جلست غير مصدقة ما رأته عيناي...
( منذ اللحظة التي استسلمت فيها لقرارالزواج ، خرجت تماما من مسار القصة الأصلية ، لم أكن لأعرف "سرمد" أو "فدوكس" أو حتى أخرج من القرية ... لكن كل هذا أدى بي إلى مشاكل جديدة لا أعرف كيف أتخلص منها ...كل ما كنت أريده هو تحسين حياتي البائسة... لكنني أواجه الآن أمورا أصعب و أغرب من أن يتقبلها عقلي . "رفاء" قالت أن عزيزي قد قُتل ، و زعيم الغرباء يتنكر في هيئته ... و هاهو الآن أمام عيناي ، علي أن أتصرف بذكاء الآن و لا أعتمد على مشاعري ... لأنني صرت متأكدة أنه لا يمكنني أن أثق في أي أحد ... نعم أخشى أن أصدق "رفاء" و يكون هذا الذي أمامي هو عزيزي و لكن ...ماذا لو كانت محقة ...)
دفعه "سرمد" بقدميه للأعلى و ركله مبعدا إياه مجددا ثم صرخ فيه :" توقف "زنيم" !"
( "زنيم" ؟ إذن هذا ليس "فدوكس" حقا )
"أتشتهي زوجتي أيها البائس !" أجابه و عيناه تتقدان غضبا ، ثم نظر إلي في أسف و توجه نحوي بخطوات سريعة ممسكا كتفاي و قال بصوت مرتعش :" كيف تفعلين هذا بي "يوليا" ، أتتركين من هب و دب يلمسك في غيابي !"
( مستحيل !)
إقشعر جلدي و إضطربت حواسي و إرتجفت قوائمي ، ذلك الرجل الذي يقابلني ، ملامحه ، كلامه ، كل شيء فيه جعلني لا أستطيع أن أنكر أن ذلك كان "فدوكس" لا محال .
و دون أن أدرك عانقته بشدة باكية ، رائحته التي لطالما عبرت عن الأمان بالنسبة لي إخترقت حواسي و لأول مرة منذ وقت طويل أحسست أنني تنفست حقا !دام عناق لم الشمل مدة نسينا فيها أن "سرمد" معنا ، أبعدت "فدوكس" قليلا و نظرت إلى "سرمد" الذي بدا مفجوعا أكثر منه حزينا .
وقف معدلا ملابسه ثم تكلم بصوت متحشرج متعب :" من بين كل الأشخاص ..."زنيم" اللعين هو ... زوجك ..." و همس :" ها أنا أخسر في بداية الـ..."
إستدار إليه " فدوكس" و قال بتعال :" أخبرتك أن زوجتي فائقة الجمال ! من المفترض أنك علمت من تكون في اللحظة التي رأيتها ، أنا لم أقتلك فقط من أجل ذلك القط الكبير !"بالرغم من أنني إستسلمت بين ذراعي عزيزي إلا أنني لم أكن قد تأكدت من أنه هو حقا بعد ، فقد ناداه "سرمد" بـ"زنيم" و هذا الإسم الذي دعت به السيدة "زوبة" زعيم الغرباء ...
".."زنيم"؟.." همست ، و سمعني فنظر بإشمئزاز و قال :" أرجوك عزيزتي لا تناديني هكذا ، هذا الإسم ليس سوى وسم ... وسم يعبر عن حقيقة أحاول إنكارها ..." تنهدت غير مصدقة ...
(لماذا لم يخبرني بأمور كهذه من قبل ، كنت أخبره كل شيء ... هل يعقل أن "زنيم" و "سرمد" من علي أن أحذر منهم ؟!....)
لم يبدو أن الرجلان متخالفان ، بل على العكس كانا على وفاق تام ، إستسلم "سرمد" كليا ، بالرغم من أن وجهه كان يعبر عن الألم الذي شعر به ، و كأنه لم يكن يريد أن يواجه "فدوكس" ، و كأن لقائهما ذاك لم يكن الأول ....
و لم يكن طبعا ....
أنت تقرأ
أنت يوليا
Fantasíaتستيقظ لتجد نفسها في جسد شخصية من رواية مأساوية ، تسعى لأن تصلح حياتها مواجهة الإكتئاب و الإعتداء لتغوص في جوانب لم تذكرها القصة الأصلية ... كيف ستواجه الصعاب الجديدة ؟ كيف ستتغير ؟ و الأهم ، من تكون ؟ الكاتبة : مروة بوحفص مصمم الغلاف : نصر الدين...