تم التجهيز من أجل ترحيلي إلى قصر آخر من أجل أن أبدأ التدرب ...
و لكن قبل الذهاب أمر "سرمد" بإحياء حفل من أجل كسب ود العديد من النبلاء و الولاة كي ينال الحكم بالرضا ، و وافقه "فدوكس" على ذلك بشرط إبقاء هويتي سرا على الجميع .كان الجميع مشغولا ، فرأيت أن أدخل المكتبة و أطالع قدر إستطاعتي ، كنت قد بدأت أؤمن أن المعرفة هي سلاحي ...
دخلت إليها ، كانت تبدو مدهشة كالعادة ، أخذت عدة كتب عن التاريخ و كتاب عن السحر و جلست على إحدى الكنبات .
قرأت لمدة ساعات ، حتى غربت الشمس ...و فجأة برد الجو كثيرا ، و شعرت بشخص يراقبني . تحركت من مكاني محاولة الخروج ، لكنني كنت بعيدة جدا ، هرولت و عندما فتحت الباب أخيرا ، سمعت صوتا جهوريا يقول :" المعرفة تؤدي إلى الحقيقة "
كان "هزبر العظيم".
إستدرت بسرعة لأراه يقف خلفي ، إستطرد :" هل سمعت من قبل بمرض "إنكار المرض" ؟ "
أجبت بتردد :" لـ...لا"
-" المريض يُنكر أنه مصاب بمرض ما ، يتجاهله ، يتناساه ... بالرغم من أنه واضح ..."
-" و هل لهذا علاقة بما يحصل ؟"
-" نعم ... هناك أحد مصاب به ، و أنت الوحيدة القادرة على معرفته ، بهذا قد تحلين الأمور دون معركة ...ربما "
-" و من هو ؟!"
-"ستعلمين قريبا ... و دعيني أسألك ، ماذا تفضلين ... الحياة الحاضرة ؟ ...أم حياتك في السابق ؟"
قلت دون تردد : " الحاضر طبعا "
-"لماذا ؟"
-" صحيح أنني أواجه العديد من المحن التي قد لا تنتهي بسلام ، إلا أنني لا أنسى أنني وجدت من أحب و يحبني ، دفعت نفسي إلى التحسن و التغير نحو الأفضل و لدي سبب للبقاء على قيد الحياة ، لدي سبب من أجل أن أواجه الصعاب ...أفضل الحاضر على الماضي المأساوي ..."
إقترب مني و وضعه رأسه الضخم قريبا من وجهي حتى لامس أنفه جبهتي ، ثم قال بهدوء :" آمل هذا " ثم إبتعد و أردف :" المعرفة ... ستظهر الحقيقة ، آمل أن تظهر الحقيقة قبل المعركة "
و إستدار و رحل .
وقفت في مكان جامدة ...( أية حقيقة ؟ ... ماذا يجب أن أعرف كي تظهر الحقيقة ؟ ...و لماذا لا يتدخل مباشرة ؟! هذا القط الكبير لا يجيد سوى الكلام !!)
عدلت عن الخروج و عدت إلى الرفوف لأسحب منها المزيد من الكتب ، أردت أن أكسب المزيد من المعرفة ، كي تظهر لي الحقيقة قبل المعركة ...
و لكن في أعماقي كان هناك شعور يخالف أفعالي ، شعور يقول أن القراءة لن تجدي نفعا ، أو أنني كنت أفعل شيئا خاطئا ...
و لكنني رغم ذلك إستمررت ...بعد عدة ساعات ،
تناولت طعامي و عدت إلى المكتبة ، و لكني دخلت إلى الغرفة الخاصة بـ "سرمد" بإذن منه و جلست هناك أطالع سلسة "الساحر العظيم" التي تضمنت الكثير من التعاويذ ، تعاويذ الحماية و القتال ...أخذت أحفظ ما استطعت حتى غفوت ...
غفوت فوق الكنبة واضعة رأسي على الطاولة ...ثم راودني حلم ...
رأيت فيه أنني كنت في قرية الآس ليلا ، كنت أسير في غضب أذرف دموعا لا إنقطاع لها ، شعرت بألم في قلبي ، ثم دفعت باب كوخ آل سديل ، كان الوالدان يجلسان هناك .
نظرت إلي الأم بغضب و قالت :" أنا نادمة على إنجابك ، أنت ملعونة !"
ثم وقف الأب و قال :" ستحمينا "أماليا" و تنتقم من كل أسى سببته لهذه العائلة !"
ضحكت بهستيرية ! ثم صرخت فيه :" لقد أنكرتم إنسانيتي ! جعلتموني وحشا ! كسرتموني !... و بكل أنانية ترون أنني الشخصية الشريرة ! هل أنا هي الشيطانة حقا ؟!"
ثم فجأة سمعت عدة همسات حولي ، إختلطت و علت و من بينها :" القرارات الخاطئة" . لم أستطع تحملها ، أمسكت رأسي بقوة و صرخت بحدة ، جعلتهما يرتجفان خوفا ، ثم حدقت فيهما بحقد و صرخت :" بقوة هزبر التي بوركت بها و العلم الـ.."
قاطعتني الأم ممسكة طرف ثوبي و هي تبكي مترجية :" أرجوكي لا تفعلي هذا بنا مجددا ! توقفي ! ... أرجـ.."
دفعتها بقدمي و إستطردت :" بقوة هزبر التي بوركت بها و العلم الذي أخذته ، أنا "يوليا" آمرك أن تفجريهما !"
تشابكت أيديهما و نظرا إلى بعضهما ، و قبل أن يطبعا قبلة الوداع تفجرت الرؤوس ...
شعرت بالإعياء ، الغضب و التعاسة ...
ثم طُفت بعيدا في الظلام ....
أنت تقرأ
أنت يوليا
Fantasiتستيقظ لتجد نفسها في جسد شخصية من رواية مأساوية ، تسعى لأن تصلح حياتها مواجهة الإكتئاب و الإعتداء لتغوص في جوانب لم تذكرها القصة الأصلية ... كيف ستواجه الصعاب الجديدة ؟ كيف ستتغير ؟ و الأهم ، من تكون ؟ الكاتبة : مروة بوحفص مصمم الغلاف : نصر الدين...