الحلقة الثالِثة عشِر

24.5K 485 37
                                    

[الحلقة الثالِثة عشِر].
إنتقام _صارِم

"عِشق يحيا وعِشق يمُوت.. ورُبما من حيا يمُوت ومن مات يحيا ،وتلك هي دوامة العشق ..".
___ ^___
نهض عاصم بقلق ،واضاء الأنوار وقام بهز مريم بلُطِف قائلا:
-مريم .. مريم انتِ كُويسة ؟
فتحت مريم عينيها بصعوبة بعد صراع في حِلَمُها، نهضت بتعب وارهاق وهي تبكي بصمت، قال عاصم بقلق ولهفة:
-مريم فوقي فيه ايه ؟
رمقتهُ بألم قائلة:
-شوفت حلم غريب.. حد اعرفه بيقرب مني ،وعقلي رافض فكرة قُربه مِني تماماً.. مِش قادرة اجمع المشهد ولا اللي حصل بس كُل اللي عايزاه مايقربش  مني .

أبتلع عاصم ريقه بتوتر، فهُو يعلم أنهُ المقصود وان عقل مريم للان لم ينسي ما حدث، ولكن لم يستطيع أيضا أن يجمع الفكرة، قال عاصم وهُو يُهدِء من روعها بحنان قائلا:
- طيب استغفري ربنا يا حبيبتي، وحاولي ترجعي للنوم مرة تانية .
هزت رأسها واستلقت علي الفراش، أغمضت عينيها بتعب ،ولكن تلك المرة لم تكُن بأحضان عاصم ،هي لم توّد وهُو لن يجعلها تنام بأحضانه، اقفل الأنوار، وظل يُؤنب نفسه بشدة علي ما فعله، لا يجب الاقتراب منها كفي ما فعله بها في الماضي ،نهض تاركًا لها حٌرية النوم ، نزل الي الحديقة وجلس بها ،يتتبع النجوم والقمر، فلأول مرة يشعُر بجمالهم، ولأن بعض الأشياء موجودة امامنا ولكن لا نشعُر بهم الا في وقتٍ ما ...

وضع يديهِ علي وجهة ،وهُو يُفكر ماذا يفعل معها ؟، ايقول الحقيقة ومايحدُث يحدُث!؟ أم يصمُت ويترُكها حزينة وسط أفكارها؟
قال بضيق والم:
-عارف اني غلطان ،غلطان وماينفعش يتغفر ليا، بس اللي حصل كان خارج عن ارادتي تماماا ...
عاد بظهرُه للخلف واغمض عيناهُ لعلهُ يستطيع النوم ، بينما كانت مريم تُراقبه من النافذة تعلم أنه غادر، رمقتهُ وهي تشعُر بشئ غريب نحوه ،شعورين مُتناقضين تمامًا... قالت بحيرة:
-حكايتِ معاك ايه يا عاصم!؟

في صباح يوم جديد، كان عاصم يقف يرتدي ملابسه امام المرآه بشرود، تعهد ان يُنفذ ما خطط لهُ ولن يبتعد عن مريم الا عندما تسامِحهُ علي فعلته ،سيبذل كثير من الجُهد حتي توافق علي مسامحته، تساءل قلبه الباطل لماذا يهتم لامرها، إلا أن عاصم أجاب بثقة في نفسه:
-علشان أكفر عن ذنبي.. علشان امي ما تزعلش مني.
هُو يعلم أنهُ يكذب ،وصدق تلك الكذبة ،ولكن لا يستطيع التصريح بعشقه لمريم الذي بدء يظهر، لن يدع نفسه يعشقها، وإن كانت آخر امرأة في هذا الكون ...

دلفت مريم ببطئ الي الغُرفة ،قائلة بهدوء:
-لبست وخلصت من بدري ،بس ممكن اعرف احنا رايحين فين ؟
قال عاصم بتركيز:
-هتعرفي اول ما هنوصل يا مريم .
استدار لها، وقال بنحنحه:
-يلا .
هزت رأسها واتبعته، هبط للأسفل ليري والِدتهُ تجلس تتجرع من كوب القهوة ،أقترب منها وقبلها بحُب وحنان ،قائلا وهُو يغمز لها :
-هنفذ اللي قولتهولك إمبارح.
قالتِ ناهد بأبتسامة:
- طيب يا حبيبي خلي بالك من نفسك .
التفتت الي مريم الذي اتت لتو قائلة بحنان امومي:
-خلي بالك من نفسك يا مريم يا حبيبتي .

 إنتقام صارم (مُكتمِلة).حيث تعيش القصص. اكتشف الآن