ادينا مجتمعين أعمال مسجد الكوفه ثم ذهبنا لزيارة مقام مسلم بن عقيل، وكان ثمة إلى جوار ضريح مسلم قال عنه الحاج ملا أقا جان نقرأ الفاتحه على روح المختار.
فعلمنا ان القبر قبر المختار الثقفي، سألته كيف كان وضع المختار .
فقال لأنه كان في قلبه حب لبعض اعداء فاطمة الزهراء عليها السلام، فأنه يذهب به يوم القيامه حسب الأمر الإلهي إلى النار ولكن سيد الشهداء نظر لخدماته يشفع له.
بعدها قصدنا زيارة مقام هاني بن عروة، فأجلسنا الحاج ملا أقا جان في جانب وقرأ لنا مجلس عزاء، كنا في حالة توسل حسنة ثم قال لنا هذه الحالة وصلت إلينا من حقيقة ومعنوية حضرة هاني فاشكروه.
تحركنا من ثم صوب مسجد السهلة وكان الشاب الذي التحق بنا في مسجد السهلة لم يدع الحاج ملا أقا جان خلال ذلك في ارتياح فانخرط يسأله اسئله حول الكمالات المعنوية.
-ان مسجد صعصعة ومسجد زيد غير بعيدين عن مسجد السهلة وكان لدينا شي من الوقت قبل أن يحل الغروب، فقصدنا هذين المسجدين وادينا اعمالهما.
وحين كنا في مسجد زيد كان الحاج ملا أقا جان يدعو بصوت عال بعد الصلاة بهذا الدعاء العجيب وكاد أن يصعق.
وما زلت الآن بعد مضي ثماني عشر سنة على ذلك اليوم كأني أرى مشهد هذا الرجل الكبير وهو يصرخ ويدعو بهذه العبارات..
"الهي ... قد مد إليك الخاطي المذنب يديه بحسن ظنه بك..."
"إلهي ... جلس المسيئ مقرآ لك بسوء عمله وراجيآ منك الصفح عن زللـه..."
"إلهي...قد رفع إليك الظالم كفيه لما لديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك..."
"إلهي...قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك خائفا من يوم تجثو فيه الخلائق بين يديك..."
"إلهي... جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا ورفع إليك طرفه حذرا راجيا وفاضت عبرته مستغفرا نادماً..."
-وهنا علا صراخه وقال:
"وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك إذ عصيتك وانا بك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لنظرك مستخف... ولكن سولت لي نفسي واعانني على ذلك شقوتي وغرني سترك المرخى علي..."
-ثم كرر في خضوع عجيب هذه العبارة:
" فمن الان من عذابك من يستنقذني؟! وبحبل من اعتصم ان انت قطعت حبلك عني ؟!"
-من هنا فصاعدا تغيرت حالته وصرخ بطريقة خشينا فيها عليه قال:
"فيا سواتاه غداً من الوقوف بين يديك إذ قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا، أفمع المخفين اجوز أم مع المثقلين احط...؟!"
-ثم قبض على لحيته بيده وعيناه تصبان مثل الميزاب وقال:
" ويلي كلما كبر سني كثرت ذنوبي... ويلي كلما طال عمري كثرت معاصي... فكم اتوب..؟! وكم أعود..؟!"
-ثم خاطب نفسه ولطم وجهه وكانما كان يعاقب ذاته وقال:
"أما آن لي ان استحي من ربي... ؟!"
-وهنا رفع يديه وقال ودموعه تجري بصراخ وعويل:
"اللهم...بحق محمد وآل محمد اغفر لي وارحمني يا ارحم الراحمين وخير الغافرين..."
- ثم مرر وجهه بالتراب، فهيمن عليه البكاء والتأوه والخشية من الله حتى غدت اكتافهم تهتز وهو يقول:
"ان كنت بئس العبد فأنت نعم الرب..."
-رأيت التراب وقد تحول من دموعه إلى طين، ثم مرغ خده الايسر بالتراب وراح ينتحب كأم مات ولدها الوحيد ويصيح
" عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا كريم..."
-وهنا سجد مرة أخرى وردد كلمة العفو مئه مره، وبكى بكاءً شديداً حتى اغمي عليه، وبعد مشقة استطعنا أن نساعده ليعود إلى الوعي بعد ذلك ...سار بنا حتى وصلنا في اول الغروب إلى مسجد السهلة وقال:
"هنا بيت امام الزمان...هنا عتبة الحجة ابن الحسن...هنا ملتقى محبي الإمام"
كان الأمر بالقياس الي رائعا جدا بسبب اني اخطو لأول مرة في هذا المكان المقدس وبسبب البرنامج الخاص الذي أعده لنا المرحوم ملأ أقا جان.
بعد صلاة المغرب والعشاء وأداء أعمال مسجد السهلة ادرك محبو الإمام بقية الله الأعظم ارواحنا فداه ....
يتبع...
ESTÁS LEYENDO
معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس
Espiritualماذا تثير في نفسك عبارة (معراج الروح) حينما تسمعها اول مرة عنوانا لكتاب أو حينما تقرؤها على غلاف هذا الكتاب؟ المعنوية الروحانية، التحليق إلى عالم الحق والحقيقة قطع العلائق والعروج إلى عالم الحقائق ...هكذا سيكون جوابك بالتأكيد. أما إذا كنت انسانا منف...