العريس

787 63 4
                                    

" ما ... هل تم طردك مجددا ! سوف أحطـ..."
قال الأب ، ثم قاطعته مقدمة كيسا به ستة آلاف عملة هزبرية :" لا ، لقد أتيت لتقديم المال " .
أخذه من يدي و بدأ بعد العملات بسرعة . بينما ذهبت الوالدة لتحضير العشاء . و بقيت أنا أنظر إليهما ، محاولة فهم العقم الفكري الذي يجتاح رأسيهما ، لم يعتبرا "يوليا" شخصا مهما ولا حتى إبنة ... وُلدت من دمهما و لحمهما ... إلا أنها مجرد أداة لخدمة الأميرة المعبودة "أماليا" ...
فُتح الباب لتدخل "أماليا" مرتدية أحدث صيحات الموضة ، وقف كلا من والديها ليقبلاها و كأنها جاءت بعد غياب طويل ...
لقت ترحيبا حارا على عكسي ...
" يا إلهي ! "يوليا" أهذه أنت ؟! لقد تغيرت مجددا ! أنت تبدين أقل وحشية ؟ " قالت مرحبة بي بطريقتها الخاصة .
" شكرا " قلت مبتسمة ...
المشاعر الباردة ... و عدم رغبتي بالبقاء هناك جعلا الوقت يمر بصعوبة ، كنت أفكر في كيفية جعل "يوليا" محبوبة من قبل والديها .
(ربما لو تصالحت مع "أماليا" سوف يقدرانني !)
عندما رفعت رأسي ، تلاقت أعيننا ، كانت تحدق في و لكنها لا تراني ، و كأنها تفكر شاردة الذهن ثم قالت :" بما أنك خادمة ، تعرفين ما عليك فعله ، بسبب عملك الغبي هذا البيت أصبح في حالة سيئة ! إبدئي بغرفتي "
لم أجبها ، نهضت في الحال ، دخلت إلى الغرفة و التي أصبحت أجمل من قبل ، عُلق تلفاز جديد على الجدار ، و عطور على الطاولة ، نظفت قليلا ، إلى أن وجدت ورقة تحت السرير ، كانت ممزقة و عليها كتابات غير مفهومة ، عندما أوشكت على رميها في كيس القمامة سمعت همسا يقول :" ستحتاجينها لاحقا! إحتفظي بها " ، لقد كان صوت "رفاء" ... خبأت الورقة في صدريتي ، و إذا بـ"أماليا" تدخل الغرفة بقوة ، و كأنها تبحث عن شيء ، دارت الغرفة و تفقدت أشياءها ثم خرجت و هي تقول :" إن فقدت أي شيء فأنت السارقة ، و ستدفعين الثمن بحياتك !"
أعرت لتهديدها آذان صماء ، و أتممت عملي بينما أسمعهم يتهامسون و يتناولون طعام العشاء .
عندما انتهيت ، خرجت لأتناول الطعام ، لكنني فوجئت بكلام الأم :" أنت أتيت فجأة ، لا يمكننا الطبخ لعدد كبير من الأشخاص ، لن تموتي إذا لم تتعشي !"
"ماما أريد المزيد " صرخت "أماليا" لتزيدها والدتها صحنا آخر .
( لا يمكنني الأكل ، لكن يمكن لـ"أماليا" أن تأكلكم حتى !أهل أغبياء !)
ثم كما توقعت ، كانت الليلة باردة طويلة بينما الأميرة المعبودة تتنعم في غرفتها الدافئة ، غير آبهة بالآخرين ...

*******

مر يومان و الأمور على حالها ، حاولت أن أتقرب من "أماليا" أو الوالدان ، لكن دون جدوى .تلك المدة كانت كافية لأن أفهم أي نوع هي "أماليا" ، هي المتحكمة التي لا ترضى بـ"لا" ، و لا شيء فوقها ... حتى لو كانت مخطئة فهي ليست كذلك ، لها أسمى درجات الأنانية ، كاذبة و تصدق كذباتها ... و لكن كل هذه الصفات تبدوا لطيفة أمام إعتدائها النفسي على "يوليا" ناعتة إياها بأمور قد تحطم ذاتها...
لكنني لم أهتم كثيرا ، فقد فهمت أنه لا جدوى من مصالحة هؤلاء القوم و ربما كان من الأحسن لو قتلتهم أيضا ...

أنت يولياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن