كان ينظر إلى داخل الغرفة ويبتسم أحياناً !

42 3 0
                                    

كان الأمر بالقياس الي رائعا جدا بسبب اني اخطو لأول مرة في هذا المكان المقدس وبسبب البرنامج الخاص الذي أعده لنا المرحوم ملأ أقا جان.

بعد صلاة المغرب والعشاء وأداء أعمال مسجد السهلة ادرك محبو الإمام بقية الله الأعظم ارواحنا فداه ....
ان لدى المولى في هذه الليلة ضيفآ محبوبا ولهذا اجتمعوا في غرفة من غرف المسجد تخص الشيخ جواد السهلاوي، الذي هو من كبار اهل المعنى ومقيم في منزل مجاور لمسجد السهلة، وهو المسؤول عن شؤون المسجد وطلب هولاء المجتمعون من الحاج ملا أقا جان ان يبيبت عندهم في تلك الغرفة ليستفيدوا منه فقبل دعوتهم.

كانت ليلة عجيبة الاجتماع كان لافتا للنظر ذلك أن نخبة من الأشخاص كانوا في تلك الغرفة
احدهم سيد محترم من اهل مشهد كان ياتي من كربلاء إلى المسجد مدة اربعين ليلة أربعاء ليفوز في ختامها بلقيا امام الزمان عليه السلام وكانت تلك ليلة اربعائه الاربعين.

والآخر هو ذلك الشباب الذي رافقنا من مسجد الكوفة إذ كان مشغولا برياضة نفسه لكي يحظى بلقاء الامام بقية الله عليه السلام وامله ان يفوز الليلة بما كان ينتظر .

ثمة شخص آخر كان على جانب كبير من صفاء القلب بحيث لا يشك انه سوف يفوز الليلة برؤية الإمام عليه السلام، اما مضيفنا الشيخ جواد السهلاوي فقد كان في حالة روحية هي من فيوضات توجهه إلى ولي العصر عليه السلام.

كان تحرق الحاج ملا أقا جان وذوبانه على نحو عجيب إلى درجة أنه كان يوجه المجلس تلقاء كبرى الحقائق والمعنويات، وكنت انا يومئذ شاب غض العود جالسا في زاوية أراقب ما يدور.

كانوا جميعا بريقهم على فراق مولاهم سخي الدموع، وقرأت في المجلس زيارة ال يس ودعاء التوسل، استمر الحال على هذا النمط حتى الصباح صلينا صلاة الصبح في مقام الامام الحجة ابن الحسن عليه السلام الكائن في وسط المسجد أما صديقنا الذي اكتملت ليلة أربعائه الاربعين فقد كان في غم شديد إذ أنفق ما يقرب عشرة شهور من الزمان بعيدا عن بيته وبلده وتحمل عناء الغربة عشقاً لمولاه الإمام المهدي عليه السلام.

كنت اصحبه أكثر من سواه لأني كنت اعلم انه من المحال أن لا يكلل امام زمان عليه السلام معاناة هذا الرجل بثمرة ولقد سألته هل تشرفت فيما مضى بلقاء الامام عليه السلام.

قال حظيت بلقائه عدة مرات ولكني ما كنت في اثنائها اعرفه وقد عانيت مشقة هذه الرياضه من أجل أن أتعرف عليه عليه السلام  إذا التقيا به وهكذا فان ما ذكره هذا الرجل جعلني ألازمه ولا افارقه .

في صباح تلك الليلة حينما كنا نصلي في مقام صاحب الزمان عليه السلام رأيته يتخاصم واحد اهل السنة الذي كان يصلي هناك وقد كفر يديه فسألته لماذا انفعلت؟

قال في بادئ الأمر لماذا يصلي في مقام مولاي خلافا لتعليمات الاسلام؟

ثم اضاف على الفور أكاد اجن!! اربعون ليلة أربعاء في بلد الغربة بعيداً عن الوطن دون أي فائده! ايجوز هذا .. ؟!

لو كنت انت في مكاني.. ماذا ستفعل ..؟ قلت انا لست مثلك انت انتظرت ليلة واحدة فقط فما عدت اتحمل الحق معك جرت دموع عينيه واسند راسه إلى الجدار وصار ينتحب امسكته من ذراعه واخذته إلى غرفة الشيخ جواد السهلاوي حيث كان رفاقتنا مجتمعين لتناول طعام الافطار، كان الحاج ملا أقا جان جالساً ظهره إلى الجدار ووجهه نحو باب الغرفه وكانما كان بانتظار أحد، كان جالساً بكل أدب فجلسنا نحن في زاوية الغرفه .

في هذه الأثناء دخل الغرفه شاب من طلبة العلوم الدينية يرتدي زي العلماء، كان اسود اللون نحيف الجسم ورأيت سيداً معظما قد ألقى على كتفه الايسر رداء هو ينظر إلى داخل الغرفة وكان واقفا خارج الغرفه وعندما دخل هذا الشيخ الذي ظهر فيما بعد انه هندي اعترض عليه الحاج ملا أقا جان قائلا:

لماذا دخلت الغرفه اجاب الشيخ الشاب بلسان ألكن نصف فارسي وبلهجة هندية.

انا محب لامام الزمان عليه السلام وكنت قاعداً في المسجد من البارحه حتى الصبح، وجئت إلى هنا لاستريح.

قال له الحاج ملا أقا جان انت تكذب انت لا تحب امام الزمان ولا تعرفه ولكن هذا الشيخ ظل يردد كلمات مماثله لما كان قاله وكان الحاج ملا أقا جان يزداد انفعالا ويصر على تكذيبه كلنا قد أصابنا الذهول لما جرى فما عهدنا للحاج ملا أقا جان سابقاً مثل هذا حتى ان بعض الأصدقاء اعترض عليه وقالوا:

لماذا اهنت هذا الشيخ المسكين إلى هذا الحد بعدها قام الحاج ملا أقا جان من مكانه واخرج الشيخ من الغرفه السيد الذي كان ينظر إلى داخل الغرفه ويبتسم احيانا كان طول هذه المده كمن ينتظر إلى أين تنتهي هذه المخاصمه، ويبدو انه لو لم ثمة خصام لدخل الغرفه في اللحظه التي اخرج فيها الشيخ من الغرفة، انصرف ذلك السيد.

كنت اظن ان السيد هو صديق الشيخ فانه ذهب مع ذهابه قلت للحاج ملا أقا جان كل ما قلته لهذا الشيخ فقد سمعه صديقه الذي كان واقفا خارج الغرفه ومن حسن الحظ انه لم يتدخل بالدفاع عنه!

قال الحاج ملا أقا جان او كان له صديق ايضا قلت نعم سيد ذو شخصية كان واقفا خارج بهذه الاوصاف وكان ينظر إلى خصامك مع الشيخ قال عدد أفراد من اهل المجلس نحن ايضاً رايناه ولكن شخصين أو ثلاثه من ضمنهم الحاج ملا أقا جان لم يروه ولم يكن في موضع لا يراه فيه أحد بل كان هذا السيد واقفاً قريباً من عتبة الباب.

بكى السيد الذي قضى اربعين ليلة  أربعاء في مسجد السهلة فقلت له ارايته انت ايضآ؟

قال رأيته  ووقع في ظني انه الامام صاحب الزمان عليه السلام فقال له الحاج ملا أقا جان فكر جيدا فأن امام الزمان عليه السلام وعدني ان يأتي لزيارتنا في هذه الساعه سالت السيد صاحب الاربعين أربعاء ومن اين عرفت انه الامام صاحب الزمان عليه السلام؟

قال أُلهمت في البدايه انه الامام  عليه السلام وقد تصرف في قواي حين هممت أن انهض لاذهب اليه ولم أعد قادرا حتى ان انطق بالسلام عليه.

وقال الشاب الذي التحق بنا في مسجد الكوفه انا ايضا عرفته في تلك اللحظه حين سمعنا ذلك كله ولم يمضي على الحادثه وقت قصير تحركنا جميعا عن ذانك الشخصين كان مسجد السهلة خاليا بحيث استطيع ان أزعم أن لم يكون في المسجد أحدا غيرنا وكان حول المسجد صحراء يرى الناظر فيها على بعد ٢ كيلو متر وفي خارج المسجد رأيت ذلك الشيخ الهندي فسألته ....؟

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora