حصلتُ على ترقية ، لأن السيدة "زوبة" لم تستطع القيام بعملها و ستحصل على تقاعدها قريبا ... سأحل محلها لأن مدام الفندي رأت أنني أمينة وعلى عكس الآخرين لم ألمس ما لا يخصني ، و بتوصية من السيدة "زوبة" حصلت على ترقية ! هذا مجمل ما قالته لي مدام الفندي في إحدى الأمسيات . بدأت في التدرب على مهامي الجديدة ، لم تكن بالكثيرة و لا بالصعبة ، و ساعدت لأول مرة في اختيار الخادمات الجديدات .
عرفتني السيدة "زوبة" بهم على أنني كبيرة الخدم و أنهن عليهن الإستماع لأوامري ، و التي طبعا تصدر عن مدام الفندي ، كان كل شيء عاديا ما عدا شهريتي التي ارتفعت إلى تسعة آلاف عملة هزبرية و تدهور حالتي الصحية فقد أصبحت أتقيأ غالبا ، أعاني من مختلف أنواع الصداع ومن آلام عضلية و حالات إسهال ، و الأرق الذي لم يكن جديدا علي ، حيث أن ما قالته "زهرة" لم يرحل عن فكري بعد أن رحلت هي عن الفيلا ، و ظللت أتساءل :" هل حقا لم أحاول فعل شيء لحل مشكلتي ؟ "....
هززت رأسي طاردة كل تلك الأفكار من رأسي الذي كاد أن ينفجر ، و قررت أن أركز على شيء واحد ، بعد يومين سأعترف لـ"جاندار" ، خرجت في ذلك المساء لإحدى الأسواق و قررت أن أشتري شيئا مميزا !
جربت العديد من الأثواب لكنني كلما نظرت إلى المرآة وجدت مسخا مسكينا مترنحا كئيبا يحاول أن يظهر على شكل إمرأة لكنه يفشل ...
خرجت من غرفة التغيير و توجهت إلى إحدى المحلات الراقية ، حملت ثوبا أسود يشبه إحدى أثواب "يوري الفندي" و كدت أن أتوجه إلى إحدى غرف التبديل إلى أن استوقفتني فتاة شقراء فاتنة قائلة :" أعتقد أنه من الأحسن أن تجربي اللون العنبي أو الأحمر ... و الأخضر يليق بك أيضا ! "
-"شكرا جزيلا ! "
(سأشتري أي شيء يجعلني أبدو جميلة اليوم ! حتى لو أنفقت كل مالي ! علي أن أجعل "جاندار" يُعجب بي )
جربت عدة أثواب بمساعدة من تلك الشابة و اخترت ثوبا عنبيا أنيقا. دعوتها لتناول الغذاء معا لكنها رفضت كونها أتت مع صديقتها .
" أليست هذه ملكة الشرب ؟!" قالت فتاة و هي تقترب.
"ملكة ...ماذا ؟" أجابت الشابة الشقراء بنبرة حادة .
(إذن صديقتها هي إحدى فتيات الحانة ...إحدى أصدقاء "جاندار" )
إلتفتت إلي الشابة الشقراء و نظرت إلي نظرة أوقعت الرعب في نفسي ، ثم سحبتني إلى الخارج و توقفت عند إحدى الأزقة الخالية .
بنبرات مضطربة و شفاه مرتعشة قلت :" ما الأمر ؟ لماذا تسحبينني هكذا فجأة ؟"
ردت و قد تحولت نظراتها إلى شيطانية :" هل أنت ساذجة ؟ أم أنك تدعين ذلك فقط ؟ حمدا للسماء أنني إلتقيتك ، كم وددت أن أطلق كل غضبي عليك ! فلتعلمي أن "جاندار" ملك لي فقط ! أما أنت فإن لم تكوني تعلمي بعد {مجرد أداة لجلب مال أكثر لحانته اللعينة} و اليوم سأتخلص منك !"
تمالكت نفسي ثم تشجعت لأرد عليها :" لا أعتقد أنك تفهمين ، إنني صديقة لـ"جاندار" فقط ، ثم من حضرتك لتؤنبيني ؟"
-" من حضرتي ؟ أنا "توباز" يا ساذجة ! و لن تخرجي من هذا الأمر بسهولة لو استمررت بالذهاب لتلك الحانة اللعينة ! حان الوقت لإيجاد زبونة غبية أخرى "
-"إنه صديقي ! "
-" "جاندار" اللعين لا يملك أصدقاء يملك مصالح فقط ! إنه يتسكع معك ليغريك للقدوم لحانته و شراء الكثير يا ... ملكة الشرب الساذجة ! "
![](https://img.wattpad.com/cover/204280572-288-k56830.jpg)
أنت تقرأ
أنت يوليا
Fantasyتستيقظ لتجد نفسها في جسد شخصية من رواية مأساوية ، تسعى لأن تصلح حياتها مواجهة الإكتئاب و الإعتداء لتغوص في جوانب لم تذكرها القصة الأصلية ... كيف ستواجه الصعاب الجديدة ؟ كيف ستتغير ؟ و الأهم ، من تكون ؟ الكاتبة : مروة بوحفص مصمم الغلاف : نصر الدين...