في خاتمة المطاف أجد لزاماً على أن أتحدث عن زاوية من حياة رجل ربما كنت الوحيد الذي عرفه إلى حد ما.
ذلكم هو والدي المرحوم سيد رضا الأبطحي .
لقد كان ( رحمه الله ) ولا ريب من المنتظرين لظهور الإمام صاحب الأمر( أرواحنا فداه ) .. فكان لا يستقر على فراقه في ليل ولا نهار .
كان يقول : في أول شبيبتي .. قدم إلى مشهد أحد تجار إصفهان ،وقال : في منزلي غرفة كبيرة جعلتها حُسينية أقيم فيها مجلس العزاء ، في الأسبوع مرة على الأقل .
في إحدى الليالي رأيت في المنام - والكلام مايزال للرجل الإصفهاني - كأني خرجت من منزلي قاصداً السوق .
فالتقيت بعدد من العلماء مقبلين إلى منزلنا ، وقالوا في حين وصلوا إلي : أين أنت ذاهب .. وفي منزلك مجلس عزاء ؟!
ولكني قلت لهم : ليس لدينا مجلس عزاء ، الآن كنت في الدار ، وما ثمة من مجلس !
قالوا : ألا تعلم أن الإمام بقية الله ( أرواحنا فداه ) قد حضر المجلس ؟!
حين سمعت ما قالوا .. أردت الدخول إلى الدار على عجل .
ولكنهم قالوا : أدخل بكل أدب . فدخلت متأدباً .. وهناك رأيت بقية الله( أرواحنا فداه ) قد تصدر المجلس ، وحوله جمع من العلماء والسادة
والقراء .جلست بين يديه على ركبتي ، وقبلت يده المباركة ، وقلت له أول ماقلت :
يا مولاي .. ليس مظهرك غريباً عني ، فأين كنت رأيتك ؟
فقال الإمام (عليه السلام) : أنسيت انك رأيتني في المسجد الحرام هذا العام ، في منتصف ليلة أردت أن تجعل ثيابك فيها إلى جانبي وتذهب
لتتوضا ..وكنت تريد أن تضع كتاب ( مفاتيح الجنان ) فوق ثيابك ، فقلت لك : ضعه تحت ثيابك ؟!
قلت : نعم .. جعلت فداك ، الأن تذكرت .
( استطرد هذا الرجل وهو يقص رؤياه : في تلك السنة، ذهبت إلى الحج ، وفي إحدى الليالي لم تغمض لي عين ، فقلت : الأفضل أن أذهب إلى
المسجد الحرام لإستثمر هذه الفرصة ، وحين وردت المسجد الحرام رأيت سيداً مهيباً جالساً في إحدى الزوايا ، فمال قلبي إليه ، وأقبلت إليه وسلّمت عليه .. فردّ السلام .وقد رأيت أنه بتكلم الفارسية بطلاقة ، فقلت له : اجعل ثيابي إلى جانبك أيها السيّد ، حتى أذهب لأتوضأ .
فقال : لا مانع ، ولكن ضع كتاب المفاتيح تحت ثيابك .
فعلت ما أمر .. وذهبت ، فتوضأت ، ثم عدت وجلست إليه مدّة .
ولكني ما فطنت في حينها ـ ولم أحتمل - آنه هو إمام الزمان و أرواحنا فداه، ثم سألت الإمام (عليه السلام) في الرؤيا : متى يا سيدي فرجكم ؟
فقال لي : قريب ، وقل لشيعتنا يدعوا بدعاء ( الندبة ) ، ويدعو لنا بالفرج .
ثم إنّ أبي ( رحمه الله ) قال : بعد سماعي هذه الواقعة .. أقمت أول مجلس لدعاء الندبة في مشهد .
KAMU SEDANG MEMBACA
معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس
Spiritualماذا تثير في نفسك عبارة (معراج الروح) حينما تسمعها اول مرة عنوانا لكتاب أو حينما تقرؤها على غلاف هذا الكتاب؟ المعنوية الروحانية، التحليق إلى عالم الحق والحقيقة قطع العلائق والعروج إلى عالم الحقائق ...هكذا سيكون جوابك بالتأكيد. أما إذا كنت انسانا منف...