راودني حلم ...
حلم طويل واقعي ...
لم أتوقع أن ينتهي :
" كان كل شيء مظلما حولي ، دخل رجل طويل القامة ، ملامحه غير ظاهرة ، كنت أسمع كلمات غير مفهومة ...
ثم وجدت نفسي واقفة أمام وحش ، أنياب طويلة ، جسم ضخم نحيل و مخالب خشنة حادة ، وضعها على ذقني ، شعرت بالألم ...
ثم قال بصوت خشن محدثا صدى :
" روحك الآن ملك لي!"ركضت بعيدا ...
بعيدا ...
حتى إنقطعت أنفاسي ...
ثم وجدت نفسي بملابس مخزية قصيرة ، تظهر أكثر مما تستر ، كنت أبكي و أضحك ... كمجنونة ...
ركضت إلى كوخ آل سديل و رأيت "أماليا" تحمل حجر الزبردج السحري الذي قدمته لي "رفاء" .
صرخت فيها :" أنت ! أسوء من الشيطان نفسه ! كيف تجرئين !! "
إبتسمت بخبث و أجابت محركة الحجر بين أصابعها :"أنت لا فائدة منك إذا لم تخدميني ! لا حياة لك إذا لم تكن من أجلي !"
تقدم الأب من الخلف و كان على وشك ضربي ، إلا أنني أمسكت وجهه بينما أتمتم بكلمات : " بقوة هزبر التي بوركت بها و العلم الذي أخذته ، أنا "يوليا" آمرك أن تفجريه !" فانفجر رأس الأب و تناثرت بقاياه في أرجاء الغرفة و تلطخت يداي بالدم و اللزوجة التي خرجت منه ، كان مقرفا لكنني لم أعر الأمر إهتماما ، نظرت إلى "أماليا" و التي تجمدت مكانها و على وجهها علامات الفزع ، تحركت نحوها في حقد ، دفعتني الوالدة و ضربتني على رأسي بشيء ثقيل كادت تفقدني الوعي ، ثم صرخت :" إبنتي هي المباركة بقوة هزبر ! "أماليا" العزيزة هي المختارة !"
ضحكت بهستيرية قائلة :" هي إبنتك ... و أنا ماذا أكون ؟!"، و أمسكتها بقوة ، بالرغم من جسدي الهزيل ، رفعتها عاليا و ضربتها على الأرض ، ضربة كانت كافية لأن تسبب لها عدة كسور ، تمتمت بنفس الكلمات فانفجر رأسها هي الأخرى ، وبقيت "أماليا" فقط ، ابتسمت في فزع قائلة بإرتجاف :" دعينا نحكم معا ... أنا و أنت ... سأفسخ العقد مع الغريب ! لذلك ... لنفتح صفحة جديدة ! و .."
لم أدعها تنهي كلامها ، صفعتها بقوة ثم صرخت فيها :" لا أريد شيئا ! بئسا لك "أماليا" ! كل ما أردته هو العيش في سلام ، لا أمانع أن أكون فقيرة ، لا أمانع أن أكون عديمة القوى ، أن أولد بلا هذه القوة السخيفة ! لكن أنت ! جعلتني وحشا ! كسرتني ! و ها أنا الآن سأنتهي و إلى الأبد ... و لكنك ستذهبين قبلي ، و لن تري اليوم الذي أنتهي فيه !"
دفعتني لتهرب من الباب ، لكنني سحبتها و ضربتها بقوة في بطنها ، و شددتها من شعرها لأضربها عدة مرات مع الأرض ، بقوة و بلا رحمة ، حتى تشوهت ملامحها ...
حتى توقف صراخها ... و نبض قلبها ...
ثم وجدت نفسي واقفة أمام المقصلة ، و أمامي من بعيد ، ذلك الرجل الطويل ... الذي تحول في ما بعد إلى نفس الوحش ...
شهقت ، أردت أن ينفذ الحكم بسرعة ... لكنه إقترب بسرعة ..
ثم رأيت من بعيد السيدة "زوبة" و كلها جزع ، إقتربت دافعة الحشود المتفرجة ، كانت تحمل كتاب مملكة هزبر ...
بكيت حينما رأيتها ، و صرخت بكلمات غريبة... جعلت الناس تصرخ ، تسقط أمامي ...
ثم إرتفعتُ بعيدا ..."فتحت عيناي ، واضعة كفي على رأسي من شدة الصداع ، ثم جففت دموعي التي انهمرت خلال نومي ...
( هذا الحلم مجددا ...)
أنت تقرأ
أنت يوليا
Fantasíaتستيقظ لتجد نفسها في جسد شخصية من رواية مأساوية ، تسعى لأن تصلح حياتها مواجهة الإكتئاب و الإعتداء لتغوص في جوانب لم تذكرها القصة الأصلية ... كيف ستواجه الصعاب الجديدة ؟ كيف ستتغير ؟ و الأهم ، من تكون ؟ الكاتبة : مروة بوحفص مصمم الغلاف : نصر الدين...