الحلقة التاسِعة عشِر

18.4K 412 45
                                    

[الحلقة التاسِعة عشِر].
إنتقامِ _صارِم .
"فيِ بعضُ الاحيانَ البُعد هُو السبيل الوحيد للمشاكِل والجروحَ".
_____
اقترب هشام من ناهد التي كانت تُرحب بالمعازِيم، وقال بهمس:
-المطرة برا شديدة، ايه رائيك ننهي الاحتفال ،ونروح نشوف مريم وعاصم وبعدها نرتاح .
قالت بهدوء :
- خلاص تمام .
بالفعل انتهي الاحتفال ،وغادر الجميع الي منزلهم بعدما شكرتهم ناهد علي دعوتهم ، وبقي عمرو فقط مع رحمه وهشام وناهد، فقال عمرو بثبات:
-هروح اوصل انا رحمه علشان الجو..
قالت ناهد بتحذير :
- طيب خلي بالك من الطريق يا عمرو ..
هز رأسه وخرج برفقة رحمه الي السيارة ليُوصِلها، في حين بقت ناهد مع هشام وقالت له :
-هطلع اشوف مريم .. وانت اتصل بعاصم علشان مش عارفة هُو فين ..

قال بثبات:
- خلاص تمام .
بالفعل صعدت الي غرفة مريم، دقت الباب عدة مرات ولكن لا إجابة، ففتحته بقلق لتري مريم فاقدة للوعي ومُلقاه أرضا، صرخت هي بخُوفٍ قائلة :
-مريم ..
ظلت تُحاول ان تمسكها حتي نجحت ووضعتها علي الفراش، وبقت تُحاول افاقتها لكنها تفشل مرارا وتكراراً ، نهضت لتقول لهشام لكنها اصطدمت بفيديو مُسجّل علي الحاسُوب، ابتعلت ريقها بإيزدراء، واقفلت الحاسُوب واخذت السديهات والقتها في سلة المٌهملات، هبطت السلالم بقوة وخوف ، قالت وهي تبتلع ريقها؛
-هِشام..

التفت لها قائلا بأستغراب:
-عاصم مِش بيرُد علي تليفونه..
وضعت يديها علي وجهها بخوف قائلة:
-مريم..  شافت الفيديوهات .
أقترب منها قائلا بعدم فهم:
-فيديوهات ايه!
-فيديوهات اغتصابها.. واُغمي عليها فوق .. انا حاسة ان ذاكرتها رجعت تاني ، لازم ننقلها علي المُستشفي او حتي نجبلها دكتور 
اغمض هشام عينيه بغضب قائلا:
-كُله من عاصم هو السبب ، لو ماكنش لسه عاين الزفت الفيديوهات ماكنش ده كٌله حصل.. ولو كان اتغير بجد ليه لسه الفيديوهات معاه لحد دلوقتِ ؟؟ ممكن افهم.

هزت رأسها بعدم فهم، تركها واقفة وصعد إلي مريم، حاول افاقتها لكنها مازالت كما هي ،امسك الهاتف واجري اتصالاً بالطبيب المُتابع لها ،وطلب منه القدِوم لرؤية مريم ، وبالفعل بعد قليل اتي وصعدت معه ناهد الي غُرفة مريم، قام بفحصها بهدوء ، وقال :
-عندها انهيار عصبي.. نتيجة صدمة او حاجة، وده غالباً هيساعدِها في استعادة ذاكِرتها.. بس لازم نخلي بالنا لان ردة فعلها غير مُتوقعة بعد الحادث اللي اتعرضت ليه ،اياً كان ..

ما ان انهي كلامه، بدأت مريم تتقلب وهي تقول كلامات غير مفهومة وتبكي بصمت حتي ارتفع صوت صراخها وكأنها تُعاني حرباً داخليه مع نفسها ،نهضت وهي ترتعش وتمسك جسدها صارخة:
-ابعد عني ابعد يا حيوان..  بكرهك يا عاصم بكرهك ...
رمقتها ناهد ببكاء فهي تعلم حالتها جيدًا فسبق ومرت بأسوِء منها .

أقترب منها هشام وعانقها بقوة وهي تمسكت وهي تبكي قائلة:
-بابا مشيني من هنا .. عاصم هيأذيني مرة تانية، هُو ما اتغيرش هيأذيني تاني ..
حاول هشام تهدئتها ولكنه فشل، فقام الطبيب بأعطائها حُقنه مٌهدئة، فسكنت عن الحركة واغمضت عينيها نائمة بأرهاق ودموعها أغرقت وجهها ،بينما نهض الطبيب وقال:
-كده ذاكرتها رجعت اكيد.. بم انها في صدمة بالطريقة دي، وعاصم ده جوزها صح ؟
هزت ناهد رأسها بتعب ،فقال هو لها بتحذير :
- طيب نصيحة مني.. خليها تبعد عن المكان ده فترة ،لأنها كرهاه وممكن ده يأيذها ولو تبعد عن جوزها فترة اياً كانت لحد ما تقدر توقف من جديد وتبقي كويسة..

 إنتقام صارم (مُكتمِلة).حيث تعيش القصص. اكتشف الآن