الجارية

638 50 4
                                    

فُتح باب السيارة ، خرجت منه ليقابلني قصر عظيم ، كل جزء منه كان مذهلا بحد ذاته !

أشار القائد الأصهب بيده لنبدأ السير داخل القصر ، لم تتم معاملتي كسجينة فإستغربت الأمر و سألته قبل أن ندخل :" أين تريد أخذي أيها الأصهب ؟!"
نظر إلي بطريقة مريبة ثم أجاب :" ألا تريدين إيجاد "فدفود" ؟"
-" نعم ! أهو هنا ؟!"
-"... إذن هذا هو الحل الوحيد كي لا تموتي ! "
-" و أي حل هذا ؟! "
-" سوف ترين ! "
أشار برأسه للحارس ففتح الباب كاشفا عن ردهة عملاقة فاخرة تعج بالخدم يركضون هنا و هناك ، و العديد من التحف الفنية التي جلبت إنتباهي .
" مرحبا أيها القائد و ... الفتاة ... تفضلا من هنا " قالت إحدى الخادمات و أخذتنا إلى غرفة للضيوف و ضيفتنا ببعض الشاي و الكعك ، بعد مدة عادت الخادمة و معها أربع زميلات ، ثم وقف القائد و أبتسم قائلا :" تحتاجين للإغتسال ، لقد بقيتي في السجن لمدة طويلة ، فلترافقي الخادمات ! "
رمقته بنظرات شكاكة غير أنني رأيت أنه محق ، فقد تم إهمالي تماما ، لا طعام لائق و لا حمام لائق ...
ثم سرت مع الخادمات إلى حمام عملاق كستنائي يتوسطه حوض إستحمام ذهبي مملوء بسوائل مفيدة للبشرة و للإسترخاء كما قالت الخادمات ، فسمحت لنفسي للإرتياح فيه لمدة جعلتني أفوح كزهور البنفسج التي وضعت في الحوض .

أغلقت عيناي لمدة ، أردت أن أترك تلك الأفكار التي لا تنفك ترهبني ، لكنني لم أستطع ، أردت أن أرى عزيزي ...
( هذا الألم بداخلي سيقتلني قريبا ! أشتاق إليك يا "فدفود" ... أتمنى لو أنك تأتي ، أو على الأقل أنك بخير ، أنا يمكنني النجاة بما أنني أمتلك قوة هزبر ، إلا أنني خائفة ، لا أعرف كيف أستخدمها جيدا ، لا أعرف حدودها و لا عيوبها و لا حتى إذا كان هناك العديد من مستخدميها ، خصوصا أن ذلك الأصهب قد سألني عنها ... الآن لا يمكنني أن أغامر ، سوف أتظاهر بالجهل حتى أحصل على المعلومات الكافية لأنمي قوتي ! ... بعد كل ما حصل ، لم يعد بإمكاني الوثوق بأي أحد ... كل شخص يقول أن الآخر سيء ، أو يعترف أنه من الغرباء ...)
ثم همست :" أي نوع من الأمور الغريبة سألقاها يا ترى ..."
بعد مدة خرجت ثم ساعدتني الخادمات في إرتداء ثوب أحمر داكن عديم الأكتاف ، مزين ببعض الجواهر في بدايته و نهايته ، ضيق في الخصر و منفوش طويل في الأسفل ، نظرت إلى نفسي في المرآة و صرخت :" يا إلهي أبدو كأميرة ! "فضحكت الخادمات و شعرت بالإحراج ، حاولت أن أحصل على أية معلومات منهن فسألت إحداهن بينما تسرح شعري :" أين نحن ؟ "
-" أنت في قصر الأراك ، نحن تحديدا في قلب منطقة الأراك ! ألم تعلمي بهذا ؟"
-" لا ، هل هو ملك للقائد الأصهب ؟"
- " لا ، إنه ملك لـ..."
قاطعها دخول خادمة أخرى تطلب حضرتي ، وقفت و توجهت معها بعدما تجهزت كليا ، شعرت أنني جميلة حقا ...
( أول مرة شعرت فيها أنني جميلة كانت في اليوم الذي تزوجت فيه "فدفود" ... ) و تنهدت ...

عدنا إلى نفس غرفة الضيافة حيث كان ينتظر القائد الأصهب أمام مائدة تعج بالأكلات الفاخرة .
جلسنا نتناول طعام العشاء في صمت ، ثم قال كاسرا الهدوء : " هل أنت حقا لا تعرفين أي شيء عن قوة هزبر ؟"
حدقت فيه بغضب و لم أجبه ، فإستطرد : " إذا لماذا تهددين الجميع بثقة و كأنك أقوى منهم ! حسنا ، لماذا تم الحكم عليك بالإعدام بالرغم من وضوح برائتك ؟! إعطيني تفسيرا آخر !"
( على هذا المنوال سيكشف أمري !)
إعتمدت الصمت مجددا متناولة طعامي ، لم يتحمل تجاهلي له فتقدم نحوي و إنحنى ليهمس لي :" إذا إعترفت بقوتك و أثبتها سأخرجك من هنا ! و لنعقد صفقتنا ! بهذه الطريقة سيربح كلانـ.."
دخل الحارس مقاطعا كلامه :" الآنسة "يوليا" لقد أتى دورك " و أشار بيده :" من هنا سيدتي"
لم أكن أعرف إلى أين سيتم أخذي إلا أنني قررت أن أتبع الحارس بدل أن أبقى مع ذلك القائد الغريب ، غير أنه تبعنا ...

أنت يولياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن