اللهم لا إله الا أنت سبحانك، أني كنت من الظالمين
اختبار [الجزء الثاني لجريمة باسم الحب]
الحلقة الثانية
ـ شهاب مشاكسا: سيبك أنت بس من الحوار ده، أنا هاكلم نغم أقولها ما تنزلش، وقبل ما اطلع هاخد العربية، وهاروح اجيب أجمد فتة ولوازمها من المطعم اللي أنت عرفتهوني، وهاعمل حسابك في أكلة جامدة، أنا عارف الهبل بتاع المطعم ده مايسدش معك.
ـ محمود ضاحكا: لا ده كده أنا اللي هاقعد بلولو.
ـ شهاب ضاحكا و هو يحتضن محمود: حبيبي يا عمي.
تصل سيارتي حسين وصلاح بهذه اللحظة، ليرتسم الضيق على ملامح صلاح وهو يرى انسجامهما ومزاحهما رغم فارق السن بينهما.
ـ حسين بابتسامة: خير، عملت انهى مصيبة مفرحك كده.
ـ شهاب بحزن مصطنع: شوفت ياعمي الباشمهندس بيقول علي أيه.
ـ محمود مداعبا: لا كله الا شيبو، [هامسا بأذنه] اتوصى بالممبار، [ضاحكا] ده حبيبي من أيام الجيزة.
ـ شهاب ضاحكا وهو يتجه لسيارته: ربنا يخليك لي يا عمي، أنت اللي فهماني في البيت ده، عن أذنكم ورايا مشوار مصيري.
ـ محمود ضاحكا: اتفضل يا حبيبي، متعطلش نفسك وأنا هزبطه لك.
ـ حسين ضاحكا مراقبا انطلاقه السريع: لا كده الموضوع كبير، هو الواد ده رايح فين.
ـ محمود مشاكسا: ملكش دعوة.
ـ حسين لماهي ضاحكا: شوفتي أخوكي، سرق أبويا مني.
ـ صلاح بابتسامة صفراء: هو شهاب كده يحب يسرق الكاميرا.
ـ محمود بهدوء: طيب اضحك عشان الصورة تطلع حلوة.
ـ نعم بهدوء: امال ماما ونغم فين.
ـ محمود بابتسامة: نغم في شقتها عشان هيباتوا هنا النهاردة، ونورا اخدت لولو وطلعت شقتنا، وأنا ورايا حاجات هاشوفها بالمعرض واحصلهم.
ـ نعم بابتسامة: طيب عن أذنكم هاطلع لماما.
ـ حسين معطيا طفله لوالدته: طيب خدي أنت محمود يا ماهي واطلعي معها، عشان في شغل عايز أتكلم فيه مع بابا.
ـ صلاح بضيق: طيب عن أذنكم.
ـ محمود وحسين بتلقائية: اتفضل.
***************************
بشقة محمود
ـ نعم بحرج: معلش يا ماما، أنا عارفة أني تقلت عليكم، بالموضوع ده.
ـ نورا بعتاب: ده على أساس أنك بتطلبي من حد غريب
ـ نعم بحرج: بس يعني عشان الموضوع يخص صلاح مش أنا، وأنتم سبق واتكفلتم بعملتين الحقن اللي فاتوا..
ـ نورا مقاطعة بحنان: أي حاجة تخصك تبقى تخصنا، وبدل قررتي تكملي معه، فاحنا كلنا معاكي يا قلبي، واحنا مش مطنشين الموضوع [بتردد] بس هو في حاجة كده مش المفروض أقولها.
ـ نعم بتوتر: في أيه يا ماما، أنت مخبية عني حاجة.
ـ نورا بتردد: بصي هو مش المفروض أقولك، عشان بس لو مفيش نصيب، لكن هاقولك عشان تتأكدي أننا مش ناسينك، شهاب جوز أختك، ابن عمه عايش في أمريكا، وبعت له نسخة من تقارير صلاح، وطلب منه يعرضها على دكتور كبير قوي هناك، ولو الدكتور شاف أنكم تعملوها هناك، هتسافروا.
ـ نعم بذهول: امريكا! بس كده كتير قوي، والموضوع هيبقى مكلف قوي على بابا.
ـ نورا بحنان: مفيش حاجة تكتر عليكي يا قلبي، وبعدين متقلقيش، اخواتك صمموا كل واحد يتحمل التلت، وكانت دي هتبقى مفاجأة عيد ميلادك الشهر الجاي، وأديني حرقتها.
ـ نعم بسعادة: ربنا ما يحرمني منكم ويخليكم لي، يا أجمل عيلة في الدنيا.
ـ نورا ضاحكة: أهم حاجة تستري علي، وتتفاجئ في عيد ميلادك.
ـ نعم ضاحكة: عيب يا نوارتي، ده هيجي لي ذهول ويغمي علي من الفرحة كمان.
ـ نورا بلهفة: ألف بعد الشر عنك، سلمتك من الأغماء يا قلبي.
ـ نعم بلهفة: بس يجي بسبب الحمل، وأنا موافقة وراضية.
ـ نورا بحب: طول عمرك حامدة وراضية يا نعومتي، ربنا يزيدك ويكتب لك الخير ويراضيكي به.
ـ نعم برجاء: يا رب يا ماما، يارب.
***************************
بشقة حسين
ـ حسين بابتسامة: السلام عليكم.
ـ ماهي بابتسامة: وعليكم السلام، أهلا يا حبيبي.
ـ حسين بابتسامة مقبلا وجنتيها بحب: أهلا يا قلبي، مش قولتي أنك عايزة تقعدي مع ماما نورا.
ـ ماهي بابتسامة: بصراحة حسيت أن نعم عايزة تتكلم معها ومحرجة مني فطلعت.
ـ حسين ضاحكا: تقومي تسبيهم لوحدهم، أراهنك أن ماما هتقول لها على المفاجأة، وتوصيها ما تقولش.
ـ ماهي بابتسامة: أحسن خليها تفرح بدل ما تفضل قلقانة من هنا لعيد ميلادها.
ـ حسين بابتسامة: أنت طيبة قوي، أنت فاكرة أن ماما ممكن تسيب حد فينا مضايق أكتر من يومين، ده لو قدرت.
ـ ماهي بحب: عندك حق، أنا ما شوفتش أم بحنيتها وحنانها، وعمري ما حسيت أنها مرات عمك.
ـ حسين بابتسامة: ربنا يبارك لي فيها، عمرها ما فرقت بيني وبين اخواتي.
ـ ماهي بحب: ربنا يحفظكم، ويحفظك لي ولمحمود يا سينو.
ـ حسين بابتسامة: قلب سينو.
***************************
بشقة نعم، يجلس صلاح أمام الحاسوب مجريا مهاتفة مرئية.
ـ صلاح بضيق: مش عارف يا وليد، موضوع العقم ده بوظ لي كل حاجة.
ـ وليد بدهشة: يعني أنت مش مضايق من موضوع أنك مش هتكون أب، قد ما أنت زعلان من الدنيا اللي باظت.
ـ صلاح زافرا: مش هاكدب عليك، أنا في الأول زعلت، بس لما الدنيا هديت سألت نفسي عايز عيال أعمل بيهم أيه، مفتكرش أبدا أني هانفع أكون أب.
ـ وليد باستنكار: ليه بتقول كده؟
ـ صلاح بحنق: يعني هاجيبه منين، ما أبوك كان بيعذبنا عشان العيلة الشمال، اللي راح أتجوزها بعد أمك الله يرحمها[بآسى] فاكر لما كان مانعنا نيجي من المدرسة على البيت طول ما هو مش موجود، عشان ست الحسن والجمال، واللف اللي كنا بنلفه في الشوارع لغاية ما يرجع، ولا الحبسة في أوضتنا طول ما احنا في الشقة، والحمام اللي بالأذن، والضرب بسبب ومن غير، شغل البيت اللي بالسخرة، وآخرتها كتب لها الورث كله واترمينا في الشارع .
ـ وليد بحنق: انسى بقى يا صلاح، الوضع دلوقتي أختلف، أمسك اللي في أيدك باسنانك، أنت مش متخيل الغلب اللي أنا شاربه هنا.
ـ صلاح بحقد: كله من الزفت اللي اسمه شهاب، من يوم ما شوفت نغم وأنا بتقدم لنعم، وقلت الدنيا ضحكت لنا، وكنت مستني لحد ما نتخطب ونبقى عيلة واحدة وأقربكم من بعض، يقوم الزفت ده متقدم لها يوم خطوبتي، لا ويتجوز بعدي بسنتين، ومراته تخلف بعدها بتسع شهور، وأنا عملت عمليتين، ولا واحدة فيهم نفعت.
ـ وليد بحيرة: أنت مش لسه كنت بتقول أن موضوع العيال ده مش فارق معك.
ـ صلاح بضيق: هو فعلا مش فارق معي، بس ممكن يضيع مني كل حاجة، وأنا ما صدقت أرتاح، أنا حفرت في الصخر، ذاكرت ليل ونهار، عشان أفضل الأول وأجيب امتياز، كنت بحط الكتاب على الحوض وأنا باصبن المواعين لمرات أبوك.
ـ وليد بضيق: سيبك من كل اللي فات، وسيبك كمان من موضوع العيال، أهم حاجة نعم، طول ما هي متمسكة بك أنت في أمان، وهما مش بس محدش طلب منك تطلقها، دول كمان بيتكفلوا بمصاريف علاجك عشان خاطرها.
ـ صلاح بتهكم: بجد أنا مش مصدق أن في ناس زي دول، ده من ساعة الموضوع ده وهما بقوا الطف معي وكأنهم خايفين يجرحوني، [باستهزاء] ونورا ومحمود دول تحسهم خارجين من فيلم أبيض وأسود، فاكرين نفسهم شباب ولسه بيحبوا بعض ويدلعوا بعض بس باحترام وعقل، مش بهطل زي أبوك، والاتنين مفيش في حياتهم أهم من عيالهم عايشين عشان يسعدوهم وبس، حتى الغريب اللي يدوب معرفش ابن ابن عم مين شالوه في عينيهم، مش أبوك اللي ضربني قدام البت اللي كنت هاخطبها، جتنا نيلة في حظنا الهباب.
ـ وليد محاولا تغيير مجرى الحديث: اه صحيح وهي عاملة أيه، لسه دايبة في هواك.
ـ صالح ضاحكا: مروة، مروة زيي بالظبط ما بتحبش الا نفسها، هي بس كانت معتبرة مسألة جوازنا أمر مفروغ منه، يعني معارف من زمان، ودخلنا الكلية مع بعض من سنة أولى، الأوائل على الدفعة كل سنة، وتقريبا ظروفنا المادية قريبة من بعض، وكنا شبه متفقين، وخطوبتي لنعم كانت صدمة وكون أنها متجوزيتش لحد دلوقتي، ده مخليها مش عارفة تنسى .
ـ وليد بقلق: أوعى تكون قالت لنعم حاجة.
ـ صالح بتهكم: وهو كان في حاجة عشان هتقولها لها، أيه هتروح تقولها كنت حاطة عيني عليه، وهو كان متجاوب وأول ما أنت ظهرتي خلع.
ـ وليد بتوتر: ربنا يكفيك شرها، بصراحة أنا عمري، ما استريحت لها، بعكس نعم، أول مرة شوفتها حسيت أن ربنا بيحبك.
ـ صالح بابتسامة: نعم دي مفيش زيها أصلا، وما تقلقش هي مش شايفة غيري، مهما أعمل، ولما باحس أني زودتها معها، بأعرف ازاي احنن قلبها، المهم أنت عامل أيه مع الزفتة اللي عندك.
ـ وليد بحنق: هتجنن يا صلاح، تخيل دلوقتي البوي فريند بتاعها بيجي عيني عينك، ولو فكرت أفتح بوقي بتهددني بالترحيل، ده غير أني باشتغل زي الحمار، وهي بتاخد ربع مرتبي على الجاهز، ده غير أني باحوش من الباقي عشان تاخد المبلغ اللي اتفقنا عليه لما يجي وقت الجنسية عشان تروح معي المقابلة.
ـ صلاح بتعاطف: متقلقش ربنا يسهلها، ولو مقدرتش تجمع المبلغ وقتها، كلمني وأنا هاتصرف.
ـ وليد بامتنان: ربنا يخليك لي ياصلاح، وما يحرمني منك.
ـ صلاح بحب: ولا يحرمني منك يا وليد، أنا مليش غيرك من يوم ما وعيت على الدنيا [بآسى] وبعد موضوع الخلفة ده، شكلي هاموت وأنا برضه مليش غيرك.
ـ وليد بمواساة: متقولش كده، بأذن الله ربنا هيكرمك ويعوض عليك.
ـ صلاح بإستياء: عادي ما تشغلش دماغك، هاسيبك عشان نعم كده طولت تحت.
انهى محادثته مع أخيه، وأخرج هاتفه ليجري أخرى مع نعم.
ـ صلاح بنعومة: وحشتيني، أيه يا نومي، ينفع تسيبيني كل ده... لا برضه بتوحشيني... وأكتر من كده كمان، أنت بتوحشيني وأنت معي... أيوه مجهد بس من امتى باعرف ارتاح غير وأنت في حضني... طيب متتاخريش علي... سلام يا ماما.
رمى هاتفه باتجاه الفراش وهو يزفر بقوة.
***************************
بشقة صالح.
ـ سوزي بغضب: أنت بتهرج يا شهاب، تلات أيام في شقة مراتك، ده حسين ما بيسبش ماهي تبات هنا ولو يوم واحد.
ـ شهاب ببساطة: وتبات هنا ليه أصلا، بابا طول النهار في الشركة، وحضرتك الصبح في الجمعيات وبالليل في النادي، الأول كنتي بتاخديها معاكي، ولما جوزها اتضايق بقيتي تسبيها هنا لوحدها، أنما هناك ماما نورا مش مخليها محتاجة حاجة، ده غير أنها بتساعدها وتعلمها تراعي محمود.
ـ سوزي بإستياء: أه، تبقى نورا أحسن مني، وتستاهل كلكم تقعدوا معها وتسيبوني لوحدي.
ـ شهاب باستنكار: نسيبك فين يا ماما، حضرتك معرفتيش أننا بايتين هناك غير بعد يومين.
ـ سوزي بإستياء: أيوه لما احتاجتك وملاقيتكش.
ـ شهاب ضاحكا: احتاجتيني عشان ابيع لك تذاكر.
ـ سوزي بحدة: وأيه المشكلة، حفلة خيرية، اشمعنى بتروح مع محمود المركز كل جمعة.
ـ شهاب بهدوء: عشان حضرتك عايزني ابيع التذاكر، عشان تبقي دخلتي مبلغ أكبر للجمعية، وتبقي أحسن من مدام شيري، لكن المركز الخيري اللي بروحه يوم الجمعة، غير لي حياتي وخلاني أحس بنعم ربنا علي.
ـ سوزي بإستياء: أنا مش عارفة جرى لك أيه أنت وأختك، من يوم ما العيلة دي دخلت حياتنا، وأنتم اتغيرتم.
ـ شهاب بثقة: للأحسن يا ماما، من يوم ما عرفناهم واحنا بقينا أحسن،حتى قبل ما نناسبهم، عم محمود كان محترم معنا لما كنا راجعيين منعرفش أي حاجة عن طبيعة السوق هنا.
ـ سوزي بإستياء: مكانتش خدمة، وقاصدها أستولى عليك أنت وأختك.
ـ شهاب بنفاذ صبر: ماما مفيش داعي للكلام ده، ولو حاولتي تضايقي نغم تاني، أنا هاخودها وأمشي، بس مش تلاتة أيام، هامشي علطول، ومش هاروح شقة نغم، لا هاجيب شقة في مكان بعيد عنكم كلكم، عشان ميبقاش عمي محمود سرقني منكم، هيبقى حضرتك السبب.
ـ سوزي بغضب: بتهددني يا شهاب، براحتك، أنا اللي غلطانة أني، عايزة بنتك ما تختطلتش كتير بحد أقل من مستواها.
ـ شهاب باستنكار: الطفل الوحيد اللي في البيت ده يبقى ابن ماهي يا ماما، ولو بتتكلمي عن ماما نورا، فأظن أن مستواها أفضل كتير من الناني اللي كنت بتربينا.
ـ سوزي بغضب: لا طبعا الناني مؤهلة.
ـ شهاب بضيق: وأنا عايز بنتي تتربى في عيلة مش مع الشغالين.
ـ سوزي بضيق: براحتك، بس أعمل حسابك عيد ميلاد لولو السنادي هيتعمل في قاعة، مش في شقة حماك زي السنة اللي فاتت.
ـ شهاب بنفاذ صبر: حاضر يا سوزي هانم، تؤمري بحاجة تانية.
ـ سوزي بتعجب: غريبة أول مرة ما تجادلش وتتعب قلبي.
ـ شهاب بضيق: لا ماهو أنا خلاص حفظت، أي حاجة باعارضك فيها، تتصلي بنغم وتتهميها بأنها سرقتني منك ومعصياني عليكي، وأنك غضبانة علي وعليها، فهي طبعا تستلمني زن لحد ما أعمل لحضرتك اللي أنت عايزه، فقلت أجيب من الأخر واريحك واريح نفسي.
ـ سوزي باشمئزاز: أيه الالفاظ السوقية دي، عشان تصدقني لما أقولك أنهم أثروا عليك.
ـ شهاب زافرا بنفاذ صبر: سوري مامي، عن أذنك.
***************************
مساءا بأحد النوادي الراقية
ـ سوزي وهي تنضم لطاولة سيدة بمثل سنها وبنفس المظهر المتعالي: هاي هايا، اتأخرت عليكي يا قلبي.
ـ هايا بابتسامة: لا خالص يا قلبي أنا لسه جاية، وكله من البني أدم المستفز خطيب ميرا.
ـ سوزي بتساؤل: هو ضايقها تاني، هو مش كان وعد أنه هيبطل عمايله القذرة دي.
ـ هايا بضيق: لا والمرة دي مع كالي أعز اصحابها الحيوان.
ـ سوزي بصدمة: وعملت معهم أيه؟
ـ هايا بضيق: بالنسبة لكالي فهي الأمور دي عندهم عادي بس المفروض كانت تراعي أنها نزلت الرحلة دي على حسابنا، وقاعدة عندنا، ويومين والرحلة هتخلص وترجع المانيا، المشكلة في الحيوان ده اللي مش مقدر الجوهرة اللي خطبها.
ـ سوزي بتأثر: وأنت أيه اللي مصبرك عليه لحد دلوقتي، وميرا من امتى وهي ضعيفة كده.
ـ هايا بعتاب: ما أنا قلت لك قبل كد، أنها بعد صدمتها بجواز شهاب، أتأثرت فترة كبيرة، ورفضت تعمل أي صداقات، وأنا ما صدقت أنها وافقت لما رامي ده اتقدم لها.
ـ سوزي بحرج: أيوه، بس أنتم عارفين من قبل ما ننزل من المانيا أن شهاب بيعتبرها صديقة مش أكتر.
ـ هايا بلوم: فعلا، بس كمان وقتها، أنت قولتي أنك مش هتلاقي لشهاب زي ميرا، وأنه مش حاسس بيها عشان علطول مع بعض، وأكيد لما هتبعدوا هيشتاق لها، والبنت فضل عندها أمل، لغاية ما اتصدمت بخبر جوازه، وخصوصا أنه أتجوز واحدة أقل منها في كل حاجة.
ـ سوزي باعتراض: منكرش أني كنت اتمنى أن شهاب يتجوز ميرا، خصوصا وأنا وأنتي بقينا أعز أصحاب، بس أنا ولادي غير ولادك، أنتم جيتوا المانيا والولاد كبار نسبيا، لكن ولادي أنا أتولدوا هناك، واستقلاليتهم واختياراتهم طول عمرها خط أحمر، وأنا مقدرتش امنعه [بخيلاء] خصوصا والبنت دكتورة وفعلا شخصية ممتازة ومش أقل من أي حد، مايعبهاش غير موضوع شغل باباها، مع أنه في تعاملاته كلاس وجنتل مان جدا.
ـ هايا بتهكم: وأنت دلوقتي شايفة الفروق الاجتماعية شئ ثانوي وبتساوي ما بين بنت المهندس والنجار.
ـ سوزي بضيق: رغم أن باباها عنده مصنع موبيليا وأكتر من معرض، مش نجار زي ما بتقولي، بس متهيألي الكلام ده ملوش مكان دلوقتي، أيا كان شهاب اتجوز مين، فالنتيجة واحدة، هو وميرا مش مكتوبين لبعض.
ـ هايا بضيق: اه طبعا، وأكيد ده مش لازم يأثر على صداقتنا.
ـ سوزي بابتسامة: أفهم من كده أنك هتقبلي دعوتي على عيد ميلاد لولو بنت شهاب.
ـ هايا بابتسامة مفتعلة: أكيد حبيبتي وبالمرة نتعرف على الدكتورة مامتها وأخوها جوز ماهي.
***************************
بشقة نعم
تجلس نعمة منهمكة بتفحص عدة أوراق بيديها
ـ صلاح متذمرا: أيه يا قلبي كل ده ولسه ما خلصتيش.
ـ نعم باعتذار: أسفة يا حبيبي اتاخرت عليك بس المرة دي القضايا أكتر من كل مرة.
ـ صلاح بضيق: أنا مش عارف أنت ليه واجعة قلبك بالقضايا دي، ده أنت اللي بتصرفي عليها من جيبك.
ـ نعم برقة: زكاة عن علمنا يا حبيبي، دول ستات غلابة ملهومش سند، ولولا دار الضيافة كان زمانهم في الشارع، وأنا بحاول اساعدهم على قد ما باقدر، وعلى فكرة، في قضية منهم كنت محتاجة مساعدتك فيها.
ـ صلاح بجدية: بس زي اتفاقنا أنا مبحبش الروتين وبحب أنجز، أنا مش باخد حاجة لنفسي، بس كل خطوة محتاجة مصاريف، دمغات ورسوم وشاي.
ـ نعم بابتسامة: عارفة يا حبيبي، مفيش مشكلة بابا متحمل مصاريف كل القضايا دي، من وقت ما قررت أمسك قضايا دار الضيافة.
ـ صلاح بابتسامة: أوك ، هاتي القضية اللي عايزني أطلع عليها، ولو اكتر من قضية مفيش مشكلة.
ـ نعم بابتسامة: ربنا ما يحرمني منك، خد الملف ده دلوقتي، ولو اتزنقت هاجيب لك الباقي، أنت عارف عيد ميلاد لولو فاضل له كام يوم بس، وهبقى مشغولة مع نغم جدا.
ـ صلاح بضيق: على فكرة أنا مش هاروح عيد الميلاد ده.
ـ نعم بدهشة: ليه!
ـ صلاح بسخافة: وهو شهاب باشا كان عزمني.
ـ نعم باستنكار: يعزمك أيه، ده عيد ميلاد لولو بتعتنا.
ـ صلاح بعصبية: لولو دي بنته هو، مش بتعتنا، واللي مش هيقدرني مش هاقدره، عن أذنك.
تركها مذهولة، لا تدري لما تلك العصبية المفرطة بأمر كهذا، ثم شعرت بالآسى من أجله، وهي ترجع عصبيته لحرمانهما من الأطفال، لتقرر أن تحتويه وتحاول إرضاءه كما اعتادت دائما.
أيه رأيكم في شخصية صلاح، وتفتكره طريقته دي ممكن تأثر على ترابط عيلة محمود
***************************
مع تحياتي
منى الفولي