت في نفس الموقف، ونغم بعدت عنك أسبوعين مش شهرين، ممكن تنسى ده بسهولة.
ـ شهاب بتوتر وهو ينظر لشقيقته بإشفاق وهو يتذكر جمود حسين ورفضه الدخول إليها: لا، بس على الأقل نوفق ما بينهم والأيام ياما بتنسي.
ـ نورا بتفهم: لو أنت عايز مصلحتهم، فأنا زيك وأكتر لو مش عشان ماهي اللي باعتبرها زي بنتي، فيبقى عشان حسين، اللي يا حبيبي حاله ما يعلم بيه غير ربنا من يوم ما بعدت عنه هي ومودي.
ـ ماهي منتحبة: يعني أنا خسرت حسين خلاص.
ـ نورا بحسم: لا طبعا هو عمره ما يستغنى عنكم، بس نظام أنها عرفت قيمة جوزها، راجعة بيتها تصلح غلطها، هتخليه اه يسامح بس مش هاينسى بالساهل، وهيبقى متوقع أنها هتتخلى عنه في أول مشكلة.
ـ شهاب بشك: والحل.
ـ نورا بتأنيب: بالنسبة لماهي، لازم تراجع نفسها كويس وتعرف أن اختياراتها هي بس اللي هتتحمل نتايجها، ومينفعش نعيش حسب كلام الناس، ولا ندي لأي حد مهما كان حق أنه يلغي عقلنا ويشكل حياتنا.
ـ شهاب باستسلام: عندك حق طيب بالنسبة لصلحها مع شهاب.
ـ نورا بخبث: نقلب عليه الترابيزة، ونطلعه هو اللي غلطان، ولو معرفناش على الأقل نطلعهم هما الأتنين غلطوا في حق بعض وساعتها غلطه قدام غلطها، وهيبقى زي ما أنت قلت اللي يغلط مش هنموته، ومصيرهم يتصافوا.
ـ ماهي بدهشة وهي تكف عن البكاء: طرابيزة أيه.
ـ نورا بابتسامة: أيه يا ماهي أنت مش ست ولا أيه، شغل ستات يا قلبي، حاجة كده زي لما كنت ما بتطبخيش ولما يزعل، كنت بتقلبي عليه الترابيزة، وتتقمصي وتقولي له كل اللي هامك الغدا، ما فكرتش تسألني فيا أيه، مالي، ويقعد يراضيكي ويصالحك بغدا بره، من غير ما يعرف ولا مرة أيه اللي منعك تتطبخي.
ـ شهاب بضحك: أيه ده يا ماهي، أنت ليكي في الشغل ده، ونظام الاهتمام ما بيطلبش.
ـ نورا بابتسامة: مفيش ست مالهاش في الشغل ده، بس فيه اللي بتستخدمه في الخير، وفي للشر، واحنا بقى دلوقتي، هنحافظ به على بيت ماهي وحسين.
ـ ماهي بلهفة: أزاي؟
ـ نورا بدهاء: زي ما أنت غلطانة، أكيد هو برضو مش كامل، وأكيد لو حتى مغلطش ممكن يبقى في تصرف مش مثالي، احنا بقى هنمسك الغلطات دي نكبرها وننفخها.
ـ شهاب بذهول: وبدل ما حسين يلومها، يبقى مضطر يدافع عن نفسه.
ـ ماهي بتوتر: وهو هيصدقني ببساطة كده؟
ـ نورا بخبث: لو أنت لوحدك أكيد لا، بس لما كلنا نأيدك، لو ما قتنعش، على الأقل هيشك في نفسه، لأنه مش ممكن يتخيل أني أنا ومحمود هنقف في صفك ضده، المهم دلوقتي في حاجة ممكن تكون مزعلاكي منه.
ـ ماهي بحزن: أيوه مش مصدقة أنه صدق كلام ماما بسهولة كده، وكأنه عمره ما عرفني، ده غير أنه اتمسك بحقه في مودي، لكن أنا كأنه ما صدق يسيبني.
ـ نورا بحماس: حلو قوي نظبط كلامنا بقى ونحاول نلاقي رد لأي حاجة هيعاتبك عليها.
ـ ماهي بتوتر: بس خايف ما يقتنعش.
ـ نورا ضاحكة: يعني هي أول مرة يا ماهي، أول ما تتزنقي عيطي كالعادة.
ـ شهاب بصدمة: يا نهار، أيه اللي باسمعه ده، انتم جبابرة، أوعي يا ماما تكوني بتخططي لنغم كده، وتكون بتعملوا لي غسيل مخ.
ـ ماهي مشاكسة: مش لما يلاقوا المخ يبقوا يغسلوه، سيبك منه يا ماما، وركزي معي قبل ما يرجع، وبعدين لازم نفهم عمو محمود عشان يساعدنا.
ـ نورا بثقة: متقلقيش عمك محمود بيفهمني من نظرة عين، وأنا هافهمك تقولي أيه، وكلنا هنساعدك.
ـ شهاب مشاكسا محاولا استرضاء نورا: يا واثق انت.
لتبتسم له بهدوء، فهي تعذره لحمايته لشقيقته، كما تعرف أنها سبق وظلمته، فمن حقه أن تحتمله حين يخطأ.    
***************************
بدار الرعايا
ـ فادي بمناغاة: آممممد ، ببب.
يحتضنه أحمد بحنان، بينما يهمس بإذنه بحب.
ـ أحمد بحنان: حبيب أحمد ووش السعد عليه، [زفرا باحتراق] يااااه، يا فادي لو تكون من نصيبي، هاحس أن ربنا رضي عني وقبل توبتي.
ـ الطفل مصفقا: بيبي ، سوسا.
ـ أحمد بابتسامة: أه صقف سوسا يا قلبي، أنت اللي حبيبي [بهيام] أنت واللي علمتك السوسا، يارب اجعلها من نصيبي، [موجها كلامه للصغير وكأنه يحاوره]  مش عارف شهاب ما بعتهاش ليه، [بقلق] تفتكر ممكن تكون تعبت زيادة، للدرجة كانت بتحبه، قول نعم يا فادي.
ـ الطفل بمناغاة: آآآآعم ، آآآآعم.
ـ أحمد بأمل: أندهها يا حبيبي يمكن تيجي عشانك حتى لو مش هتيجي عشاني ولا هتبقى نصيبي.
ليزفر بنفاذ صبر، مخرجا هاتفه مجريا مهاتفة.
ـ أحمد بلهفة: أيه يا بني هو ده اللي يومين وهلاقيها هنا. 
ـ شهاب بهمس: هو فيه أيه يا أحمد، ما قولت لك هاتصرف لما الاقي الظرف مناسب.
ـ أحمد بلهفة: هي لسه تعبانة.
ـ شهاب بهمس: لا هي كويسة الحمد لله، بس بافكر أأجل اللي اتفقنا عليه شوية.
ـ أحمد باستنكار: ما تستهبلش يا شهاب، هو أيه ده اللي تأجله، أنا من يوم ما اتكلمنا وأنا بعد الدقايق، وبعدين أنت بتوشوشني كده ليه.
ـ شهاب بهمس: بص مش هينفع الكلام دلوقتي، أنا حاليا في ظرف عائلي، وكمان يمكن يكون له تأثير ايجابي في موضوعنا، بس سلام دلوقتي مضطر أقفل، وزي ما قولت لك، يمكن اتفقنا يتأجل كام يوم كمان.
ـ أحمد باستعطاف: حرام عليك يا شهاب أنا قربت اتجنن.
ـ شهاب هامسا بحدة: ما تعقل يا أحمد، بأقولك أيه، كفاية اللي أنا فيه، وبعدين يا سيدي أعتبر نفسك ما سمعتش مني حاجة، وأرجع زي ما كنت لحد ما ربنا يفرجها، سلام دلوقتي.
سب شهاب بسره، حانقا عليه، فهو لم يطمئنه عليها كفاية، كما أنه لم يخبره بذلك الظرف العائلي، وكيف سيؤثر على علاقته بها، انتبه من افكاره على يد الصغير يعبث بوجهه، فابتسم له بود، محدثا أياه كأنه صديق يشاركه سره.
ـ أحمد هامسا بضيق: شوفت الحيوان، بيقولي أعتبر نفسك ما سمعتش مني حاجة، وأرجع زي ما كنت لحد ما ربنا يفرجها، ميعرفش أنه في اللحظة اللي قالي أنها اتطلقت، وكأنه فتح باب كنت مخبي وراه كل مشاعري، شوية أقول تعاطف، وشوية إعجاب، بس الحقيقة أني بحبها، بحبها أكتر ما أنا نفسي كنت متخيل، قال أرجع زي الأول، عايز يخرجني من الجنة، بعد ما ادني الأمل الغبي.
ـ الطفل بمناغاة: آبي ، آبي.
ـ أحمد ضاحكا وهو يضمه بحنان: أهو حتى أنت كمان عرفت أنه غبي. 

دفعلامتك يا ماهي، أحسن دلوقتي، لو هتقدري نساعدك تطلعي شقتك.
ـ ماهي بعصبية: لا مش هينفع أطلع بيتك، أنا غضبانة هنا عند بابا محمود، لحد ما بابي يرجع لأن في مشكلة بيني وبين والدتي، ولما يجيب لي حقي منك ابقى أرجع بيتي.
ـ شهاب بصدمة: حقك مني! وأنت اللي غضبانة.
ـ ماهي بدلال لمحمود: أنا اللي يبيعني مش هاتحايل عليه عشان يشتريني، ها يا بابا، هتسمح لي أقعد عندك لحد ما بابي يرجع ويجيب لي حقي.
ـ نورا بسرعة: حقك طبعا يا بنتي، ومحمود عمره ما يرضى بالغلط.
ـ محمود بارتباك ولكنه تفهم ايماءات نورا الخفية بمجاراتها: البيت بيتك يا حبيبتي، وأنا مكان المهندس صالح لحد ما يرجع بالسلامة وحقك في رقبتي.
ـ حسين بدهشة: حق أيه، ومين اللي باع مين.
ـ ماهي بجمود: مليش كلام معك، أنا اللي عندي قلته لماما نورا.
ـ نورا بحزن: حقك يا بنتي، أنا مكنتش أعرف الكلام ده، لكن كده عداكي العيب، بس أنت سامحي وأكيد هو هيراضيكي. 
ـ حسين بعصبية: هو أنا عملت لها أيه.
ـ محمود وقد فطن لما تحاول نورا فعله: أنت كمان هتزعق لها قدامنا.
ـ حسين مبهوتا: أنا مش بزعق يا بابا، أنا بس مش فاهم حاجة.
ـ ماهي بتأثر: يوم عيد ميلاد لولو، أنا اضطريت اقعد مع ماما لأن كان لازم حد يقعد معها، خصوصا وبابي مسافر وشهاب رجع معكم، ويومها اتصلت على حسين كتير بس تليفونه فضل مقفول.
ـ نورا بتأكيد: حصل وكلميتني تاني يوم تطمني علي وعليه، وأنا قولت لك أنه نفسيته تعبانة وأن يومين ويعدوا.
ـ ماهي بنحيب: وصبرت بدل اليوم أسبوع، واتفاجأت أن الباشمهندس جه يدور على اللي يخصه، دور على ابنه وبس، ومفكرش أنه حتى يسأل علي.
ـ حسين بعصبية: أنا سألت عليكي أنت، والسيكيورتي منعوني أدخل وقالوا أني في أوامر بده.
ـ ماهي بانفعال: وعرفت تتصل ببابي وتقلب الدنيا عشان تشوف ابنك، ومحاولتش تشوفني ولا تكلمني ولو مرة.
ـ حسين باستنكار: مامتك قالت أنك رفضتي أني أطلع لأنك كنتي لوحدك، وكأني واحد غريب من الشارع.
ـ ماهي بانفعال حقيقي: عذر اقبح من ذنب يا باشمهندس، ازاي تصدق أني ممكن اعمل حاجة زي دي، وقتها أنا كنت نايمة، و معرفتش الكلام ده غير النهاردة الصبح بالصدفة، ورغم بيعك لي مسكتيش ورحت النادي اتخانقت مع ومامي وواجهتها، ورجعت البيت بالحالة اللي أنت شوفتها.
***************************
تفتكروا هيقدروا هيقدروا يلبسوا حسين الغلط، وأيه رأيكم في نورا، حد فيكم بيعمل كده فعلا
***************************
مع تحياتي
منى الفولي

جريمة باسم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن