كان رهط من بين رفاق طريق الكمال ذوي بصر نافذ بالامور، فكانوا يشاهدون التجليات الكمالية للمحبوب الحقيقي اي الله جل جلاله ولا يلتفتون إلى سواه .
وانسجاماً مع الفطرة البشرية المتطلعة إلى الجمال والكمال الحقيقي..فإنهم ما كانوا يجدون هذا الجمال وهذا الكمال الحقيقي الواقعي الا في الذات الإلهية المقدسة .
أحد رفاق الطريق...كان قصير الادراك ولكنه شديد النزوع في الحب، فأحب محبوباً مجازياً وحدث أن افترق عنه مرة فراقاً مؤقتاً.. فأنتابه الارق ليلة إلى الصباح وما ذاق طعم النوم، حتى انه كان يغفي خلال صلاة الفجر.
وقد قال هو عن نفسه: كنت حين اغفيت أتشهد تشهد الصلاة(اشهد ان لا اله الا الله ) فرأيت وانا في تلك الحالة شخصاً قائماً عند رأسي يقول لي :
أتعرف ما تقول؟
قلت: وما اقول؟!
فقال : ما دامت كلمة الله جامعة لكل الصفات الالهيه المقدسة .. فأنت حين تقول(اشهد ان لا اله الا الله ) كأنك تقول:
اشهد ان لا حبيب الا الله، والحال انك من أجل غير الله ما قدرت ان تنام حتى طلع عليك الصبح!
ولما اردت ان تحكي الان مع المحبوب الحقيقي بضع كلمات.. اخذك النعاس بل لعلك قد نمت فعلا!
وثبتُ من نومي فما رأيت أحداً، ولقد نفعتني هذه الرؤيا كثيراً، إذ تحولت هذه المحبه الشديدة التي اكنها لرفيقي دفعة واحدة إلى الله تبارك وتعالى ولم اعد عاشقاً لغير الله سبحانه .
ثمة رفيق آخر من هؤلاء الاصحاب كان يحب فتاة حباً يصل إلى حد العبادة قلت له يوماً:
هل فكرت في المزية التي في حبيبتك حتى احببتها إلى هذا الحد ؟
فقال : هي كمال من رأسها حتى القدم هي قرص الشمس وقطعة قمر .
قلت : ألا يوجد ما هو خير منها... أم انك لم تر احسن منها؟
قال: انا لا اقول انه لا يوجد احسن منها ...ولكني أرَ.
قلت : اذا عرفتك على ما هو خير منها .. فهل تقبل بحبك عليه؟
فقال: لا شك أن محبتي اذا كانت وفق المقاييس البشرية فينبغي أن تتعلق بما هو الأفضل.
وهنا عقدت له عدة دروس في معرفة الله تعالى وفي كمالات النبي والأئمة الاطهار عليهم السلام وفي معارفهم، فأدرك صاحبي ان كل الكمالات الواقعية هي من الله سبحانه، ومن رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام، وبعد ان تركز يقينه بوجود الله انتقل حبه إلى الله ورسوله والائمة الهداة صلوات الله عليهم، وإذ كان شديد النزوع إلى الحب فأنه غدا يؤدي اعماله باخلاص، وصار يتقدم في هذا السبيل اسرع من الآخرين.
أما أنا فمن هذا المنطلق انادي...يا رفاق السفر إلى ملك الحقيقه والكمال ... ولقد عثرت على الطريق الموصل إلى الحقائق.
YOU ARE READING
معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس
Spiritualماذا تثير في نفسك عبارة (معراج الروح) حينما تسمعها اول مرة عنوانا لكتاب أو حينما تقرؤها على غلاف هذا الكتاب؟ المعنوية الروحانية، التحليق إلى عالم الحق والحقيقة قطع العلائق والعروج إلى عالم الحقائق ...هكذا سيكون جوابك بالتأكيد. أما إذا كنت انسانا منف...
