المرحوم اية الله سيد علي الرضوي

31 1 0
                                    


آية الله سيد علي الرضوي المقيم في مشهد من أجلاء السادة الرضوية ومن علمائهم .. وقد حظيت بصحبته بضع سنين. كان يحيا ، لسنوات - على ذكر الإمام بقية الله (عليه الاف التحية
والثناء )

ولا يفكر بأي شيء سواه ( عليه السلام). وكان ينتظر ظهور الإمام ولي العصر ( أرواحنا فداه ) ، بحيث كان يتوقع كل لحظة أن تمتلىء الدنيا قسطاً وعدلاً .

كان ينشد شعر الحب لمولاه ... ويذرف الدموع (كتاب (وحديقة آل طه))واحد من مؤلفاته.

كنت أحب ولد الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) .. هذا العزيز ، أكثر من نفسي ، وكنت أقضي أغلب وقتي خلال سنواته الأخيرة -إلى جواره .

لقد كان ، بلا ريب ، مجتهداً في الفقه الإسلامي
وكان شديد المخالفة للمتصوفة .. وكتب شيئاً حول هذا الموضوع مازال غير مطبوع .

طالما فاز بلقاء الإمام بقية الله ، ولكنه كان كتوماً .. بحيث ما كان يذكر حتى لي تفصيلاً عن الموضوع ، مع أني أحبه من الأعماق .

خلال شهر رمضان عام ۱۳۹۲ ش ، كنت معه في كربلاء المقدسة ، وقد أفاضت على صحبته هناك فيوضات جمة .

كان في حرم الإمام سيد الشهداء ( عليه السلام) في حالة إقبال شديد .

وما يخطر في باله حالتئذٍ غير الروح المقدسة للامام الحسين بن علي ( عليه السلام ) وسائر شهداء كربلاء .

كانت للمرحوم سيد علي الرضوي عشرة سنين مع المرحوم الشيخ حسن على الإصفهاني ، وقد استفاد من الشيخ كثيراً في معرفة العلوم الغريبة .. فكان يعالج لدغة الأفعي ولسعة العقرب والأمراض المستعصية ، بالدعاء والاوراد والأذكار ، ولكنه يستخدم هذه العلوم عند الضرورة، كنت أقول له أحياناً : لم لا تستخدم هذه المسائل أكثر لإفادة الناس ؟

قال في جوابه : أنا لست طبيب بيطريا ! إن على أن أعالج روحي أولا ، ثم إذا استطعت أعالج أمراض الناس الروحية .

ما كنت في حينها أفقه تماماً ما قاله المرحوم الرضوي ، ولكني بعد ذلك فهمت مقالته حين أدركت حقيقة الإنسان ، وعرفت أن للإنسان بعدين : حيواني وإنساني، وأن الصفات الإنسانية هي أهم ما في الإنسان . وبمقدار سمو الروح الإنسانية والحياة الروحيّة على الجوانب المادية .. يكون مقدار سمو معالجة الروح على معالجة
الجسد.

ومن أجل هذا كانت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فضيلة على سائر الأنبياء ( عليهم السلام ) بمزيد عنايته بمعالجة الروح ، وكانت معجزته :

القرآن الذي هو هدى ونور يعالج قبل كل شيء الروح الإنسانية .

اما معجزات كبار الأنبياء من قبله (صلى الله عليه وآله ) كابراهيم وعيسى ( عليهما السلام ) .

فكانت في إحياء الموتى وإبراء الأعمى والمُقعد .
ومع أن هؤلاء الأنبياء الكرام ( عليهم السلام) كانوا يكدحون أولاً لتزكية أرواح الناس ، ولكن الفارق بينهم وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن
معجزته القرآن ، ومعجزة النبي عيسى ( عليه السلام ) معالجة الجسد ، أي
الجانب الحيواني في القرآن .

كان المرحوم سيّد علي الرضوي يحترق عشقاً لإمام الزمان ( عليه السلام ) . وقد قضيت معه أياماً في صحراء ( شاهان ) الحارة ، الواقعة في طرف من مشهد .

إذ كان لا يكف كل يوم عن التأوه والأنين .. وكان يمرّغ وجهه بالتراب ، ويقول : يا حجة الله : إذا كنت أنا لا أعرف كيف يكون الاستجداء ، فأنت تعرف كيف تكون السيادة .. فلا تنسني !

وظل يبكي ويجود بالدموع .. وحين رفع رأسه من التراب كان جانب من وجهه ملطخاً بالطين .

ان كان كثيراً ما يكرر في مناجاته ما كان الإمام السجاد ( عليه السلام ) يناجي
الله (تعالى ) به : «مَن أنا حتى تغضب علي ؟! .. أي : أنا من أكون ؟!
وما قيمتي حتى تغضب يا إلهي علي .. وأنت بكل تلك العظمة والكبرياء ؟!

قال أحد الأصدقاء - وهو من أولياء الله : كنت عند رأس سيد علي الرضوي حين كان في حالة الإحتضار ، فعاينت بغتةً طيوراً قد تجمعت وراء
نافذة الغرفة التي هو راقد فيها بالمستشفى .. ثم شرعت تصوت أصوات مناحةً عجيبة ، فدخلتُ إلى غرفته ورأيته يُلم الروح ، وهو يلتفت ـ بمحبة غامرة -
إلى الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ). ثم فارق الدنيا .. ودفن إلى جوار قبر جده العظيم الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) . رحمة الله عليه .

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسOnde histórias criam vida. Descubra agora