قوة هزبر

647 63 3
                                    

( لماذا لم تقتلني "أماليا" في البداية عندما سنحت لها الفرصة ؟ لم أكن مدركة أنها كانت تتذكر كل شيء ... لو كنت مكانها لتخلصت من الخطر فور إستطاعتي ... ما هو دافعها لعدم التخلص مني ؟ أراهن أنها ليست ضعيفة ، و لكن لماذا ؟)

عم الصمت بعد طرحي لذلك السؤال بدا كل منهما يفكر بجدية ، كلنا نعلم أنها ضيعت فرصا ذهبية بعدم قتلي ...

" ربما كانت تخطط لشيء من البداية ، و ربما إحتاجت بقائك على قيد الحياة " قال "سرمد" .

" ... أنا أوافق على كلامه ، لها أسباب ... علينا أن نكشفها " أضاف "فدوكس" .

كنت أعلم أنني أغوص في أعماق غير مكتشفة ، أخاطر لأصل إلى معركة لم أفهم عنها شيئا ، كنت أعلم علم اليقين أنني أحتاج إلى المعرفة أكثر من أي شيء ....
تماما مثل ما قال "هزبر العظيم" ...  المعرفة كانت سلاحي الأهم في ذلك الوقت ، لأنني كنت أجهل أعدائي و أصدقائي و قوتي و مستقبلي ...

" أريد أن أعرف أكثر عن قوة هزبر " قلت لـ"سرمد" لأنه كان أكثر شخص أدرى بما كان يحصل.
-" طبعا، سأخبرك بكل شيء ... سنجتمع مجددا غدا و نتحدث في هذه الأمور "

ثم أمر الخدم بإصطحابي لغرفتي و إنصرف ...

في الصباح التالي ،

إستيقضت على وجه "فدوكس" النائم ، كان قد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيت فيها وجهه المرتاح .

( متى دخل إلى هنا ؟)

إنتفضت بسرعة حينما تذكرت إحتمالية كونه شخصا مختلفا ، جعلته يستيقظ ، كان وجهه متفاجئا لكنه إبتسم مباشرة عندما رآني ...

( لو كان شخصا غير "فدوكس" ... لو كان الزعيم الذي قتله لقتلني في اللحظة التي إقترب مني ... أم أن كل شخص هنا مثل "أماليا" لا يقتلون مباشرة ؟ )

نهضت من الفراش بسرعة و جهزت نفسي للخروج ، و كذلك فعل هو .

بعد الفطور ،
إقترب مني و قال بهدوء :" أنت لم تتكلمي معي منذ الصبا... منذ البارحة "
لم أعرف كيف أجيبه فإلتزمت الصمت .
" حسنا ... لنتكلم في الحديقة ، سأشرح لك كل شيء ...و لك الحق في تجاهلي بعدها " أردف .

رأيت أن أسمع عذره، لعله كان "فدوكس" الحقيقي .

توجهنا إلى حديقة القصر ، كانت واسعة تعج بالخدم و الحراس ، قابلنا تمثال كبير لإمرأة فوق أسد ، عندما تمعنت فيهما كان ذلك الأسد يشبه "هزبر العظيم" بينما كانت المرأة تشبه "يوليا" كثيرا ، فتحت فغري متفاجئة .

فتكلم "فدوكس" عندما إنتبه :" هذه ، تشبهك حقا أليس كذلك ... أخبرني الخدم أن هذا التمثال بُني منذ أكثر من قرن ، يُقال أن هذه هي المرأة التي قررت إستدعاء "هزبر" و من جمعت المباركين لإستدعائه ، و أنها ضحت بحياتها من أجل إيقاف الغرباء ... إنها من عائلة "سديل" ... جدتك الكبرى ..."

أنت يولياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن