البحث عن عمل

1.9K 133 1
                                    


لقد ظننت أن الأمر مجرد حلم ، حاولت أن أخبر والدة "يوليا" لكن لساني عُقد ، و شعرت بألم شديد في رأسي ، كدت أن أسقط لكنني تماسكت .

و فجأة دخل رجل نحيف طويل القامة منحني الظهر بشرته البيضاء أيضا أحرقتها الشمس ، عيناه ضيقتين خضراواتان و شعره بني داكن قصير ، يرتدي هو الآخر ملابس بالية .

إنه والد"يوليا" !

رشقني بنظرة أوقعت الرعب في نفسي ، و بدأ جسدي يرتعد ، فهمت لماذا كانت تخاف "يوليا" منه ... تلك النظرات لا ينظر بها الآباء لأبنائهم ، تلك نظرات وحش !

أمسك ذراعي و بدأ يسحبني للخارج هامسا :" لو أثرت مشاكلا هذه المرة فلن أرحمك ، و إذا لم تجدي عملا بحلول المساء سيكون عقابك وخيما !"

لم أستطع المقاومة ولا الرد ، و بمجرد أن وضعت قدمي في الخارج شعرت بنسيم إمتزج برائحة الريحان ، رأيت القرية البسيطة جميلة ، و هواءها نقي ... لكن لم يكن لدي وقت للتأمل أكثر ، فقد شد الأب يده و دفعني إلى عربة يجرها شيخ كبير يركب حمارا أسود .

ثم انطلقت العربة ...

قال ذلك الشيخ الذي لم يستدر إلي أبدا :" لقد كنت تعملين في مكان جيد و بمرتب يكفي ، لماذا هربت من العمل ليلا ؟ لقد كان أصحاب المنزل غاضبين جدا ، و ألقوا اللوم على والدك ، لقد كان عليه أن يتحمل كل سبهم و شتمهم لك ..."

( عن أي عمل يتحدث؟ ....هرِبَت ليلا؟!...مهلا أهذا يعني أنني في منتصف القصة ؟)

"لقد حصل شيء جعلني أهرب ! و أنا لست نادمة على قراري " قلت بنبرة غاضبة ، فقد تذكرت ماذا حل مع "يوليا" ، فقد تم طردها تعسفا في أول وظيفة لها لأنها لا تملك رخصة للعمل ، ثم في المرة الثانية حاول صاحب المنزل اغتصابها ، لكنها نجحت بالهروب ، و عندما اشتكت لأهلها ، لم يكتفوا بأمرها بالسكوت خوفا من "العار" الذي يعتقدون أنها ستجلبه بالإشتكاء فقط ، بل و ذهب والدها للإعتذار منهم و طلب إعادتها للعمل هناك ...

و هاهو الآن يأمرها بالبحث عن عمل آخر مهما كلفها الثمن ، لذلك اتخذت طريقا سيئا في حياتها ...

"لقد وصلنا ، سأعود هنا لأقلك عند الخامسة مساءا " أعادني صوت الشيخ من عالم أفكاري .

نزلت من العربة ، لأجد نفسي في مدينة بسيطة ، لم تكن مثلما تخيلتها ، فهي عادية جدا ما عدا تلك البيوت الفاخرة التي يمكن رؤيتها من بعيد .

******

بعد مشي طويل و بحث أتعب أقدامي ، إستوقفتني إمرأة جميلة ، أعطتني بعض المال ثم قالت لي:" يمكنني أن أدبر لك عملا إذا كنت تبحثين عن واحد !"

أنت يولياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن