عازمة على إخباره ، شكلت جملة مفيدة أخيرا لأقول كل شيء .
" أنا لست يولـ..." قلت ثم توقفت فجأة عندما تلاشى الظلام من حولي مجددا ، رأيت "يوليا" تخرج من كوخ "فدوكس" !
(ماذا ؟!)
تحركت خلفها دون أن أشعر و صرت أهرول خلفها ، كانت غاضبة مسرعة نحو كوخ آل سديل ...
(مهلا ...هذه الملابس !)
إنتبهت إلى أن أسمالها البالية و شعرها القصير و جسدها الهزيل التي ظهرت بهم في الذكريات قد تغيروا ... بل و تغيرت هي ...
لقد كانت تشبهني ... تشبه "يوليا" التي تغيرت و ترتدي ملابسي ...
دَخلت إلى كوخ آل سديل حيث وجدت الوالدان هناك ...
ترجتها الأم و قاومها الأب ...
و لكنها قالت تعويذتها و فجرتهما ...
شعرت أنني رأيت تلك الأمور من قبل ، جلت بنظراتي في الأجواء باحثة عن "هزبر" لكنني لم أجده .
ثم وقع نظري على وجه "يوليا" ، ملامحها الغاضبة الباردة المحطمة تحولت فجأة إلى دموع ...
ثم عاد الظلام ، و ظهر "هزبر" قائلا :" ألم تنتعش ذاكرتك بعد ؟"
-" ماذا تقصد ؟"
-" بعد أن عدنا بالزمن إلى الوراء ، سمحت لك بفعل ما تشائين ، هربت بعيدا و تغيرت حقا ، ولكن ... في لحظات ما كنت تنهضين فجأة غاضبة و تتجهين إلى آل سديل و تفعلين شيئا ... طبعا ، أختك كانت تتذكر ، لكنها لم تقوى على قتلك ، و كانت تظن أنك لن تتذكري كونك كنت منصاعة لها في البداية ، ولكن زياراتك المتكررة لتعذيبهم جعلتهم يستسلمون ، لقد وعدوك أنهم لن يقتربوا منك مجددا ، ولكنك إرتكبت فعلتك مجددا ... لم تكن "أماليا" في الكوخ آن ذاك و لو كانت ... لقتلتها أيضا ... ظنا منك أنهم الأشرار ..."
-"....أنا لا أعرف عما تتحدث ، ثم ماهذ الذي تقوله ؟! كيف يمكن أن لا يكونوا أشرار ، كل عذاب "يوليا" و ألمها كان منهم ، هم السبب أنها صارت قاتلة ، لم أرى في حياتي أهلا هكذا ! و لا أريد أن أرى مجددا ! إنهم مجرد حثالى ، أتعرف ، إن موتهم لا يساوي شيئا مقارنة بما فعلوه بالمسكينة ! "
صمت قليلا و نظر بتعجب إلي ثم قال :" أتتكلمين عن نفسك بصفة الغائب ؟"
(سأخبره الآن !)
-" ...لا ، لأنني ، لست "يوليا" حقا ... لقد فتحت عيناي في إحدى الأيام لأجد نفسي مكان شخصية من كتاب رديئ ! أنا ... في الواقع إمرأة في الثلاثينات ! لم أكن "يوليا" قط و لن أكون أبدا ..."
![](https://img.wattpad.com/cover/204280572-288-k56830.jpg)
أنت تقرأ
أنت يوليا
Fantasiتستيقظ لتجد نفسها في جسد شخصية من رواية مأساوية ، تسعى لأن تصلح حياتها مواجهة الإكتئاب و الإعتداء لتغوص في جوانب لم تذكرها القصة الأصلية ... كيف ستواجه الصعاب الجديدة ؟ كيف ستتغير ؟ و الأهم ، من تكون ؟ الكاتبة : مروة بوحفص مصمم الغلاف : نصر الدين...