بارت 19

463 43 11
                                    

كنا أنا و نادية نتذكر الحلم و نحن في الطريق الى المدرسة ، تحدثنا عن ميادة و عن عائلتها ، عندما شاهدنا (برياد) يلهو في الشارع ،تذكرنا كيف ضربه حسام على فمه وأصبح برياد يكرهه و يتجنب الأقتراب من بيتهم .
أنا و نادية نخلط أحلام بالحقائق ، الأوهام بالوقائع ، لكنها تنسى وانا اتذكر ، في هذا اليوم خرج فارووق من البيت وهو يرتدي سروالاً قصيراً و قميصاً رياضياً و دون ان يسد الباب خلفة راح يتبعنا ، عندما انعطفنا بأتجاه الساحة صغيرة ، التي تفصل شارعنا عن المدرسة ، إقترب مني وقال لي وهو يواصل سيره :
-مشتاقلج و لازم أحجي وياج .
ودعت نادية بإشارة سريعة و تركتها تواصل طريقها وتبعته ، أنا مشتاقة له اذ لم التقه منذ سفره الى ارجنتين ، لتذهب المدرسة و ابو المدرسة الى الجحيم ، كنت انظر أليه من الخلف وهو يتقدمنا ، كنت اشعر أن كل خلية في الروحة تعود لي ، أحبة و اتمنى أن يحملني أمام الناس و يقول لهم أحبها .
بلغنا الشارع الخلفي المجاور لشارع السوق ، ومن هناك توجهنا الى الشارع العام ، ثم سلكنا الطريق بإتجاه ساعة بغداد.
جلسنا في الحديقة المقابلة للساعة بعض الوقت ، و كنت انا قلقة بعض شيء لأنني أول مرة اغيب عن المدرسة ، وفي الوقت نفسة كنت حزينة لأن ميادة قتلها أخوها ، لكن فارووق كان مسافراً ولم أراه منذ مدة طويلة و هو لا يحب أن يفسد فرحتة بالفوز أي شيء في هذا العالم .
حاولت ان اكون معه على طبيعتي ، لكنه عرف أن تفكيري مشغول عنه ، فأخذ بيدي و ذهبنا الى المتنزه الزوراء ، و في طريق كان يتحدث معي من دون توقف وهو يصف لي رحلته الى أرجنتين ، كان يقول لي :
-إنهم في الصحافة أطلقوا عليّ لقب مارادونا العراق .
وأنا لا أعرف من هو مارادونا ، ولكنني خمنت أنه أحسن لاعب كرة القدم في العالم ، فابتسمت بوجهة أبتسامة لأشجعة على مواصلة حديثة ، لكنه صار ينظر الى الشارع و الرصيف و أوساخ المرميه في الطريق و يقارنها مع مدينة بوينس آيرس النظيفة التي أعجبته ، قال : أن شوارعها جميلة جداً و بناياتها عالية و ليس فيها غبار مثل هذا الغبار ، و قال لي أيظاً : كلما شاهدتُ فتاة أرجنتينية جميلة تذكرتك و إشتقت اليك ، وعندما دخلنا الى حديقة الزوراء أستدرجني بين الأشجار ، نظر يميناً و شمالاً كأنه يخطط لعمل ما ، أقترب مني و سرق من شفتي قبلة خاطفة ، دفعته يداي لا شعورياً الى الخلف بعيداً عني ، استدركت خطأي على الفور ، حاولت ان أفلت منه ولكنني شعرت بدوران شديد و فقدت توازني ، وكدت ان اسقط في الساقية بعد ان أن سقطت حقيبتي من يدي ، كرهت فارووق و قررت أن اتركه و أعود الى المدرسة ، ولكنني جلست على الأرض ووضعت يدي على عيني ورحت ابكي .
جلس فارووق بعيداً عنى وهو نادم على تصرفه ، بعد قليل إقترب مني اعتذر ، ولا اعرف لماذا تمنيت في هذه اللحظة أن يقبلني مرة اخرى ، مسكت بيده و شعرت بحرارة أصابعة ، فراح يمسح دموعي بيدة الثانية لكنة لم يقبلني ، بقيت متمسكة بيده ، هذه أول مرة أشعر فيها أنني أحبه كل هذا الحب ، كان قريباً جدا من روحي ، صار جزءاً مني و كنت خائفة ان يبتعد عني .
-أني احبك .
-واني هم احبك و أعذريني على تصرفي .
-عادي .....بس بعد لتعيدها .
-وإذا عدتها.
-أموتك .
-راح أعيدها .
-خلي أغمض و دير بالك تعيدها .
أغمض عيني انتظرته ولاكن لم يقبلني، فتحت عيني وجدته يضحك .
-تعرفين انت تصيرين احلى من تغمضين .
-ليش عيوني مو حلوة ؟
-لا عيونك تخبل بس انت أحلى من تغمضين .
-تريدني اغمض ؟
-إي .
-لو تموت ما اغمض .
حملت حقيبتي و نظفتها من التراب و مشيت أمامة بسرعة وهو يتبعني و يتوسل بي لكي اتوقف ، ولكنني واصلت طريقي نحو باب المتنزه ، أسرع في خطواته لكي يكون قريباً مني ، تجاهلته ورحت اغني مع نفسي و هو يضحك .
سمعت دقات ساعة بغداد وهي تعلن العاشرة صباحاً ، نظرت في عينيه و قلت له : أريد ان اذهب الى المدرسة ، لا اريد ان اغيب اليوم كله ، صار ينظر الى الأرض وهو يقول :
-اني احبك اكثر من كل الدنيا .
عبرت الشارع و كادت ان تدهسني سيارة مسرعة ، إلتفت نحو فارووق أطمئنته الى أنني بخير ، لكنه كان قد غادر المكان في الإتجاه الأخر و أختفى .
تغير هذا اليوم كل شيء في حياتي،صرت اشعر انني فتاة سعيدة ، لكنها ليست طيبةو بريئة، شعرت بحاجز كبير بيني و بين العالم ، بيني و بين بابا و ماما،كنت وحدي في الطريق لكن الناس ينظرون الى من خلف نوافذ السيارات و يقولون مع انفسهم هذة البنت ليست لها شفتان.
رفعت اصبعي اتحسس شفتي فوجدتهما أكبر مما كانا علية (((هي قبلة خاطفة كيف كبر شفتيها ههههه😂😂)))
شعرت بألم خفيف و تخيلتهما شفتين زرقاوين ، عندما وصلت الى المدرسة دخلت الى الحمام و اخرجت علبة الهندسة من حقيبتي ، فتحتها ورحت أنظر الى وجهي على صفحة غلافها الداخلية التي تعكس الضوء مثل مرأة ، كانت شفتاي طبيعيتين وليس هناك أي اثر للقبلة عليهما ، ذهبت للمعاونة و إعتذرت عن تأخري ، كانت معاونة مشغولة مع مشرفة تربوية تزور المدرسة فاعطني أشارة من يدها بالذهاب ، فذهبت الى الصف و جلست مع نادية و هي تضحك ، قربت فمي من اذنها و قلت لها :
-عندي سر .
-شنو ؟
-ما أگول .
-لا عفية گولي .
وضعت إصبعي فوق شفتي و قلت لها :
- فارووق قبلني !
ابتسمت نادية من أعماقها :
-انتِ شكد قديمة .
-عزة عزاج نادية .

(الكاتبة /شهد الراوي )
•••••••••••••••••••••••••
هذه صورة من مدينة بوينس آيرس عاصمة أرجنتين

(الكاتبة /شهد الراوي )•••••••••••••••••••••••••هذه صورة من مدينة بوينس آيرس عاصمة أرجنتين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️لا تلوموني لأن اتأخرت لأن ماكو أي تفاعل ماجان عندي واهس اكتب رواية بس وحدة سوتلي كومنت اشكرها جداً @dania_saad

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
لا تلوموني لأن اتأخرت لأن ماكو أي تفاعل ماجان عندي واهس اكتب رواية بس وحدة سوتلي كومنت اشكرها جداً
@dania_saad

ساعة بغداد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن