"هل وجدت عملا؟"
أيقضتني هذه الجملة التي قالها الشيخ بعد غياب ظننته طويلا جدا ، لكنني كنت جالسة على حالي ، و كان الشيخ على وشك الإنطلاق ، إلتفت يمينا و يسارا بسرعة لكنني لم أجد أثرا لتلك المرأة ! لكن وجدت نفسي أحمل كل الوثائق التي طلبتها مني الوكالة ، لقد كان الأمر غريبا !-" لقد وجدت عملا ، و سأبدأ غدا صباحا ..."
-" يمكنني أن أقلك غدا ، أين ستعملين ؟"
-" في فيلا مدام... مدام الفندي"
-" فيلا مدام الفندي ! إنها إمرأة أعمال ثرية للغاية و أشهر سكان المدينة ، يقال أنها تغير خدمها باستمرار ، عليك أن تحذري هذه المرة !"
-" بما أنك ستقلني غدا هل يمكنني ترك هذه الوثائق هنا ؟ أخشى أن أنساها غدا فتغضب مني سيدة المنزل في يومي الأول "
-" أتركيها في زاوية العربة و ضعي عليها شيئا ما كي لا تطير مع الرياح "
-"شكرا"
عندما وصلت إلى الكوخ ، رأيت إحدى الغرف مفتوحة ، تقف فيها فتاة شديدة الجمال ، تشبه "يوليا" غير أن شعرها متموج و قوامها ممشوق ترتدي ثوبا أخضر قطنيا مطرز بالزهور الحمراء ، يبدو أنه على صيحة الموضة ، فقد رأيت الكثير من الفتيات في المدينة يرتدينه ، و على رقبتها عقد من فضة نحت عليه ..."أماليا" .
نظرت إلي نظرة إحتقار ، لم أطل النظر إليها ، فأنا أعرف أن وراء هذا المنظر الجميل سم قاتل و خبث و حقد ...
على العشاء كانت كل الأطباق قليلة بسيطة إلا طبق واحد خُصص للأميرة المعبودة "أماليا" ، فهمت عندها سبب اختلاف أجسامنا . بدا الوالدان سعيدان جدا بـ"أماليا" و متجاهلان تواجدي تماما .عندما أخبرتهما عن العمل الذي حصلت عليه ، فوجئت بإجابة الأب :" و الآن سيكون لنا مصروف أكثر و يمكننا أن نشتري الهاتف الذي تريده عزيزتنا "أماليا" ...إسمعي "يوليا" ! من الآن فصاعدا كل ما تجنينه ستقدمينه لي كاملا و أنا سأتصرف فيه بناءا على ما يحتاجه هذا البيت" قالها و هو يبتسم ناظرا إلى "أماليا" !
(الكاتب الملعون مجنون حقا ! من المستحيل أن تكون هنالك أسرة هكذا في الحياة الحقيقية !...أو ربما هنالك؟ ...لكنه مجنون !)
بعدها تم تجاهلي طوال فترة العشاء ... فكرت أنه من الجيد أنني اتبعت وصية "ذات العيون الرمادية" ، فعندما سُئلت عن أجري أخبرتهم أنه ألف عملة هزبرية .
بعد إنتهاء العشاء ، كنت أنا الملزمة بالتنظيف ثم النوم في تلك المساحة الصغيرة على الأفرشة البالية بينما تنام الأميرة المعبودة في غرفة جميلة دافئة ....
أنت تقرأ
أنت يوليا
Fantasíaتستيقظ لتجد نفسها في جسد شخصية من رواية مأساوية ، تسعى لأن تصلح حياتها مواجهة الإكتئاب و الإعتداء لتغوص في جوانب لم تذكرها القصة الأصلية ... كيف ستواجه الصعاب الجديدة ؟ كيف ستتغير ؟ و الأهم ، من تكون ؟ الكاتبة : مروة بوحفص مصمم الغلاف : نصر الدين...