الفاجعة

664 51 3
                                    

مرت أيام منذ ذلك اليوم السخيف ، أقرت الطبيبة بأن "فدوكس"الأحق بأن يكون زوجي ، لكنه لم يكتفي فقط بتلك الإجابة ، بل وجدها سببا لينهال ضربا على "سنمار" الضعيف قائلا :" كنت تشتهي زوجتي أيها النذل ! " ....
في الواقع شعرت أنني شريرة فقد ضحكت كثيرا لذلك المظهر : "فدوكس" يضرب أخاه و السيدة "ياقوت" تحاول إنقاذه صارخة بينما هرب كبير القرية خوفا من "فدوكس" ، بينما إكتفى والدهما بالنظر و إحتساء القهوة من بعيد .
و كان ذلك سببا كافيا لقضاء ليلة من الليلات الرومانسية مع "فدوكس" ...
( شكرا لك "سنمار" !)

حان موعد إستجواب "يوري الفندي" ، تقدم بعض الجنود يريدون التفتيش ثم أخذها لإستجوابها ، لكنها لم تكن في البيت ، و عانى الحارس كثيرا في محاولة إفحامهم الأمر ، لكنهم كانوا مصرين .
خرجت إليهم كوني كبيرة الخدم ، و طلبت أن أتحدث معهم ، كانا إثنان قد دخلا الحديقة الأمامية بالفعل .
" مساء الخير أيها السادة ، يشرفنا قدومكم و لكن يؤسفني أن سيدة المنزل ليست هنا ، سوف تلاقيكم غدا صباحا " قلت بينما إنحنيت قليلا إحتراما لهم .

تكلم أحدهما بعفوية :"حسنا ، فقط لأن الشابة الجميلة قد قالت هذا ... ما إسمك ؟" كان رجلا أشقر ضخم الحجم حسن المظهر .
أجبته :" إسمي "يوليا" ... "يوليا سندري" و أنا كبيرة الخدم في الفيلا ."
-" حسنا يا "يوليا" متى تنتهين من العمل ؟ أود لو أصطحبك إلى العشاء "
-" يؤسفني أن أرفض طلبك يا سيدي ، فأنا إمرأة متزوجة و لا يمكنني الخروج مع أي رجل دون أسباب مقنعة ..."
-" لا يهمني إذا كنت متزوجة ! "
(ماذا؟!)
فاجأني رده ، إبتعدت بخطوتين إلى الخلف و نظرت إليه في غضب قائلة :" لا أعتقد أنك تفهم يا سيدي ، أنا أرفض الخروج معك ، أرفض حتى و لو لم تكن هنالك أية أسباب "
إنتفض الرجل الذي كان بصحبته و إنصرف على الفور ، بدا الجندي مصرا ملحا ، حاول الإقتراب مني و لكنني رجعت بخطوات إلى الخلف مجددا .
ثم قال :" لا بأس ، سأقتل زوجك ثم سأتزوجك ! سأنتظرك هنا حتى تقبلي !"
حدقت فيه بإحتقار فقد أغضبني ثم قلت له بحدة :"فلتنتظر في الجحيم "
لكنه إبتسم بينما بدا الحارس و كأنه سيموت وعدت أدق الأرض بحذائي إلى داخل الفيلا .
إتصلت بمدام الفندي و طلبت منها الحضور لأن الجنود يثيرون المشاكل لكنها لم تكن قادرة على المجيء ، و الجندي بقي مكانه .
خرجت بسرعة فلاحقني مغازلا طوال الطريق . لم أستطع أن أذهب إلى المنزل كونه تبعني إلى كل مكان .
(طفح الكيل أيها الوغد !)
لاحظت سيارة رباعية الدفع ، رمادية لامعة .
( إنها سيارة قائد ! )
قبل أن تصل السيارة رميت نفسي في الطريق فتوقفت قبل أن يتم دهسي و خرج منها القائد بسرعة ، أخرجت كل تلك المشاعر التي التي كبتها منذ الدقيقة التي رأيت فيها ذلك الجندي فبدأت أصرخ و أبكي و أنا على الأرض :" لماذا تفعلون هذا بي ! أنا لم أفعل شيئا يا سيدي ! أنا مجرد خادمة بسيطة ، تركت أطفالي في البيت و زوجي المسكين ! لماذا تهددون بقتلنا ! أنا من العامة ! أيها الظالمون !"
نظر القائد إلى الجندي ثم إلي و قال بينما يساعدني على النهوض :" أود أن أفهم ما الذي يحصل يا سيدتي "
-" إن هذا الجندي الذي أرسلتموه لقتلي و زوجي ! إنه يلاحقني و ...و أنا أقسم أنني لم أفعل شيئا ! أنا مجرد خادمة ! "
-" لا أتذكر أن هنالك أية أوامر بملاحقتك سيدتي ، سأتولى الأمور من هنا "
ثم حول نظره إلى الجندي الذي إضطرب غير مصدق ما فعلته ، و عدت إلى المنزل بعد ذلك بعد أن أخذه القائد بعيدا.
( بعض الكذب لإنقاذ نفسي لن يضر !)

أنت يولياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن