معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس

تبسم قائلاً(... ولقد رتبنا وضعك)

أعرف في طهران رجلاً خفَاقاً اسمه ( سيد عبد الكريم).

وقد كنت أراه قليلاً .. لا لأن رابطة لم تكن بيني وبينه ، وإنّما لصغر سني في ذلك الوقت ...
فأدركت بعض أيامه .

وكان أكثر علماء أهل المعنى يعتقدون أن الإمام بقية الله ارواحنا فداه) كان يأتيه احياناً في دكانه المتواضع البسيط فيجلس إليه، ويتحدث
ومن أجل هذا كان بعض هؤلاء العلماء يقعدون في دكانه ساعات ، على أمل أن يدركوا الوقت الذي يحضر فيه الإمام ولي العصر ( عليه السلام ) ،وربما فاز بعضهم بلقاء الإمام ( أرواحنا فداه ).

ما كان سيد عبد الكريم من أهل الدنيا ؛ فلم يكن يملك حتى بيتاً السكنى.

ولقد روى لي رجل من تجار طهران ـ وكان موثقاً لدى كبار العلماء والمراجع ـ أن المرحوم سيد عبد الكريم كان مستأجراً منزلاً من أحد أهالى
طهران .

ولم يكن صاحب المنزل يراعيه كثيراً . وحين مضت سنة على عقد الإيجار والاستئجار لم يوافق المؤجر على تمديد مدة العقد .. وأمهله مدة عشرة
أيام لإخلاء المنزل.

وجاء اليوم العاشر ، ولم يكن سيد عبد الكريم قد وجد بيناً آخر يستأجره ، فأخلى المنزل بناء على وعده بالإخلاء بعد عشرة أيام .. ووضع
وسائله ولوازمه في جانب من الزقاق ، وهو لا يدري ماذا يفعل .

في هذه الأثناء أقبل إليه الإمام بقية الله ( أرواحنا فداه ) ، وقال له : لا تبتئس ؛ فإن أجدادنا قد تحمّلوا مصائب كثيرةً .

فقال سيد عبد الكريم : صحيح ، ولكن أحداً منهم ما أبتلي بمذلة الإستئجار !

تبسم إمام الزمان ( عليه السلام ) وقال ما معناه : هذا صحيح .. ولقد رتبنا وضعك ، وأنا ذاهب الآن .

وستُحلّ مسألتك بعد دقائق .

و أضاف التاجر الطهراني راوي الواقعة : في الليلة السابقة على ذلك كنت قد رأيت الإمام ولي العصر ( عليه السلام) في الرؤيا ، وقال لي :

اذهب غداً صباحاً واشتر الدار الفلانية في الزقاق الفلاني لسيد عبد الكريم ، وستجده في
الساعة الفلانية في الزقاق الفلاني لتسلمه المفتاح .

ثم صحوت من النوم .. وقصدت في الساعة الثامنة صباحاً الدار المقصودة ، فسمعت صاحب الدار يقول :

لأني مدين .. توسّلت البارحة بالإمام بقيّة الله ( أرواحنا فداه ) لأفلح في بيع الدار وأسدد ديوني .

اشتريت الدار .. وتسلمت المفتاح . وحين رأيت سيد عبد الكريم كان الإمام بقية الله
( أرواحنا فداه ) قد فارقه في تلك اللحظة .

رحم الله ذلك الرجل ، ورحم المرحوم سيّد عبد الكريم .